تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 60

الموضوع: كتاب: (العلم الخالص في معرفة بعض الخصائص).

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرمين الحسينى مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ايها الشيخ ..
    وفيكم بارك الله
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    القسم الأول: خصائص اختص بها دون غيره من الأنبياء، وفيه مبحثان:
    المبحث الأول: ما اختص به عن غيره من الأنبياء في الدنيا:
    1 – أن الله أخذ العهد والميثاق على جميع الرسل والأنبياء أن يؤمنوا به ويتبعوه إذا ظهر في عهدهم:
    قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران: 81
    بينت الآية أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عهده أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم ، وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم.
    قال ابنُ عباس: (ما بعث الله نبيًا إلاَّ أخذ عليه الميثاق: لئن بُعث محمد وهو حيّ ليؤمنن به ولينصرنَّه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته: لئن بُعت محمد وهم أحياء ليؤمننَّ به ولينصرنَّه).(
    [1])
    وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي).(
    [2])
    قال ابن كثير: (فالرسول محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين هو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب طاعته المقدم على الأنبياء كلهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس).([3])



    ([1]) تفسير الطبري (3/330 – 331) .

    ([2]) أحمد (15156)، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/228)، قال الحافظ ابن حجر في الفتح رجاله موثقون إلا أن مجالدًا ضعيف، وحسنه الألباني في الإرواء بشواهده (6/34).

    ([3]) تفسير ابن كثير (2/68).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    2 – أنَّه أولى بالأنبياء:
    فكما أن الله عز وجل أخذ العهد على جميع الأنبياء أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكذلك أخبرنا الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بهم من غيره،
    فقد ادعى كل من اليهود والنصارى أن إبراهيم منهم فنفى الله ذلك وبيَّن أن أولى الناس به هو النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه،
    (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)
    آل عمران : ٦٨
    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).([1])
    وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    (أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ).([2])
    قال الطبري: يعني جل ثناؤه بقوله: (إنّ أولى الناس بإبراهيم)، إنّ أحقّ الناس بإبراهيم ونصرته وولايته.
    (للذين اتبعوه) يعني: الذين سلكوا طريقَه ومنهاجه، فوحَّدوا الله مخلصين له الدين، وسنُّوا سُنته وشرَعوا شرائعه وكانوا لله حنفاء مسلمين غير مشركين به. (وهذا النبي)([3])يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم.
    (والذين آمنوا) يعني: والذين صدّقوا محمدًا، وبما جاءهم به من عند الله.
    (والله ولي المؤمنين) يقول: والله ناصرُ المؤمنين بمحمد، المصدِّقين له في نبوّته وفيما جاءهم به من عنده، على من خالفهم من أهل الملل والأديان.([4])



    ([1]) البخاري (3443)، ومسلم (2365).

    ([2]) البخاري (3397).

    ([3]) الإشارة للنبي صلى الله عليه وسلم يراد بها التعظيم كأنه قال: وهذا النبي العظيم، وهذا معلوم من أساليب العرب.

    ([4]) تفسير الطبري (6/497) .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    3 – إمامته بالأنبياء في بيت المقدس:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ)، قَالَ: ( فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْه، مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا(
    [1]) مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ، جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ).([2])
    قوله:
    (تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ)، أي: عن سيري إلى بيت المقدس.
    قوله:
    (فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ) المعنى حزنًا شديدًا، وفي القاموس: الكرب: الحزن يأخذ بالنفس كالكربة وكربه الغم فهو مكروب.
    قوله:
    (فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ)، أي: نوع وسط من الرجال أو: خفيف اللحم.
    قوله:
    (جَعْدٌ)، بفتح فسكون، وفيه معنيان، أحدهما: جعودة الجسم، وهو اجتماعه، والثاني: جعودة الشعر، والأول أصح.
    قوله:
    (رِجَالِ شَنُوءَةَ) هي قبيلة مشهورة.
    قال القاضي عياض، فإن قيل: كيف رأى موسى عليه السلام يصلي، وأمَّ -صلى الله عليه وسلم- الأنبياء في بيت المقدس، ووجدهم على مراتبهم في السماوات؟
    فالجواب: يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - رآهم وصلى بهم في بيت المقدس، ثم صعدوا إلى السماء، فوجدهم فيها، وأن يكون اجتماعهم وصلاته معهم بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى.(
    [3])
    قال ابن كثير: (والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السماوات، ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيًا: وهم معه، وصلى بهم فيه، ثم إنه ركب البُراق وكرَّ راجعًا إلى مكة).([4])([5])
    واختلف العلماء في حقيقة هذه الصلاة:
    فقيل: إنها الصلاة اللغوية ، يعني الدعاء والذكر.
    وقيل: هي الصلاة المعروفة، وهذا أصح؛ لأنّ اللفظ يُحمل على حقيقته الشرعية قبل اللغوية، وإنما نحمله على اللغوية إذا تعذر حمله على الشرعية، ولم يتعذر هنا، فوجب الحمل على الصلاة الشرعية.([6])
    وعلى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء قبل الإسراء،
    فلقائل أن يقول: وكيف عَرَف النبي صلى الله عليه وسلم كيفة الصلاة؟
    نقول لا إشكال في ذلك؛ لأن الصلاة كانت مفروضة على المسلمين من ابتداء الإسلام؛ ولذلك لما سأل هرقلُ أبا سفيان مَاذَا يَأْمُرُكُمْ ؟
    قال:
    (يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ، وَالصِّلَةِ).([7])
    قال ابن رجب: (وفيه دليل على أن الصلاة شُرعت من ابتداء النبوة، لكن الصلوات الخمس لم تفُرض قبل الإسراء بغير خلاف).([8])
    وقال ابن حجر: (فإنه صلى الله عليه وسلم كان قَبْل الإسراء يُصلي قطعًا، وكذلك أصحابه).([9])


    ([1]) إذا في هذه المواضع: فإذا موسى ... وإذا رجل ... وإذا عيسى ... وإذا إبراهيم: للمفاجأة ، ولذا قيل:
    إذا للمضي وإذا للآتي ... وقد تأتي للمفجآة .

    ([2]) مسلم (172).
    ([3]) مرقاة المفاتيح (9/773 – 775) .
    ([4]) تفسير ابن كثير (5/31) .
    ([5]) كتابه العقيدة الصحيحة تسهيل وتوضيح(136 – 138): 4-و(إخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس):
    و(من المعجزات التي تتعلق بالإسراء والمعراج أن قريشًا سألته عن وصف بيت المقدس وعن عدد أبوابه، فجلى الله له بيت المقدس حتى وضعه أمامه فأخبرهم عما يريدون لم يخطئ في حرف واحد.
    يقول رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: (لما كذبني قريش قمت في الحِجر-حجر إسماعيل-فجلى الله لي بيت المقدس-أي: كشف الحجب بيني وبينه-، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه) (رواه البخاري في: (صحيحه) (64-كتاب التفسير، 3-باب قوله: (أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام)، (7/594/رقم:3886-62-كتاب مناقب الأنصار، 41-باب: حديث الإسراء، و9/306/رقم:4710)، ومسلم في: (صحيحه) (كتاب الإيمان، 75-باب: ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، (1/ج/2/227/رقم:170/276/278-مع شرح النووي)، والترمذي في: (جامعه) (5/91-48-كتاب التفسير، رقم:3144)، والنسائي في: (السنن الكبرى) (6/11282)، في التفسير، وقد طبع التفسير مستقلًا في مجلدين (1/643/644/645-وما بعدها-رقم:302/304/305-وتحفة الأشراف:3151/4530/14965)، وأحمد في: (مسنده) (1/309/رقم:2820-تحقيق: أحمد شاكر)، والطبراني في: (المعجم الكبير) (7/282/رقم:7142)، و(12/167/رقم:12782)، والبزار في: (مسنده) (8/409/رقم:3484)، والهيثمي في: (المجمع) (1/309)، والبيهقي في: (دلائل النبوة) (2/257/إلى:267/رقم:667/إلى:683-باب: الإسراء برسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وما ظهر فيها).
    وابن كثير في: (تفسيره) (3/16)، وفي: (البداية والنهاية) (3/135)، وعزاه السيوطي في: (الدر المنثور تفسير القرآن بالمأثور) (4/155) لابن أبي شيبة، وابن مردويه، وأبي نعيم في: (الدلائل) (1/143/رقم:156)، والضياء في: (المختارة)، (فضائل بيت المقدس) (1/84)، وابن عساكر عن ابن عباس به، وسنده صحيح....).
    وابن شاهين في: (ناسخ الحديث ومنسوخه) (1/178/رقم:185)، والطبري في: (تفسيره) (15/5)،
    وقد توسع في تخريجه محقق: (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) (2/680/683-حلمي بن محمد الرشيدي)، أو: (2/612/613/رقم:1009/1010/1011- تحت عنوان: (أقوال الناس في صعود المسيح إلى السماء)، و(شبهة من أنكر صعود البدن إلى السماء)، و(الشبهة الأولى: الجسم الثقيل لا يصعد).
    ثم ذكرا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-تحت معجزة الإسراء والمعراج، وهذا نصه: (وصعود الآدمي ببدنه إلى السماء قد ثبت في أمر المسيح عيسى ابن مريم-عليه السلام-فإنه صعد إلى السماء، وسوف ينزل إلى الأرض وهذا مما يوافق النصارى عليه المسلمين، فإنهم يقولون: إن المسيح صعد إلى السماء ببدنه وروحه كما يقوله المسلمون، ويقولون: إنه سوف ينزل إلى الأرض أيضاً، كما يقوله المسلمون، وكما أخبر به النبي-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-في الأحاديث الصحيحة، لكن كثيراً من النصارى يقولون: إنه صعد بعد أن صلب، وأنه قام من القبر، وكثير من اليهود يقولون: إنه صلب ولم يصعد، ولم يقم من قبره.
    وأما المسلمون وكثير من النصارى فيقولون: إنه لم يصلب، ولكن صعد إلى السماء بلا صلب، والمسلمون، ومن وافقهم من النصارى يقولون: إنه ينزل إلى الأرض قبل القيامة، وأن نزوله من أشراط الساعة كما دل على ذلك الكتاب والسنة.
    وكثير من النصارى يقولون: إن نزوله هو يوم القيامة، وإنه هو الله الذي يحاسب الخلق، وكذلك إدريس صعد إلى السماء ببدنه، وكذلك عند أهل الكتاب أن إلياس صعد إلى السماء ببدنه.
    ومن أنكر صعود بدن إلى السماء من المتفلسفة فعمدته شيئان:
    أحدهما: أن الجسم الثقيل لا يصعد، وهذا في غاية الضعف، فإن صعود الأجسام الثقيلة إلى الهواء مما تواترت به الأخبار في أمور متعددة، مثل: عرش بلقيس الذي حمل من اليمن إلى الشام في لحظة، لما قال سليمان:
    (قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ)
    النمل : 38 - ٤١.
    ومثل: حمل الريح لسليمان-عليه السلام-وعسكره لما كان يحمل البساط في الهواء، وهو جالس عليه بأصحابه، ومثل: حمل قرى قوم لوط، ثم إلقائها في الهواء، ومثل: المسرى إلى بيت المقدس الذي ظهر صدق الرسول بخبره.
    ورجال كثير في زماننا، وغير زماننا يُحمَلون من مكان إلى مكان في الهواء، وهذا مما تواتر عندنا، وعند من يعرف ذلك.
    وأيضًا فمعلوم أن النار والهواء الخفيف تحرك حركة قسرية فيهبط، والتراب والماء الثقيلان يحركان حركة قسرية فيصعد، وهذا مما جرت به العادة). انتهى.

    ([6]) اعلم أن الأصوليين قسَّموا اللفظ الحقيقى إلى أقسام ثلاثة: الحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية والحقيقة العرفية، وقد أشرت إلى هذا في منظومتي المسماة: (شذرات في نظم كتاب الورقات) تحت باب الحقيقة والمجاز وأقسامهما:
    حَقِيقَةٌ فِي وَضْعِهَا الْمُسْتَعْمـــ ـلُ ... مَا قَدْ بَقِي عِنْدَ الأَدِيبِ الأَمْثَلُ
    أوْ: مَا بِهِ قَدْ أُكْمِلَ اسْتِعْمَــــال ُ ... فِيمَا اصْطُلِحْ عَلَيْهِ، نِعْمَ الْحَالُ
    أَمَّا الْمَجَازُ مَا بِهِ تَجَـــوَّزُوا ... عَنْ مَوْضِعِهْ، ذَاكَ الْكَــــلاَمُ
    الْمُعْجِزُ أقسامها شرعية مَرْضِيهْ ... ولغوية وزد عُرْفــــــيهْ
    كَمَا تَرَى الْمَجَاز بِالزِّيــــادَ هْ ... أَوْ: نَقْصِ، أوْ: نَقْلٍ، فَخُذْ إِفَادَهْ
    أَوِ اسْتِعَارَةٍ تُحَلِّي الْكِلْمَا ... فَيَنْبَرِي لِلْفُصَحَاءِ مُفْحِمـــَا
    مِثَالُ أَوَّلٍ تَنَبَّهْ (لَيْـــسَ ... كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وُهِبْتَ حَدْسَـا
    مِثَالُ ثَانٍ فِي سُؤَالِ الْقَرْيَـهْ ... عَزِّزْ بِهَا فِي الاِسْتِدْلاَلِ الْحُجَّهْ
    مِثَالُ ثَالِثٍ بَلَى، كَالْغَائِطِ ... فِيمَا مِنَ الْمَرْءِ أَتَى لاَتَغْلَــطِ
    وَرَابِعٌ مِثَالُهُ: (جِــدَاراً ... يُرِيدُ أنْ يَنْقَضَّ) أو: يَنْهَــارَا
    إذا علمنا هذا فلا يصار إلى الحقيقة اللغوية أو العرفية لغير سبب بل يحمل الكلام على الحقائق الشرعية.

    ([7]) البخاري (7).
    ([8]) فتح الباري لابن رجب (2/103).
    ([9]) فتح الباري (8/671).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    المشاركات
    582

    افتراضي

    فداءً لكَ أبي وأمي ونفسي وكلَّ العالمينَ يا رسولَ اللهِ.
    اللهُ المستعانُ

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم يعقوب مشاهدة المشاركة
    فداءً لكَ أبي وأمي ونفسي وكلَّ العالمينَ يا رسولَ اللهِ.
    اللهُ المستعانُ
    آمين
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    نفع الله بعلمكم، واصلوا وصلكم الله بهداه
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    صلى الله عليه وسلم

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    نفع الله بعلمكم، واصلوا وصلكم الله بهداه
    آمين وإياكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أروى المكية مشاهدة المشاركة
    صلى الله عليه وسلم
    آمين
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    4 – أن الله غفر له ما تقدم من ذبيه وما تأخر:
    قال تعالى:
    (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)
    الفتح : 1 – 2
    ولم ينقل أنه أخبر أحدًا من الأنبياء بمثل ذلك، بل الظاهر أنه لم يخبرهم؛ لأن كل واحد منهم إذا طُلبَتْ منهم الشفاعة في الموقف ذكر خطيئته التي أصابها وقال: (نفسي نفسي)، ولو علم كل واحد منهم بغفران خطيئته لم يُوْجل منها في ذلك المقام، وإذا استشفعت الخلائق بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام قال: (أنا لها).
    قال العز بن عبدالسلام: (من خصائصه أنه أخبره الله بالمغفرة ولم ينقل أنه أخبر أحدًا من الأنبياء بذلك (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح : ١ – 4
    وفي حديث الشفاعة الطويل أن الناس يذهبون إلى الأنبياء فيذكر كلٌ منهم ذنبه حتى يجيء الدور على عيسى عليه السلام فيقول:
    (إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ ....).([1])([2])
    وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:
    (أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ).([3])
    قال الشوكاني: واختلف في معنى قوله: (ما تقدم من ذنبك وما تأخر):
    فقيل: ما تقدم من ذنبك قبل الرسالة، وما تأخر بعدها، قاله مجاهد، وسفيان الثوري، وابن جرير، والواحدي، وغيرهم.
    وقال عطاء: ما تقدم من ذنبك: يعني ذنب أبويك آدم وحواء، وما تأخر من ذنوب أمتك، وما أبعد هذا عن معنى القرآن.
    وقيل: ما تقدم من ذنب أبيك إبراهيم، وما تأخر من ذنوب النبيين من بعده، وهذا كالذي قبله.
    وقيل: ما تقدم من ذنب يوم بدر، وما تأخر من ذنب يوم حنين، وهذا كالقولين الأولين في البعد.
    وقيل: لو كان ذنب قديم أو حديث لغفرناه لك، وقيل غير ذلك مما لا وجه له، والأول أولى – أي ما تقدم من ذنبك قبل الرسالة، وما تأخر بعدها -.
    ويكون المراد بالذنب بعد الرسالة ترك ما هو الأولى، وسمي ذنبًا في حقه لجلالة قدره، وإن لم يكن ذنبًا في حق غيره
    .([4])([5])



    ([1]) جزء من حديث الشفاعة عند البخاري (4712)، ومسلم (194)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

    ([2]) قال المؤلف (وهذا أيضًا خصيصة من خصائصه أعني الشفاعة العظمى والكبرى، وفيه أيضًا خصيصة أخرى أنه يشفع لجميع الخلائق حتى للكافر، حتى ينطلق به إلى النار ولا يبقى في الموقف، وفيه أيضًا خصيصة أخرى، أنه شفع حتى في الرسل والأبياء).

    ([3]) البخاري (4837).

    ([4]) فتح القدير (5/ 64).

    ([5]) تنبيه: هذا من باب قول أبي سعيد الخزاز: (حسنات الأبرار سيئات المقربين)، وليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في حديث القصاص: (84 – 85 رقم 58)، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية: (11/ 58)، والشوكاني في الفوائد: (250)، والسخاوي في المقاصد: (188)، انظره: (في الأسرار (186)، وتذكرة الموضوعات: (188)، وكشف الخفاء: (1/ 357)، وغيرها كثير.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    []
    ([2]) قال المؤلف(وهذا أيضًا خصيصة من خصائصه أعني الشفاعة العظمى والكبرى، وفيه أيضًا خصيصة أخرى أنه يشفع لجميع الخلائق حتى للكافر، حتى ينطلق به إلى النار ولا يبقى في الموقف، وفيه أيضًا خصيصة أخرى، أنه شفع حتى في الرسل والأبياء).
    بارك الله فيكم،، ما دليل أنه عليه الصلاة والسلام يشفع للكافر حتى ينطلق به إلى النار؟

    ففي حديث الشفاعة: ( ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ)
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم،، ما دليل أنه عليه الصلاة والسلام يشفع للكافر حتى ينطلق به إلى النار؟

    ففي حديث الشفاعة: ( ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ)

    وفيكم بارك الله، شفاعته صلى الله عليه وسلم في بدء الحساب عامة لجميع من في أرض المحشر من مسلم وكافر، والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: (إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً،
    كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة


    ففي حديث الشفاعة: ( ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ)
    ما ذكر في الحديث هي إحدى شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
    للمزيد ينظر:
    https://islamqa.info/ar/26259
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    نفع الله بكم ،، ولكن الرابط لا يفتح
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    نفع الله بكم ،، ولكن الرابط لا يفتح
    وفيكم بارك الله، ممكن ننسخ الرابط ونبحث من خلاله.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    نفع الله بكم ،، ولكن الرابط لا يفتح
    نفع الله بكم .
    هذا الموجود في الرابط :

    أنواع الشفاعة
    أسمع من يقول بأن الشفاعة ملك لله وحده لا تطلب إلا منه ، وآخرين يقولون إن الله أعطى الشفاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأوليائه الصالحين فيصح أن نطلبها منهم ، فما هو الصواب من ذلك مع ذكر ما تستند إليه من الأدلة الشرعية ؟.

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
    فالشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة.

    وهي قسمان :

    القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ

    القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .

    فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :

    النوع الأول: الشفاعة الخاصة، وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :

    أولها: الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه ، في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء . وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء ، فهذه الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.

    والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".

    ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم (333 ) .

    وفي رواية له( 332 )" أنا أول شفيع في الجنة ".

    ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:

    فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )

    رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :

    وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه : "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ " رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .

    النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:

    أولاها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها . والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :

    ما جاء في صحيح مسلم( 269 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: " فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا... فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .

    ثانيها: الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها، وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم ( 1577 ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.

    ثالثها: الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة ،ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: " اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".

    شروط هذه الشفاعة :

    دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :

    1) رضا الله عن المشفوع له، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد لأن الله لا يرضى عن المشركين. وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "

    2) إذن الله للشافع أن يشفع لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .

    3) رضا الله عن الشافع، لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.

    كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ.

    القسم الثاني: الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، وهي على نوعين:

    الأول:ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به ؛ فهذه جائزة بشرطين :

    1) أن تكون في شيء مباح، فلا تصح الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة في تحصيل أمر محرم. كمن يشفع لأناس قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2 .

    وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها " أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّ ةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196).

    وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ" اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب "َّ.

    2) أن لا يعتمد بقلبه في تحقيق المطلوب ودفع المكروه إلا على الله وحده ،وأن يعلم أن هذا الشافع لا يعدو كونه سببا أَذِنَ الله به، وأن النفع والضر بيد الله وحده ، وهذا المعنى واضح جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

    فإذا تخلف أحد هذين الشرطين صارت الشفاعة ممنوعة منهيا عنها .

    الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل ، لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت .

    وشبهة هؤلاء أنهم يقولون: إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة، وهذا بعينه هو ما حكاه الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس/18 ، يعنون معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، وغيرهم ، وأنها تشفع لهم عند الله . وكذلك المشركون المعاصرون الآن ؛ يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة. ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون: إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم وولد ونحوهم يشفعون لك حتى يقضي ذلك الملك حاجتك، فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه و بالسادة المقربين عنده، فوقعوا بهذا في شرك السابقين ، وقاسوا الخالق بالمخلوق.

    والله تعالى ذكر عن الرجل المؤمن في سورة يس قوله: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً)(يس:23)، وذكر الله تعالى أن الكفار اعترفوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين) المدثر/43-48 .

    والنبي صلى الله عليه وسلم وإن أعطي الشفاعة يوم القيامة ، إلا أنه لن يتمكن منها إلا بعد إذن الله تعالى ، ورضاه عن المشفوع له.

    ولهذا لم يدع صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا ، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا ، لبلَّغه لأمته ، ودعاهم إليه ، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير ، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم ؛ لما فيه من دعاء غير الله ، والإتيان بسبب يمنع الشفاعة ، فإن الشفاعة لا تكون إلا لمن أخلص التوحيد لله .

    وأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.

    ولهذا لم يرد أن أحدا من أهل الموقف سيطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له في مغفرة ذنبه .

    وهؤلاء الذين يطلبون منه الشفاعة الآن ، بناء على جواز طلبها في الآخرة ، لو ساغ لهم ما يدّعون ، للزمهم الاقتصار على قولهم : يا رسول الله اشفع لنا في فصل القضاء !! ولكن واقع هؤلاء غير ذلك ، فهم لا يقتصرون على طلب الشفاعة ، وإنما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم -وغيره - تفريج الكربات ، وإنزال الرحمات ، ويفزعون إليه في الملمات ، ويطلبونه في البر والبحر ، والشدة والرخاء ، معرضين عن قول الله ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله ) النمل/62 .

    ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه ،لأن الشفاعة كلها ملك له . و يدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك ، و ينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به ، وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها . وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، لأن غير الله لا يملك الشفاعة و لا يستطيعها حتى يأذن الله له بها ، ويرضى . فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله ، وظلم نفسه ، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .

    للاستزادة ينظر كتاب ( الشفاعة عند أهل السنة والجماعة للشيخ / ناصر الجديع .) ، والقول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين ( 1 / 423 ) ، أعلام السنة المنشورة ( 144 ).

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    نفع الله بكم .
    هذا الموجود في الرابط :
    شكر الله لك شيخنا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    5- عموم رسالته للناس كافة:
    كان الأنبياء والرسل السابقون عليهم الصلاة والسلام يرسلون إلي أقوامهم خاصة قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ) نوح: ١
    و قال تعالى:
    (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا) هود: ٥٠
    و قال تعالى:
    (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا) الأعراف: ٧٣
    وأما نبينا صلى الله عليه وسلم، فرسالته عامة لجميع الناس عربهم وعجمهم وإنسهم وجنّهم، وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، ففي حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي) -وفيه-: (وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً).([1])
    قال ابن الملقن رحمه الله: (ومن خصائصه أن الله تعالى أرسل كل نبي إلى قومه خاصة، وأرسل نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم إلي الجن والأنس، ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلي أمته).([2])
    ولنبينا صلى الله عليه و سلم ثواب التبليغ إلي كل من أرسل إليه تارة لمباشرة البلاغ وتارة بالنسبة إليه ولذلك مَنَّ عليه
    (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا) الفرقان: ٥١
    ووجه المنَّة: أنه لو بُعث في كل قرية نذيرًا لما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تشير إلى هذه الخصوصية قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سبأ : ٢٨



    ([1]) البخاري (335) ، ومسلم (521).

    ([2]) غاية السُّول في خصائص الرسول (64).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •