الموضوع: ما تعريف المشقة

مشايخنا الكرام ما تعريف المشقة اصطلاحا حيث انني بحثت عن تعريف اصطلاحي في كتب الفقه وكتب الاصول وكتب القواعد الفقهية فلم اجد فإن وجد أحدكم أرجو منه ان يدلني عليه وان كان كتاباً أرجو أن يكون موثقاً

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية 37 / 320 :
مَشَقَّةٌ
التَّعْرِيفُ :
1 - الْمَشَقَّةُ فِي اللُّغَةِ : بِمَعْنَى الْجُهْدِ وَالْعَنَاءِ وَالشِّدَّةِ وَالثِّقَل ، يُقَال : شَقَّ عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَشُقُّ شَقًّا وَمَشَقَّةً إِذَا أَتْعَبَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَْنْفُسِ } مَعْنَاهُ : إِلاَّ بِجُهْدِ الأَْنْفُسِ ، وَالشِّقُّ : الْمَشَقَّةُ ، وَقَال فِي الْمِصْبَاحِ الْمُنِيرِ : وَشَقَّ الأَْمْرُ عَلَيْنَا يَشُقُّ مِنْ بَابِ قَتَل أَيْضًا فَهُوَ شَاقٌّ ، وَشَقَّ عَلَيَّ الأَْمْرُ يَشُقُّ شَقًّا وَمَشَقَّةً أَيْ ثَقُل عَلَيَّ وَالْمَشَقَّةُ اسْمٌ مِنْهُ .
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيّ ُ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ .اهــ


وجاء في معجم لغة الفقهاءص 431:
المشقة: بالتحريك وتشديد القاف من شق ج مشاق ومشقات: العسر.
* العسر والعناء الخارجين عن حد العادة في الاحتمال.

هذه مسألة جمعت بعض أطرافها في كتابي الصراط السوي في سؤالات الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم -جزء الصلاة- يسر الله إتمامه:
مسألة: في حد المرض الذي يُبيح للمصلي الصلاة قاعدًا:
من المعلوم أن القيام للقادر عليه في صلاة الفريضة ركن من أركان الصلاة فإن لم يستطع القيام انتقل إلى القعود؛ لكن متى ينتقل من القيام إلى القعود؟
حكى عياض عن الشافعي أنَّه لا ينتقل إلا بعد عدم القدرة، وعن مالك وأحمد وإسحاق لا يشترط العدم بل وجود المشقة، والمشهور عن الشافعي أن المراد بنفي الاستطاعة: وجود المشقة الشديدة بالقيام أو خوف زيادة المرض، ومثاله أن يكون بحالٍ لو قام سقط من ضعف، أو دوران رأسٍ، أو غير ذلك، وأصح الأقاويل: أن يلحقه ضرر بالقيام، والله أعلم .([1])
تنبيه: من المعلوم أن الأفعال يشترط فيها أن تكون مقدورًا عليها؛ لكن هل يشترط أن لا يكون شاقًا؟
الواقع أن أيَّ فعل لا يخلو من مشقة ، فالمشقة من لوازم التكليف، لكن المشقة منها مشقة معتادة تطيقها النفس البشرية فلا يلتفت إليها ولا تكون مانعًا للتكليف، ومنها مشقة غير معتادة وهي التي لا تطيقها النفس إلا بكلفة زائدة وضيق وعنت شديد وهذه المشقة يختلف الحكم على حسبها كما يلي:
1 – مشقة غير معتادة تطرأ على الفعل بسبب ظروف خاصة بالمكلف، مثل الصيام في حالة السفر والمرض والإكراه على كلمة الكفر، ففي هذه الحالة دفع الشارع الحكيم هذه المشقات بالرخص في ترك الأفعال الواجبة وإتيان الأفعال المحظورة دفعًا للمشقة ورفعًا للحرج، ومع هذا جعل الشارع تحمل مثل هذه المشقات مندوبًا مأجورًا فاعله.
2 – مشقة غير معتادة لكن لابد من تحملها لضرورة القيام بفروض الكفايات كجهاد الطلب وإن كان فيه قتل النفس وإزهاق الروح وإتعاب الجسد .
3 – مشقة غير عادية ليست من ذات الفعل وطبيعته وإنما بسبب إلزام المكلف نفسه ببعض الأفعال الشاقة التي لم يأت بها الشرع، وهذا النوع لا يجوز فعله لما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلاَ يَقْعُدَ، وَلاَ يَسْتَظِلَّ، وَلاَ يَتَكَلَّمَ، وَيَصُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ).([2])([3])
تنبيه: لفظ القدرة والاستطاعة والطاقة: من الألفاظ المُجملة؛ لأن لفظ القدرة يتناول نوعين:
أ- القدرة الشرعية المُصَحِّحَةُ للفعل، التي هي مناط الأمر والنهي، وهي المذكورة في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا) آل عمران: 97 ، وقوله: (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) التغابن: 16
ب- القدرة القدرية الموجبة للفعل، المقترنة به، المحققة له، التي هي مناط القضاء والقدر، وهي المذكورة في قوله تعالى: (مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ) هود: 20 ، وقوله: (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) الكهف: 101
قال ابن تيمية: (وعلى هذا تتفرع مسألة تكليف ما لا يطاق، فإن الطاقة هي الاستطاعة، وهي لفظ مجمل، فالاستطاعة الشرعية التي هي مناط الأمر والنهي لم يكلف الله أحدًا شيئًا بدونها، فلا يكلف ما لا يطاق بهذا التفسير، وأما الطاقة التي لا تكون إلا مقارنة للفعل؛ فجميع الأمر والنهي تكليف ما لا يطاق بهذا الاعتبار، فإن هذه ليست مشروطة في شيء من الأمر والنهي باتفاق المسلمين) .([4])([5])

---

([1]) انظر الفتح (2/588) .

([2]) البخاري (6704) .

([3]) انظر الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان رحمه الله (62 – 63) بتصرف واختصار .

([4]) مجموع الفتاوى (8/130) .

([5]) انظر معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة للجيزاني (338) .

المبحث الأول


تعريف المشقة وأقسامها
المطلب الأول: تعريف المشقة:


الفرع الأول: المشقة لغةً:


المشقة في اللغة لها عدة معان منها: التعب، والأمر الصعب، والشدة، والجهد، والعناء. وهي مصدر[1].


جاء في "لسان العرب"[2]: "يقال: هم بِشِقٍّ من العيش؛ إذا كانوا في جهد. ومنه قوله تعالى: (لمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ) النحل/7. وهو من الشَقّ الذي هو الصدع... وشَقَّ عليَّ الأمر يَشُقُّ شَقّاً ومَشَقّة أي ثقُل عليّ... قال الأزهري: ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشُقَّ على أمتي -أو على الناس- لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)[3]. المعنى: لولا أن أُثقّل على أمتي من المشقة، وهي الشدّة".


الفرع الثاني: المشقة اصطلاحاً:


لا يخرج المعنى الاصطلاحي عند الفقهاء عن المعنى اللغوي، وكل من تكلم عن المشقة فهو يتكلم عن أنواعها، وذلك لتمييز ما لا تكليف فيه عما فيه تكليف، وتمييز ما اعتبره الشارع سبباً في التخفيف، عما لم يعتبره[4].


وذكر صاحب "معجم لغة الفقهاء"[5] في تعريف المشقة: "العسر والعناء الخارجين عن حد العادة في الاحتمال".
http://aliftaa.jo/Research.aspx?Rese...8#.VxApttQrLIU

جزاكم الله خيراً
علما اني كنت قد اطلعت ما ذكرتموه من أقوال لأهل العلم في تعريف المشقة ولكني كنت أبحث عن تعريف جامع مانع يخرج عن المعنى اللغوي
بارك الله فيكم