يتساقطون على الطريق .. من دروس المعراج
بعد الظروف الصعبة التي مرت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد الحزن العميق الذي أصابه، إذ أن أبواب الدعوة أغلقت بوفاة عمه أبي طالب، وزوجته خديجة رضي الله عنها، أراد الله تعالى أن يخفف عنه حزنه، ويثبت قلبه، فأكرمه بالإسراء والمعراج وهي حادثة عجيبة، خرق الله بها لنبيه حدود الزمان والمكان، وكانت تمحيصا للمؤمنين، أمثال أبي بكر الذي ضرب المثل الأعلى في تصديق النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنها كشفت عن ضعاف الإيمان الذين لا يصلحون للاستمرار في الدعوة، وسقطوا في أول الطريق.
قال البوصيري: سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ *** كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلم
وبتَّ ترقى إلى أن نلت منْزلةً *** من قاب قوسين لم تُدرك ولم تُرمِ
وقدَّمتك جميعُ الأنبياء بها *** والرسل تقديم مخدُومٍ على خدم
وأنت تخترقُ السبع الطباق بِهم *** في موكبٍ كُنتَ فيه صاحبَ العَلمِ
حتى إذا لم تَدعْ شأواً لمُستبقٍ *** من الدُّنُو ولا مَرقى لمستنم
خفضت كُل مقامٍ بالإضافة إذ *** نُوديتَ بالرفع مثل المفرد العلم