ملخص السؤال:شابُّ يُعاني مِن مشكلات في الذاكرة؛ إذ ينسى الشوارع والأماكن وأسماءها، ويريد حلًّا لهذه المشكلة. تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أودُّ أن أشكركم على مَجهودكم الكبير، جزاكم الله كل الخير، وجَعَلَهُ في ميزان حسناتكم.مشكلتي كالآتي:أنا شابٌّ عمري 28 عامًا، قدراتي العقليَّة مُنخَفِضة، ولا أستطيع فَهْم الناس أو توصيل ما أريد إليهم.ذهني يشرد، واستيعابي ضعيفٌ، حتى في دراستي كنت آخُذُ وقتًا طويلًا في الدراسة والمذاكرة.مشكلتي أنني لا أحفظ أسماء الشوارع والأماكن، وأنسى بسرعة، حتى إنني أخطئ في الشوارع التي أعرفها، كأنني معتوه أو سكران، وأشعُر بالحرَج أمام أصدقائي.أعمل محاسبًا في شركة، ولا أستطيع فَهم الناس، خاصَّة مكرهم وخبث بعضهم، فأي إنسان يُمكن أن يخدعني؛ لأنني طيب، أو بمعنى أصح: ساذج!دائمًا خائف وجبان، ولا أُحْسِن الكلام، وتُراودني أفكار ووساوس أني سأقع في مشكلة، ولا يوجَد حلٌّ لديَّ.
فأرجو منكم أن تنفعوني بحلٍّ يُخَفِّف عني هذه المعاناة وأخبروني: كيف أتخابَث على الآخرين!؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.أولًا نُحِبُّ أن نقول لك: إنك شخصٌ طيب القلب، ولا تحمل حِقْدًا على الآخرين كما يبدو من شخصيتك، وهذه صفةٌ إيجابية لا ينبغي أن تتنازلَ عنها أو تتركها، لا سيما أنك أَشَرْتَ في نهاية رسالتك بسؤالك: كيف أتخابَث على الآخرين؟لستَ بحاجةٍ إلى ذلك، إنما يمكن أن نُجْمِلَ لك ما تحتاجه في نقاط: أنتَ بحاجةٍ إلى زيارةِ طبيبٍ نفسيٍّ لفَحْص نفسك، لا سيما أنك تُعاني مِن نسيان متواصلٍ للأماكن، وعدم القدرة على حِفْظِها، وزياتك للطبيب ليفحصَ لك ما يسمَّى: (اضطراب الذاكرة المكانية) فقط للاطمئنان، وهذا لا يعني أنك بالضرورة مريضٌ، ولكن حتى تطمئن أولًا، ثم تستفيد مِن التوجيهات التي يعطيها لك ثانيًا.لا تُضَخِّم مِن موضوع مشكلتك؛ لأنَّ هذا التضخيم قد يَتَحَوَّل إلى مشكلةٍ بحدِّ ذاته، ينتج عنه ضعفُ ثقة بالنفس، وربما اكتئاب لاحقًا؛ لذلك اجعل الأمورَ تَسير بشكلٍ طبيعيٍّ وسَلِس.أنت الآن مُوظَّفٌ، وتسير أمورُك على نحوٍ جيدٍ، وهذا يعني أنك شخصيةٌ سَوِيَّة، ولا تُعاني مِن مشكلاتٍ مرَضيةٍ حقيقيَّةٍ، نعم قد تكون هناك بعضُ الأمور المُزْعِجَة لك أحيانًا كنسيان الأماكن، وعدم القدرة الفائقة على مجاراة حِيَل الآخرين، لكن هذا ليس نقْصًا في ذكائك أو قدراتك.لعل وظيفتك لا تُناسب نَمَطَك العقلي، وطريقتك في التفكير، وهذا يحتاجُ منك إلى مراجعةِ أمور وسؤال نفسك هذه الأسئلة: هل أنا أُحِبُّ وظيفتي؟ هل هناك وظيفةٌ أخرى أتمناها أفضل من الوظيفة الحالية؟هناك اختباراتٌ شائعةٌ في الإنترنت تتعلَّق بتحديد الميول، يمكنك الاستفادة منها لإعادة تقييم شخصيتك وميولها، مع ملاحظة ألا يَتَحَوَّل موضوعُ تغيير الوظيفة إلى وسواس يُطاردك، وإنما كلامي هذا مجرد اقتراح واحتمال، ليس إلَّا.لا بأس بالالتحاقِ ببعض دورات التنمية البشرية؛ كالتخطيط، والتواصُل مع الآخرين، وفهم أنماط الشخصية، فربما تُفيدك في مشكلتك.الانطواءُ علاجُه بضِدِّه، وهو مشاركةُ الآخرين وحضور ملتقياتهم ومناسباتهم، وهذا يحتاج منك إلى شيءٍ مِنْ قُوَّةِ الإرادة لتنفيذه، جَرِّبْ أن تقومَ بكَسْر الحاجز النفسيِّ الأول، وستجد أنَّ الأمور تسير بسلاسةٍ طبيعيةٍ.استغل مَواسم الخيرات - كرمضان - في الإكثار مِن الدُّعاء والتضرُّع، فاللهُ عزَّ وجلَّ بيدِه قلوبُ العباد، فسَلْه أن يُصْلِحَ قلبك؛ لأنَّ القلبَ إذا صلح صلحتْ بقيةُ الأعضاء.
نسأل الله تعالى أن يُعينك على نفسك وأن يُوَفِّقك في حياتك ويرزقك الصالحات