دور الاحتياج المعنوي في دخول لا النافية للجنس على النكرة والمعرفة


تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في دخول لا النافية للجنس على النكرة والمعرفة بحسب الاحتياج المعنوي عند المتكلم ،فالعرب يقولون:لا خيرَ في الحسد ،ويقولون:لا حسناً فعله مذموم ، فتدخل "لا" النافية للجنس على النكرة ، كما تدخل على المعرفة ،فيقولون:لا صاحبَ جودٍ ممقوت ،والنكرة المخصصة بالإضافة كالمعرفة ، ويقولون:أما البصرة فلا بصرةَ لكم ، وهم يقصدون مكانا معروفا وهو البصرة ويقولون:قضية ولا أبا حسن لها ، ويقصدون سيدنا علي رضي الله عنه ،أي أن أبا الحسن –رضي الله عنه - لا يحل هذه القضية ،ويقولون:لا هيثم الليلة للمَطِيِّ ،وهم يقصدون شخصا معينا ، والأوضح من هذا كله قول الشاعر:
بكيت على زيد ولا زيدَ مثله //بريء من الحمى سليم الجوانح
فتدخل "لا" النافية للجنس على المعرفة ،ويمكن أن نقول:لا طالبَ موجودٌ ,ولا طالبَ الموجودُ ،ولا طالبَ يلعب الكرة في الملعب ،ولا طالبَ اسمه محمد في الصف ،وكل ذلك بحسب الأهمية والاحتياج المعنوي عند المتكلم ،وإن شئت فقل يتحدث الإنسان بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل،ودعك من قول النحاة وما أكثر ما يقوله النحاة وما أكثر تأويلاتهم ،التي جاءت من أجل تحكم الثابت في المطلق ، فتمردت اللغة عليهم وعلى قواعدهم .

وبهذا يتضح أيضا أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .