بسم الله الرحمن الرحيمأخبر الأستاذ حمزة الكتاني – هداه الله – في أحد نقاشاته مع بعض الإخوة في ملتقى أهل الحديث بأنه " سني سلفي " ! ، وهذا الادعاء – للأسف - يخالف كثيرًا من كتاباته وتصرفاته ؛ كعدم تعليقه على الانحرافات العقدية الخطيرة في الكتب التي يُحققها ، وكمشاركته في بعض المواقع البدعية " الصوفية " ، وتبادل المديح مع أهلها ؛ مما تبين لي من خلاله أنه يريد مسك العصا من الوسط ، أو الجمع – كما يُقال – بين الضب والنون ، وهذا غير ممكن في أمور المعتقد ، إلا عند من تساوى لديه الحق والباطل ، أو كان مذبذبًا يعيش في ريب وشك ، لم يستقر قراره بعد .
ومن أخطر ماوقع منه – هداه الله – قيامه بالمشاركة في تحقيق كتاب لأحد أسلافه من " الصوفية " ، مليء بالخرافة والبدع ، بل الشركيات !
أعني كتاب " سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس " لمحمد بن جعفر الكتاني ، الذي حشاه مؤلفه بانحرافات أصّل لها في مقدمة الكتاب ، وكانت مهمة الأستاذ حمزة ومن معه ضبط النص فقط ، دون التعليق على المخالفات الشرعية الخطيرة ! مما يعني أنه إما : موافق عليها ، أو جامل غيره فيها ، فوقع في غش الأمة وخيانتها ، وكلاهما يعنيان عدم صدقه في ادعاء السلفية .
وإليكم بعض ما قاله صاحب السلوة في مقدمته ( 12-70) من تأصيل للبدع والشركيات ؛ كدعاء الأموات والاستمداد منهم ، والالتجاء إليهم من دون الله .. الخ - والعناوين مني - :
- قال : ( من فوائد زيارة قبور الصالحين: ..
ومنها : الاستمداد من بحر جودهم وكرمهم، والاغتراف من فيض نوالهم وعطائهم. ومنها: التعرض لنفحات الرحمة الإلهية، والتطلب لعوارف المعارف الإحسانية، إذ هم أبواب الله تعالى وبواب حضراته، ويوجد عند أضرحتهم من الرحمات والبركات ما لا يوجد عند غيرها.
ومنها: التوسل بهم إلى الله تعالى، والاستشفاع بهم إليه؛ فإن شفاعتهم مقبولة، وجاههم عند الله عظيم، فلا يكاد يستشفع بجاههم أحد ويخيب. ومن جواب للشيخ التاودي –رحمه الله- مذكور في نوازله ما نصه: "وأما السر في زيارة الصالحين؛ فلأنهم عباد الله المخلصون، وأولياؤه المقربون، فهم باب من أبواب رحمته، وخلائف النبوءة، وسر من أسرارها، وانبسط عليهم جاهها فيتوسل بهم إلى الله تعالى...."...
واعلم أن من أعظم نعم الله علينا، وأكبر أياديه لدينا: وجود الأولياء وظهورهم، وظهور أضرحتهم، وفي ذلك من المنافع والفوائد ما لا يدخل تحت حصر؛ فمن الفوائد في ذلك: وجود البركة بالأرض، وكثرة النفع، وإدرار الرزق، إذ لولاهم ما أرسلت السماء قطرها، ولا أبرزت الأرض نباتها، ولصُب البلاء على أهل الأرض صباً.
ومنها: أن برؤيتهم والجلوس بين أيديهم تصفو القلوب وتمحى عنها الذنوب، وتجدُّ في طلب رضى المحبوب، وهم سبب سعادة ابن آدم في الدنيا والآخرة.
ومنها أنهم مفزع الخائفين، ومستراح العاصين والمذنبين، إليهم يلجأ كل مكروب، وبهم يسلو كل محزون، وكل من نزل به أمر أو شدة، توجه إليهم، وتوسل إلى الله بجاههم، لأنهم أبواب الله في الأرض.
ومنها: أنهم أمان البلاد والعباد، ورحمة من الله الكريم الجواد.
ومنها: أنهم يشفعون في الآخرة كل على قدر رتبته مع الله عز وجل، وقد جاء أن الأنبياء والرسل والملائكة والعلماء والشهداء والأولياء وآل البيت يشفعون يوم القيامة، بل ورد أنه: ما من مؤمن إلا وله شفاعة، أخرج ابن النجار في تاريخه عن أنس مرفوعاً: "استكثروا من الإخوان؛ فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة".
وقد حكي عن بعض الصالحين –كما ذكره الإمام المرابي في "التحفة"، وابن زكري في :شرح الصلاة المشيشية" وغيرهما أنه: "رأى رجلاً بعد وفاته في النوم؛ فقال له: ما فعل الله بك وماذا لقيت؟ فقال له: لما دخلت القبر جاءني زبانية العذاب وأرادوا الانصراف بي إلى جهنم، فقلت لهم: أما تعرفونني؟ فقال لي واحد منهم: ومن أنت؟ فقلت: أنا خديم أبي يزيد البسطامي، فقال لأصحابه: دعوه حتى نرى أبا يزيد، فإن كان كما قال خلينا سبيله، وإن كان غير ذلك أخذناه، فأتوا أبا يزيد وقالوا له: إن هذا الرجل ادعى صحبتك. فقال لهم: لم أعرفه وليس كما قال. فقال له الرجل: سبحان الله؛ ما أسرع ما نسي الناس، أما تذكر يوم كنت خارجا من المسجد الفلاني وتحت إبطك ثوب، وأردت أن تنتعل نعلك فمنعك الثوب من ذلك، فناولتنيه وانتعلت؟!! فقال له: نعم. فخلي وتُرك ، ومضوا عنه"، قال العلامة ابن زكري عقب هذه الحكاية : فأدنى انتساب لهم، وأقل قرب منهم نافع غاية النفع، حتى مصافحتهم وملاقاتهم".
وذكر صاحب "إثمد العينين في مناقب الأخوين" وغير واحد أن: الولي يوم القيامة يكون في موكبه ذاهباً إلى الجنة، فينظر وإذا ببعض العصاة يساق إلى النار –والعياذ بالله تعالى-، فيقف ويأتيه، فيسأله: "هل رأيتني في دار الدنيا؟"؛ فيقول: "لا"؛ فيقول: هل زرتني؟ فيقول: لا. فيقول: هل سمعت بذكري؟ فيقول: نعم كنت أسمع الناس يقولون: سيدي فلان، فيقول ذلك الولي: امض إلى الجنة . حتى لا يمشي للنار من سمع اسمي في دار الدنيا. فإذا النداء من قبل الباري جل جلاله: "خلو سبيله" فيمضي مع ذلك الولي إلى الجنة.
وفي "المقصد الوريف" أنه: يروى أن رجلاً من أصحاب أبي يزيد كان خياطاً فمات، فريء في المنام بعد موته فقيل له: ما كان من أمرك؟ فقال: لما دفنت وأتاني الملكان يسألاني قلت لهما: كيف تسألاني وقد خطت فرواً لأبي يزيد؟ فانصرفا عني ) .
====================
وقال :
( مدد الميت أقوى من مدد الحي، لأنه على بساط الحق، ولأن التعلق به عري عن الأغراض والعوارض من الاستيناس ونحوه. كما قال لنا شيخنا أبو العباس الحضرمي رضي الله عنه: كرامة الله لأوليائه لا تنقطع بموتهم، بل ربما زادت، كما هو معلوم في كثير منهم") .
الولي الميت يتصرف في الكون !!
قال : ( تنبيهات : الأول: ذكر غير واحد أن الولي إذا مات انقطع تصرفه في الكون، وما يعطيه الله عز وجل لزائريه إنما هو علي يد بعض أهل التصرف من الأحياء، لكن هذا محمول على غير الأفراد من الكمل، أما هم فيتصرفون أحياءً وأمواتاً ) .
الغلو في زيارة القبور :
قال : ( في كيفية الزيارة وبعض آدابها وما ينبغي للزائر أن يفعل بسببها :
فأقول: قال العلماء –رضي الله عنهم: ينبغي للزائر أن يقعد عند رأس المزور قبالة وجهه، بحيث يستدبر القبلة ثم يقول: "التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته – يكرر السلام عليه صلى الله عليه وسلم ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً ثم يقول: - السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين- وينوي بذلك: السلام على كل عبد لله صالح في السماء والأرض، ثم يقول: السلام عليك يا سيدي فلان- إن كان يعرف اسمه، وإلا؛ قال بدل: يا سيدي فلان: يا صاحب هذا القبر، أو: هذا الضريح- ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله"، فإنه إذا تشهد؛ يجلس الولي في قبره متربعاً اعتناء بقضاء حاجته، ويرد عليه جميع ما يقول حتى ينصرف.
ومنها: أن يكون متطهراً طهارة صغرى، لأنها مطلوبة في الدخول على الملوك والعظماء، فأهل الله أحرى.
ومنها: أن يلبس نظيف ثيابه، تعظيماً لشأن الذاهب له منهم ، نص على ذلك في "معتمد الراوي".
ومنها: أن يفرغ الزائر قلبه عن كل شيء من أمور الدنيا الدنية، وما لا تعلق له بالزيارة، حتى يصلح قلبه للاستمداد من ذلك الولي.
ومنها: أن يعتقد استمداده من حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. إذ هو المزور على الحقيقة، وهؤلاء إنما هم أبوابه ونوابه وخدام بساطه وحضراته، وهو – صلى الله عليه وسلم- الممد لجميعهم، والمعطي لكل واحد منهم ما يمد به زواره وقصاده على حسب الزائر والمزور) .
أما مربط الفرس عند الصوفية ، وهو كسب الأموال المحرمة من الجهال والسذج ، فقال حاثًا عليه ومؤصلا له !! :
( حكم دفع الأموال عند الأضرحة : مما جربه كثير من الناس لقضاء الحوائج: الإتيان بهدية للولي من فلوس وغيرها. ويدل لصحة ذلك ما في ترجمة الشيخ أبي المواهب الشاذلي من "الطبقات الشعرانية" من أنه كان يقول: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام؛ فقال لي: إذا كانت لك حاجة وأردت قضاءها؛ فانذر لنفيسة الطاهرة –يعني: الشريفة الحسنية، (بفتح الحاء)، المدفونة بمصر- ولو فلساً؛ فإن حاجتك تُقضى". انتهى. قال الشيخ سيدي عبدالمجيد المنالي في رحلته بعد نقله: "وكنت أسمع ذلك على لسان المشايخ قبل أن أقف عليه؛ فكنت أصفه للناس فينتفعون به". انتهى. قلت: وقد عمل الناس به في كثير من الأضرحة، وخصوصاً في ضريح قطب المغرب مولانا إدريس –رضي الله عنه- بفاس، وضريح سيدي أبي العباس السبتي بمراكش، فشاهدوا منه العجب. والأمر أوسع من أن تدركه العقول أو يصفه المقول ) !!
ومن خرافاته :
قوله : ( وما يذكر من حضور النبي – صلى الله عليه وسلم- أو غيره من الأولياء هناك لا تبعد صحة، سيما وقد أخبر به من ثبتت ولايته، واتضحت عنايته في غير ما موطن الأولياء، كمولد مولانا إدريس –رضي الله عنه- وأضرابه، وقد ذكر غير واحد من الأكابر أن أولياء الله من البحر المحيط وسائر الجبال والبلاد يحضرون مولد القطب الشريف الحسيني أبي العباس سيدي أحمد بن علي البدوي دفين طنطا بأعلى النيل، المتوفى سنة خمس وسبعين وستمائة، وولد بفاس ) .
تجويز البناء على القبور وتعظيمها :
قال : ( مما شاع وذاع، في سائر القرى والمدن والبقاع: بناء القباب على قبور الأولياء والعلماء، ووضع الثياب عليها والستور عندها، وفي ذلك بين العلماء اضطراب وخلاف، والعمل على الجواز إذا قصد به التعظيم. كما الشأن في ذلك ) .
توسلات شركية نقلها ؛ منها :
أوليــاء الإله إني مــريض
والدواء لديكم والشفــاء
أنتم الباب والإلــه كــريم
من أتاكم له المنا والهـناء
كم أتى لحمـاكم من سقـيم
زال عنــه سقامه والبلاء
كم أعنتم على الدوام مريـضا
في فراش وقد كفـاه النداء
فانظروا لي بفضلكم في علاجي
وامنحوني بجودكم ما أشاء
كرامة طريفة تحتاجها شركات التبغ !!
كان رحمه الله كثيراً ما يأوي إلى حانوت برأس التيالين من عدوة فاس القرويين، وكان يشرب بها القهوة والدخان المعروف، ويتبعه رجل يقال له: مزور، يباشر له أموره، ويتكلم مع الناس على لسانه، ويأخذ منهم ما يعطونه، وشاهد الناس له عدة كرامات: منها: ما أخبرني به بعض الناس قال: "اجتمعت معه مرة في دار عند رجل، فجعل يشرب الدخان المرة بعد المرة، وقد قهرتني رائحته غاية. فدعاني وقال لي: اشرب! فأبيت من ذلك. فألح علي حتى فعلت؛ فوالله ما وجدت في فمي سوى طعم العنبر، وبقيت رائحته في فمي نحواً من شهرين" !!
تنبيه :
ليت حمزة ومن معه - عندما ابتلوا بإخراج هذا الكتاب - فعلوا كما فعل من اختصره قديمًا ؛ أعني محمد العزوزي ، الذي قال في مقدمة اختصاره ( ص 13 ) :
( و حيث ان هذا المجموع العظيم قد اشتمل على تراجم رجال كنا نعدهم فيما غبر من الأخيار وقت ما كان الاعتقاد في الامة سائدًا ، أما و قد قل الاعتقاد وساد الانتقاد ، حتى صار ذلك يُعد عندهم من الخرافات أو الهذيان . و لقد أخبرت شيخنا المؤلف بأني رأيت بفاس بين يدي أحد المستشرقين نسخة من السلوة و قد علّم على عدة مواضع منها بالحبر الأحمر ؛ فأطلعني على ما عليه علم و قال : أهذا من دين الله !! فلما سمع مني ذاك قال رضي الله عنه : إننا ألفنا ذلك في وقت كان السائد فيه حسن الاعتقاد و عدم الانتقاد ، ولو كنت أعلم أننا نصير إلى ما صرنا إليه ما ذكرت شيئاً من ذلك . فإني اؤذنك باختصارها و حذف ما ذكر فيها مما ظاهره مخالف لمعتقد أهل هذا العصر ) !
فليت حمزة ومن معه على الأقل : فعلوا فعله - حياء وخجلا من هذه الخرافات المظلمة في زمن انتشار نور دعوة الكتاب والسنة . هداه الله ، وشرح صدره للحق .
رابطان مهمان لكشف شبهات القبوريين
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=110
http://www.khayma.com/kshf/R/amwat.htm
موقع آل البيت ( من أهل السنة )
http://www.alalbayt.com/