1471 - " اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ، فإن غلبتم فلا تغلبوا على
السبع البواقي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 455 :
أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 1 / 133 ) حدثني سويد بن سعيد
أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن علي
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا سند ضعيف ، سويد بن سعيد ضعيف ، و شيخه الهلالي صدوق يخطىء و سائر
رجاله ثقات على اختلاط أبي إسحاق و هو السبيعي و تدليسه . لكن الحديث صحيح ،
فإن له شاهدا قويا يرويه شعبة عن عقبة بن حريث قال : سمعت ابن عمر رضي الله
عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره بلفظ : " التمسوها في
العشر الأواخر ( يعني ليلة القدر ، فإن ضعف أحدكم أو عجز ) ( و في رواية : أو
غلب ) فلا يغلبن على السبع البواقي " . أخرجه مسلم ( 3 / 170 ) و الطيالسي (
958 - ترتيبه ) و عنه البيهقي ( 4 / 311 ) و أحمد ( 2 / 44 و 75 و 78 و 91 )
و الرواية الأخرى له . و مما يشهد له حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ :
" اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ، في تسع يبقين و سبع ، يبقين ،
و خمس يبقين ، و ثلاث يبقين " . أخرجه الطيالسي ( 962 ) دون ذكر التسع ، و أحمد
( 3 / 71 ) و السياق له و إسناده صحيح على شرط مسلم ، و هو عنده ( 3 / 173 ) من
طريق أخرى من طريق أبي نضرة عنه بلفظ : " فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان
التمسوها في التاسعة و السابعة و الخامسة " . قال : " قلت يا أبا سعيد إنكم
أعلم بالعدد منا ، قال : أجل نحن أحق بذلك منكم ، قال : قلت : ما التاسعة
و السابعة و الخامسة ؟ قال : إذا مضت واحدة و عشرون فالتي تليها اثنتان
و عشرون و هي التاسعة ، فإذا مضت ثلاث و عشرون فالتي تليها السابعة ، فإذا مضى
خمس و عشرون فالتي تليها الخامسة " . و هو في " صحيح أبي داود " ( 1252 ) .
و للحديث شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة منهم جابر بن سمرة عند الطيالسي و أحمد
و الطبراني ، و معاوية بن أبي سفيان عند ابن نصر في " قيام الليل " ( 106 ) ،
و عبادة بن الصامت عنده أيضا ( ص 105 ) و أحمد ( 5 / 313 و 318 و 319 و 321 و
324 ) و زاد في رواية : " فمن قامها ابتغائها و احتسابا ، ثم وفقت له ما تقدم
من ذنبه و ما تأخر " . و في إسنادها عمر بن عبد الرحمن ، أورده ابن أبي حاتم (
3 / 1 / 120 ) لهذا الإسناد و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان
فذكره في " الثقات " ( 1 / 145 ) على قاعدته . رواه عنه عبد الله بن محمد بن
عقيل و به أعله الهيثمي فقال : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " و فيه عبد
الله بن محمد بن عقيل ، و فيه كلام و قد وثق " .
قلت : و المتقرر فيه أنه حسن الحديث إذا لم يخالف ، فإعلال الحديث بشيخه أولى .
و أما قول الحافظ في " الخصال المكفرة " ( ص 24 طبع دمشق ) بعد عزوه لأحمد :
" و رجاله ثقات ، و من طريق أخرى عن عبادة ... و كذا الطبراني في المعجم نحوه "
. فلنا عليه ملاحظتان :
الأولى : أنه أفاد أن للحديث طريقين عند أحمد و هذا وهم ، فليس له عنده بهذا
اللفظ إلا طريق واحدة و هي هذه .
و الأخرى : أنه أفاد أن رواية عمر بن عبد الرحمن ثقة أيضا ، و ليس كذلك لأنه لم
يوثقه غير ابن حبان و هو متساهل في التوثيق كما شرحه الحافظ نفسه في مقدمة "
اللسان " .
قلت : و من شواهده ما روى بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدن عن
أبي بحرية عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ليلة القدر ؟
فقال : " هي في العشر الأواخر أو في الخامسة أو في الثالثة " . أخرجه أحمد ( 5
/ 234 ) .
قلت : و إسناده جيد ، فإن رجاله كلهم ثقات ، و بقية قد صرح بالتحديث .
" التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان " . أخرجه ابن نصر في " قيام الليل "
( ص 106 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 223 / 1 ) عن علي بن عاصم عن الجريري
عن بريدة عن معاوية مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، علي بن عاصم و هو الواسطي قال الحافظ : " صدوق ،
يخطيء " . و أخرجه ابن عدي ( ق 114 / 1 ) من طريق خالد بن محدوج سمعت أنس بن
مالك يقول : فذكره مرفوعا مختصرا . و روى عن البخاري أنه قال في خالد هذا :
" كان يزيد بن هارون يرميه بالكذب " . ثم قال ابن عدي : " و عامة ما يرويه
مناكير " . لكن له شاهد قوي من حديث أبي بكرة ، خرجته في " المشكاة " ( 2092 )
، فمن شاء فليراجعه ، و من أجله نقلته من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " و " ضعيف
الجامع الصغير " إلى " صحيح الجامع " رقم ( 1249 ) .
منقول