وقد وردفي الحديث : أن الواحدة منهن تقول لبعلها : والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ، ولا في الجنة شيئا أحب إلي منك ، فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك.
ماصحة هذا الحديث؟
وقد وردفي الحديث : أن الواحدة منهن تقول لبعلها : والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ، ولا في الجنة شيئا أحب إلي منك ، فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك.
ماصحة هذا الحديث؟
نفع الله بك.
هذا ضمن حديث طويل جدا معروف عند علماء الحديث بحديث الصور .
الحديث أخرجه الطبراني في الطوال ( 36 ) ، وابن عدي في الكامل 7 / 518 ، وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (387)، والبيهقي في البعث والنشور ( 593 )كلهم من طريق محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة كذا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكر حديثا مطولا جدا ، وفيه الفقرة المسئول عنها .
وعند ابن عدي : عن محمد بن يزيد عن رجل ، وعند البيهقي : عن رجل عن أبي هريرة ، وليس له ذكر عند الطبراني أصلا ، ويبدو أنه سقط منه ، أو هو اضطراب من محمد بن يزيد هذا ، أو إسماعيل بن رافع، كما سيأتي.
ومحمد بن يزيد هذا مجهول ، كما قال أبو حاتم الرازي وغيره .
وقال ابن عدي في الكامل :
1749- مُحَمد بن يزيد بن أبي زياد.
روى عنه إسماعيل بْن رافع حديث الصور مرسل ولم يصح.
سمعتُ ابن حماد يذكره عن البخاري.
قال الشيخ (أي ابن عدي ): وهذا حديث الصور الذي ذكره البُخارِيّ رواه الوليد بْن مسلم، وأَبُو عاصم النبيل وغيرهما عن إسماعيل بْن رافع عن مُحَمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل، عَنْ مُحَمد بْنِ كَعْبٍ الْقَرْظِيِّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ حَدِيثَ الصور بطوله.
حَدَّثَنَا إبراهيم بْن دحيم، عن هشام بن عمار، عن الوليد بْن مسلم.
قال الشيخ ( أي ابن عدي ): وهذا الذي قَالَ البُخارِيّ أنه لا يصح لأنه يذكره فِي إسناده رجل.اهــ
وقال الحافظ في تهذيب التهذيب 9 / 524 :
وقال البخارى ( يعني في تاريخه الكبير 1 / 260 ) : روى عنه إسماعيل بن رافع ـ يعني عن محمد بن يزيد ، عن رجل من الأنصار ، عن محمد بن كعب ، عن أبى هريرة ـ حديث الصور ، ولم يصح .
وقال الخلال : سئل أحمد عن حديثه ( يعني عن حديث الصور هذا ) ، فقال : رجاله لا يعرفون .
وقال ابن حبان : لست أعتمد على إسناد خبره .
وقال الأزدي : ليس بالقائم ، في إسناده نظر .
وقال الدارقطني : إسناده لا يثبت ، ومحمد وأيوب والراوي عنه مجهولون . اهـ
قلت : وفي سند الحديث أيضا : إسماعيل بن رافع المدني، وهو ضعيف وتركه النسائي وغيره ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها مما فيه نظر.
وقد ذكر الحافظ ابن كثير هذا الحديث في تفسيره ، ثم قال :
هذا حديث مشهور وهو غريب جدا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة ، وفي بعض ألفاظه نكارة. تفرد به إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وقد اختلف فيه، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة، كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرازي، وعمرو بن علي الفَلاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء.
قلت: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة، قد أفردتها في جزء على حدة. وأما سياقه، فغريب جدًا، ويقال: إنه جمعه من أحاديث كثيرة، وجعله سياقا واحدا، فأنكر عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنه رأى للوليد بن مسلم مصنفا قد جمع فيه كل الشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فالله أعلم.اهــ
وقد روي عن غير واحد من المفسرين في قوله تعالى :{ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } أنه قال : غاضات الأعين، قصرن طرفهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم. ولا يردن غيرهم. وقال ابن زيد: تقول لزوجها: وعزة ربي ما أرى في الجنة شيئًا أحسن منك، فالحمد لله الذي جعلك زوجي وجعلني زوجتك.
انظر تفسير الطبري وغيره .
جزاك الله خيرا شيخنا .
وجزاك مثله أخانا أبا أنس .