تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: غربة الدين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي غربة الدين

    المستقيم على المنهج السوي، والطريق النبوي، عند فساد الزمان ومروج الأديان، غريب ولو عند الحبيب، إذ قد توفرت الموانع، وكثرت الآفات، وتظاهرت القبائح والمنكرات، وظهر التغيير في الدين والتبديل، واتباع الهوى والتضليل، وفقد المعين، وعز من تلوذ به من الموحدين، وصار الناس كالشيء المشوب، ودارت بين الكل رحى الفتن والحروب، وانتشر شر المنافقين، وعيل صبر المتقين، وتقطعت سبل المسالك، وترادفت الضلالات والمهالك، ومنع الخلاص ولات حين مناص؛ فالموحد بينهم أعز من الكبريت الأحمر، ومع ذلك فليس له مجيب ولا راع، ولا قابل لما يقول ولا داع. وقد نصبت له رايات الخلاف، ورمي بقوس العداوة والاعتساف، ونظرت إليه شزر العيون، وأتاه الأذى من كل منافق مفتون، واستحكمت له الغربة، وأفلاذ كبده تقطعت مما جرى في دين الإسلام وعراه من الانثلام والانفصام، والباطل قد اضطرمت ناره، وتطاير في الآفاق شراره؛ ومع هذا كله، فهو على الدين الحنيفي مستقيم، وبحجج الله وبراهينه مقيم، فبالله، قل لي: هل يصدر هذا إلا عن يقين صدق راسخ في الجنان، وكمال توحيد وصبر وإيمان، ورضى


    وتسليم لما قدره الرحمن؟ وقد وعد الله الصابرين جزيل الثواب: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة الزمر آية: 10]. وقد قال بعض العلماء، رحمهم الله: من اتبع القرآن والسنة، وهاجر إلى الله بقلبه، واتبع آثار الصحابة، لم يسبقه الصحابة، إلا بكونهم رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.
    وفي ذلك الزمان، فالكل له أعوان وإخوان، ومساعدون ومعاضدون، ولهذا قال علي بن المديني، كما ذكره عنه ابن الجوزي، في كتاب صفوة الصفوة: ما قام أحد بالإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قام أحمد بن حنبل، قيل: يا أبا الحسن، ولا أبا بكر الصديق؟ قال: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان له أصحاب وأعوان، وأحمد بن حنبل لم يكن له أصحاب. انتهى.-----------

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء. قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: النـزاع من القبائل" 1، ورواه أبو بكر الآجري الحنبلي، وعنده: "قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس" 2، ورواه غيره، وعنده: "قال: الذين يفرون بدينهم من الفتن". ورواه الترمذي عن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: "الذين يصلحون ما أفسد الناس

    من سنتي"، ورواه الإمام أحمد أيضاً من حديث سعد بن أبي وقاص، ورواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء؟ قال: قوم صالحون قليل، في قوم سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" 1، قال الأوزاعي في تفسيره: أما إنه ما يذهب الإسلام، ولكن يذهب أهل السنة، حتى ما يبقى في البلد منهم إلا رجل واحد، أو رجلان.
    ورواه البخاري عن مرداس السلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حثالة كحثالة الشعير، أو التمر، لا يباليهم الله باله" 2. وكان الحسن البصري يقول لأصحابه: "يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله، فإنكم من أول الناس". وقال يوسف بن عبيد: "ليس شيء أغرب من السنة، وأغرب منها من يعرفها". وروى أبو القاسم الطبراني وغيره، بإسناد فيه نظر، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي، له أجر شهيد".
    وروى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العبادة في الهرج كهجرة إلي" 3. وعن الحسن البصري: "لو أن رجلاً من الصدر الأول بُعث، ما عرف من الإسلام شيئاً إلا هذه الصلاة. ثم قال: أما والله، لئن عاش على هذه المنكرات، فرأى صاحب بدعة يدعو إلى بدعته، وصاحب دنيا يدعو إلى
    دنياه، فعصمه الله، وقلبه يحن إلى ذلك السلف، ويتبع آثارهم ويستن بسنتهم، ويتبع سبيلهم، كان له أجر عظيم".
    وروى المبارك بن فضالة، أحد علماء الحديث بالبصرة، عن الحسن البصري، أنه ذكر الغني المترف الذي له سلطان، يأخذ المال ويدعي أنه لا عقاب فيه، وذكر المبتدع الضال، الذي خرج على المسلمين، وتأول ما أنزل الله في الكفار على المسلمين، ثم قال: "سنتكم، والله الذي لا إله إلا هو، بينها وبين الغالي والجافي، والمترف والجاهل؛ فاصبروا عليها، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس، الذين لم يأخذوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع أهواءهم، وصبروا على سنتهم حتى أتوا ربهم. فكذلك فكونوا إن شاء الله". ثم قال: "والله لو أن رجلاً أدرك هذه المنكرات، يقول هذا: هلم إلي! ويقول هذا هلم إلي! فيقول: لا أريد إلا سنة محمد صلى الله عليه وسلم، يطلبها ويسأل عنها، إن هذا له أجر عظيم. فكذلك فكونوا إن شاء الله". وعن مورق، رحمه الله، قال: المتمسك بطاعة الله إذا جنب الناس عنها، كالكار بعد الفار. قال أبو السعادات ابن الأثير في النهاية: أي: إذا ترك الناس الطاعات ورغبوا عنها، كان المتمسك بها له ثواب كثواب الكار في الغزو، بعد أن فر الناس عنه-----انتهى ---والله الموفق والهادي، لا إله غيره -------------------------[من الدرر السنية فى الاجوبة النجدية]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ومع هذا كله، فهو على الدين الحنيفي مستقيم، وبحجج الله وبراهينه مقيم، فبالله، قل لي: هل يصدر هذا إلا عن يقين صدق راسخ في الجنان، وكمال توحيد وصبر وإيمان، ورضى
    أحسن الله إليكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس الاخت ام على جزاها الله خيرا هذه الجملة [ومع هذا كله، فهو على الدين الحنيفي مستقيم، وبحجج الله وبراهينه مقيم ]-معنى هذه الجملةان هذا وصف للغريب فى دار الغربةاو حال الغرباء اللذين وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث فى دار غربتهم--فكلمة [فهو ]اول الجملة اسم اشارة يشير بها الشيخ الى [وصف الغريب]واشارالى هذا الشيخ ايضا فى اول الكلام بقوله[ فالموحد بينهم اعز من الكبريت الاحمر] ثم تابع الشيخ يعدد صفات الموحد فى دار الغربة-- وهؤلاء الموحدين اهل الغربة--هم اللذين وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم بقوله قوم صالحون قليل، في قوم سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم-وقال الذين يفرون بدينهم من الفتن----
    والله الموفق والهادي
    ------------------------------------------------------------------------------اما غربة الدين قررها أهل العلم، وأفردوها بالتأليف وبينوا ان المراد بالأمة: أهل الاستقامة والمتابعة والإجابة لا جميع أمة الدعوة--واليك مزيد من البيان لتتبين غربة الاسلام والمقصود بالامة والغريب فى الاحاديث---من كتاب الدرر السنية -----------------------------إن نظر العبد بعين البصيرة، إلى ما انتحله

    ص -331- أكثر الناس من الشرك بالله في عبادته، وما جروا عليه من أنواع الظلم والفساد. فما أكثر المغرورين بالجهل والأهواء، وطاعة الأنفس، والشيطان---[الدرر السنيةفى الاجوبة النجدية]---------------------------------------و-----------------يقول الشيخ عبداللطيف بن عبد الرحمن بن حسن----[كذلك من نفي وردَّ ما قاله الشيخ وقرره من أن الاعتقاد في الحجر والشجر هو دين غالب الناس في هذه الأوقات، عمن أنكر هذا وجادل فيه فهو مكابر معاند، لأن هذا قد اشتهر، وعرفه جمهور البشر، فليس في أرض فارس وما وراء النهر إلاَّ عبادة قبور 4 الأئمة وأهل البيت وغيرهم، والاعتقاد فيهم النفع والضر، والعطاء والمنع، والنصر والقهر، وغير ذلك من أفعال الربوبية، وكذلك العراق باديته وحاضرته، إلاَّ أفراداً قليلاً 5، والأكثر لهم فيمن يعتقدونه من الأولياء أو غيرهم 6 كعبد القادر 7 والكاظم وغيرهما ما لا يجهله أبلد الناس وأشدهم تغفيلاً، وهكذا كل بلد وكل مصر وكل بادية، لهم من الولائج والمعبودات والاعتقادات في القبور والأشجار التي يرجون منها البركة ما لا يخفى على أحد.
    ص -222- فمن جحد هذا كله وزعم أن الأكثر هم خير أمة أخرجت للناس وأن دين الإسلام لا يزال قائماً بهم، وإن من أكثر الناس لا يزال مستقيماً حتى تقوم الساعة، فهو من أكذب الناس وأضلهم، وأجهلهم بالنصوص ومعانيها.
    وقد صحًّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً 1 كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل: من هم 2 يا رسول الله؟ قال: النّزاع من القبائل" 3 وقد تقدَّم ذلك، وتقدَّم 4 حديث: " لا يأتي عليكم زمان إلاَّ والذي بعده شر منه" 5، وفي الحديث: " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقُذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه 6" 7، وعن ابن مسعود: "يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من النقد" 8، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دَوس حول
    ص -223- ذي الخلصة" 1، وفي حديث ثوبان: "ولا 2 تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى يعبد 3 فئام من أمتي الأوثان" 4، وهذا لا يخالف قوله في حديث معاوية: "لا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيماً حتى تقوم الساعة" 5 لأن المراد الأمة: أهل الاستقامة والمتابعة والإجابة لا جميع أمة الدعوة، فإن "الأمة" تطلق ويدخل 6 فيها من بلغته الدعوة، كما في حديث: "ما من رجل من هذه الأمة يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن إلاَّ كان من أهل النار" 7، وغربة الدين قررها أهل العلم، وأفردوها بالتأليف، -------من كتاب مصباح الظلام للشيخ عبداللطيف بن عبد الرحمن بن حسن

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين:

    "فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون ، ولقلتهم في الناس جدا ؛ سموا غرباء ، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات ، فأهل الإسلام في الناس غرباء ، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء ، وأهل العلم في المؤمنين غرباء .

    وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء ، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا ، فلا غربة عليهم ، وإنما غربتهم بين الأكثرين ".
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    احسن الله اليكى ---وأسأل الله ان يجعلنا من هؤلاء الغرباء-

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    جاء الحديث بغربة الإسلام فلْـ :::: ـيَبْكِ المحب لغربة الأحباب
    فالله يحمينا ويحفظ ديننا :::: من شر كل معاند سباب
    ويؤيد الدين الحنيف بعصبة :::: متمسكين بسنة وكتاب
    لا يأخذون برأيهم وقياسهم :::: ولهم إلى الوحيين خير مآب
    قد أخبر المختار عنهم أنهم :::: غرباء بين الأهل والأصحاب
    سلكوا طريق السالكين إلى الهدى :::: ومشوا على منهاجهم بصواب

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    --

  9. #9

    افتراضي

    أهل الإيمان غرباء بين العوام و العاملون منهم غرباء و الداعون منهم غرباء و الصابرون منهم غرباء
    و إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    و قال ابن القيم رحمه الله

    ( لمّا تقادم العهد، وطال الأمد، دَرَستْ معالم الدين، وأخذ الناس بُنَيَّاتِ الطريق، وصار الناس إلا الأقلّ كما قال الله -عز وجل-: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ، فاستند كل قوم غير حزب الله ورسوله إلى ظُلَم آرائهم، وحكَّموا على السنة مقالات شيوخهم وطرائقهم وأهوائهم، وصار المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا، وصار الغالب على هذا الخلق الهوى المطاع، والرأي المعجَب به، والتقليد الذي ليس مع مقلِّده برهان من الله ولا بصيرة به، إنْ معه إلا قولُه: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}
    .

    فانحرفت لذلك الأعمال، وانقلبت الأذواق، وفسدت الأحوال، وصَدِئت القلوب، وكثير منها انتكس، فلا يعرف من المعروف إلا ما وافق هواه، ولا يُنكِر منه إلا ما خالف هواه، وهذا هو ميّت الأحياء، قال عبد الله بن مسعود: أتدرون ما ميت الأحياء؟ قالوا: لا، قال: هو الذي لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا. وقالوا له: يا أبا عبد الرحمن! هلك مَن لم يأمر بالمعروف وينهَ عن المنكر، فقال: هلك مَن لم يكن له قلب يعرف به المعروف والمنكر .

    فلا يوجد غالبًا إلا ذوق منحرف في عمل منحرف صادر من قلب منحرف، فتخرج الأقوال والأحوال فيها من الانحراف ما فيها، فعظم الخَطْب واشتد الأمر، وكثرت الشطحات والطامَّات، وانسلخت القلوب من الإيمان، وأربابها لا يعلمون، لأن القلب متى لم يكن على قلب الرسول وأصحابه في القصد والعلم والمحبة والكراهة والتصديق واستحسان ما استحسنوه وإيثاره واستقباح ما استقبحوه واجتنابه، كان فيه من الانحراف عن الإيمان بقدر انحرافه عن ذلك، حتى تعود القلوب كما قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: "القلوب على أربعة: قلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذاك قلب المؤمن" .
    فإنه أجرد أي متجرد من هذا الانحراف في قصده وحبه وعلمه، متجرد عن شهوات الغي وشبهات الباطل، متجرد عن معارضات أمر الله بالتأويل والشهوات، وعن معارضات خبره بالتقليد والشبهات، وفيه من الإيمان ومباشرة روحه له سراج يزهر، فهذا هو القلب السليم الذي لا ينجو إلا من أتى الله [به].

    الثاني: قلب أغلف، وهو قلب الكافر في غلاف، لا يعرف معروفًا ولا [ينكر] منكرًا، بل المعروف عنده منكر والمنكر معروف.
    الثالث: قلب منكوس، أي مكبوب كالكُوزِ المجخِّي، وهو قلب المنافق، وهو شر قلوب الخلق، وهذا القلب دأبه دائمًا أن يدعو الناس إلى ما يكرهه الله ورسوله، وينهاهم عما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأعمال والاعتقاد.

    الرابع: قلب له مادة إيمان ومادة نفاق، فهو يتقلب بين المادتين . وهو الغالب عليه منهما.

    ومن كان له بصيرة وتأملَ أحوالَ الخلق رآهم لا يخرجون عن هذه الأقسام الأربعة، فمن أين تجيء الأذواق الصحيحة المستقيمة، والقلوب قد انحرفت أشدَّ الانحراف عن هَدْي نبيها وما كان عليه هو وأصحابه؟

    والسلف الصالح كانوا يجدون الأذواق الصحيحة المتصلة بالله في الأعمال الصحيحة المشروعة، وفي قراءة كتاب الله وتدبره واستماعه، وفي مزاحمة العلماء بالركب، وفي الجهاد في سبيل الله، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الحب في الله والبغض فيه، وتوابع ذلك )

    الكلام على مسالة السماع





  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    بارك الله فيك اخى الكريم الطيبونى وجزاك الله خيرا على هذه الافادة العظيمة من كلام بن القيم رحمه الله

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و قال ابن القيم رحمه الله
    ....لأن القلب متى لم يكن على قلب الرسول وأصحابه في القصد والعلم والمحبة والكراهة والتصديق واستحسان ما استحسنوه وإيثاره واستقباح ما استقبحوه واجتنابه، كان فيه من الانحراف عن الإيمان بقدر انحرافه عن ذلك، حتى تعود القلوب كما قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: "القلوب على أربعة: قلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذاك قلب المؤمن" .
    فإنه أجرد أي متجرد من هذا الانحراف في قصده وحبه وعلمه، متجرد عن شهوات الغي وشبهات الباطل، متجرد عن معارضات أمر الله بالتأويل والشهوات، وعن معارضات خبره بالتقليد والشبهات، وفيه من الإيمان ومباشرة روحه له سراج يزهر، فهذا هو القلب السليم الذي لا ينجو إلا من أتى الله [به].


    ...ومن كان له بصيرة وتأملَ أحوالَ الخلق رآهم لا يخرجون عن هذه الأقسام الأربعة، فمن أين تجيء الأذواق الصحيحة المستقيمة، والقلوب قد انحرفت أشدَّ الانحراف عن هَدْي نبيها وما كان عليه هو وأصحابه؟
    والسلف الصالح كانوا يجدون الأذواق الصحيحة المتصلة بالله في الأعمال الصحيحة المشروعة، وفي قراءة كتاب الله وتدبره واستماعه، وفي مزاحمة العلماء بالركب، وفي الجهاد في سبيل الله، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الحب في الله والبغض فيه، وتوابع ذلك )
    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •