بسم الله الرحمن الرحيم
العربية بين فكي كماشة

إخواني الكرام أخواتي الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأرجو أن تكونوا جميعاً بخير
العربية لغة القرآن ولغة الحضارة والتراث ، العربية اللغة الجميلة والشاعرة والأنيقة والثرية تمر اليوم بمرحلة عصيبة ومخيفة ، حيث إنها باتت تئن حين وجدت نفسها بين فكي كماشة :الإنجليزية واللهجات العامية ، الصفوة اتجهوا نحو الكتابة والحديث بالإنجليزية ، والشباب و العامة باتوا يتحدثون في البرامج الإذاعية والتلفازية و على الانترنيت باللهجات العامية . أما العربية فإنها تقاوم وتتشبث بالحياة على أفواه بعض الغيورين عليها إلى أن تصحو الأمة ، وتعود إليها من جديد . كل الأمم تنظر إلى اللغة على أنها جزء من هويتها الوطنية وجزء من كرامتها أيضاً ، وقد قال أحد علماء الإسلام الأعاجم يوماً: والله لأن أذم بالعربية أحب إلي من أن أمدح بغيرها! لا أريد أن نقف لتصوير حال العربية اليوم ، فهو معروف ، ولا أريد أن نقف لنبكي على الأطلال ، فهذا ليس من شيم الرجال ، لكن أريد أن ننظر إلى اللغات الأجنبية على أنها جيوش تغزو ثقافتنا و تضعف صلتنا بكتاب ربناـ جل وعز ـ وسنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن اللغة أيها الكرام والكريمات ليست أداة لتوصيل المعلومات إنها أداة للتوصيل وأداة للتفكير ، وهي مضمون مكون من قيم ومفاهيم أيضاً. المطلوب منا جميعاً القيام بعشرات الألوف من المبادرات الشخصية والعامة من أجل إنعاش العربية ومدها بأسباب البقاء والمقاومة ، وسأذكر بعض الأمثلة على أمل أن يكون لكل
واحد منا مساهمة ولو صغير ة في حماية العربية :
1ـ إذا كنت معلماً فلا تتحدث بغير الفصحى ، ولا تقبل أي سؤال أو مداخلة من طالب بغير الفصحى .
2ـ إذا كنت في مجلس مع أصحابك ، فحرضهم على التحدث بالفصحى ، وأحضر معك شرحا ًلبعض مفردات الغامضة مدة 3 دقائق .
3ـ لا تسمح لأولادك أن يكتبوا رسائل جوال أو يكتبوا في محادثة على الإنترنيت بغير الفصحى .

4ـ إذا كنت متخصصاً بالعربية فحاول ابتداع طرق لتعلمها على نحو سهل , ولتكن لك مساهمة ، في تقوية لغة طلابك وأبناء حيك وأقربائك وأصدقائك .....
5ـ لا يصح أن نقيم ندوة أو مؤتمراً في أي بلد عربي ، وتكون لغته الرسمية غير العربية من أجل عشرة أو عشرين من الباحثين الأجانب . في بلادنا نتحدث بلغتنا ونترجم لمن لا يعرفها . هذا هو الشعار الذي يجب أن يرفع و يطبق ....
6ـ اكتشف جمال العربية وتمتع بقراءتها من خلال قراءة ما كتب بها من روائع المؤلفات .
7ـ افعل كما تفعل كل الشعوب ا لتي تحترم نفسها : تتكلم لغة أجنبية أو أكثر ، لكنها في الوقت نفسه تقوي صلتها بلغتها الأم.
لا أريد أن أطيل فلدى إخواني من الغيرة و الألمعية ما يمكّنهم من فعل الكثير من أجل العربية . اللغة أمانة وضعها عندنا الجيل السابق لنوصلها إلى الجيل القادم ، فليؤد الذي اؤتمن أمانته، وليتق الله ربه . و
إلى أن ألقاكم في رسالة قادمة
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د:عبد الكريم بكار
25 / 4 / 1429


www.drbakkar.com