تمايز إعراب التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التراكيب التي تتمايز من حيث الإعراب في إطار الصيغة نظرا لاختلاف منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب: نقــول: يـــزولُ الصفُّ ماشيا . ونقـول:يَزيــــ ُ الصفَّ ماشيا . ونقـول: ما يـــزالُ الصفُّ ماشيا . يزول في التركيب الأول مضارع زال وهو فعل لازم بمعنى يذهب أو ينتقل ، والتركيب الأول يتكون من فعل وفاعل وحال . يَزيل في التركيب الثاني مضارع زال وهو فعل متعد بمعنى ماز أو فصل الشيء عن الشيء ،والتركيب الثاني يتكون من فعل وفاعل ومفعول به وحال . ما يزال في التركيب الثالث مضارع ما زال وهو فعل ناقص ،والتركيب الثالث يتكون من الفعل الناقص واسمه وخبره . وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب و نظم التراكيب ، وباختصار: الإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .