تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تخفيف الخطبة وتقصيرها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي تخفيف الخطبة وتقصيرها

    تخفيف الخطبة وتقصيرها


    اتفق الفقهاء على استحباب تخفيف الخطبة وعدم الإطالة فيها , فقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة سأسرد بعضها بعد قليل إن شاء الله تعالى لأن المقصود من الخطبة إفادة السامعين وتذكيرهم، ولاشك أن الإطالة في الكلام تجعل بعضه ينسي بعضًا، وتجعل السامع يمل منه؛ بل تنُفر الناس من حضور الخطبة، ولكن المقصود والمطلوب في ذلك اختصار غير مخل وغير ممحق للمعني.


    ومن الأحاديث الواردة في ذلك:
    ما جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال: "كنت أصلي مع رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فكانت صلاته وخطبته قصدًا"[1]

    وما جاء في صحيح مسلم أيضًا عن واصل بن حيان قال: قال أبو وائل: "خطبنا عمار، فأوجز وأبلغ، فلما نزل، قلنا يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست, فقال: إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: ((إنَّ طُول صلاة الرجل، وقِصَر خطبته مئنة من فقهه؛ فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرًا))[2]؛ لفظ مسلم، والمئنة: العلامة.

    وما أخرجه أبو داود عن عمار بن ياسر, قال: "أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بإقصار الخطب"[3]
    وما أخرج أيضًا أبو داود في سننه عن جابر بن سمرة الوائلي قال:
    "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات"[4].

    ما رواه النسائي عن عبداللّه بن أبي أوفى يقول: "كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي له الحاجة"[5].

    وما روي عن جابر بن سمرة قال: "كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يخطب قائمًا، ثم يجلس ثم يقوم فيقرأ آيات ويذكر اللّه، وكانت خطبته قصدًا، وصلاته قصدًا"[6].

    نصوص المذاهب في ذلك:


    في المذهب الحنفي: جاء في "بدائع الصنائع" في سياق ذكر سنن الخطبة: "ومنها أن لا يُطول الخطبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتقصير الخطب، وعن عمر رضى اللّه عنه أنه قال: "طولوا الصلاة، وأقصروا الخطبة".وقال ابن مسعود: "طول الصلاة، وقصر الخطبة من فقه الرجل", أي إن هذا مما يستدل به على فقه الرجل"[7].


    وفي المذهب المالكي: جاء في "الشرح الكبير" في سياق بيان سنن الخطبة: "وتقصيرهما، والثانية أقصر من الأولى"[8].


    وفى المذهب الشافعي: قال النووي في "المجموع": "ويستحب تقصير الخطبة للحديث المذكور وحتى لا يملوها، قال أصحابنا: ويكون قصرها معتدلاً, ولا يبالغ بحيث يمحقها "[9].


    في المذهب الحنبلي: جاء في "كشاف القناع" "ويُسن ( أن يقصر الخطبة ) لما روى مسلم عن عمار مرفوعًا: ((إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته مئنة فقهه؛ فأطيلوا الصلاة وقصروا الخطبة)).
    ويسن كون الخطبة الثانية أقصر من الخطبة الأولى كالإقامة مع الآذان"[10].

    ----------------
    [1] رواه مسلم كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة 6 / 402
    [2] رواه مسلم 2 / 406 -407، وأحمد في مسنده 4 / 263، والدارمي في السنن 1 / 303، أبو يعلي في المسند 3 / 206 ابن حزيمة في الصحيح3 / 142، وابن حبان في الصحيح 4م / 199 , والبيهقي في السنن 3 / 208 وفي الآداب (245)[3]رواه أبو داود كتاب الصلاة باب إقصار الخطب 1 / 289
    [4]رواه أبو داود كتاب الصلاة باب إقصار الخطب 1 / 289
    [5] رواه النسائي في السنن 3 / 108
    [6]رواه ابن ماجه في السنن 1 / 351 والنسائي في السنن 3 / 110 ابن خزيمة في الصحيح 2 / 350، وابن الجارود في "المنتقى" (110)، ورواه بألفاظ مختلفة أبو داود الطيالسي في المسند (105) وعبدالرزاق في المصنف3 / 187 والطبراني في الكبير2 / 216.
    [7] الكاساني "بدائع الصنائع" 1 / 263.
    [8]الدردير, الشرح الكبير 1 / 382 مع حاشية الدسوقي علية.
    [9] النووي, "المجموع" 4 / 582 – 529.
    [10]البهوتي, "كشاف القناع" 2 / 36.

    تخفيف الخطبة وتقصيرها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وفي إطالة الخطبة إطالة مفرطة مثالبُ كثيرة، فمنها مخالفة السنة، ومنها المشقة على ذوي الحاجات من المصلين مما يحمل كثيراً منهم على ترك التبكير إلى الجمعة والإتيان في آخر الخطبة، ومنها فوات المقصود من الانتفاع غالباً لأن آخر الكلام يُنسي أوله، وقد أحسن من قال (خير الكلام ما قل ودل، ولم يطل فيمل)، فينبغي أن يكون الأصل الذي يعتمده الخطيب هو تقصير الخطبة، وهذا التقصير أمر نسبي، والمعتبر في ذلك عدم المشقة على الناس وإملالهم.
    ولا شك في أن كون الخطبة ساعة وربعاً مثلاً تطويل زائد عن الحد، ولا ينفي هذا أن توجد أحوال يحتاج فيها إلى التطويل شيئاً ما لبيان أمر مهم، أو ذكر حكم مسألة عارضة فيغتفر مثل هذا للمصلحة، ما دام الأصل هو مراعاة التخفيف، وتقصير الخطبة ما أمكن، ولا بد أيضاً أن تكون الخطبة مع قصرها وافية بالمقصود مستوعبة للغرض الذي سيقت له من غير إخلال بمضمونه، والسعيد من وفقه الله للقصد، ومراعاة أوساط الأمور.
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...ng=A&Id=116514
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وما عليه كثير من الأئمة اليوم من تطويل الخطبة وقصر الصلاة لا شك أنه أمر مخالف للسنة, ولا ندي ما هي مبرراته إلا أن يكون ذلك بسبب قلة الفقه والبلاغة وضعف لغة الخطيب لأنه إذا كان قصر الخطبة يدل على فقه الخطيب فمفهوم المخالفة أن طول الخطبة يدل على قلة فقه الخطيب, فيضطر الواحد منهم إلى سرد الكلام الكثير ليوصل إلى السامع معلومة يستطيع البليغ أن يوصلها في زمن يسير وبكلام موجز فصيح كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل .
    فقد قالت عائشة رضي الله عنها : مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ بَيْنَهُ فَصْلٌ يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ. رواه أحمد والترمذي
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=145611
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    مقترحات تعين على إقصار الخطبة:
    1- تصور الموضوع تصوراً صحيحاً وذلك بجمع مادته قبل الكتابة وتقسيمها وترتيبها.
    2- معرفة زمن الخطبة بعدد الأوراق التي يكتبها حسب إلقائه في العادة، فيحد نفسه بعدد من الصفحات يقصر عنه لكن لا يتجاوزه إلا لضرورة.
    3- إن اكتمل موضوعه وكانت الخطبة أقصر مما اعتاد عليه فليبقها كما هي عليه -إن لم يكن إقصارها مخلاً- ولا يلزم أن يزيد أي كلام ليصل إلى الحد الذي وضعه؛ لأن الإقصار أصل شرعي في الخطبة إذا لم يخل بالموضوع.
    4- تدعيم موضوع الخطبة بنصوص الكتاب والسنة، واختيار ما هو قطعي الدلالة، فلا قول لأحد مع قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ، والخطيب يريد إقناع المنصتين لخطبته، وهم مؤمنون بالوحي، فتدعيم الخطبة بالنصوص يكفي الخطيب مؤنة كلام كثير في الإقناع.
    5- اختيار الكلمات والجمل الجامعة والأمثال والِحكم، التي تغني عن كلام كثير، وقد أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم.
    6- اجتناب إطالة الوصف بالجمل المترادفة التي تؤدي معنى واحداً، وهي آفة كثير من الخطباء الذين يحبون السجع ويتكلفونه، إلا إذا اقتضت الحاجة للوصف وذكر المترادف، كما لو أراد الخطيب استدرار عواطف المصلين في التذكير بالآخرة ونحو ذلك.
    7- الاقتصار على الشاهد من النص؛ فأحياناً تكون الآية أو الحديث أو الأثر طويلاً وموضع الشاهد منه قصير جداً، فيورد الخطيب كل الآية أو الحديث أو الأثر فيطيل على الناس ويربك تركيزهم، وأحياناً يسبق الحديث أو الأثر قصة لا علاقة لها بموضوع الخطبة فيسوقها الخطيب ولا داعي لها.
    8- إذا تبين للخطيب أن الموضوع طويل فالحل هنا قسمته إلى عدة موضوعات بدل الإطالة، وقد سبق أن بينت كيفية ذلك في موضوعات سابقة.
    9- الاكتفاء بذكر النص المستشهد به -سواء كان آية أم حديثاً أم قولاً لأحد- عن ذكر معناه معه أو نتيجته، ومثال ذلك: بعض الخطباء في ذكر فضائل الجمعة يقول: وفيها ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه الله تعالى إياه وهي آخر ساعة من العصر؛ لما جاء في حديث...ثم يسوق الحديث بتمامه، فهنا صار تكرار لا داعي له، وكان بالإمكان أن يوجز العبارة بقوله: وفيها ساعة إجابة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله...
    وأقبح من ذلك أن يكرر في الكلام والأفكار لغير معنى يقتضي ذلك كالتأكيد ونحوه.
    10- إذا كان موضوع الخطبة عن طاعة قصر الناس فيها، أو معصية وقعوا فيها، أو مشكلة حدثت فيهم، ومعلوم أن مثل ذلك: له أسباب وآثار وعلاج، وأحياناً تكون الآثار دينية ودنيوية وتكون طويلة، فلأجل الإقصار وعدم الإطالة أقترح أن يفرد الأسباب في خطبة، ويشير سريعاً للآثار والعلاج، ويضع أخرى للآثار ويشير فيها سريعاً للأسباب والعلاج، وثالثة للعلاج ويشير فيها للأسباب والآثار، ولا سيما في الموضوعات المهمة، فيعود بفوائد عدة منها: عدم الإطالة، وإعطاء الموضوع حقه، وتكريره على الناس بأساليب مختلفة.
    11- اجتناب الشرح الممل الذي لا داعي له، أو إيضاح ما هو واضح، أو الإطالة في تخريج الأحاديث أو شرح الغريب؛ إذ محل ذلك الدروس والبحوث لا الخطب.
    https://saaid.net/Doat/hogail/2.htm
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •