تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: في قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ..)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    166

    Post في قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ..)


    في المراد بـ ( التأويل):




    نقلتُ من موقع (ملتقى أهل التفسير):


    اختلف المفسرون في المراد بـ ( التأويل)، و المشهور فيه قولان:
    القول الأول: أن يراد بالتأويل ما تؤول إليه حقائق الأخبار، ومنها العلم بالكيفيات، كتأويل ما في القرآن من أخبار المعاد مما يكون من القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار، كما قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة كقوله: [هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ][الأعراف: 53] أي: ما يعلم كنهه وحقيقته وما يؤول إليه إلا الله(1).
    وعلى هذا التأويل: يكون الوقف على قوله [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ]، ويبتدأ بـ [وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ](2).
    القول الثاني: أن يراد بالتأويل: التفسير والبيان والتعبير عن الشيء فالوقف على قوله: [وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ]، لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار، وإن لم يحيطوا علما بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه كقوله: [نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ][سورة يوسف: 36] أي: نبئنا بتفسيره، وعن ابن عباس أنه قال: أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله(3).
    وفي السنة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل )) رواه أحمد (1/266) وصححه الألباني.
    وعلى هذا التأويل: يكون الوقف على قوله [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ]، ويبتدأ بـ [يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ].
    ..
    وفي الرسالة التدمرية لابن تيمية:
    جمهور سلف الأمة وخلفها على أن الوقف على قوله: [وما يعلم تأويله إلا الله]وهذا هو المأثور عن أبى بن كعب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم.
    وروى عن ابن عباس أنه قال: التفسير على أربعة أوجه:
    1. تفسير تعرفه العرب من كلامها
    2. وتفسير لا يعذر أحد بحهالته
    3. وتفسير تعلمه العلماء
    4. وتفسير لا يعلمه إلا الله من ادعى علمه فهو كاذب
    وبين شيخ الإسلام بن تيمية أن التأويل يأتي على معان:
    1- يأتي بمعنى التفسير وهذا الغالب على اصطلاح المفسرين للقرآن كما يقول ابن جرير وأمثاله- من المصنفين في التفسير- واختلف علماء التأويل ومجاهد إمام المفسرين قال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به وعلى تفسيره يعتمد الشافعي وأحمد والبخاري وغيرهما فإذا ذكر أنه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره.
    2- يأتي بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام كما قال الله تعالى: [هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ][الأعراف: 53]، فتأويل ما في القرآن من أخبار المعاد هو ما أخبر الله به فيه مما يكون: من القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحر ذلك كما قال الله تعالى في قصة يوسف لما سجد أبواه وإخوته قال: [يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ][يوسف: 100] فجعل عين ما وجد في الخارج هو تأويل الرؤيا
    3- يأتي بمعنى تفسير الكلام وهو الكلام الذي يفسر به اللفظ حتى يفهم معناه أو تعرف علته أو دليله، وهذا ( التأويل الثالث ) هو عين ما هو موجود في الخارج ومنه قول عائشة : ( كان النبي يقول: في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لى ) يتأول القرآن [متفق عليه] يعنى قوله: [فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ]وقول سفيان بن عيينة: السنة هي تأويل الأمر والنهي، فإن نفس الفعل المأمور به: هو تأويل الأمر به ونفس الموجود المخبر عنه هو تأويل الخبر والكلام خبر وأمر.

    انتهى.


    وفي مجموع الفتاوى لابن تيمية ~رحمه الله:


    وَكَذَلِكَ نَصُّ أَحْمَد فِي كِتَابِ " الرَّدِّ عَلَى الزَّنَادِقَةِ وَالْجَهْمِيَّة " أَنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَتَكَلَّمَ أَحْمَد عَلَى ذَلِكَ الْمُتَشَابِهِ وَبَيَّنَ مَعْنَاهُ(4) وَتَفْسِيرَهُ بِمَا يُخَالِفُ تَأْوِيلَ الْجَهْمِيَّة وَجَرَى فِي ذَلِكَ عَلَى سُنَنِ الْأَئِمَّةِ قَبْلَهُ. فَهَذَا اتِّفَاقٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ عَلَى أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ مَعْنَى هَذَا الْمُتَشَابِهِ وَأَنَّهُ لَا يُسْكَتُ عَنْ بَيَانِهِ وَتَفْسِيرِهِ بَلْ يُبَيَّنُ وَيُفَسَّرُ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ لَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ أَوْ إلْحَادٍ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ وَآيَاتِهِ. انتهى.



    وقال أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله (5):
    المتشابه هو الذي يغمض علمه على غير العلماء والمحققين كالآيات التي ظاهرها التعارض كقوله تعالى : (هذا يوم لا ينطقون) وقال في أخرى (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) ونحو ذلك. انتهى.


    وقال ابن عثيمين رحمه الله (6):
    " قسم الله تبارك وتعالى القرآن الكريم إلى قسمين : محكم ومتشابه ، والمراد بالمحكم هنا الواضح البين الذي لا يخفى على أحدٍ معناه مثل السماء والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وما أشبهها ، هذا محكم ؛ لأنه لا اشتباه في معناه، وأما المتشابهات فهي الآيات التي يشتبه معناها ويخفى على أكثر الناس ولا يعرفها إلا الراسخون في العلم ، مثل بعض الآيات المجملة التي ليس فيها تفصيل ، فتفصلها السنة مثل قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فإن إقامة الصلاة غير معلومة ، والمعلوم من هذه الآية وجوب إقامة الصلاة فقط ، لكن كيف الإقامة ، هذا يعرف من دليل آخر ، والحكمة من أن القرآن نزل على هذين الوجهين الابتلاء والامتحان ؛ لأن من في قلبه زيغ يتبع المتشابه ، فيبقى في حيرةٍ من أمره ، وأما الراسخون في العلم فإنهم يؤمنون به كله ، متشابهه ومحكمه ، ويعلمون أنه من عند الله وأنه لا تناقض فيه . ومن أمثلة المتشابه : قول الله تبارك وتعالى (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ) مع قوله ( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ) فيأتي الإنسان ويقول : هذا متناقض كيف يقولون (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَاكُنَّا مُشْرِكِينَ) ثم يقال عنهم إنهم (لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً) فيضرب الآيات بعضها ببعض ؛ ليوقع الناس في حيرة ، لكنّ الراسخين في العلم يقولون : كله من عند الله ولا تناقض في كلام الله ، ويقولون : إن يوم القيامة يومٌ مقداره خمسون ألف سنة ، فتتغير الأحوال وتتبدل ، فتُنزّل هذه على حال وهذه على حال " انتهى.









    (1) انظر: تفسير القرآن العظيم/2/6: 12، وفيض القدير/1/ 473، ومجموع فتاوى1/29.
    (2) انظر: علل الوقوف: 1/363.
    (3) الرسالة التدمرية/1/39، وتفسير القرآن العظيم/2/6: 12
    (4) ومن أمثله ذلك، قول الامام أحمد رضي الله عنه في كتابه " الرَّدِّ عَلَى الزَّنَادِقَةِ وَالْجَهْمِيَّة " :

    فمما يسأل عنه يقال له: تجد في كتاب الله آية تخبر عن القرآن أنه مخلوق؟ فلا يجد.
    فيقال له: فتجده في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن القرآن مخلوق. فلا يجد.
    فيقال له: فمن أين قلت؟
    فيقول من قول الله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3] .
    وزعم أن: جعل، بمعنى: خلق، فكل مجعول هو مخلوق، فادعى كلمة من الكلام المتشابه يحتج بها من أراد أن يلحد في تنزليه، ويبتغي الفتنة في تأويلها، وذلك أن: جعل، في القرآن من المخلوقين على وجهين: على معنى التسمية، وعلى معنى فِعل من أفعالهم.
    وقوله: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91] .
    قالوا: هو شعر وأنباء الأولين، وأضغاث أحلام، فهذا على معنى التسمية. قال: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} [الزخرف: 19] . يعني أنهم سموهم إناثًا.
    ثم ذكر: جعل، على معنى التسمية فقال: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} [البقرة: 19] . فهذا على معنى فِعل من أفعالهم.
    وقال:{حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} [الكهف: 96] هذا على معنى فعل، فهذا جعل المخلوقين .. الخ.
    (5) روضة الناظر لابن قدامة.
    (6) "فتاوى نور على الدرب".

    الرَّد على الزَّنادقة والجهمية لللإمام أحمد بن محمد بن حنبل:
    http://www.ajurry.com/vb/attachment....8&d=1370176387

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    166

    افتراضي

    وفي الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية ~رحمه الله:

    (.. كما اذا قيل : (فيها أنهار من ماء) فهناك قد خص هذا الماء بالجنة، وظهر الفرق بينه وبين ماء الدنيا، لكن حقيقة ما امتاز به ذلك الماء غير معلوم لنا، وهو مع ما أعده الله لعباده الصالحين، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر : من التأويل الذي لا يعلمه الا الله.
    وكذلك مدلول أسمائه وصفاته الذي يختص بها، التى هي حقيقة لا يعلمها الا هو. ولهذا كان الائمة كالإمام أحمد وغيره ينكرون على الجهمية وأمثالهم - من الذي يحرفون الكلم عن مواضعه - تأويل ما تشابه عليهم من القرآن على غير تأويله، كما قال أحمد : في كتابه الذي صنفه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله، وانما ذمهم لكونهم تأولوه على غير تأويله، وذكر في ذلك ما يشتبه عليهم معناه وان كان لا يشتبه على غيرهم، وذمهم تأولوه على غير تأويله، ولم ينفي مطلق لفظ التأويل، كما تقدم : من أن لفظ التأويل يراد به التفسير المبين لمراد الله به، فذلك لا يعاب بل يحمد، ويراد بالتأويل: الحقيقة التي استأثر الله بعلمها، فذلك لا يعلمه الا هو، وقد بسطنا في غير هذا الموضع.
    ومن لم يعرف هذا اضطربت أقواله، مثل طائفة يقولون: إن التأويل باطل وانه يجب إجراء اللفظ ظاهره، ويحتجون بقوله تعالى : { وما يعلم تأويله إلا الله } ويحتجون بهذه الآية على إبطال التأويل، وهذا تناقض منهم لان هذه الآية تقتضي أن هناك تأويلا لا يعلمه الا الله، وهم ينفون التأويل مطلقا.
    وجهة الغلط أن التأويل الذي استأثر الله بعلمه هو الحقيقة التي لا يعلمها الا هو، وأما التأويل المذموم والباطل فهو تأويل أهل التحريف والبدع الذين يتأولونه على تأويله، ويدّعون صرف اللفظ عن مدلوله الى غير مدلوله بغير دليل يوجب ذلك، ويدعون أن في ظاهره من المحذور ما هو نظير المحذور اللازم فيما أثبتوه بالعقل، ويصرفونه الى معان هي نظير المعاني التي نفوها عنه، فيكون ما نفوه من جنس ما أثبتوه، فإن كان الثابت حقا ممكنا كان المنفي مثله، وان كان المنفي باطلا ممتنعا كان الثابت مثله ..
    ) .
    الرَّد على الزَّنادقة والجهمية لللإمام أحمد بن محمد بن حنبل:
    http://www.ajurry.com/vb/attachment....8&d=1370176387

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •