ملخص السؤال:
شابٌّ كان يُحب فتاةً وتزوَّجتْ وتركَتْهُ، فأَحَبَّ غيرها لكي يَنساها، وهو لم يحبها بصدق، ويخاف أن يَتركَها فيَظلمها، ويخاف أن يتزوجها وهو لا يُحبها.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا شابٌّ عمري 21 عامًا، أحببتُ فتاةً تكبرني بعامٍ، وصارت العلاقةُ بيننا قويةً جدًّا، وبكل أسفٍ تَقدَّم لها شابٌّ وتزوَّجها، وأُجْبِرَتْ على ذلك مِن أهلِها، مع أنها رَفَضَتْ.حاولتُ نسيانها، وتعرَّفْتُ إلى فتاةٍ أخرى، وأحببتُها حتى أنساها، لكن كان حبًّا بلا معنى؛ أي: كنتُ أضحك عليها لأنسى بها الأُولى!فكرتُ أن أتركَها، لكن أعلم أنها سوف تَحزن حزنًا شديدًا، وسيُكسَر قلبُها، لكن تراجعتُ وفكَّرْتُ في الزواجِ منها، لكن كيف أتزوَّجها وأنا لا أُحبها؟!مما يزيد هذه المشكلة أنني لا أعرف الفتاةَ فهي مِن دولةٍ أخرى، وكلُّ كلامي معها من خلال الإنترنت، حتى أصبحتُ لا أستطيع الاستمرار في هذه الخدعة، ولا أدري كيف أتخلَّص منها بدون آلامٍ؟!أخاف أن أتركَها فأظلمها، وأنا مؤمن بالقول: ((كما تدين تدان))، وأخاف أن أتزوَّج فتاةً يحدُث معها ما فعلتُ مع هذه الفتاة.
أخبروني هل أتركُها أو لا؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.شكرًا لك أخي الكريم، ونُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلين الله لك التوفيق في حياتك بشكلٍ عام، وفي زواجك بشكل خاصٍّ.لا شك أن الزواج مِن المَشاريع الطيبة المبارَكة، والسعي إليه أمرٌ مَشروعٌ ومَطلوب، وصاحبُه مَأجورٌ، ولكن لا بد أن يكونَ السعيُ وفقَ الضوابط الشرعية التي جاء بها الإسلامُ، وليس منها علاقات الحب والغَرام قبل الزواج.وإنما المَشروعُ أن يبحثَ عن صاحبة الدين والأخلاق، ولا مانع أن تكونَ صاحبة نَسَب ومال وجمال مع الدينِ، فالدينُ هو الأساسُ كما وجَّه بذلك النبيُّ الحبيبُ صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((فاظفرْ بذات الدينِ تربتْ يداك)).فإذا أُعجِبَ الشابُّ بفتاةٍ تَقدَّم إلى أهلِها وولي أمرها (أبيها) أو مَن يقوم مقامه، فإنْ وافقوا أَكْمَلَ المَوضوع، ومِن حقِّه طلَبُ رُؤيتها، وسماع رأيها، ومعرفة مُستواها العلمي ومدى التوافُق بينهما، وكل ذلك دون الخُلوة بها، وإن رفَض أهلُها وتزوجتْ غيره فلا يَجوز له التواصُل معها والتعلُّق بها.لا تُوهم نفسك بعدم القدرة على نسيان العلاقة، فالمؤمنُ عبدٌ لله، فعليك أن تذلَّ نفسَك له وَحْدَهُ، ولا تكنْ عبدًا للهوى، فأنتَ أرفع وأعزُّ وأعلى مِن أنْ تتلاعبَ بك امرأةٌ قالتْ لك جملةً ربما تكون غير صادقةٍ فيها، وهي عاصيةٌ في ذلك بعد زواجِها مِن آخر!أما علاقتُك بالثانية: فأنت حكمتَ على نفسك، وبَيَّنْتَ أنك غيرُ صادق معها، وهذا إلى جانب حرمة العلاقة والحب والغرام قبل الزواج - فهو كذبٌ وخداعٌ، ولا يَجوز لك فعلُه.لذا عليك - ابني الكريم - أن تتوبَ إلى الله توبةً صادقةً، فالتوبةُ تَجُبُّ ما قَبْلَها، ويعفو الله عنك بسببها، ومِن شروطها: الإقلاع عن الذنب، والندَم والعَزْم على عدم العودة إلى المعصية.والعبدُ إذا تاب وصَدَق في توبتِه نال الحسنات، ومُحِيَتْ عنه السيئات، وصار قريبًا مِن ربِّ الأرض والسموات؛ قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].فاحرصْ بارك الله فيك على الصدق مع الله، وأبشرْ بالخير، وسوف يُعوِّضك الله بامرأةٍ صالحةٍ طيبةٍ على قدْرِ صلاحك، والله قد وَعَد بذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾ [النور: 26].
وعليك بكثرة الاستغفار، ولُزوم صلاة الجماعة وصُحبة الصالحينواللهَ نسأل أن يثبتنا وإياك على طاعته وحُسن عبادته