ملخص السؤال:فتاة لديها أخت أصغر منها سنًّا، تشكو من تصرفاتها، فهي لا تتعامل أو تلعب مع من في سنها بل مع من يصغرها، وتستفز المعلمات في الفصل. تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.لديَّ أختٌ عمرها 12 سنة، نُعاني منها جميعًا، ولا أدري ما تصنيف مشكلتها، تستفزني وأعطف عليها، فإذا ما شرحتُ لها درسًا أجدها تدخُل في درس آخر، مع ضحك وسخرية وغير ذلك، فأمسك نفسي عن ضرْبِها! قدراتُها العقلية جيدة، تفهم وتعقل وتعي، لكن شخصيتها أشعر أن فيها شيئًا؛ تُحِبُّ اللعب مع مَن أصغر منها بكثيرٍ، كعمر خمس وسبع وثماني سنوات! فمَن في مِثْل سنِّها يكون متَّزِن العقل، أما هي فتلعب مع الصغيرات، ولا تلعب مع مَن في مثْل عمرها، كذلك لا تهتم بشكْلها، ولا نظافتها، ولا غرفتها، فاهتماماتُها أصغر مِن عمرها بكثيرٍ، ومستواها الدراسيُّ متوسِّط أو دونه، والمعلمات يشتكين منها بلا استثناء، تضحك في الفصل وتشغل الطالبات عن الدرس، حتى إن المعلمات لا يحترمنها بسبب سلوكياتها التي تنقص من قدرها، وإحدى المعلمات قامتْ بطردها من الفصل، وأخرى قامت بضربها مرة، وهي لا تحترم صغيرًا أو كبيرًا!
أخبروني كيف أتصرف معها؟ وكيف أحسِّن مِن سلوكياتها؟

الجواب

أُرَحِّب بك أختي الحبيبة في قسم الاستشارات في شبكة الألوكة، وحقيقة أنا فخورٌ بك لما رأيتُ مِن اهتمامك بأختك الصغرى، حفظك الله ورعاك. عزيزتي، عندما نشكو من مشاكل تُواجهنا مع الطفل، علينا أولاً أن نبحثَ عن الأسباب التي حتمًا ستُساعدنا إن شاء الله في مُواجهة وحل هذه المشكلات، ومن هذه الأسباب مثلاً: الخلافات العائلية، والمشاكل بين الوالدين، والضغوط المدرسية، والتوقُّعات التي تكون أكبر من قدرات الطفل، واستخدام أسلوب العقاب دائمًا، كلُّ هذا وغيره يزيد من اضطراب الطفل سلوكيًّا. وأغلبُ الظنِّ أخيتي أنها تفعل ذلك لجذْب انتباهكم، ومحاولة منها لإثبات ذاتها؛ لذا وبصفتك الأخت الكبرى أنصحك بالآتي: احتويها، فالأختُ الكبرى هي الحنون ونبع الحنان، وهي مَن تُحبب إخوتها إليها. لا تمارسي عليها السلطة الوالدية (الآمر الناهي) حتى تساعديها على الشعور بكينونتها، وأنها غير مُهَمَّشة. استمعي إليها وتحدَّثي معها دونما تجريحٍ. اطلبي منها أن تساعدك في المهام المنزلية، وأثني على أدائها أمام الجميع. علينا في بعض المواقف أن نحترمَ آراءها خصوصًا في حضور الآخرين؛ لتكتسبَ ثقتها بنفسها، وكلي ثقة أن هذا سينعكس في تعاملاتها معكم. لم لا نستخدم مبدأ الثواب كما العقاب؟ فلم لا نشكرها أو نمدح السلوك الحسن الذي تقوم به؟ فهذا من شأنه أن يساعد على تَكرار السلوك الجيد، وترْك السلوك السيئ بالتدريج. علينا أحيانًا أن نتجاهلَ بعض السلوكيات المستفزة التي تقوم بها، ما دام ليس هناك ضررٌ، حتى تنطفئ هذه السلوكيات شيئًا فشيئًا. التزمي بوُعُودك معها، وأيضًا كوني صارمةً في حال أخلتْ باتفاق ما بينكما، حتى تثق فيك وفي كلامك. اعلمي أن السلوك السيئَ قد يزداد في البداية لاستفزازك، ولكن بالصبر والحزم وأيضًا الحنان ستتحسن الأمور - بفضل الله. أيضًا يتعلَّم الأطفال من خلال النمذجة، فكوني القدوةَ الصالحة لها. وأخيرًا أختي الحبيبة، لا ننسى أن الطفل يحب أن يشعرَ بالحب، وأنه مقبول من أفراد الأسرة، وأننا حين نغضب فإننا نغضب مِن السلوك السيئ الذي قام به، لا منه، وأننا ما زلنا وسنظل نحبه.
نسأل الله أن يجعلكم جميعًا قرة عين لوالديكم