ملخص السؤال:
فتاةٌ متزوِّجة منذ شهرين، حدث لزوجها ملل بعد أول أسبوع من الزواج، تشكو صعوبة التعامل معه في ظل صمته المستمر، وتشعر بالندم على الزواج، وضياع أجمل أيام عمرها وهي ما زالتْ عروسًا.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاةٌ في العشرين من عمري، تزوجتُ منذ شهرين بعد خطبة دامتْ قرابة السنة، أُحِبُّ زوجي وهو يحبني، زوجي طيب القلب، حنون، إنسان صالح.المشكلةُ أنَّ زوجي حدَث له نوعٌ مِن المَلَل والروتين بعد أول أسبوع في حياتنا، وهو بطبيعته صامت أغلب الوقت، ﻻ يتكلَّم وﻻ يُشاركني حياته وهمومه، ويقضي أغلب وقته أمام التليفزيون!أُحاول أن أتقرَّب منه، وأصاحبه، وأتحدث معه، وأشاركه حياته، لكن لا فائدة، مع العلم أنه كان يعيش وحيدًا لمدة 8 سنوات بحكم دراسته بالخارج، وعمله بعيدًا عن أهله في مدينة أخرى!أشعر باليأس والملَل مِن الروتين اليومي الذي أعيش فيه، فلا أشعر أني عروس، ولا أني في أجمل أيام عمري!أشعر أحيانًا بالندَم على هذا الزواج؛ لأني فقدتُ أشياء كثيرةً في حياتي بعد الزواج، وهو أيضًا أحيانًا يخبرني بأنه نادمٌ على قَرار الزواج.
أتمنى أن تُفيدوني ماذا أفعل؟ وهل هذا الوَضْعُ طبيعي بيني وبينه أو لا؟وجزاكم الله خيرًا

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:فليس غريبًا ما تتحدَّثين عنه عزيزتي، فذلك يحدُث كثيرًا في حياة المتزوجين حديثًا، ومِن الأسباب: تلك الفكرةُ التي تبنيها الفتاةُ أو الشابُّ عن الحياة الزوجية، وتلك التصوُّرات والخيالات المبالَغ فيها أحيانًا، والتي غالبًا ما تكون بتأثير الإعلام الهابط، أو الرِّوايات الرومانسية كما يَصفُونها.كذلك مِن أهم الأسباب: طُول فترة الخطوبة أو المِلكة، وهناك أسباب أخرى.وعلى أي حال، فالشعورُ الذي يُسَيْطر عليكما في هذه الفترة هو شعورٌ مُؤقت لن يستمرَّ بإذن الله، وأستطيع أن أسميه: مرحلة التأقْلُم، والتي تُمَثِّل التعارُف الحقيقي بين الزوجين.ولا تنسي أنه تَعَوَّد على الوحدة مدة 8 سنوات، وهذا قد يكون مِن الأسباب؛ حيث انطبع عنده خُلُق الصمت.والمهم في كلِّ ذلك أن تعلمي أن هذا الشعور من شأنه أن يزول بإذن الله؛ حيث إن هناك العديد من المواقف والأحداث المتعدِّدة، وردود الفعل، والتي من شأنها التأثيرُ على علاقتكما، وإحداث مشاعر مُتَجَدِّدة، فليس هناك شيءٌ يبقَى على حاله. لذلك أقترح عليك ما يلي: تنظيم زيارات مختلفة كل أسبوع أو أكثر للأهل والأصدقاء. تحديد يوم أسبوعي خاص للتسوُّق أو النُّزهة. اقترحي عليه قراءة بعض الكُتُب النافعة، ومن ثم التنافس في ذلك عن طريق طرْح بعض الأسئلة من أحدكما على الآخر، كنوعٍ مِن التسْلية وتقوية للعلاقة.ويمكنك أيضًا طرْحُ مَواضيع متعدِّدة للنقاش؛ لعلها تخرجه مِن بَوْتَقَة الصمت، وتُساعده على التغيير، ولا تنسي أنكما حديثا عهد بالزواج، وإلى الآن لَم تُرزَقَا بأطفالٍ، وهذا أيضًا من الأسباب.عزيزتي، الحياةُ حقيقةً لا تأخُذ شكلاً واحدًا، ولا بد مِن حُدُوث تغيُّرات، ولكن لا تتعجَّلي في الحكم، فـ:
مَا بين غَمْضَةِ عَيْنٍ وانْتِباهتِها
يُغَيِّر اللهُ مِن حالٍ إِلَى حالٍ
ثم إنَّ الأمر الذي يُضايقك الآن قد تتكشَّف لك منه جوانبُ إيجابيةٌ في مستقبل أمركما؛ قال تعالى: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].
أسأل الله لكما التوفيق والسداد، وأن يُؤَلِّفَ بينكما، ويُصلح شأنكما إنه سميعٌ مجيبٌ