و.. " ماتت سنابل العُمر " !!• إهداء إلى روح صديقى وحبيبى المرحوم ، الأستاذ الدكتورمحمد حماسة
عبد اللطيف .وكيل مجمع اللغة العربية ، وأستاذ النحو والصرف والعروض بجامعة القاهرة .. ونزولا على رغبته قبل موته بأيام .!!
سعيد شوارب
يا دارُ يا دارُ أينَ الحبُ يادارُ؟ حَقًّا "حَمَاسَةُ "؟ هل للموْتِ إعْصَارُ؟
كتائبُ المَوْتِ ضجَّتْ مِلْءَ ساحتنا، يا أيها الموْتُ،لوْلا جَـاءَ إنْــذارُ
حماسةٌ واحدٌ فينَـا ، وتأْخُـذُهُ ياأيها المَـوْتُ ؟ مَهْـلًا ، أنت جَـبَّـارُ
طوتْهُ فى لحظةٍ لا يُستطَاعُ بها شيئٌ ،وغَـالـتـْهُ أحْـزانٌ، وأقْــدَارُ
اختارَ صُحْبَةَ من يهْـوَى وغادرَنى،ياليته ُ قَـادَهُ – كالعهْـدِ – إيـثــارُ
قد كنتَ لى نخلةً، كم أستظلُّ بها والناسُ فى الحَرِّ،أخشابٌ وأشْجَـارُ
شتَّان غُصْنانِ،غصنٌ صِيغَ من سُحُبٍ،وآخرٌ،صا غهُ فى الليْـلِ نجَّارُ
خيرْتَنِى كلَّ فضلٍ قد نُحاولُهُ واخترْتَ موْتَكَ قبلى؟ كيْـفَ أختـارُ؟
تُــريدُ مِنِّى رِثاءً فيكَ؟ معْــذرةً فَـلـلـمُـصـيـب ـةِ أنْـيــابٌ وأظـفَـارُ
الشعرُ بعْدَكَ جُرْحٌ لستُ أحْمِلُهُ كأنما كلُّ حَـرْفٍ ، فِـيهِ مـنْـشــارُ
كَـمْ غرنى مدُّك العالى فما انتبهتْ عيْنى إلى جَزْرِهِ،والمَو ْتُ جَـزَّارُ
قد كَـانَ نعْشُكَ أعلى خُطبةٍ رُفِعَتْ، تَـمُـوجُ بالناس أشـجَـانٌ وأفْـكارُ
حتى بدا النخْلُ سكْرانًا بما حَمَلَتْ وَسَـالَ مِنْ دمْعِهِ تَـمْــرٌ وجُـمَّـارُ
عفْوًا حبيبيَ معنى الموْتِ أعْرِفُهُ لكنْ أشقُّ الأسَى،أنْ تُمْسَـكَ النَّارُ
وموْتُك الآنَ، سِكينٌ تُجَرِّحُنِى لا تُولَـدُ الآن دونَ الجُـرْحِ أشعَـارُ
غبْ ما تشاءُ ستبقى أنتَ أنتَ كما، يبقى النهَـارُ،إذا مَـا الليْلُ يَنْهَارُ
لا تحسبِ النقطةَ السوْدَاءَ خاتمةً لِـمَـا كتبتَ ، مَلَـفُّ الحُـبِّ سَـيَّـارُ
كم يهزِمُ الموْتَ حرْفٌ صادقٌ أبدًا ، دَفاتِرُ المَوْتِ فيهَـا منهُ إقْـرارُ
يكفى حروفَـك خلدًا أنْ تُبِيـحُ لها أشْــوَاقَ قـلـبِــكَ، إنَّ الـصِّــدقَ تَـيَّــارُ
ما ظلَّ من حِبْرِكَ الأسْنَى سننثُـرُهُ أمَـامَ قـبْــرِكَ تجْــرى مِنْـهُ أنـهَــــارُ
سبقتَ عُمرَكَ حتى جئتَهُ هرَبًا، إلى الخلودِ، فصــارَ الوقتُ يحْتَـارُ
إذا تعطَّرْتَ قُـرآنًـا ، نَذُوبُ بهِ حتى تَسِـيـــلَ تــرَاتَـيـلٌ وأذْكَــارُ
كأنما كلُّ صوْتٍ صَارَ مئذنَـةٌ تفيضُ منهَــا عَـلى الأرْوَاحِ أنْـوَارُ
أطلقتَ فى واحةِالفُصْحَى بُحُورَندًى من موْجِ قلبِكَ حتَّى فَاضَ تيَّارُ
وشاقَكَ المَوْجُ فاستعْذَبْتَ موْرِدَهُ فـمَـا ثـنَـاكَ عنِ الإبْحَارِ إعْصَـارُ
يا يوسفَ الجُبَّ كمْ فى جُبِّكَ اختبأتْ،خلفَ الظلامِ أبَاطيلٌ وأسْمَارُ
بذلتَ آخِرَما فى القلبِ من مُهَجٍ ( لكنْ جُزيتَ كما يُجْزى سِنِمَّارُ)
عجبتَ من فعْلِنا ؟هل خِلتَنا ذهبًا ؟ يا سيِّدِى،جُلُّ من تلقـاهُ فَـخَّــارُ
وكانَ فتْوَاكَ أنَّ الحُبَّ لو قُرِئَتْ أسْرَارُهُ،انفت حَتْ فى الكوْنِ أسْرارُ
تُــريدُ مِنِّى رِثاءً فيكَ؟ معْــذرةً فَلـلـمُـصـيـبـ ةِ أنْـيابٌ وأظـفَـارُ
الشعرُ بعْدَكَ جُرْحٌ لستُ أحْمِلُهُ كأنما كلُّ حَرْفٍ، فِـيهِ مِـنْـشـارُ
عفْوًا حبيبيَ معنى الموْتِ أعْرِفُهُ، لكنْ،أشَقُّ الأسَى أنْ تُمْسَكَ النَّارُ.
سعيد شوارب -3-1-2016 - القاهرة