1004 - " إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:
ضعيف جدا.
رواه ابن ماجه ( 1/440 ) : حدثنا جعفر بن مسافر : حدثني كثير بن هشام : حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم. فذكره.
قلت : وهذا سند ضعيف جدا، وله علتان :
الأولى : الانقطاع بين ميمون وعمر، وبه أعلوه، فقال البوصيري في " الزوائد " ( ق 90/1 ) :
هذا الإسناد رجاله ثقات (1)، إلا أنه منقطع، قال العلائي في " المراسيل "، والمزي في " التهذيب " : إن رواية ميمون بن مهران عن عمر مرسلة.
وقال المنذري في " الترغيب " ( 4/164 ) :
ورواته ثقات مشهورون، إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر، وتبعه الحافظ في " الفتح " فقال ( 10/99 ) :
أخرجه ابن ماجه بسند حسن لكن فيه انقطاع، وغفلوا جميعا عن العلة الأخرى، وهي : الثانية : وهي أن راويه عن جعفر بن برقان ليس هو كثير بن هشام كما هو ظاهر هذا الإسناد، بل بينهما رجل متهم، بين ذلك الحسن بن عرفة فقال : حدثنا كثير بن هشام الجزري عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران به، أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( ص 178 ).
وعيسى هذا قال فيه البخاري والنسائي :
منكر الحديث، وقال أبو حاتم : متروك الحديث، فلعله سقط من رواية جعفر بن مسافر وهما منه، فقد قال فيه الحافظ :
صدوق ربما أخطأ، ثم رجعت إلى " التهذيب " فرأيته قد تنبه لهذه العلة، فقال متعقبا لقول النووي الذي نقلته عنه آنفا :
فمشى على ظاهر السند، وعلته أن الحسن بن عرفة رواه عن كثير، فأدخل بينه وبين جعفر رجلا ضعيفا جدا، وهو عيسى بن إبراهيم الهاشمي. كذلك أخرجه ابن السني والبيهقي من طريق الحسن، فكأن جعفرا كان يدلس تدليس التسوية، إلا أني وجدت في نسختي من ابن ماجه تصريح كثير بتحديث جعفر له، فلعل كثيرا عنعنه فرواه جعفر عنه بالتصريح، لاعتقاده أن الصيغتين سواء من غير المدلس، لكن ما وقفت على كلام أحد وصفه بالتدليس، فإن كان الأمر كما ظننت أولا، وإلا فيسلم جعفر من التسوية ويثبت التدليس في كثير، والله أعلم.
قلت : لكن أحدا لم يصف أيضا بالتدليس كثيرا هذا، فالأقرب أن جعفرا وهم في سنده ؛ فأسقط عيسى منه كما سبق مني، فإنه موصوف بالوهم كما عرفت من " تقريب " الحافظ، وسلفه في ذلك ابن حبان، فإنه قال فيه في " الثقات " :
كتب عن ابن عيينة، ربما أخطأ.
__________
هكذا في نسختنا من " الزوائد "، ونقل السدي عنه أنه قال : إسناده صحيح، ورجاله ثقات إلا أنه... " وما في نسختنا أقرب إلى المعروف في استعمالاتهم. اهـ.