♦ ملخص السؤال:
شاب اكتشف أن زوجتَه كانتْ على علاقة عبر الإنترنت بشخص قبل الزواج، وهي لا تعلم بأنه اكتشف هذه العلاقة، ولكنه يشك فيها ولا يصدق منها أي شيء!

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في منتصف العشرين من عمري، متزوج ولديَّ طفل، أعاني من الأرق والخوف؛ وذلك لأني اكتشفتُ أنَّ زوجتي أحبَّتْ شخصًا لمدة 4 سنوات، وكانتْ بينهما علاقة غير جسدية عبر الإنترنت!


انتاب هذه العلاقة إيحاءات جنسية، وكانت تحبُّ هذا الشخص حبًّا شديدًا، وترفُض الزواج مِن كلِّ من يتقدَّم لها لأجله، لم أخبرها أنني عرفتُ شيئًا عن تلك العلاقة، لكنني أصبحتُ أشك فيها بصورةٍ كبيرةٍ، ولا أصدِّقها، لكني أراها شديدة التعلق بي وتحبني، وأخاف أن يكون كل شيء كذبًا، علمًا بأنَّ علاقتي بها (فترة الخطوبة والزواج) منذ 3 سنوات.


أعاني مِن اضطرابٍ وخوفٍ شديدٍ؛ خاصة كلما تذكَّرتُ هذه العلاقة، وأخشى أن تكون العلاقةُ ما زالتْ مستمرة بينهما.


الهاجسُ يُدمرني، وحياتي الزوجية متوقفة بسبب هذا الأمر

فأخبروني ماذا أفعل؟


الجواب


أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياك الله أخي في شبكة الألوكة.


إن الارتباط الزوجي تناغُم وتفاهُم، صِدق وصداقة، رفقٌ وحسن ظن، علاقة مُقَدَّسة متينةٌ يَحْكُمُها الودُّ والرحمةُ؛ لأنها أكثر سُمُوًّا وديمومةً مِن العواطف المتقلبة.


زوجتُك تحبك، متمَسِّكة بك كما ذكرت، وهي الآن أُمٌّ، وليس من العدل أن تفتحَ باب الشك في عقلك لأجل ماضٍ قد ولَّى، وما كان منها ليس إلا نزوة مِن فتاة مراهقةٍ تفتحتْ على الدنيا.


الكثير من الناس لديهم ماضٍ معين، لا يحبون تذكُّره، ولو ذكَّرتَهم به لوجدتَهم نادمين عليه، تائبين مستغفرين، يتمنَّون أنه لو لَم يكن في حياتهم.


كيف تحبك ويكون كذبًا؟! أتكذب طوال السنوات الثلاث؟!


لو لم تحبك لظهر هذا في سلوكها، ولا ينبغي أن تخبرَها بما تعلم فتحرجها وتشعر بعدم ثقتك، بل عليك أن تكفَّ عن النبْش في الماضي وتتبُّع آثاره، الماضي رَحَل، ورحلتْ معه الذكريات، وحلت في القلب أفراحُ السعادة الزوجية التي لا تخبو شعلتها مع العِشرة بالمعروف والحب المتبادل الصادق الواضح، وهو سرُّ السعادة الحالية والمستقبلية.


أخي الكريم، المرأةُ عندما تُحب يظهر ذلك في سلوكها وبريق عينيها، واهتمامها وإحسانها لزوجها وأولادها، ولا بد أن زوجتك الآن عاقلةٌ ناضجةٌ.


احرصْ على توجيهها للخير والطاعات، للصلاة، لقراءة القرآن، لِمَلْء وقت الفراغ بالنافع من أمور الدنيا والدين.


كن محبًّا، حنونًا، عطوفًا، قدِّمْ لها الكلمة الطيبة، فالمرأةُ تُسحرها الكلمة، ولا تملُّ سَماعها؛ لكن أرجوك أخي الفاضل أبعد الشك عن مخيلتك لتعيشَ في رخاء قلبيٍّ.


دامتْ سعادتُك الزوجية




رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz49TvWBsrW