تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 27

الموضوع: خصائص النبي وأن الله يجلسه على كرسيه يوم القيامة صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي خصائص النبي وأن الله يجلسه على كرسيه يوم القيامة صلى الله عليه وسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم عبده ورسوله أما بعد .
    فموضوعي هذا عن خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذلك أن معرفة ما يتعلق به واجب علينا وأن نعرف له حقه وأن نعرف له منزلته وقدره . وذلك كله داخل في إيماننا بنبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم .
    فخصائصه صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي ما اختصه الله عز وجل بها وفضله على سائر الأنبياء والمرسلين والخلق . ومعرفة هذه الخصائص تزيدنا في معرفة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتجعلنا نحبه ويزداد إيماننا به فنزداد له تبجيلاً ونزداد له شوقا . ومن خصائصه صلى الله عليه وعلى اله وسلم منها :
    ما اختص بها في ذاته في الدنيا . ومنها ما اختص بها في ذاته في الآخرة .
    ومنها ما اختصت به أمته في الدنيا ومنها ما اختصت به أمته في الآخرة .

    قال تعالى: ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ) << النساء : 113 >> وقال تعالى: ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ) << البقرة : 253 >> .
    التفضيل الأول صريح في المفاضلة ، والثاني في تضعيف المفاضلة بدرجات وقد فضل الله تعالى نبينا صلى الله عليه وسلم من وجوه. ومن هذه الخصائص خصيصة عجيبة وهي :

    1- أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم في عهده وبعث أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم . وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم . والدليل قال الله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جآءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ء أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) << آل عمران : 81 >>

    2- أنه ساد الكل ، قال صلى الله عليه وسلم( أنا سيد ولد آدم ولا فخر )) << رواه ابن حبان >> والسيّدُ من اتصف بالصفات العليّة ، والأخلاق السنيّة . وهذا مشعرّ بأنه أفضل منهم في الدارين ، أمّا في الدنيا فلما اتصف به من الأخلاق العظيمة . وأمّا في الآخرة فلأن الجزاء مرتبُ على الأخلاق والأوصاف ، فإذا كان أفضلهم في الدنيا في المناقب والصفات ، كان أفضلهم في الآخرة في المراتب والدرجات . وإنما قال صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر )) ليخبر أمتُه عن منزلته من ربه عزّ وجل ، ولّما كان ذكر مناقب النفس إنما تذكر افتخاراً في الغالب ، أراد صلى الله عليه وسلم أن يقطع وهم من توهم من الجهلة أن يذكر ذلك افتخاراً قال : (( ولا فخر )).

    3- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر )) .

    4- ومنها أن الله تعالى أخبره بأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال الله تعالى (إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) الايه << الفتح : 1،2 >> . ولم ينقل أنه أخبر أحداً من الأنبياء بمثل ذلك ، بل الظاهر أنه لم يخبرهم ، لأن كل واحد منهم إذا طُلبَتْ منهم الشفاعة في الموقف ذكر خطيئته التي أصابها وقال : (( نفسي نفسي )) ولو علم كل واحد منهم بغفران خطيئته لم يُوْجل منها في ذلك المقام ، وإذا استشفعت الخلائق بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام قال: (( أنا لها )) .

    5- ومنها إيثاره صلى الله عليه وسلم على نفسه ، إذ جعل لكل نبي دعوة مستجابة ، فكل منهم تعجل دعوته في الدنيا ، واختبأ هو صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته.

    6- ومنها أن الله تعالى أقسم بحياته صلى الله عليه وسلم فقال (( لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون )) << الحجر : 72 >> . والإقسام بحياة المقسم بحياته يدل على شرف حياته وعزتها عند المقُسم بها ن وأن حياته صلى الله عليه وسلم لجديرة أن يقسم بها من البركة العامة والخاصة ، ولم يثبت هذا لغيره صلى الله عليه وسلم .

    7- ومنها أن الله تعالى وقره ففي ندائه ، فناداه بأحب أسمائه واسني أوصافه فقال: (( يا أيها النبي )) << الأنفال : 64 ، 65 ، 70 ومواضع أخرى >> ، (( يا أيها الرسول )) << المائدة : 41 ، 67 >> وهذه الخصيصة لم تثبت لغيره ، بل ثبت أن كلاً منهم نودي باسمه ، فقال تعالي: (( يا آدم اسكن )) << البقرة : 35 >> ، (( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك )) << المائدة : 110 >> ، (( يا موسى إني أنا الله )) << القصص : 30 >> ، ((يا نوح اهبط بسلام )) << هود : 48 >> ، (( يا داود إنا جعلناك خليفة ً في الأرض )) << ص : 29 >> (( يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا )) << الصافات : 105 >> ، (( يا لوط أنا رُ سُلُ ربك )) << هود : 81 >> ، (( يا زكريا إنا نبشرك )) << مريم : 7 >> ، (( يا يحيى خذ الكتاب )) << مريم : 12 >> ولا يخفى على أحد أن السيد إذا دَعى أحد عبيده بأفضل ما وجد يهم من الأوصاف العليّة والأخلاق السنيّة ، ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام لا يُشعر بوصف من الأوصاف ، ولا بخلق من الأخلاق ، أن منزلة من دعاه بأفضل الأسماء والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ممن دعاه باسمه العلم. وهذا معلومٌ بالعرف أن من دُعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كل ذلك مبالغة في تعظيمه واحترامه .

    8- ومنها أن معجزة كل نبي تصرمت وانقرضت ، ومعجزة سيد الأولين والآخرين وهي القرآن العظيم باقية إلى يوم الدين.

    9- ومنها تسليم الحجر عليه وحنين الجذع إليه ولم يثبت لواحد من الأنبياء مثل ذلك .

    10- ومنها أنه وجد في معجزاته ما هو أظهر ففي الإعجاز من معجزات غيره ، كتفجير الماء من بين أصابعه فإنه أبلغ في خرق العادة من تفجيره من الحجر ، لأن جنس الأحجار مما يتفجر منه الماء ، وكانت معجزته بانفجار الماء من بين أصابعه أبلغ من انفجار الحجر لموسى عليه السلام.

    11 - ومنها أن الله تعالى يكتب لكل نبي من الأنبياء من الأجر بقدر أعمال أمته وأحوالها وأقوالها ، وأمتُه شطر أهل الجنة ، وقد أخبر الله تعالى أن أمته خير أمة أخرجت للناس وإنما كانوا خير الأمم لما اتصفوا به من المعارف.

    12- ومنها أن الله أرسل كل نبي إلى قومه خاصة وأرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته ، ولنبينا صلى الله عليه وسلم ثواب التبليغ إلى كل من أرسل إليه ، تارة لمباشرة الإبلاغ ، وتارة بالنسبة إليه ولذلك تمنن عليه بقوله تعالى: (( ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً )) << الفرقان : 51 >> ، ووجه التمنن : أنه لو بعث في كل قرية نذيراً لما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته .

    13- ومنها أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام بالطور، وبالوادي المقدس ، وكلم نبينا صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى .

    14- ومنها أنه قال : (( نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة ، المقضي لهم قبل الخلائق ، ونحن أول من يدخل الجنة )) << أخرجه مسلم >> .

    15- ومنها أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يرغب إليه الخلق كلهم يوم القيامة ، حتى إبراهيم .

    16- ومنها أنه قال : (( الوسيلة منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله تعالى ، وارجوا أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة )) << أخرجه مسلم >> .

    17- ومنها أنه يدخل من أمته إلى الجنة سبعون ألفا بغير حساب )) ولم يثبت ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم .
    18- ومنها : الكوثر الذي أعطيه ففي الجنة ، والحوض الذي أعطيه في الموقف .

    19- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( نحن الآخرون السابقون)) الآخرون زماناً ، السابقون بالمناقب والفضائل.

    20- ومنها أنه أحلت له الغنائم ولم تحل لأحد قبله. وجعلت صفوف أمته كصفوف الملائكة ، وجعلت له الأرض مسجداً ، وترابها طهوراً . وهذه الخصائص تدل على علو مرتبته ، والرفق بأمته.

    21- ومنها أن الله تعالى أثنى على خلقه فقال : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) << القلم : 4 >> ، واستعظام العظماء للشيء يدل على إيغاله في العظمة ، فما الظن باستعظام أعظم العظماء ؟ .

    22- ومنها أن الله تعالى كلمه بأنواع الوحي وهي ثلاثة أحدها: الرؤيا الصادقة. والثاني : الكلام من غير واسطة . والثالث : مع جبريل صلى الله عليه وسلم . وزاد الألباني النفث في الروع .

    23- ومنها أن كتابة صلى الله عليه وسلم مشتمل على ما اشتمل عليه التوراة والإنجيل والزبور ، وفضل بالمفصل.

    24- ومنها أن أمته أقل عملاً ممن قبلهم ، وأكثر أجراً كما جاء في الحديث الصحيح

    25- ومنها أن الله عز وجل عرض عليه مفاتيح كنوز الأرض وخيرة أن يكون ملكاً أو نياً عبداً ، فاستشار جبريل عليه السلام . فأشار إليه أن تواضع .

    26- ومنها أن الله تعالى أرسله ( رحمة ً للعالمين ) ، فأمهل عصاه أمته ولم يعاجلهم إبقاء عليهم ، بخلاف من تقدمه من الأنبياء إنهم لما كذبوا عُوجل مكذبهم.

    ,وأما أخلاقه صلى الله عليه وسلم في حلمه وعفوه وصفحه وصبره وشكره ولينه في الله ، وانه لم يغضب لنفسه ، وأنه جاء بإتمام مكارم الأخلاق ، وما نقل من خشوعه وخضوعه وتبتله وتواضعه ففي مأكله ، وملبسة ، ومشربه ، ومسكنه ن وجميل عشرته ، وكريم خليقته ، وحسن سجيته ، ونصحه لأمته وحرصه على إيمان عشيرته ، وقيامه بأعباء رسالته في نصرة دين الله ، وإعلاء كلمته ، وما لقيه من أذى قومه وغيرهم في وطنه وغربته بعض هذه المناقب موجودة في كتاب الله وكتب شمائله . ومنها كتاب الشمائل للترمذي .

    27- أما لينه ففي قوله تعالى: (( فبما رحمة من الله لنت لهم )) << آل عمران : 159 >> .

    28- وأما شدته على الكافرين ، ورحمته على المؤمنين ففي قوله تعالى (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) << الفتح : 29 >> .

    29- وأما حرصه على إيمان أمته ، ورأفته بالمؤمنين ، وشفقته على الكافة ففي قوله تعالى : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم )) << التوبة : 128 >> أني يُشق عليه ما يشق عليكم ، ( حريص عليكم ) ، أي إيمانكم 0 بالمؤمنين رؤوف رحيم )) .

    30- وأما نصحه في أداء رسالته ففي قوله تعالى (( فتول عنهم فما أنت بملوم )) << الذاريات : 54 >> أي فما أنت بملوم لأنك بلغتهم فأبرأت ذمتك.

    31- ومنها أن الله تعالى أمته منزل العدول من الحكام ، فإن الله تعالى إذا حكم بين العباد فجحدت الأمم بتبليغ الرسالة أحضر أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون على الناس بأن رسلهم أبلغتهم وهذه الخصيصة لم تثبت لأحد من الأنبياء.

    32- ومثلها عصمة أمته بأنها لا تجتمع على ضلالة في فرع ولا في أصل .

    33- ومثلها حفظ كتابه ، قل لو اجتمع والآخرون على أن يزيدوا فيه كلمة ، أو ينقصوا منه لعجزوا عن ذلك ، ولا يخفى ما وقع من التبديل في التوراة والإنجيل .

    34- ومنها أنه بعث بجوامع الكلم ، واختصر له الحديث اختصاراً وفاق العرب في فصاحته وبلاغته.
    كما قال عليه الصلاة والسلام ( أعطيت فواتح الكلم ، وجوامعه وخواتمه ) << في الصحيحين >> .

    35 أن الله رفع شأنه يوم القيامة على الخلائق وذلك بإجلاسه عليه الصلاة والسلام على كرسيه كما قال العلماء وتلقوا ذلك بالقبول


    قال القاضي ابن العربي الاندلسي أحد أئمة الأشاعرة تلميذ الغزالي: أبتداءاً من نفسه وليس نقلاً: . (فهذا محمد صلى الله عليه وسلم ما عصى قط ربه ،لا في حال الجاهلية ولا بعدها ، تكرمة من الله وتفضلا وجلالا ، أحله به المحل الجليل الرفيع ،ليصلح أن يقعد معه على كرسيه للفصل بين الخلق في القضاء يوم الحق). أحكام القرآن 3/1542.

    قال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/427) بعد ان ذكر اقول اهل العلم في المقام المحمود :

    ( قُلْت : وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَتَّجِه ، وَيُمْكِن رَدُّ الْأَقْوَال كُلّهَا إِلَى الشَّفَاعَة الْعَامَّة ، فَإِنَّ إِعْطَاءَهُ لِوَاءَ الْحَمْد وَثَنَاءَهُ عَلَى رَبِّهِ وَكَلَامِهِ بَيْن يَدَيْهِ وَجُلُوسه عَلَى كُرْسِيِّهِ وَقِيَامه أَقْرَبِ مِنْ جِبْرِيل كُلّ ذَلِكَ صِفَات لِلْمَقَامِ الْمَحْمُود الَّذِي يَشْفَع فِيهِ لِيُقْضَى بَيْن الْخَلْق )

    وقال محمد بن جرير الطبري رحمه الله: "إن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم على عرشه؛ قول غير مرفوض صحته؛ لا من جهة خبر، ولا نظر"اهـ (تفسير الطبري 15/148)

    وقال الآجري الشريعة ١٦١٣/٤ :
    (( وأما حديث مجاهد في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم وتفسيره لهذه الآية أنه يقعده على العرش ، فقد تلقاها الشيوخ من أهل العلم والنقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلقوها بأحسن تلق ، وقبلوها بأحسن قبول ، ولم ينكروها ، وأنكروا على من رد حديث مجاهد إنكاراً شديداً ، وقالوا : من رد حديث مجاهد فهو رجل سوء .
    قلت : فمذهبنا والحمد لله قبول ما رسمتها في هذه المسألة مما تقدم ذكرنا له وقبول حديث مجاهد وترك المعارضة والمناظرة في رده ))

    فالواجب علينا تصديق هذا الخبر والإيمان به وهو من عقيدة أهل السنة والجماعة

    هذا ما يسره الله لي من جمع لبعض خصائص أفضل المخلوقين ونسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا لإتباع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سننه وطريقته وجميع أخلاقه الظاهرة والباطنة وأن يجعلنا من حزبه وأنصاره ومن أهل حوضه . إن الله على كل شيء قدير و بالإجابة جدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
    صيد الفوائد بتصرف

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا؛ لكن صاحب المقال خلَّط بين الخصائص والمعجزات، والصحيح أن ما ورد في تفسير المقام المحمود بإنه إقعاد النبي على العرش ضعيف لا يثبت ومخالف لما ورد في الصحيحن بإن المقام المحمود هي الشفاعة.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    المقام المحمود هو الشفاعة وليس إقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش


    السؤال : ما صحة تفسير الإمام مجاهد في قوله تعالى : ( عسى أن يبعثَك ربك مقاما محمودا ) : هو أن يُجلس اللهُ تعالى محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم معه على كرسيه ، أو أن محمداً رسول الله يُجلسه ربُّه على العرش معه ؟
    الجواب :
    الحمد لله
    مسألة إقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش كانت وما زالت مثار جدال وحوار ، وينبغي التنبيه على عدة أمور قبل الكلام على صحة هذا الكلام أو عدم صحته :
    أولاً :
    ليس في إثبات قعود النبي صلى الله عليه وسلم على العرش حديث مقبول ثابت الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والقاعدة التي تقوم عليها عقيدة أهل السنة والجماعة : أن ما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار الغيب يبقى من الغيب الذي لا يجوز الخوض فيه على وجه الجزم والإيمان .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " حديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش ، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة ، وهي كلها موضوعة ". انتهى من" درء تعارض العقل والنقل " (3/19) .
    وقال الذهبي رحمه الله :
    " قضية قعود نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص ، بل في الباب حديث واه ". انتهى من
    " العلو " (2/1081، رقم/422) .
    ثانياً :
    تفسير القرآن الكريم بما ورد في صحيح السنة أولى بالاتباع من الأخذ بتفسير أحد التابعين – ولو كان بعلم مجاهد رحمه الله -، خاصة إذا عرفنا أنه قد روي عن مجاهد نفسه أنه قد فسر الآية بما يوافق الأحاديث والآثار الصحيحة كما سيأتي نقله .
    فعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ ، وَيَكْسُونِي رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى حُلَّةً خَضْرَاءَ ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي ، فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَقُولَ ، فَذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ ) رواه أحمد في " المسند " (25/60) طبعة مؤسسة الرسالة .
    وقال المحققون لهذه الطبعة : " إسناده صحيح على شرط مسلم ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن عبد ربه - وهو الزُّبيدي الحمصي- فمن رجال مسلم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، اختلف في سماعه من جده ، والصحيح سماعه منه " انتهى.
    ومن الآثار الموقوفة الصحيحة قول ابن عمر رضي الله عنهما : (إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا ، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا ، يَقُولُونَ يَا فُلاَنُ اشْفَعْ ، حَتَّى تَنْتَهِي الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ) رواه البخاري (4718) وبوب عليه بقوله: باب قَوْلِهِ ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) اختياراً منه لهذا الوجه من التفسير .
    وتفسير الآية بمقام الشفاعة العظمى هو الذي اقتصر عليه الحافظ ابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " (5/103)، وأورده عن كثير من الصحابة والتابعين ، وقال فيه ابن جرير الطبري : إنه قول أكثر أهل التأويل .
    وهذا القول أولى ما فسرت به الآية .
    ثالثاً :
    حكاية بعض العلماء لكلام مجاهد وعدم إنكارهم له ، لا يعني أنه يقولون بما فيه ، بل ذلك من باب التساهل في ذكر الفضائل .
    حكى أبو محمد بن بشار ، عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه :
    " أنه كان يعرض عليه الحديث ، فيقول فيه : هذا رواه كذا وكذا رجل يسميهم ، فإذا عرض عليه حديث ضعيف قال له : اضرب عليه . فعرض عليه حديث مجاهد فضعفه ، فقال : يا أبه ! أَضْرِبُ عليه ؟ فقال : لا ، هذا حديث فيه فضيلة ، فأجره على ما جرى ، ولا تضرب عليه " انتهى.
    نقله في " إبطال التأويلات " (ص/489) .
    وهذا النقل يدل على سبب اشتهار أثر مجاهد ، وهو سكوت بعض أئمة الحديث كالإمام أحمد عن هذا الأثر ، فظن بعض العلماء أن ذلك من باب التسليم بمضمونه ، والاعتقاد بمحتواه ، فقيل : إنه من الآثار المتلقاة بالقبول .
    والواقع ليس كذلك ، فقد صرح كثير من العلماء بعدم صحة هذا الكلام الذي قاله مجاهد .
    قال ابن عبد البر رحمه الله :
    " على هذا أهل العلم في تأويل قول الله عز وجل : ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) أنه الشفاعة .
    وقد روي عن مجاهد أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش ، وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية .
    والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين أن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع فيه لأمته ، وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك ، فصار إجماعا في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة .
    ذكر ابن أبي شيبة عن شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله تعالى : ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) قال : شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم " انتهى من " التمهيد " (19/63-64) .
    وقال الإمام الذهبي رحمه الله :
    " ومِن أَنْكَرِ ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال: يجلسه معه على العرش ". انتهى من" ميزان الاعتدال " (3/439) .
    وقال أيضا رحمه الله :
    " وما فسر به مجاهد الآية كما ذكرناه فقد أنكره بعض أهل الكلام ، فقام المروذي وقعد وبالغ في الانتصار لذلك ، وجمع فيه كتابا ، وطرَّق قول مجاهد من رواية ليث بن أبي سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد ... فأبصر - حفظك الله من الهوى - كيف آل الغلو بهذا المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر " انتهى من" العلو " (2/1081-1090، رقم/422-426) .
    وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
    " ومما يدل على ذلك أنه ثبت في " الصحاح " أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم .
    ومن العجائب التي يقف العقل تجاهها حائرا أن يفتي بعض العلماء من المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي عن غير واحد منهم ، بل غلا بعض المحدثين فقال : لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش واستفتاني ، لقلت له : صدقت وبررت !
    وإن مثل هذا الغلو لمما يحمل نفاة الصفات على التشبث بالاستمرار في نفيها ، والطعن بأهل السنة المثبتين لها ، ورميهم بالتشبيه والتجسيم ، ودين الحق بين الغالي فيه والجافي عنه ، فرحم الله امرءا آمن بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات وغيرها على الحقيقة اللائقة بالله تعالى ، ولم يقبل في ذلك ما لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم كهذا الحديث ، [يعني حديث : (ويقعدني على العرش)] ، فضلا عن مثل هذا الأثر ". انتهى من" السلسلة الضعيفة " (865) .
    وقال الشيخ الألباني أيضا رحمه الله :
    " رواية الأحاديث الضعيفة من بعض المحدثين هو مما يعاب عليهم من قبل المخالفين لهم ، وإن كان هؤلاء يفعلون ما هو أسوأ من ذلك كما أوضحه شيخ الإسلام .
    ومن أشهر من أخذ ذلك عليهم في هذا العصر ، ويتخذه حجة في تسخيفهم وتضليلهم الشيخ الكوثري المعروف بعدائه الشديد لأهله السنة والحديث ، ونبزه إياهم بلقب الحشوية والمجسمة ، وهو في ذلك ظالم لهم مفتر .
    ولكن - والحق يقال - قد يجد أحيانا في ما يرويه بعضهم من الأحاديث والآثار ما يدعم به فريته ، مثل الحديث المروي في تفسير قوله تعالى : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال : يجلسني على العرش .
    والحق في تفسير المقام المحمود دون شك ولا ريب – الشفاعة - ؛ وهو الذي صححه الإمام ابن جرير في ( تفسيره )، ثم القرطبي ، وهو الذي لم يذكر الحافظ ابن كثير غيره وساق الأحاديث المشار إليها .
    بل هو الثابت عن مجاهد نفسه من طريقين عنه عند ابن جرير .
    وذاك الأثر عنه ليس له طريق معتبر ، فقد ذكر – الذهبي - أنه روي عن ليث بن أبي سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد : والأولان مختلطان والآخران ضعيفان بل الأخير متروك متهم .... وخلاصة القول : إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة ". انتهى باختصار من" مختصر العلو " (14-20) .
    وبهذا يتبين أن الصحيح في تفسير المقام المحمود هو مقام الشفاعة ، وليس كما ورد في هذا الأثر عن مجاهد رحمه الله .
    والله أعلم .

    http://islamqa.info/ar/154636
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    جواب سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله تعالى-عن المقام المحمود-

    قيل: الشفاعة العظمى، وقيل: إنه إجلاسه معه على العرش كما هو المشهور من قول أهل السنة.

    والظاهر أن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما بأن كلاهما من ذلك. والإقعاد على العرش أبلغ.
    [ فتَاوى ورَسَائل سَمَاحَة الشَّيخ محمَّد بن إبراهيم بن عَبداللّطِيف آل الشَّيخ ] (( ج٢ - رقم الفتوى : 451 ))----
    ---قال ابن جرير : وهذا ليس مناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة، باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه، لا يقول : إن إجلاسه على العرش منكر ـ وإنما أنكره بعض الجهمية--------


    --وقال ابن القيم رحمه الله :
    قال القاضي صنف المروزي كتابا في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه اقعاده على العرش قال القاضي: وهو قول أَبي داود، وأحمد بن أصرم، ويحي بن أبي طالب، وأبي بكر بن حماد، وأبي جعفر الدمشقي، وعياش الدوري، واسحق بن راهويه، وعبدالوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهاني، وإبراهيم الحربي، وهرون بن معروف. ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب العايد، وأبي بكر ابن صدقة، ومحمد بن بشر بن شريك، وأبي قلابة، وعلي بن سهل، وأبي عبدالله بن عبدالنور وأبي عبيد، والحسن بن فضل، وهرون بن العباس الهاشمي، واسماعيل ابن ابراهيم الهاشمي، ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد، ومحمد بن يونس البصري، وعبدالله بن الامام أحمد، والمروزي، وبشر الحافى، انتهى.
    (قلت): وهو قول ابن جرير الطبري، وامام هؤلاء كلهم مجاهد امام التفسير، وهو قول أبي الحسن الدارقطني ومن شعره فيه:
    حديث الشاعة عن أحمد * * *الى أحمد المصطفى مسنده
    وجاء حديث باقعادة * * *على العرش أيضًا فلا نجحده
    أمروا الحديث على وجهه * * * ولا تدخلوا فيه ما يفسده
    ولا تنكروا أَنه قاعد * * * ولا تنكروا أنه يقعده
    ---قال شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله -فقد حدَّثَ العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون : أن محمدًا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يجلسه ربه على العرش معه .
    روى ذلك محمد بن فُضَيل، عن ليث، عن مجاهد، في تفسير : { عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } [ الإسراء : 79 ] وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة . قال ابن جرير : وهذا ليس مناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة، باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه، لا يقول : إن إجلاسه على العرش منكر ـ وإنما أنكره بعض الجهمية ـ ولا ذكره في تفسير الآية منكر،[مجموع الفتاوى]------------------------------------------------
    وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في "الكافية الشافية
    واذكر كلام مجاهد في قوله ... أقم الصلاة وتلك في سبحان
    في ذكر تفسير المقام لأحمد ... ما قيل ذا بالرأي والحسبان
    إن كان تجسيماً فإن مجاهداً ... هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
    ولقد أتى ذكر الجلوس به وفي ... أثر رواه جعفر الرباني
    أعني ابن عم نبينا وبغيره ... أيضاً أتى والحق ذو تبيان
    والدارقطني الإمام يثبت الـ ... آثار في ذا الباب غير جبان
    وله قصيد ضمنت هذا وفيـ ... ـها لست للمروي ذا نكران
    وجرت لذلك فتنة في وقته ... من فرقة التعطيل والعدوان
    والله ناصر دينه وكتابه ... ذا حكمه مذ كانت الفئتان
    أمروا الحديث على وجهه ... ولا تدخلوا فيه ما يفسده"
    فإذا ثبت هذا عن أئمة أهل الإسلام، فلا عبرة بمن خالفهم-[الضياء الشارق للشيخ سليمان بن سحمان]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    ثبت العرش ثم انقش، فالجمع هذا قد يقال به إذا ثبت في الإقعاد شيء، وقد تقدم كلام الذهبي وابن تيمية بضعف ما جاء في هذا الشأن، والله أعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. افتراضي

    عفوا!

    أصل المسألة لن أناقش فيه؛ فمن له أدنى مطالعة لكتب السلف وكلام الأئمة الحفاظ كابنيْ أبي شيبة، وأحمد ابن حنبل، وأبي داود السجستاني صاحب السنن ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وغيرهم، وأئمة العلل كالدارقطني، -فيما صحّ عنه بغير الإسناد الذي ضعّفه الألباني-؛ عَرف الحق بإذن الله.

    لكن استوقفني البتر في النقل عن أبي العباس ابن تيمية رحمه الله!
    قلتم:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " حديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش ، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة ، وهي كلها موضوعة ". انتهى من" درء تعارض العقل والنقل " (3/19) .

    http://islamqa.info/ar/154636
    وهذا فيه إيهام بأن مذهبه في المسألة خلاف مذهب السلف!؛ فإنه قدْ قال:
    - وقد صنف القاضي أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل رداً لكتاب ابن فورك، وهو وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها، ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عياناً ليلة المعراج ونحوه.
    وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة، كحديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة، وهي كلها موضوعة، وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف، وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه، ويتلقونه بالقبول.
    وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال إلا توفيقاً، لكن لا بد من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول، وما ثبت من كلام غيره، سواء كان من المقبول أو المردود. اهــ

    فالمستنكَر على أبي يعلى هو روايته لهذه الروايات الموضوعة التي نسبت هذا ((اللفظ)) للنبي صلى الله عليه وسلم، وكلام ابن تيميّة واضح في أن هذا الحديث ((الموضوع)) مرفوعا ((الثابت)) عنده موقوفا على مجاهد: مما تلقاه ((السلف والأئمة)) بالقبول.
    فهو مع قوله بعدم ثبوت ما جاء مرفوعا في الباب، إلا أنه يعتمد مذهب السلف في المسألة، وتلقيهم للأثر بالقبول.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا يفهم من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله أن المقام المحمود يشمل شفاعته صلى الله عليه وسلم وجلوسه على الكرسي وغير ذلك وكله يدخل في مسمى المقام المحمود

    قال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/427) بعد ان ذكر اقول اهل العلم في المقام المحمود :

    ( قُلْت : وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَتَّجِه ، وَيُمْكِن رَدُّ الْأَقْوَال كُلّهَا إِلَى الشَّفَاعَة الْعَامَّة ، فَإِنَّ إِعْطَاءَهُ لِوَاءَ الْحَمْد وَثَنَاءَهُ عَلَى رَبِّهِ وَكَلَامِهِ بَيْن يَدَيْهِ وَجُلُوسه عَلَى كُرْسِيِّهِ وَقِيَامه أَقْرَبِ مِنْ جِبْرِيل كُلّ ذَلِكَ صِفَات لِلْمَقَامِ الْمَحْمُود الَّذِي يَشْفَع فِيهِ لِيُقْضَى بَيْن الْخَلْق )

    قال ابن حجر في شرح البخاري (2/416) :" قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : وَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْمَقَامِ الْمَحْمُود الشَّفَاعَة ، وَقِيلَ إِجْلَاسه عَلَى الْعَرْش ، وَقِيلَ عَلَى الْكُرْسِيّ ، وَحَكَى كُلًّا مِنْ الْقَوْلَيْنِ عَنْ جَمَاعَة ، وَعَلَى تَقْدِير الصِّحَّة لَا يُنَافِي الْأَوَّل لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون الْإِجْلَاس عَلَامَة الْإِذْن فِي الشَّفَاعَة ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْمَقَامِ الْمَحْمُود الشَّفَاعَة كَمَا هُوَ مَشْهُور وَأَنْ يَكُون الْإِجْلَاس هِيَ الْمَنْزِلَة الْمُعَبَّرُ عَنْهَا بِالْوَسِيلَةِ أَوْ الْفَضِيلَة . وَوَقَعَ فِي صَحِيح اِبْن حِبَّانَ مِنْ حَدِيث كَعْب بْن مَالِك مَرْفُوعًا " يَبْعَث اللَّه النَّاس ، فَيَكْسُونِي رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ ، فَأَقُول مَا شَاءَ اللَّه أَنْ أَقُول " فَذَلِكَ الْمَقَام الْمَحْمُود ، وَيَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد بِالْقَوْلِ الْمَذْكُور هُوَ الثَّنَاء الَّذِي يُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيْ الشَّفَاعَة . وَيَظْهَر أَنَّ الْمَقَام الْمَحْمُود هُوَ مَجْمُوع مَا يَحْصُل لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالَة ، وَيُشْعِرُ قَوْله فِي آخِرِ الْحَدِيثِ " حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي " بِأَنَّ الْأَمْر الْمَطْلُوب لَهُ الشَّفَاعَة ، وَاَللَّه أَعْلَم "
    وكما قال الشيخ رحمه الله والظاهر أن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما بأن كلاهما من ذلك
    فلا منافاة ولله الحمد والمنة


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    مع أن أثر مجاهد ضعيف ولكن العبرة بموافقة آثار السلف الذين قبلوا معناه بل وبدعوا من أنكر ذلك ومنهم من كفر من أنكر ذلك


    وقال الإمام أبو حيان الأندلسي في " بحر المحيط"في القول:الخامس : ما قالت فرقة منها مجاهد ، وقد روي أيضا عن ابن عباس أن المقام المحمود هو أن يجلسه الله معه على العرش . وذكر الطبري في ذلك حديثا وذكر النقاش عن أبي داود السجستاني أنه قال : من أنكر هذا الحديث فهو عندنا متهم ما زال أهل العلم يحدثون بهذا... اهــ.

    قال أبو بكرالخلاّل : وقد حدثنا أبو بكر المروذي رحمه الله قال : سألت أبا عبد الله عنالأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش ؟ فصححها أبوعبد الله وقال : قد تلقتها العلماء بالقبول ، نسلم الأخبار كما جاءت ، قال : فقلتله : إنّ رجلاً اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت ، فقال : يجفا ، وقال : مااعتراضه في هذا الموضع ، يسلم الأخبار كما جاءت . (1)وقال أبو يعلىالفراء : ونظر أبو عبـد الله في كتاب الترمذي وقد طعن على حديث مجاهـد في قولـه :( عسى أنْ يبعثك ربك مقاماً محموداً ) فقال : لم يرو هذا عن مجاهد وحده ، هذا عنابن عباس ، وقد خرَّجت أحاديثاً في هذا ، وكتبها بخطه وقرأها . (2)وقال أبو يعلىالفراء أيضاً : وقال ابن عمير : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث مجاهد يقعد محمداًعلى العرش ؟ فقال : قد تلقته العلماء بالقبول نسلم الخبر كما جاء . (3)



  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    قال الإمام الخلال في" السنة" (1/214 وما بعدها): فسمعت محمد بن أحمد بن واصل، قال: من رد حديث مجاهد فهو جهمي . اهـ [صحيح).
    2- وقال : وسمعت أبا داود يقول: من أنكر هذا- خبر مجاهد- فهو عندنا متهم، وقال: ما زال الناس يحدثون بهذا، يريدون مغايظة الجهمية، وذلك أن الجهمية [ص:215] ينكرون أن على العرش شيئا اهـ [صحيح].
    3- وقال : قال أبو بكر بن أبي طالب: من رده – أثر مجاهد- فقد رد على الله عز وجل، ومن كذب بفضيلة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالله العظيم.اهـ [صحيح].
    4- وقال: وأخبرني أحمد بن أصرم المزني، بهذا الحديث، وقال: «من رد هذا فهو متهم على الله ورسوله، وهو عندنا كافر، وزعم أن من قال بهذا فهو ثنوي- عابد النور والظلمة- ، فقد زعم أن العلماء والتابعين ثنوية، ومن قال بهذا فهو زنديق يقتل» اهـ [صحيح].


    5- وقال: وأخبرني محمد بن عبدوس، والحسن بن صالح، وبعضهما أتم من بعض، قالا: ثنا أبو بكر المروذي، قال:
    - قال أبو بكر بن حماد المقرئ: من ذكرت عنده هذه الأحاديث فسكت فهو متهم على الإسلام، فكيف من طعن فيها؟،
    - وقال أبو جعفر الدقيقي: من ردها فهو عندنا جهمي، وحكم من رد هذا أن يتقى،
    - وقال عباس الدوري: لا يرد هذا إلا متهم،
    - وقال إسحاق بن راهويه: الإيمان بهذا الحديث والتسليم له،
    - وقال إسحاق لأبي علي القوهستاني: من رد هذا الحديث فهو جهمي،
    - وقال عبد الوهاب الوراق للذي رد فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يقعده على العرش فهو متهم على الإسلام،
    - وقال إبراهيم الأصبهاني: هذا الحديث حدث به العلماء منذ ستين ومائة سنة، ولا يرده إلا أهل البدع،
    - قال: وسألت حمدان بن علي عن هذا الحديث، فقال: كتبته منذ خمسين سنة، وما رأيت أحدا يرده إلا أهل البدع،
    - وقال إبراهيم الحربي: حدثنا هارون بن معروف، وما ينكر هذا إلا أهل البدع،
    - قال هارون بن معروف: هذا حديث يسخن الله به أعين الزنادقة،
    - قال: وسمعت محمد بن إسماعيل السلمي يقول: من توهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يستوجب من الله عز وجل ما قال مجاهد فهو كافر بالله العظيم،
    - قال: وسمعت أبا عبد الله الخفاف يقول: سمعت محمد بن مصعب يعني العابد يقول: نعم، يقعده على العرش ليرى الخلائق منزلته اهــ [ثابت].


    6- وقال الخلال : وسمعت أبا بكر بن صدقة، يقول: قال إبراهيم الحربي يوما، وذكر حديث ليث عن مجاهد، فجعل يقول: هذا حدث به عثمان بن أبي شيبة في المجلس على رءوس الناس فكم ترى كان في المجلس، عشرين ألفا، فترى لو أن إنسانا قام إلى عثمان، فقال: لا تحدث بهذا الحديث، أو أظهر إنكاره، تراه كان يخرج من ثم إلا وقد قتل، قال أبو بكر بن صدقة، وصدق، ما حكمه عندي إلا القتل " اهـ [صحيح].

    7- وقال الخلال: وقال أبو بكر بن إسحاق الصاغاني: لا أعلم أحدا من أهل العلم ممن تقدم، ولا في عصرنا هذا إلا وهو منكر لما أحدث الترمذي من رد حديث محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد في قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء: 79] قال: «يقعده على العرش» ، فهو عندنا جهمي، يهجر ونحذر عنه،
    - فقد حدثنا به هارون بن معروف، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد في قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء: 79]

    - فقيل للجريري:ما علمت أن أحدا رد حديث مجاهد إلا جهمي، وقد جاءت به الأئمة في الأمصار، وتلقته العلماء بالقبول منذ نيف وخمسين ومائة سنة، وبعد فإني لا أعرف هذا الترمذي، ولا أعلم أني رأيته عند محدث، فعليكم رحمكم الله بالتمسك بالسنة والاتباع . [صحيح].



    8- وقال الخلال: قال أبو بكر يحيى بن أبي طالب: «لا أعرف هذا الجهمي العجمي، لا نعرفه عند محدث، ولا عند أحد من إخواننا، ولا علمت أحدا رد حديث مجاهد» يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش "،
    رواه الخلق عن ابن فضيل عن ليث عن مجاهد، واحتمله المحدثون الثقات، وحدثوا به على رءوس الأشهاد، لا يدفعون ذلك، يتلقونه بالقبول والسرور بذلك، وأنا فيما أرى أني أعقل منذ سبعين سنة،
    والله ما أعرف أحدا رده، ولا يرده إلا كل جهمي مبتدع خبيث، يدعو إلى خلاف ما كان عليه أشياخنا وأئمتنا، عجل الله له العقوبة، وأخرجه من جوارنا، فإنه بلية على من ابتلي به، فالحمد لله الذي عدل عنا ما ابتلاه به والذي عندنا،
    والحمد لله أنا نؤمن بحديث مجاهد ونقول به على ما جاء، ونسلم الحديث وغيره مما يخالف فيه الجهمية من الرؤية والصفات، وقرب محمد صلى الله عليه وسلم منه،
    وقد كان كتب إلي هذا العجمي الترمذي كتابا بخطه، ودفعته إلى أبي بكر المروذي، وفيه: أن من قال بحديث مجاهد فهو جهمي ثنوي، وكذب الكذاب المخالف للإسلام،

    فحذروا عنه، وأخبروا عني أنه من قال بخلاف ما كتبت به فهو جهمي، فلو أمكنني لأقمته للناس، وناديت عليه حتى أشهره ليحذر الناس ما قد أحدث في الإسلام، فهذا ديني الذي أدين لله عز وجل به، أسأل الله أن يميتنا ويحيينا عليه .اهــ [صحيح].


    9- وقال الخلال: وقال علي بن داود القنطري: " أما بعد: فعليكم بالتمسك بهدي أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، فإنه إمام المتقين لمن بعده، وطعن لمن خالفه،
    وأن هذا الترمذي الذي طعن على مجاهد برده فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم مبتدع،
    ولا يرد حديث محمد بن فضيل، عن ليث عن مجاهد {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء: 79] قال: يقعده معه على العرش " إلا جهمي يهجر، ولا يكلم ويحذر عنه،

    وعن كل من رد هذه الفضيلة وأنا أشهد على هذا الترمذي أنه جهمي خبيث، لقد أتى على أربع وثمانون سنة، ما رأيت أحدا رد هذه الفضيلة إلا جهمي، وما أعرف هذا ولا رأيته عند محدث قط،
    وأنا منكر لما أتى به من الطعن على مجاهد، ورد فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش، وأنه من قال بحديث مجاهد، فهو جهمي ثنوي، لا يدفن في مقابر المسلمين، وكذب عدو الله وكل من قال بقوله، فهو عندنا جهمي يهجر ولا يكلم، ويحذر عنه» ،


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    قال عبد القادر الجيلاني في الغنية أهل السنة يعتقدون أن الله يُجلِس رسوله معه على العرش يوم القيامة

    تنبيه الترمذي هو الجهم بن صفوان ليس الترمذي السني صاحب السنن رحمه الله

    قال القاضي ابن العربي الاندلسي
    الأرض كلها لله و المساجد لله و الكعبة بيت الله و الجنة دار الله ، و إذا أراد الله أن يشرف بيتا أو دارا ، أو آدم أو عيسي قال : إنه منه ، و له ، و علي عرشه ينزله معه


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مختار حق مشاهدة المشاركة

    لكن استوقفني البتر في النقل عن أبي العباس ابن تيمية رحمه الله!
    قلتم:
    لو أمعنت النظر قليلًا لعلمت أني ناقل عن موقع الإسلام سؤال وجواب ولست من أنشأ الكلام.
    ثانيًا: الناقلين عن شيخ الإسلام أرادوا كلامه في صحة الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يزمهم نقل الكلام بتمامه ما دام لا يدل على محل الشاهد، يدلك على ذلك تعرضهم لمسألة ما نسب لمجاهد بعدها.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. افتراضي

    وفقك الله، أعلم أنك نقلت عن غيرك، ولستَ من أنشأ الكلام، لكن أنت رددت على أحد الإخوة فقلت: [
    ثبت العرش ثم انقش، فالجمع هذا قد يقال به إذا ثبت في الإقعاد شيء، وقد تقدم كلام الذهبي وابن تيمية بضعف ما جاء في هذا الشأن، والله أعلم. ]
    فظاهر هذا الكلام على أن ابن تيمية لا يرى أن شيئا يثبت في هذا الشأن لا مرفوعا ولا غيره، مع أنه يرى ثبوت الأثر عن مجاهد من قوله، وأن السلف والأئمة تلقوه بالقبول وحدّثوا به وما أنكروه، ولو أنك قيّدت كلامك بالمرفوع فقط لما توجّه الردّ عليك.
    والجمع هو ظاهر صنيع الأئمة، فهم الذين حدّثوا أن المقام المحمود الشفاعة، وهم الذين حدّثوا بأثر مجاهد وصححوه وتلقوه بالقبول، وبالغوا في الإنكار على من ردّه، وهم أجلّ من أن يصححوا أثرا منكرا مخالفا لما صحّ عندهم من الأحاديث المرفوعة، فقط لأجل إغاظة الجهمية!، وهم عندهم من الأحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة والتابعين بأحسن الأسانيد ما يقطع كل جهميّ، فكيف يلجأون إلى تصحيح المنكر الباطل مع ذلك؟!
    ولذلك فالقول بأن أثر مجاهد منكر باطل مهجور مجازفة كبيرة، والله أعلم.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    تنبيه يجب الإيمان وتنزيه الله تنزيها تاما عن التجسيم والتشبيه والتكييف ومعنى كلمة معه أي تشريف للنبي صلى الله عليه وسلم ورفعة شأنه ومنزلته فليس ذلك موجبا له صفة الربّوبيةّ أو مخرجا ايّاه عن صفة العبوديةّ بل هو رفع لمحله و إظهار لشرفه و تفضيل له على غيره من خلقه بل الرب الواحد هو الله لا شريك له والمراد بالعرش هو الكرسي فالنبي سيد الخلق يجلس على الكرسي المخلوق كرامة من الله والإضافة الى الله اضافة تشريف فالله استوى على العرش وهذه الصفة خاصة به وحده فليس فوق العرش إلا رب العالمين وحده والله وحده هو العلي الأعلى علو القهر وعلو الصفات وعلو الذات وهو القاهر فوق عباده وهو العلي العظيم وحده لا شريك له في علوه ولا شريك له في فوقيته ووعظمته ووحدانيته سبحانه وبحمده

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مختار حق مشاهدة المشاركة
    وفقك الله، أعلم أنك نقلت عن غيرك، ولستَ من أنشأ الكلام، لكن أنت رددت على أحد الإخوة فقلت: [
    ثبت العرش ثم انقش، فالجمع هذا قد يقال به إذا ثبت في الإقعاد شيء، وقد تقدم كلام الذهبي وابن تيمية بضعف ما جاء في هذا الشأن، والله أعلم. ]
    فظاهر هذا الكلام على أن ابن تيمية لا يرى أن شيئا يثبت في هذا الشأن لا مرفوعا ولا غيره، مع أنه يرى ثبوت الأثر عن مجاهد من قوله، وأن السلف والأئمة تلقوه بالقبول وحدّثوا به وما أنكروه، ولو أنك قيّدت كلامك بالمرفوع فقط لما توجّه الردّ عليك.
    والجمع هو ظاهر صنيع الأئمة، فهم الذين حدّثوا أن المقام المحمود الشفاعة، وهم الذين حدّثوا بأثر مجاهد وصححوه وتلقوه بالقبول، وبالغوا في الإنكار على من ردّه، وهم أجلّ من أن يصححوا أثرا منكرا مخالفا لما صحّ عندهم من الأحاديث المرفوعة، فقط لأجل إغاظة الجهمية!، وهم عندهم من الأحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة والتابعين بأحسن الأسانيد ما يقطع كل جهميّ، فكيف يلجأون إلى تصحيح المنكر الباطل مع ذلك؟!
    ولذلك فالقول بأن أثر مجاهد منكر باطل مهجور مجازفة كبيرة، والله أعلم.
    جزاك الله خيرا اخى محمد مختار حق على هذا التوضيح المهم الذى فيه الكفاية لمن اراد الهدايةوأنا لم أتعرض الا لبيان وتقرير مذهب السلف فى نقلى السابق لكلام أئمة الاسلام فى المسألة وأن هذا هو المشهور من قول أهل السنة.

    والظاهر أن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما--[
    فإذا ثبت هذا عن أئمة أهل الإسلام، فلا عبرة بمن خالفهم كما قال الشيخ سليمان بن سحمان]

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مختار حق مشاهدة المشاركة

    ولذلك فالقول بأن أثر مجاهد منكر باطل مهجور مجازفة كبيرة، والله أعلم.
    قال ابن عبد البر: (على هذا أهل العلم في تأويل قول الله عز وجل : ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) أنه الشفاعة .
    وقد روي عن مجاهد أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش ، وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية .
    والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين أن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع فيه لأمته ، وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك ، فصار إجماعا في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة .
    ذكر ابن أبي شيبة عن شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله تعالى : ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) قال : شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم) انتهى من " التمهيد " (19/63-64) .
    وقال الإمام الذهبي: (ومِن أَنْكَرِ ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال: يجلسه معه على العرش ". انتهى من" ميزان الاعتدال " (3/439) .
    وقال أيضًا رحمه الله: (وما فسر به مجاهد الآية كما ذكرناه فقد أنكره بعض أهل الكلام ، فقام المروذي وقعد وبالغ في الانتصار لذلك ، وجمع فيه كتابًا ، وطرَّق قول مجاهد من رواية ليث بن أبي سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد ... فأبصر - حفظك الله من الهوى - كيف آل الغلو بهذا المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر). انتهى من" العلو " (2/1081-1090، رقم/422-426) .
    وقال الشيخ الألباني رحمه الله: (ومما يدل على ذلك أنه ثبت في " الصحاح " أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم .
    ومن العجائب التي يقف العقل تجاهها حائرا أن يفتي بعض العلماء من المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي عن غير واحد منهم ، بل غلا بعض المحدثين فقال : لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش واستفتاني ، لقلت له : صدقت وبررت !
    وإن مثل هذا الغلو لمما يحمل نفاة الصفات على التشبث بالاستمرار في نفيها ، والطعن بأهل السنة المثبتين لها ، ورميهم بالتشبيه والتجسيم ، ودين الحق بين الغالي فيه والجافي عنه ، فرحم الله امرءا آمن بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات وغيرها على الحقيقة اللائقة بالله تعالى ، ولم يقبل في ذلك ما لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم كهذا الحديث ، [يعني حديث : (ويقعدني على العرش)] ، فضلا عن مثل هذا الأثر).
    انتهى من" السلسلة الضعيفة " (865) .
    وقال الشيخ الألباني أيضًا: (رواية الأحاديث الضعيفة من بعض المحدثين هو مما يعاب عليهم من قبل المخالفين لهم ، وإن كان هؤلاء يفعلون ما هو أسوأ من ذلك كما أوضحه شيخ الإسلام .
    ومن أشهر من أخذ ذلك عليهم في هذا العصر ، ويتخذه حجة في تسخيفهم وتضليلهم الشيخ الكوثري المعروف بعدائه الشديد لأهله السنة والحديث ، ونبزه إياهم بلقب الحشوية والمجسمة ، وهو في ذلك ظالم لهم مفتر .
    ولكن - والحق يقال - قد يجد أحيانا في ما يرويه بعضهم من الأحاديث والآثار ما يدعم به فريته ، مثل الحديث المروي في تفسير قوله تعالى : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال : يجلسني على العرش .
    والحق في تفسير المقام المحمود دون شك ولا ريب – الشفاعة - ؛ وهو الذي صححه الإمام ابن جرير في ( تفسيره )، ثم القرطبي ، وهو الذي لم يذكر الحافظ ابن كثير غيره وساق الأحاديث المشار إليها .
    بل هو الثابت عن مجاهد نفسه من طريقين عنه عند ابن جرير .
    وذاك الأثر عنه ليس له طريق معتبر ، فقد ذكر – الذهبي - أنه روي عن ليث بن أبي سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد : والأولان مختلطان والآخران ضعيفان بل الأخير متروك متهم .... وخلاصة القول : إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة).
    انتهى باختصار من" مختصر العلو " (14-20) .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وسؤالي: هل الأمور الغيبية تثبت بقول التابعي؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  19. افتراضي

    قول ابن عبد البر (ت 463 هــ) ومن تابعه من المتأخرين، -والذي لم يسبقهم به إلا الجهمية-، بأنه أثر منكر مهجور، -مردود بقول الأئمة الحفاظ المتقدمين، كأحمد بن حنبل (ت 241 هــ) وأبو داود السجستاني (ت 275 هــ) وأمام العلل أبو الحسن الدارقطني (ت 385 هــ) الذي قال، -وصح ذلك عنه من طريق غير الذي ضعفه الألباني في العلو-:
    حديث الشفاعة عن أحمد *** إلى أحمد المصطفى مسنده
    وجاء حديث باقعاده *** على العرش أيضًا فلا نجحده
    أمرُّوا الحديث على وجهه *** ولا تُدخلوا فيه ما يفسده
    ولا تُنكروا أَنَّه قاعد *** ولا تُنكروا أنه يقعده.اهــ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    وسؤالي: هل الأمور الغيبية تثبت بقول التابعي؟
    نعم إذا نُقل تلقّي علماء السلف له بالقبول، كما هو في حالتنا الآن، وإن كنتَ ومن قلّدتَهم تتورعون عن الكذب على الله والكلام في الغيبيات بغير علم، فالتابعي وتلاميذه وتلاميذهم وأئمة السلف ممن أثبتوا الأثر أحق منكم بهذا الورع.
    فلنفترض أن مجاهدا حدّث في أمر غيبي بما لا يليق بالله تعالى وبنبيه صلى الله عليه وسلم سهوا أو خطأً، فكيف لا ينكر عليه أقرانه ولا ينكر عليه تلامذته ولا الرواة عنهم وهكذا إلى أن جاء أهل الكلام فاستنكروه؟!
    والأصل أن التابعي العدل الثقة لا يتكلم فيما لا مجال فيه للرأي إلا بأثر.
    قال الإمام أبو داود في مسائله لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمهما الله:
    - سمعت أحمد، يقول: الاتّباع: أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه، ثم هو من بعد في التابعين مخير.
    - سمعته، سئل: إذا جاء الشيء عن رجل من التابعين، لا يوجد فيه عن النبي يلزم الرجل أن يأخذ به؟
    قال: لا، ولكن لا يكاد يجيء الشيء عن التابعين إلا ويوجد فيه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اهــ
    وقال القاضي أبو يعلى في العدة:
    - وقد قال أحمد رحمه الله في رواية المروذي: يوجد العلم بما كان عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن لم يكن، فعن أصحابه، فإن لم يكن، فعن التابعين.
    - وإنما قال هذا؛ لأن غالب أقوالهم أنها لا تنفك عن أثر.
    وقد صرح بهذا في رواية أبي داود: إذا جاء الشيء عن الرجل من التابعين، لا يوجد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا يلزم الرجل الأخذ به، ولكن لا يكاد يجيء عن التابعين شيء، إلا يوجد فيه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اهــ

    لذلك قال ابن القيم:
    واذكر كلام مجاهد في قوله ... أقم الصلاة وتلك في سبحان
    في ذكر تفسير المقام لأحمد ... ما قيل ذا بالرأي والحسبان
    إن كان تجسيما فان مجاهدا ... هو شيخهم بل شيخه الفوقاني. اهــ

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مختار حق مشاهدة المشاركة
    نعم إذا نُقل تلقّي علماء السلف له بالقبول، كما هو في حالتنا الآن، وإن كنتَ ومن قلّدتَهم تتورعون عن الكذب على الله والكلام في الغيبيات بغير علم، فالتابعي وتلاميذه وتلاميذهم وأئمة السلف ممن أثبتوا الأثر أحق منكم بهذا الورع.

    أولًا حدد معتقد من ترد عليه وتناقش، فلست جهميًا حتى تقول هذا.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •