تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ما القول في تدليس عبد الملك بن عمير اللخمي ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    48

    افتراضي ما القول في تدليس عبد الملك بن عمير اللخمي ؟

    السلام عليكم

    عبدالملك بن عمير بن سويد أبوعمرو اللخمي الكوفي روى عنه الجماعة، جعله الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة في طبقات المدلسين وهم طبقة من أكثر من التدليس فلم يحتج الائمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم، وقال :تابعي مشهور من الثقات مشهور بالتدليس وصفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما.
    وقال في التقريب : ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس.
    قال ابن حبان في الثقات 5/117: كان مدلساً. وكذا ذكر السمعاني في الأنساب 4/444.
    قال العلائي في جامع التحصيل ص 108: عبد الملك بن عمير مشهور به – أي بالتدليس - ذكره غير واحد. أهـ

    ولكن غالب ما قرأت عنه الإرسال، فما القول في عنعنته على القول بتقسيم ابن حجر للمدلسين ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تابعي مشاهدة المشاركة


    ولكن غالب ما قرأت عنه الإرسال، فما القول في عنعنته على القول بتقسيم ابن حجر للمدلسين ؟
    لا تقبل إلا إذا صرَّح بالسماع.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    48

    افتراضي

    أخي أبا البراء
    على ماذا بنيت حكمك ؟ هل لأنه ذكر في الطبقة الثالثة ؟ أرجو البيان جزاك الله خيراً.
    قول الحافظ ابن حجر في التقريب "ربما دلس"، ظاهره أنه قليل التدليس .
    ثم كيف يكون مشهوراً به ولم نجد سوى قول ابن حبان، ولا أعلّ له الأئمة بالتدليس ، إلاّ أن يكون معنى مشهور مفارق لمعنى الكثرة كما هو واضح من كلام العلائي في بعض الرواة، حيث يقول : مشهور بالتدليس مكثر منه.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: ما القول في تدليس عبد الملك بن عمير اللخمي ؟


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: ما القول في تدليس عبد الملك بن عمير اللخمي ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تابعي مشاهدة المشاركة
    أخي أبا البراء
    على ماذا بنيت حكمك ؟ هل لأنه ذكر في الطبقة الثالثة ؟ أرجو البيان جزاك الله خيراً.
    قول الحافظ ابن حجر في التقريب "ربما دلس"، ظاهره أنه قليل التدليس .
    ثم كيف يكون مشهوراً به ولم نجد سوى قول ابن حبان، ولا أعلّ له الأئمة بالتدليس ، إلاّ أن يكون معنى مشهور مفارق لمعنى الكثرة كما هو واضح من كلام العلائي في بعض الرواة، حيث يقول : مشهور بالتدليس مكثر منه.
    مما جاء في بحث الأخ الفاضل:
    أما بالنسبة لمسألة التدليس عند ابن عمير فقد قال الحافظ ابن حجر: ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس.
    ومع ذلك ذكره في طبقات المدلسين من الطبقة الثالثة مع عبد الملك بن جريج !

    والطبقة الثالثة هي التي قال فيها: من أكثر من التدليس فلم يحتج الائمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم.
    والحافظ ابن حجر في الفتح يسكت على عنعنة ابن عمير بخلاف عنعنة ابن جريج وهو من نفس الطبقة إذا جاءت عن غير عطاء فإنه يذكر الطريق التي صرح فيها ابن جريج بالسماع لرفع شبهة التدليس
    قال ابن حجر في الطبقات (ص41): عبد الملك بن عمير القبطي الكوفي تابعي مشهور من الثقات مشهور بالتدليس وصفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما. ه
    وطبقات المدلسين لابن حجر هي مستمدة من جامع التحصيل للامام صلاح الدين العلائي كما صرح بذلك ابن حجر في المقدمة, والعلائي هو الذي وصفه (مشهور به) يعني التدليس
    أما أصحاب الطبقة الثالثة عند العلائي فعبارة العلائي فيها بعض الاختلاف عن وصف ابن حجر لهذه الطبقة.
    قال الحافظ العلائي:
    وثالثها من توقف فيهم جماعة فلم يحتجوا الا بما صرحوا فيه بالسماع وقبلهم آخرون مطلقا كالطبقة التي قبلها لاحد الاسباب المتقدمة كالحسن وقتادة وأبي إسحاق السبيعي وأبي الزبير المكي وأبي سفيان طلحة بن نافع وعبد الملك بن عمير. ه (جامع التحصيل ص113)
    وعبد الملك بن عمير قد احتج به البخاري ومسلم وأئمة السنن, بل إذا نظرت في كتب العلل فلن تجد من يعل مرويات عبد الملك بن عمير بأنه عنعن أو لم يصرح بالسماع.
    نعم يُعلِّون بعض مروياته إذا اختلف الحفاظ عليه كما قاله الامام أحمد وأعل به الدارقطني في العلل
    (انظر مثلاً: 155 -581 -4058)
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: ما القول في تدليس عبد الملك بن عمير اللخمي ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    للفائدة: ننقله هنا:
    بحث مختصر في حال التابعي عبد الملك بن عمير وصحة مروياته

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال (2/660):
    عبد الملك بن عمير اللخمى الكوفي الثقة أبو عمر القبطى عرف بذلك لفرس كان له اسمه قبطى.
    رأى عليا وروى عن جابر بن سمرة وجندب البجلي وخلق.
    وعنه زائدة وإسرائيل وجرير وخلق.
    وكان من أوعية العلم ولى قضاء الكوفة بعد الشعبي ولكنه طال عمره وساء حفظه.
    قال أبو حاتم: ليس بحافظ. تغير حفظه. وقال أحمد: ضعيف، يغلط. وقال ابن معين: مخلط. وقال ابن خراش: كان شعبة لا يرضاه. وذكر الكوسج عن أحمد: أنه ضعفه جدا.
    ووثقه العجلي. وقال النسائي وغيره: ليس به بأس.
    قال عبد الله بن أحمد: سئل أبى عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن أبي النجود فقال: عاصم أقل أختلافا عندي وقدم عاصما.
    قلت (الذهبي): لم يورده ابن عدي ولا العقيلي ولا ابن حبان وقد ذكروا من هو أقوى حفظا منه. وأما ابن الجوزي فذكره فحكى الجرح وما ذكر التوثيق.
    والرجل من نظراء السبيعى أبي إسحاق وسعيد المقبري لما وقعوا في هزم الشيخوخة نقص حفظهم وساءت أذهانهم ولم يختلطوا. وحديثهم في كتب الإسلام كلها. وكان عبد الملك ممن جاوز المائة. ومات في آخر سنة ست وثلاثين ومائة. ه
    وقال الحافظ ابن حجر: عبد الْملك بن عُمَيْر الْكُوفِي مَشْهُور من كبار الْمُحدثين لَقِي جمَاعَة من الصَّحَابَة وَعَمَّر. وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وبن نمير وَقَالَ بن مهْدي كَانَ الثَّوْريّ يعجب من حفظ عبد الْملك وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بحافظ تغير حفظه قبل مَوته وَإِنَّمَا عني بن مهْدي عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مُضْطَرب الحَدِيث تخْتَلف عَلَيْهِ الْحفاظ وَقَالَ بن البرقي عَن بن معِين ثِقَة إِلَّا أَنه أَخطَأ فِي حَدِيث أَو حديثين قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَأخرج لَهُ الشَّيْخَانِ من رِوَايَة القدماء عَنهُ فِي الِاحْتِجَاج وَمن رِوَايَة بعض الْمُتَأَخِّرين عَنهُ فِي المتابعات وَإِنَّمَا عيب عَلَيْهِ أَنه تغير حفظه لكبر سنه لِأَنَّهُ عَاشَ مائَة وَثَلَاث سِنِين وَلم يذكرهُ بن عدي فِي الْكَامِل وَلَا بن حبَان. ه (مقدمة الفتح 1/422)
    قلت: في كلام ابن حجر والذهبي فوائد منها:
    1- عبد الملك بن عمير احتج به الجماعة وليس الشيخان فحسب
    2- احتج به الشيخان على تفصيل بين رواية المتقدين والمتأخرين عنه
    3- الرجل وثقه جماعة من أهل العلم ذكرهم ابن حجر وأزيد عليهم الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/87) والجورقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (1/237)
    4- ضعفه أيضاً جماعة من أهل العلم وأشدهم تضعيفاً له الامام أحمد وعلة تضعيفه عند أحمد قال: مُضْطَرب الحَدِيث تخْتَلف عَلَيْهِ الْحفاظ.
    5- الرجل من المعمرين وتغير حفظه لما كبر, مثله مثل نظرائه من أئمة الحديث كأبي إسحاق السبيعي وسعيد المقبري وهذا التغير لا يصل لحد الاختلاط.
    ومن أمثلة احتجاج الشيخين به:
    1- عَنْ عَبْدِ المَلِكِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلاَ كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلاَ قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
    رواه البخاري (3121) (3619) (6629) عن عبد الملك معنعنا ولم يصرح بالسماع لا في الصحيح ولا في خارجه
    2- حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ عَنْ وَرَّاد كَاتِبِ المُغِيرَةِ عَنِ المُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي.
    رواه البخاري (6846) (7416) عن عبد الملك معنعنا ولم يصرح بالسماع لا في الصحيح ولا في خارجه
    3- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ فَقَالَ: يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا.
    أخرجه مسلم في الاصول (1/192) ولم يصرح بالسماع لا في الصحيح ولا في غيره
    4- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ قَالَ: فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لَا يَغْتَالُونَهُ قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ قَالَ: فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي قَالَ: تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ. قَالَ: فَقَالَ نَافِعٌ: يَا جَابِرُ لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ.
    أخرجه مسلم في الاصول (4/ 2225) ولم يصرح بالسماع لا في الصحيح ولا في غيره
    هذه بعض الأمثلة في احتجاج الشيخين بعبد الملك بن عمير
    أما احتجاجهم به في المتابعات والشواهد أو في الأصول ولكن مقرونا بغيره عمن يروي عنه أو في الأصول وحده ولكن صرح بالسماع فكثير عند الشيخين.
    وما دفع به الأستاذ عواد الخلف في كتابيه (روايات المدلسين في صحيحي البخاري ومسلم) من أن هذه الروايات وردت في صحيح ابن حبان وبذلك قد أمنا من شبهة التدليس فليس على اطلاقه
    نعم أخرجها ابن حبان ولكنها بالعنعنة كذلك ولم يصرح بالسماع.
    والاعتماد على كلام ابن حبان في مقدمة صحيحه حيث قال: (لا أبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخر) فيه نظر فهذا الكلام شرطه ولم يلتزمه على الصحيح.
    والذي عليه أئمة الحديث أن التدليس اذا كان قادحا في الرواية فلابد من التصريح بالسماع عند ابن حبان أو غيره.
    وهنا بعض المناقشات حول الموضوع
    https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136861

    على أن هذا الدفع لا نحتاج إليه هنا لقبول الأئمة لمرويات عبد الملك بن عمير بالعنعنة عن شيوخه الذين ثبت سماعه منهم. وإنما تكلموا في روايته بالعنعنة عن بعض الصحابة الذين لم يثبت سماعه منهم فروايته عنهم مرسلة كما سيأتي بيانه.
    أما بالنسبة لمسألة التدليس عند ابن عمير فقد قال الحافظ ابن حجر: ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس.
    ومع ذلك ذكره في طبقات المدلسين من الطبقة الثالثة مع عبد الملك بن جريج !
    والطبقة الثالثة هي التي قال فيها: من أكثر من التدليس فلم يحتج الائمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم.
    والحافظ ابن حجر في الفتح يسكت على عنعنة ابن عمير بخلاف عنعنة ابن جريج وهو من نفس الطبقة إذا جاءت عن غير عطاء فإنه يذكر الطريق التي صرح فيها ابن جريج بالسماع لرفع شبهة التدليس
    قال ابن حجر في الطبقات (ص41): عبد الملك بن عمير القبطي الكوفي تابعي مشهور من الثقات مشهور بالتدليس وصفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما. ه
    وطبقات المدلسين لابن حجر هي مستمدة من جامع التحصيل للامام صلاح الدين العلائي كما صرح بذلك ابن حجر في المقدمة, والعلائي هو الذي وصفه (مشهور به) يعني التدليس
    أما أصحاب الطبقة الثالثة عند العلائي فعبارة العلائي فيها بعض الاختلاف عن وصف ابن حجر لهذه الطبقة.
    قال الحافظ العلائي:
    وثالثها من توقف فيهم جماعة فلم يحتجوا الا بما صرحوا فيه بالسماع وقبلهم آخرون مطلقا كالطبقة التي قبلها لاحد الاسباب المتقدمة كالحسن وقتادة وأبي إسحاق السبيعي وأبي الزبير المكي وأبي سفيان طلحة بن نافع وعبد الملك بن عمير. ه (جامع التحصيل ص113)
    وعبد الملك بن عمير قد احتج به البخاري ومسلم وأئمة السنن, بل إذا نظرت في كتب العلل فلن تجد من يعل مرويات عبد الملك بن عمير بأنه عنعن أو لم يصرح بالسماع.
    نعم يُعلِّون بعض مروياته إذا اختلف الحفاظ عليه كما قاله الامام أحمد وأعل به الدارقطني في العلل
    (انظر مثلاً: 155 -581 -4058)
    أما ما لم يختلف الحفاظ عليه فيه فروايته مقبولة أو لا يُعِلِّون الحديث به انظر بعض الأمثلة: علل الدارقطني (161 – 262 -660 ) والعلل لابن المديني (115) والعلل لابن ابي حاتم (770)
    أو يتكلمون في روايته عن بعض الشيوخ خاصة كما قال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ يَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ رَجُلٌ.
    (المراسيل ص133)
    وبنحو هذه العلة تكلم الدارقطني أيضاً (العلل 426)
    أما ابن حبان فهو أول من أطلق وصف التدليس عليه فقال في الثقات (4122): رأى عليا والمغيرة بْن شُعْبَة ويروي عَن جُنْدُب وَجَابِر بن سَمُرَة روى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة ولد لثلاث سِنِين بَقينَ من خلَافَة عُثْمَان وَمَات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَ مدلسا وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ مائَة سنة وَثَلَاث سِنِين.
    وتبعه على ذلك السمعاني في الأنساب (3/329)
    ولعل سبب ذلك ما ذكره ابن حبان في موضع آخر من كتابه قال: حُسَيْن بن سُلَيْمَان الرقاشِي مولى الطلحيين يرْوى عَن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أنس نُسْخَة دلسها عبد الْملك بن عُمَيْر. (الثقات 7403)
    قلت: عبد الملك بن عمير لم يثبت سماعه من أنس بن مالك فروايته عنه مرسلة
    وقال الحافظ العلائي: عبد الملك بن عمير تقدم ذكره في المدلسين أيضا قال بن معين لم يسمع من عدي بن حاتم شيئا هو مرسل ولا من عمارة بن رويبة يدخل بينه وبين عمارة رجلا وقال أبو زرعة في حديثه عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه هو مرسل قلت وذلك واضح وقد رأى عليا رضي الله عنه ولم يسمع منه. ه (جامع التحصيل ص230)
    وقالوا في (تحرير تقريب التهذيب 4200): أما قوله "ربما دَلّس" فإنه أخذها من ابن حبان ونقل في طبقات المدلسين عن الدارقطني وصفه بالتدليس، ولعل ذلك لكونه كان يرسل عن بعض الصحابة فهو لم يسمع عن أبي عبيدة بن الجراح ولا من عدي بن حاتم ولا أدرك الأشعث بن قيس ويشك في سماعه من جرير بن عبد الله البجلي. ه
    قلت: فهذه أقوال أهل العلم في تدليس ابن عمير وأغلبها كما ترى فيما يرويه عن بعض الصحابة الذين لم يسمع منهم.
    فالوصف الصحيح لعبد الملك بن عمير أنه كان يرسل عن بعض الصحابة وبعض هؤلاء قد رآهم ولم يسمع منهم فيروي عنهم بالعنعنة مع اسقاط الواسطة التي بينه وبينهم, والبعض يسمي هذا النوع تدليسا.
    أما شيوخه الذي عرف بالسماع منهم فلا يصح اطلاق وصف التدليس عليه في روايته عنهم.
    وحمل العنعنة على الاتصال في هذه المرويات هو تصرف الشيخين وأهل السنن وهو المشهور في تصرف أئمة الحديث والعلل والله أعلم.
    وأما الاضطراب في الحديث فيعرف من اختلاف الحفاظ عليه أو بالتفريق بين رواية المتقدمين والمتأخرين عنه كما هو تصرف الشيخين
    أما ما لم يختلف الحفاظ عليه فيه فمقبول محتج به عند الجماعة وجمهور حفاظ الحديث والحمد لله رب العالمين .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •