وبعض من يدّعي الدين، إنّما يتعبد بما يحسن في العادة، ويُثني عليه به، وما فيه مقاطعة ومجاهدة وهجرة في ذات الله، ومراغمة لأعدائه، فذاك ليس منه على شيء، بل ربّما ثَبَّط عنه، وقدح في فاعله. وهذا كثير في المنتسبين إلى العبادة، والمنتسبين إلى العلم والدين، والشيطان أحرص شيء على ذلك منهم، لأنهم لا يرونه غالباً ديناً وحسن خلق، فلا يتاب منه ولا يستغفر ؛ ولأن غيرهم يقتدي بهم ويسلك سبيلهم، فيكونون فتنة لغيرهم؛ ولهذا حذّر الشارع من فتنة من فسد من العلماء---[الرسائل المفيدة]--------------------------------لأجاهدنّّّّّّّ عِداك ما أبقيتني :: ولأجعلن قتالهم ديداني
ولأفضحنهم على روس الملا :: ولأفرين أديمهم بلساني
ولأكشفن سرائراً خفيت على :: ضعفاء خلقك منهم ببيان
ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا :: حتى يقال أبعد عبّادان
ولأرجمنهم بأعلام الهدى :: رجم المريد بثاقب الشهبان
ولأقعدن لهم مراصد كيدهم :: ولأحصرنهم بكل مكان
ولأجعلن لحومهم ودماءهم :: في يوم نصرك أعظم القربان
ولأحملن عليهم بعساكر :: ليست تفر إذا التقى الزحفان
بعساكر الوحيين والفطرات والـ :: ـمعقول والمنقول بالإحسان
حتى يبين لمن له عقل من الـ :: أولى بحكم العقل و البرهان
ولأنصحن الله ثم رسوله :: وكتابه وشرائع الإيمان
إن شاء ربي ذا يكون بحوله :: أو لم يشأ فالأمر للرحمن --[ابن القيم]