تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مصطلحات السُّكر والخمر عند الصوفية!

  1. Post مصطلحات السُّكر والخمر عند الصوفية!

    ابتدع الصوفية عدة مصطلحات في دين الله سبحانه، يتناقلونها بينهم، ولها عندهم دلالات خاصة، لا يصرح أكثرهم بدقائقها، ويعتبرونها لغة مشتركة خاصة بهم، لا يريدون أن يتحدثوا عنها بوضوح، ويعتبرون إلغازهم بها عين خصوصيتها عندهم. ولم يعرف أهل الإسلام فكرة الرموز غير واضحة الدلالة, فاللغة العربية لغة معروفة لأهلها, والقرآن الكريم يفسر بدلالات وجوه اللغة العربية, وكذلك السنة المطهرة. وفي كل علم من علوم أهل الإسلام نجد أن هناك طريقة مطردة في كل العلوم وفروعها أن يبدأ الشارح بطرح المصطلح الذي سيتناوله، ويبدأ بتعريفه لغة واصطلاحا, وهكذا تؤخذ العلوم في الإسلام.

    ومن هذه الرموز التي استخدمها الصوفية كلمتان، لم تردا في القرآن والسنة الشريفة إلا على سبيل الإنكار والتحريم, وهما رمزا: الخمر والسُّكرُ!

    ورغم أن التعريف بأي مصطلح نادر في الصوفية، إلا أنهم يعرفون السّكر الصوفي بأنه: "تلك النشوة العَارمة التي تفيض بها نفس الصوفي وقد امتلأت بحب الله حتى غدت قريبة منه كل القُرب. وقد عبّر الصوفيون بكلمات متقابلة عن حالات هذه النشوة ودرجاتها،كالغيب ة، كالحضور والصحو، والسُّكر، و الذوق والشُرب وغيرها"[1].


    ويفسر تلك الكلمات البيت المنسوب للجيلاني عن ثمرة المحبة، وهو لا يخلو رغم شرحه من اللغز أيضا -كطبيعة معظم كلمات الصوفية, فيقول:

    "شَرِبتُ كَأسينِ كَأسٌ مِن مَحَبّتَكُم وَكأسُ صَرفٍ عَلَى مَصروفِ أَدنانِي"[2]
    ولهذا فالسُّكر الصوفي -كما يعبرون عنه- حال من الدهش الفجائي. يقولون: إنها تعتري العبد، فتذهله عن كل حس غير حضور الحبيب، ويغمر نفسه بنشاط دّفاق يوقد فيها الوله والهيمان. ويعللون أن ذلك ما كان ليحدث لولا امتلاء القلب بحب الله!! وهي دعوى منقوضة تماما وسنذكر الردود عليها.
    ويعدُّ ابن الفارض -الصوفي الشاعر- نموذجا للترميز الصوفي؛ بل يمكن أن يقال أنه كان صاحب مذهب في التلويح الصوفي والإشارية المغرقة, فيقول الصوفية مادحين إياه "لقد كان صوفيا غلبه السكر، واستبدت به النشوة، يسمع فيستخفه الوجد، وتغشى أعضاءه الحركة، ويقهره وارد السمع، فلا يملك له صرفا".
    وعمر بن الفارض -الذي يلقب بسلطان العاشقين، كما يصفونه- لم يكن يفيق الا نادرا! فيقول شارح ديوانه مهدی محمد ناصر الدین: "كان سلطان العاشقين ابن الفارض يعيش في حالات الوجد والفناء بالله، كما عاش كبار مشايخ الصوفية كالحلّاج والسهروردي وابن عربي وغيرهم. فقد كان يعيش في غيبوبة تطولُ لِأيّام، حتّى أثناء صحوه. وكان ابن الفارض في أحايين كثيرة لا يسمع كلام محدّثه ولا يراه".

    ويقول الشيخ محمّد -ابنه: "كان الشيخ في غالب أوقاته لا يزال دهشاً، وبصره شاخصاً لا يسمع من يكلّمه ولا يراه. فتارة يكون واقفاً، وتارة يكون قاعداً، وتارة يكون مضطجعا ًإلى جنبه، وتارة يكون مستلقيا ًعلى ظهره كالميّت، ويمرُّ عليه عشرة أيام متواصلة -وأقلّ من ذلك أو أكثر- وهو على هذه الحالة، لا يأكل ولا يشرب، ولا يتكلّم ولا يتحرّك، ثم يستفيق وينبعث من هذه الغيبة، ويُملي من الشعر أبياتاً"[3].

    يقول عبدالغني النابلسي في شرحه لإحدى القصائد المشهورة في ديوان ابن الفارض: "إن هذه القصيدة مبنية على اصطلاح الصوفية، فيدفع القارئ في بداية نظره في هذه القصيدة إلى رفع حجب الحس عن دلالاتها ومضامينها، وأنت خبير بعد، بأن هذه القصيدة مؤسسة على رمز الخمر والسكر في الأدبيات الصوفية؛ لذلك عمد بعض الشراح إلى وسمها بالخمرية ".
    فمن أبيات خمريته هذه التي ملا بها ديوانه:
    شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
    لها البدر كأس وهي شمس يديرها هلال، وكم يبدو إذا مزجت نجم
    ولولا شـذاها ما اهتـديت لحانها ولــــولا ســــناها ما تصــــــورها الوهـــم
    ولم يُبق منها الدهر غير حُشاشة كأن خَفاها في صدور النهى كتم

    ولابن الفارض قصيدة خمرية رائعة، تَعدُّ بحقّ نموذجا ًلاكتمال الرموز الخمرية في الشعر الصوفي بشكل عام؛ وقد أشار النابلسي –وهو واحد من شرّاحها: "اعلم أنّ قصيدته مبنيّة على اصطلاح الصوفية، فإنّهم يذكرون في عباراتهم الخمرة بأسمائها وأوصافها، ويريدون بها ما أدار الله على ألبابهم من المعرفة أو من الشوق والمحبّة، والحبيب في عبارته، عبارة عن حضرة الرسول عليه الصلاة والسّلام وقد يريدون به ذات الخالق القديم جلّ وعلا"[4].


    وهكذا آل التركيب العرفاني للرَّمز إلى ما قرَّرَ النابلسي في شرحه بقوله: "فالأشباح هي الصور التي عليها الكائنات في عالم إمكانها وعالم إيجادها؛ وقوله كرم متضمّن للعصير الروحاني الّذي يكون خمراً، فيسكر العقول بما يُلقَى إليها من العلوم والحقائق العرفانية"[5].


    ويقول ابن الفارض عن الله سبحانه -حاش لله:

    "سقاني حبيبي من شراب ذوي المجد فاسكرني حقا، فغبت على وجدي"
    وقد حاول شيخ الإسلام التماس الأعذار لهم، من باب رفع التكليف عن من غلبه غياب عقله فيرفع عنه القلم, فقال ابن تيمية: "والذين يذكرون عن أبى يزيد وغيره كلمات من الاتحاد الخاص ونفي الفرق ويعذرونه في ذلك يقولون إنه غاب عقله حتى قال: أنا الحق، وسبحاني، وما في الجبة إلا الله. ويقولون إن الحبَّ إذا قويَّ على صاحبه -وكان قلبه ضعيفا- يغيب بمحبوبه عن حبه، وبموجوده عن وجوده، وبمذكوره عن ذكره، حتى يفنى من لم يكن، ويبقى من لم يزل... فمثل هذا الحال التي يزول فيها تمييزه بين الرب والعبد، وبين المأمور والمحظور ليست علما ولا حقا، بل غايته أنَّه نَقَصَ عقلُه الذي يفرق به بين هذا وهذا، وغايته أن يُعذَرَ لا أن يكون قوله تحقيقا"[6].

    ورغم محاولة حسن الظن بهم والتماس العذر لهم، بغياب العقل الذي يجعل المسلم غير مكلف وغير مؤاخذ بما يقول, كان رد الفعل الصوفي على كلمات شيخ الإسلام أن اتهموه بالخبث, فيقول د. عبدالرحمن بدوي -الصوفي المعاصر- عن عموم خصوم الصوفية: "وواضح أن رأي هؤلاء الخصوم لا يمكن أن يقام له وزن عند من يرى أن الشطح ظاهرة صوفية سليمة، وأن الكلمات الشطحية لا تقل في صدقها عن الكلمات التي تصدر في حال الصحو، فلا دخل للصحو أو السكر في تحديد القيمة الذاتية لهذه الكلمات، وإلا أخطأنا فهم هذه الظاهرة الممتازة، وهؤلاء الخصوم خلطوا -عن قصد- بين السكر الروحي والسكر الجسماني، وإنما يقصد بالسكر هنا انتشار الروح بمكاشفة الحق لها بسره، وبأنه هو هي وهي هو، فتطرب أشد الطرب لاكتشاف هذه الحقيقة، فسكرها إذاً شدة غبطتها بمعرفة سر وجودها...". ثم تخير من خصوم الصوفية شيخ الإسلام فخصه بالسباب, فقال: "وابن تيمية كان من الخبث بحيث أوهم بالتشابه بين السكر الجسماني والسكر الروحي من حيث قيمة الصدق في كليهما. والحق أنه لا وجه للشبه بينهما إلا في مقدار اللذة التي ينعم بها السالك والشارب"[7].


