الظلال والملامح المعنوية للحروف

المعاني قد تتقارب ولكنها لا تتشابه تماما

الاستدراك بــ"لكنَّ" و"على"

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في عدم وقوع "على" موقع "لكنَّ " في كل المواقع مع أن الكلمتين تفيدان الاستدراك ،كما في الأمثلة التالية :
نقـول : فلان مريض لكنَّه لا ييأس من رحمة الله .
ونقول: فلان مريض على أنه لا ييأس من رحمة الله .
ونقـول:ما هذا ساكنا لكنَّه متحرك .
ولانقول:ما هذا ساكنا على أنه متحرك .
وتقـول:ما هذا أبيض لكنَّه أسود .
ولانقول:ما هذا أبيض على أنه أسود .
ونقـول:ما زيد قائما لكنَّه شارب
ولانقول:ما زيد قائما على أنه شارب .
ونقـول:ما زيد شجاعا لكنَّه كريم .
ولانقول :ما زيد شجاعا على أنه كريم .
ونقـول:ما قام زيد لكنَّ عمرا قام .
ولا نقول:ما قام زيد على أن عمرا قام .
ونقـول:جاءني محمد لكنَّ عمرا لم يجئ .
ولانقول :جاءني محمد على أن عمرا لم يجئ .

وهذا يعني أن المعاني لا تتشابه تماما وإن حصل بينها بعض التقارب ، فلكل حرف ظلال وملامح معنوية خاصة به ، ولكل حرف معناه الخاص به.

وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايزمعنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .