ذكر سيرة شيخ الاسلام ابو العباس احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية النميري المتوفي سنة 728 هـ ونفحة من جهاده بلسانه وبنانه وسنانه وكتبه

أكرم بشيخ لم يزل بجهاده عن حرمة الدين الكريم بذمـّـة
اعني به ذاك المدجج بالتقى الطاهرالاردان خير البريّة
اعني ابن تيميّة الذي ساد الورى علما وفهما وارتقاء برتبة
فهو الذي أردى الروافض علمه وكذاك من صوفية ممقوتة
فلذاك ديوان له قد خطّه عّرى به وجه الضلال بحجّــة
يستقرأ المرء اللبيب في حرفه حجج من الوحي الشريف وسنّة
قد عدّ أوجه شبهة وتشابه بتصوف وعقيدة رفضية
كالقول في زعم الحلول وقولهم زعم إتحاد بالإله بوحدة
وكذاك قول بالولاية فاسد وبرتبة مزعومة في ريبة
وكذاك قول بالشريعة باطل بالخرق للتكليف جهرا وخفية
وكذاك قول جاءنا في عصمة ممسوخة وولاية أو رتبة
وكذاك قول بالإمامة محدث وكذاك قول فاضح في غيبة
وكذاك خرق جاءنا لعقيدة ختم النبوة جاءنا بأدلة
وكذاك قول بالعلوم وحصرها بأئمة المسخ الرذيل ومسخة
وكذاك قول فاسد بدويلة قامت لهم بعقيدة في خفيّة
وكذاك قول جاءنا بطلانه بالقطب والغوث الدعيّ بحجة
وكذاك قول بالفناء ومثله قول إنمحاقه ثمّ محو وصحوة
ماكان يوماً للأباطل فاعلاً أو متّ يوماً لأبتداع بنصرة
ما نازل الأقران يوماً بحجة إلا وأعلا راية لشريعة
ما داهن الأقران يوماً ببدعة إلا وحجّها بدعة في سنة
ما كان يوماً في الخلائق بعده مثلا له وهو الفريد بندرة
منح من الربّ الكريم أناله حجج من الذكر الحكيم وسنة
أتاه من كلّ العلوم رفيعها فعلاً على الأقران صيتا بشهرة
قد زاده الوشاء لوكا لعرضه وزاده الحسّاد طعناً بسبّة
وسعوا بكلّ ضغينة بين الملا ليسجنوا الطود الكبير بقلعة
ماضرّه كيد العدا وهو الذي في صدره نور الكتاب وسّنة
فأنالها في نفية من هجرة وأنالها في سجنه من خلوة
وكما أنالها رتبة بعلومه فكذا أنالها رتبة بشهادة
وهو الذي قد سامهم سوء الردى في صولة سنيّة وبجولة
وأذاقهم مُــرّ اللقا بضرابه وكذاك من سوء اللقا بهزيمة
في كلّ حين جاءهم بأدلة سُنيّـة عقليّـة نقليّـة
قامت على أصل الرسالة كلها بانت على الإيمان أًصلاً بسنة
شقّ الصفوف بروحة وبجيئة وشتت الأحزاب يسرى بيمنّـة
ببوارق كانت بحوزة شيخنا وبشائر النصر الكبير بشرعة
سيف أسلّه ربّنا في نصره ياحبذا ذاك السنان ونصرة
ليقيم أركان الهدى بأدلة ويهدّ أركان الضلال بسنّة
وينصر الشرع الحنيف بدعوة قامت على هدي الكتاب و سُنّة
وأبان للتوحيد أصلاً وسنة وأزهق الشرك الصريح بصولة
وأبان نجما للعقيدة آفلا وأصاغ نهج طريقة سلفيّة
بأدلة نقليّة قد حازها ودلالة عقليّـة في منّـة
وحبّر الأوراق علما وسنّة وروى لنا الأخبار حفظاً بمهجة
فذلك الدرء الكبير ونقضه وكذلك المنهاج نقض لشيعة
وكذاك نقض جاءه بجوابه فيمن أضلّ في المسيح ببدعة
وكذاك نقض للمناطق جاءه عند الفلاسفة الضعاف بقوّة
وكذلك المجموع مجموع الهدى فلقد حوى لرسائل و بفتية
وقواعد فقهيّة قد جاءها بأدلة الفقه الشريف وحجّة
مسوّدة مع آله قد حازها لأصول فقه بأنه بأدلة
وكذاك قول طيب برسالة قد بان للذكر الكريم بصيغة
ورسالتان جاءنا فرقانها ورسائل قد خطّها بعقيدة
كالواسطيّة جاءها بعبارة مفهومة مدعومة بأدلة
والتدمريّة جاءها بأدلة بانت لنا العقد الشريف بحجة
وكذاك أخت سمّها حمويّة وتضمنت فيها الحجاج بروعة
وكذاك شرح للنزول بخطّه قد بان فيه سنّة من بدعة
وكتابه الإيمان عرّفه لنا وعرّف الأيمان فيه بدقة
واوضح الايمان اصلا وشعبة واباطل قد ردّها بمحجّة
ووصيّة كبرى لنا قد خطّها وأبان فيها منهج الوسطيّة
ورسالة بالإستقامة سمّها وكذاك اخرى سمّ بالصفديّة
وكذاك تسعينيّة قد جاءها في روعة الاتقان جا وبندرة
تسعون وجها عدّها في نقضه لأصول نهج جاءنا برديّة
وكذاك سبعينيّة قد سمّها من وصفها مما حوته لروعة
سبعون وجها عدّها في نقضه في غاية الإتقان جا وبروعة
ورسالة حكم الكنائس بانه بعبارة مفهومة وبجودة
وجوابه الباهر أبهر حجة في نقضه شدّ الرحال ببدعة
وكذاك ردّ جاءه في نقضه للمالكي بعبارة سنيّة
والمراكشّية جاءها بأدلة وكذاك اخرى سمّ بالعرشيّة
وكذا إقتضاء خطه بطريقة فأبان فيه سنّة من بدعة
وكذا النبوات الذي قد خطّه مستعرض فيه الحجى بأدلة
والصارم المسلول جا بدفاعه والربّ عن عرض النبيّ بغيرة
أفتى بحضر واجب عن سبّة وإساءة العرض الشريف بجرحة
ورسائل علميّة قد خطّها ورسائل عمليّة في التحفّة
فقرّر الخير الكثير بخطّها في ردّه أصل الضلال وشقوة
طبقت بها الآفاق شهرة صيتها وتلقّها الأحبار في كلّ دعوة
ورسائل معدودّة ورسائل لا تعرف الإحصا عداًّ بحسبة
مطبوعة مخطوطة ورسائل قد عدّها الاحبار بالمفقودة
مافاتنا من ذكرها قد جاءه النجل في المجموع عداًّ بجودة
مازانه من زانه في مدحة أو شانه من شانه في جرحة
أو هابه كثر العدا أو عابه كثر الضغائن حوله بمكيدة
فهو المنّزه عرضه ومبرءٌ عن كلّ ذي غرض يشوب بنيّة
وهو المنّزه عرضه ومبرءٌ عن كلّ عيب ناقص بنقيصة
والسالكون القاصدون لغاية جاءوا بذي الخذلان حين بخيبّة
والسالكون القاصدون بغيّهم جاءوا بذي الخسران حينا بردّة
والكل مجمع بالغواية مذهبا وصف الإله بشركة وبوحدة
والله جا بصفاته بكتابه ونبيّة من وصفه في سّنة
الله يبرؤ دائماً ونبيّه ممن غدا حزب الضلال بشوكة
من كلّ منتحل بدينه نحلّة صوفيّة قد دانها وبشيعة
من كلّ مبتدع بدينه بدعة أو كلّ مبتدع أتى من ملّة

تمت

اللهم أهدنا لما أختلف فيه من الحقّ بأذنك
وأهدنا سبل الإسلام

هذا آخر مادونته في هذه المنظومة
الموسومة
بالردّ
الناقض على تائيّة أبن الفارض
المعروفة
بنظم السلوك
بغاية الجهد والسعة

فرغت من تحبيرها بعد
صلاة الفجر من يوم
الجمعة الموافق 19-من شهر جمادى الأخرة لعام 1422
من الهجرة النبوية الشريفة

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وبارك على عبده ورسوله نبيّنا
محمد
وعلى أزواجه وذرياته وصاحبته
وقرابته
وسلم تسليماً كثيراً
وكتب
عصام بن مسعود الخزرجي
الأنصاري
البغدادي