" جواز تخزين قوت الأهل لمدة سنة "
" جواز تخزين قوت الأهل لمدة سنة "
" جواز تخزين قوت الأهل لمدة سنة "
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه :
بَابُ حَبْسِ نَفَقَةِ الرَّجُلِ قُوتَ سَنَةٍ عَلَى أَهْلِهِ ، وَكَيْفَ نَفَقَاتُ العِيَالِ ؟
5357 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ : قَالَ لِي مَعْمَرٌ ، قَالَ لِي الثَّوْرِيُّ : هَلْ سَمِعْتَ فِي الرَّجُلِ يَجْمَعُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ أَوْ بَعْضِ السَّنَةِ ؟ قَالَ مَعْمَرٌ : فَلَمْ يَحْضُرْنِي ، ثُمَّ ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : « أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَيَحْبِسُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ » .
معنى الحديث :
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يروي لنا في هذا الحديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع نخل بني النضير " أي يبيع كل عام ثمرة النخل الذي يخصه من فيء بني النضير في خيبر ، " ويحبس لأهله قوت سنتهم " أي ويدخر لأهله ما يكفي لقوتهم مدة سنة كاملة.
فقه الحديث:
دل هذا الحديث على أنه يجوز للمسلم أن يدّخر لأهله وعياله تموين عام كامل، ولا يعد ذلك احتكاراً ولو كان يخدش في التوكل لما فعله إمام المتوكلين صلى الله عليه وسلم ، فإن فعله صلى الله عليه وسلم تشريع لأمته.
قَالَ الإمام ابن دَقِيق الْعِيد رحمه الله تعالى : فِي الْحَدِيثِ جَوَازُ الِادِّخَارِ لِلْأَهْلِ قُوتَ سَنَةٍ .
ينظر / الفتح ، ومنار القاري شرح مختصر صحيح البخاري .
وقال ابن بطال في شرح البخاري 7 / 533 :
وفيه : أنَّ اللَّهَ قَدْ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فِى هَذَا الْمَالِ بِشَىْءٍ . . . . . - إلى قوله - : فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنه ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِىَ ، فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ . . . الحديث .
قال المهلب : فى هذا الحديث دليل على جواز ادخار القوت للعالم للأهل والعيال ، وأن ذلك لا يكون حكرة ، وأن ما ضمه الإنسان من أرضه أو جَدَّه من نخله وثمره وحبسه لقوته لا يسمى حكرة ، ولا خلاف فى هذا بين الفقهاء . قال الطبرى : فى هذا رد على الصوفية فى قولهم : إنه ليس لأحد ادخار شىء فى يومه لغده ، وأن فاعل ذلك قد أساء الظن بربه ، ولم يتوكل عليه حق توكله ، ولا خفاء بفساد هذا القول ؛ لثبوت الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدخر لأهله قوت السنة ، وفيه أكبر الأسوة لأمر الله تعالى عباده باتباع سنته ، فهو الحجة على جميع خلقه .. اهــ
أحسنتم النقل أحسن الله إليكم .
جزاكم الله خيرا على فوائدكم النافعة.