المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي
وفقك الله.
شبّه الشيخ -رحمه الله -الأحزاب السياسية التي كانت في زمانه (الاستعمار الفرنسي)- والتي لم تكن تهتم بتعليم الشرع- بالميزاب، وهو أنبوب معلق في السطح لتتجمع فيه مياه الأمطار و من ثَمّ تصب في الأرض.
ومعلوم أن مياه السطوح كدرة لما يعلق بها من الأوساخ، وهي مع كدارتها تُترك تجري على الأرض، فلا تُخزّن ولاتساق إلى البساتين لينتفع بها النبات. (كان ذلك في أيّامه رحمه الله. أما الآن فقد اخترعت لها مخازن تسقى منها البساتين، بل وتستعمل في المراحيض)
والمعنى، أن الأحزاب المقصودة جمعت طوائف من الجهال، (كدرا) وضيعت وقتا كبيرا فيما لافائدة فيه (هدرا). ومصداق هذا قوله : " وفي باب الأعمال، لم نر منهم إلا عملا واحدا: هذا الذي سمّيناه جناية الحزبية على التعليم والعلم.هؤولاء القوم قطعوا الأعوام الطوال في الأقوال والجدال وجمع الأموال وتعليل الأمة بالخيال. "
والله تعالى أعلم.