دور الاحتياج المعنوي في التشبيه الضمني وحسن التعليل

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في التشبيه الضمني وحسن التعليل حيث يأتي الشاعر في عجز البيت ببرهان ودليل على إمكانية وصحة المشبه في صدر البيت ، وبين العجز والصدر احتياج معنوي وحسن تعليل باعتبار لطيف،كقول المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه//ما لجرح بميت إيلامُ
فالهوان لا يؤثر في الذليل كما لا يؤثر الجرح في الميت.
وقوله :
فإن تفق الأنام وأنت منهم//فإن المسك بعض دم الغزالِ
فليس عجيبا أن تتفوق على الناس وأنت منهم ،كالمسك يتفوق على دم الغزال وهو منه ،
وكقول أبي تمَّام :
لا تنكري عطل الكريم من الغنى//فالسَّيل حرب للمكان العالي
فقد علل عدم إصابة الكريم للغنى بعدم إصابة المكان العالي للسَّيل ،لأن الماء لا يتوقف على رأس الجبل بل يسيل إلى الأودية المنخفضة ،فحال الكريم كحال المكان العالي كالطود العظيم .

وبهذا يتضح أيضا أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .