دراسة الإسناد
أولاً: ترجمة الراوي:
1 – عند ترجمة الراوي يجب أن يراعي الباحث: ذكر اسم الراوي، ولقبه، وكنيته، ونسبه؛ كما اننا نبتدأ الترجمة بنفس الاسم المذكور في السند، سواء كان اسم، أو لقب، أو كنية، ثم نقول هو: ............ ونذكره على ما سبق.
2 – ثم ذكر شيخين لهذا الراوي، أحدهما شيخه في الحديث الذي نقوم بدراسته، وإذا كان هذا الشيخ أي (الذي في سند الحديث) غير معروف أنه من شيوخه، نتبعه بقوله كما في هذا الحديث.
3 -ثم ذكر تلميذين من تلاميذه أيضًا، أحدهما تلميذه في هذا الحديث، وإذا كان هذا التلميذ غير معروف أنه من تلاميذه، نتبعه بقوله كما في هذا الحديث أيضا كما سبق.
4 – ذكر أقوال العلماء في هذا الراوي.
5 – دراسة أقوال العلماء والخروج بقول فصل في هذا الراوي.
6 – إذا أردنا أن نوثق راو معين، وذكر فيه أحد العلماء جرح مفصل، فيجب الرد على هذا القول أولاً، وتوجيهه إن أمكن، قبل التوثيق النهائي.
7 – إذا تردد العالم الواحد، في حال راو معين، بأن عدله مرة، وجرحه أخرى، فيؤخذ من أقواله الذي يوافق فيه الكثرة، سواء في التجريح أو التعديل.
8 – كما ننظر في الترجمة لحال كل راو مع شيخه، فقد يكونا الراويان ثقتان، ولكن في روايته عن شيخه هذا بعينه، متكلم فيها عند أهل العلم.
9 – يجب توثيق أقوال العلماء بالرجوع إلى مصادرها الأصلية، فلا نكتفي بنقل أقوال العلماء من تهذيب الكمال، أو تهذيب التهذيب، بل نرجع إلى كتبهم الأصلية، كالجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والثقات للعجلي، وابن جبان، والسؤلات، وغيرها.
10 – عندما يشذ أحد العلماء بقول عن باقي العلماء، ينبغي أن يتأكد الباحث من صحة نسبة هذا القول له؛
مثال: ذكر ابن حجر في "طبقات المدلسين"(1/23): فقال: ع الفضل بن دكين بن زهير أبو نعيم الكوفي مشهور من كبار شيوخ البخاري، وصفه أحمد بن صالح المصري بذلك؛
◄ والسبب في ذلك: اعتماد ابن حجر في ذلك على ما ذكره ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (1/186 رقم1130) فقال: وقال احمد بن صالح ما رأيت محدثا اصدق من أبي نعيم يعني الفضل بن دكين الكوفي، وقال احمد: أبو نعيم كان ثقة، وكان يدلس أحاديث مناكير.
قلت: فجعل الضمير في أحمد، يعود على أحمد بن صالح، وإنما هو أحمد بن حنبل، وليس المتكلم عليه أبو نعيم، إنما شخص آخر كما سيأتي. وهذا القول المنسوب لأحمد بن صالح غير صحيح لسببين:
أ -نقل ابن شاهين ذلك القول عن أحمد بن صالح، لم يقله أحد غيره.
ب-هذا القول عبارة عن مزج قولين: وهم فيها ابن شاهين في "الثقات".
وصواب كلامه ما قال عبد الله بن أحمد في "العلل ومعرفة الرجال لأحمد" (3/114): قال أبي، أبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية، وقال أبو نعيم: كان ثقة، وكان يدلس، قال أبي: أحاديثه مناكير.
11 -ترجمة الصحابي تكون موجزة، ولا نسهب فيها.
12-ذكر المصادر الذي اعتمد عليها الباحث في نهاية الترجمة.
ثانيا: فوائد أخرى ذكرها الدكتور: أحمد معبد في محاضرة اليوم:
1 – عندما يقول العالم عن أحد الرواة صدوق كثير الغلط، فهذا الوصف لا يعني أن حديثه حسن، بل يعني العدالة فقط، ويكون الراوي ضعيف الحديث.
2 -عندما يقول العالم عن أحد الرواة "صدوق يهم" فننظر في أوهام هذا الراوي، هل هي قليلة، أم كثيرة؟ فإن كانت أوهامه قليلة، كان حسن الحديث، وإن كانت كثيرة، كان "ضعيف الحديث".
3 – إذا ذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" علامة (صح) أمام الراوي المختلف فيه، فمعنى ذلك أنه يميل إلى توثيقه.
هذا مختصر ما ذكره الدكتور أحمد معبد في محاضرته اليوم للفرقة الأولى بالدراسات العليا بكلية أصول الدين
قسم الحديث/ جامعة الأزهر القاهرة-مصر.
الاثنين 13 جمادى الأولى سنـ1437ـة ه – 22/2/سنـ2016ـةم
كتبه: عبد الحميد الحمراني