    ولعل من أفضل من تعرض بالنقد والنقض لدعوى السُّكر عند الصوفية الشيخ محمد أحمد لوح، في كتابه (تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي)، فقال في عرضه للشبهة: "هناك استشكال قد يتشبث به البعض للتقليل من قيمة البحث في أقوال الصوفية المتعلقة بالوحدة والاتحاد والحلول، ألا وهو قولهم: إن هؤلاء الأولياء بحكم الدرجات العالية التي وصلوا إليها في المحبة والعشق الإلهيين قد غرقوا وسكروا. فتلك العبارات المنكرة التي تصدر عنهم إنما هي شطحات غير معتبرة، وليسوا مؤاخذين بها، لأنهم صاروا كالسكران الذي لا يدري ما يصدر عنه". وأجاب مفندا فكرة السكر والخمر, فقال: "إن ما ذهبوا إليه من أن تلك الأقوال تصدر في حال غيبتهم وتواجدهم، وأنهم وصلوا إلى حال لا تحكم معها فيما يقولون أو يفعلون مردود من عدة أوجه:

    الأول: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أعبد الناس لربه وأخشهم له وأتقاهم قلباً، وأعلاهم مرتبة عنده، وأعظمهم محبة له، وكان أثناء الصلاة إذا أقترب منه أحد يسمع له أزيزاً كأزيز المرجل، وكانت له حالات في العبادة أبرزها البكاء عند تلاوة القرآن، ولم يحصل أنه غاب عن وعيه أبداً ولا صدر منه من الكلام ما ظاهره الكفر أو مخالفة الشريعة، فبطل أن تكون محبة الله وخشيته تؤدي إلى فقدان الوعي وإطلاق عبارات الكفر.
    الثاني: أن الله تبارك وتعالى حرم على المؤمنين في مرحلة من مراحل تحريم الخمر أن يقربوا الصلاة في حال السكر، وعلل هذا التحريم بأنهم في حال السكر لا يعلمون ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال؛ فقال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون))، فكيف استجاز هؤلاء أن تكون أعلى مقاماتهم في العبودية في حال السكر وفقدان الوعي؟!
    الثالث: لا ريب أن فقدان العقل والوعي -أو غيابهما- صفة نقص في الإنسان، ووجودهما صفة كمال له, وهؤلاء حينما يصفون هؤلاء بالسكر وزوال العقل لا يريدون بذلك وصفهم بالنقص بل بالكمال، فكان منطقهم بذلك منكوساً وإيرادهم مردوداً وحجتهم داحضة.
    الرابع: أن من المعلوم عند علماء النفس أن الإنسان حينما تأخذه حالة اللاشعور أو اللاوعي فإنَّه غالباً ما يفصح عن الأمور التي كانت تدور في خلده وقت صحوه، فكون هؤلاء عند فقدان الوعي يطلقون كلمات الكفر والزندقة يحتاج إلى تأمل كثير ونظر عميق.
    الخامس: أنهم لو عدوا هذه الشطحات خارجة عن حد الاعتبار لطووها وما رووها ولا وضعوها في بطون أمهات مصادرهم، ولكننا نجدهم يتخذون من هذه الشطحات أسساً لتعاليمهم التي يبثونها على مريديهم في الخفاء، ويركزون مبادئها في طيات أورادهم اليومية المفروضة على الأتباع، ويجعلون الغاية العظمى التي يسعون إليها الوصول إلى التوحيد الذي هو عبارة عن الاتحاد ووحدة الوجود كما ستعلم. وفي ثنايا ذلك كله يطرحون في وجوه المنتقدين عبارات من قبيل: كلمات المحبين تطوى ولا تروى"[8].
    وخلاصة القول في هذين المصطلحين "السكر" و"الخمر" أنهما مصطلحان غريبان عن الشرع الإسلامي. فلم ترد الخمر وما يلحقها من سكر، في كتاب الله ولا في سنة رسوله، إلا بالذم واللعنة. فعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه)[9]. ولم يخرج عن هذا المعنى أقوال الصحابة والتابعين والصالحين, فقد سماها عثمان بن عفان -رضي الله عنه: "اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث"[10]. فلا يصحان كمصطلحين من حيث اللفظ للتعبير عن حال تعبد لله سبحانه، كما لا يصحان أيضا من حيث المعاني, فلو كان معناهما صحيحا لورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وهو أكثر الخلق معرفة بالله وطاعة له وتقربا منه.
    __________
    [1] عدنان حسين العَوادي، الشعر الصوفي حتى أفول مدرسة بغداد وظهور الغزالي، دار الشؤون الثقافية العامة، 1967م، ص:199.
    [2] ديوان الشيخ عبدالقادر الكيلاني.
    [3] دیوان ابن الفارض، مهدی محمد ناصر الدین: ص9.
    [4] شرح الديوان: ج2/138و139.
    [5] شرح ديوان ابن الفارض: ج2/150.
    [6] مجموع الفتاوى: ج8/313.
    [7] شطحات الصوفية: ص10- 11.
    [8] بتصرف من كتاب تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي: ج1/457- 460.
    [9] سنن الترمذي: رقم 1279.
    [10] النَّسائي: رقم 317, وأورده العجلوني في "كشْف الخفاء": ج1/ 459؛ وإسنادُه حسن.


    رابط الموضوع:
    http://taseel.com/articles/4786
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا أبا عاصم، وما أكثر شطحات الصوفية.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرًا أبا عاصم، وما أكثر شطحات الصوفية.
    وإيّاك أخي الغالي/ أبا يوسف.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المشاركات
    3

    افتراضي

    السلام عليكم أخوتي الكرام ،سأحكي لكم تجربتي مع الصوفية.
    لقد مررت في مرحلة السكر والفناء والغيبة ذوقا ،كنت أكثر من ذكر الاسم المفرد(الله) ،وكنت كلما أذكر الاسم وأنظر إلى الاسم حال الذكر كان التجلي يغيب عقلي وإدراكي وفقدت الإحساس إلى أن وصلت إلى حالة شعرت ببرودة في أطرافي في قدماي ويداي ،هذه الحالة تعبر عن خروج الروح تدريجيا من الجسد ،وهذا ما يفعلونه الصوفية ،يعتقدون أنهما حصلوا على حال خارق ،فهما لا يريدون أن يؤمنوا بالله بل هم يريدون أن يروا الله جهرا بالعين الحسية ،وهذا الشيء طلبه سيدنا موسى عليه السلام: حين خاطب الله بعد أن وصل إلى درجة من القلب تجرأ وطلب رؤية الله جهرا ،فالله عز وجل قال له:(لن ترانى)؛ أي في الحياة الدنيا ،وأعطاه مثال عن الجبل ،فدك الجبل دكا دكا ،(وخر سيدنا موسى صعقا)هنا راس الخيط لماذا صعق علما أنه خرجت روحه من جسده ،ثم اعادها الله إليه ،والجبل ليس فيه روح ،فالخشوع نتيجة التجلي ،هذا ما يطلبونه الصوفية ولا يدرون ماذا يفعلون (يطلبون رؤية الله جهرا ،(لا تدركه الأبصار) ،فهم يذكرون الله وينظرون إلى الكلمة بالعين الحسية وهذا خطأ ،بل الواجب علينا نحن المسلمون أن نذكر الله وننظر إليه بقلوبنا ،لا بأعيينا.
    هنا عندك حالتان:
    الحالة الأولى(حالة الصوفية):
    يذكرون الله وأعينهم مفتوحة ،وحتى لو أغمضوا أعينهم وهم يذكرون الله فهم ينظرون إلى المذكور ،وهذا خطأ ،فهذه حالة كمن ينظر إلى الشمس ،فنحن المسلمون نذكر الله بلساننا ونراه بقلوبنا ونشعر بقربه المعنوي ،فهذه الحالة تاب منها سيدنا موسى عليه السلام قال:(إني تبت إليك ،وأنا اول المؤمنين) أنظر طلب التوبة فهذا تجرأ على الله كيف تطلب الرؤية ،والشق الثاني :الله سبحانه تعالى تعبدنا بالإيمان به بقلوبنا(أي النظر إليه بقلوبنا وليس بأعييينا) فهذا هنا لا يسمى ايمان.
    الحالة الثانية
    (الحالة التي أمرنا بها الله وهي التي امرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهي أن نذكر الله بالأذكار التي وردتنا في الكتاب والسنة ،وهي أن نذكر الله بألستنا وقلوبنا ،وهو الأكمل ،فعندما نذكر الله بلساننا نحقق الأحرف الخطابية ،مثال:(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ،فهنا الضمير(أنت) كلما حققته باللسان كلما اقترب الله منك قربا معنويا ،فتخشع من عظمة المولى ،(كلما حققته كلما زاد الخشوع) ،ألم تسمع قول الله:(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) وهذ الحال المطلوب يريد منك الله الخشوع وليس يريد منك ان تخرج روحك من جسدك بالنظر إليه بعينك الحسية ،بل يريد منك أن تنظر إليه بقلبك.
    وجزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •