ماذا أفعل مع طفلي العنيد
العناد مشكلة تعانيها أكثر الأمهات، وهو مصدر تعب ونكد وهم، وألام تحرص دوماً على طاعة ولدها لها، ولهذا تظل حائرة حيال رفضها لما تريد منه، ولا تدري كيف تتصرف إزاء عناده؟ ومع إن العناد ليس غريزة تولد مع الطفل كما تتصور بعض الأمهات، بل هو مؤشر على خلل في نفسيه الطفل نتيجة سوء التعامل مع غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره.
لا تفعل وافعل:

كيف تتصرف الأم مع طفل يمارس عملاً لا ترضاه؟ إن الطلب منه إن لا يفعل هذا لا يجدي معه شيئاً ما دام معانداً، وسيرفض حتماً كل ما تريده منه، والأولى في مثل هذه الحالة أن تستبدل الأم (كلمة لا تفعل) حتماً كل ما تريده منه أن تستبدل الأم كلمة ( لا تفعل) بكلمة (افعل) حتى تخرجه من العناد بأسلوب لطيف مثلاً: حين تجد الأم طفلها يكتب على الحائط فبدل أن تقول له: (لا تكتب على الحائط) تقول له: تعال وارسم بهذه الأقلام الملونة على هذه الورقة بحيث إن لا يظهر على وجه الأم أية علامة رفض لفعله بل لابد من أن تتظاهر بعدم اهتمامها بما يقوم به من عبث وان كانت في قلبها مذعورة مما يفعل، كذلك حين تريد الأم المحافظة على حاجة ثمينة تقول له: لا تلعب بهذه الحاجة لأنها خاصة بي ، إنها في مثل هذه الحالة تغريه على العبث بها من دون أن تشعر.
عدم ذكر عناد الطفل أمام الآخرين :
إن ذكر مساوئ الطفل أمام الآخرين خطأ فادح تقوم به بعض الأمهات في محاولة لتفريغ شحنات غضبهن وألمهن من عناد أطفالهن المؤذي، إن سماع الطفل لمثل هذه الأحاديث تزيد عقدة الحقارة عنده، الأمر الذي يزيده عناداً.
التحذير من السخرية من طفلك: سخرية الأم من قدرات طفلها تدفعه لعدم طاعتها وحقداً على من حوله ولذا تجد الأم طفلها أكثر إصرارا وعبثاً وعناداً بعد سماعه ذكر تصرفاته السيئة للآخرين.
حاجة الطفل المعاند إلى مزيد من الاستقلالية والحرية:

إن الطفل الذي يفتقد إلى الحرية في المرحلة الأولى من طفولته يكون كالنبات الفاقد للهواء النقي فينمو ضعيفاً مصفراً لا يعجب الناظرين.
والأجدر بالوالدين أن يتحليا بالصبر أمام عبث الطفل المعاند وطريقة آكله ولعبه ومشيه ما عدا إيذائه للآخرين.
إن التصرفات غير المرضية في حركته وسلوكه نتيجة طبيعية لفقدانه الحرية الكافية لنمو غرائزه في جو سليم، لذا يكون علاجه بالسكوت عن سلوكه وعدم التحذير والتدخل في شؤونه ريثما يرجع إلى الوضع الطبيعي وان الإصرار عليه بتغيير سلوكه يزيد الطين بلة، لأن الإصرار يعني سلب حريته في الحركة لذا يزيده عناداً بشكل لا ينفع معه بعدئذ أي علاج.
استخدام المنافسة :
إن الطلب من الطفل المعاند في مرحلة الطفولة الأولى في أن يعمل كذا يواجه عادة بالرفض وعدم الاستجابة، وحتى نحمل الطفل على انجاز بعض الأعمال الضرورية ينبغي استخدام أسلوب المنافسة، فمثلاً: إذا أرادت الأم من صغيرها أن يسرع في مشيه معها في الشارع وطلبها منه ذلك لا معنى له ما دام معانداً، والأولى أن تقول له: لنرى من يصل إلى البيت أولا أنت أم أنا؟ وحين تريد الإسراع في تناوله الطعام تقول له: لنرى من الفائز الأول في الانتهاء من فراغ الصحن من الطعام أنت أم أنا؟ .

هذه بعض النصائح في علاج مشكلة الطفل المعاند، جدير بالأبوين أن يستفيدا منها.
منقول