تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هضم السلف لانفسهم ومقصود عمر من سؤال حذيفة هل عده النبي من المنافقين

  1. #1

    افتراضي هضم السلف لانفسهم ومقصود عمر من سؤال حذيفة هل عده النبي من المنافقين

    قال ابن الوزير اليماني - رحمه الله -

    ومن المنقول في ذلك عن فضلاء السّلف والخلف: ما اشتهر عنهم من وصفهم لأنفسهم بمقارفة الذّنوب والوقوع في المعاصي.

    فروى الأعمش عن إبراهيم التّيمي عن أبيه قال: قال عبد الله ..-يعني ابن مسعود-:
    (لو تعلمون ذنوبي ما وطيء عقبي اثنان,ولحثيتم على رأسي التراب, ولوددت أنّ الله غفر لي ذنباً من ذنوبي وأني دعيت: عبد الله بن روثة)

    وروى الأعمش عن إبراهيم التّيمي عن الحارث بن سويد قال: أكثروا على عبد الله يوماً فقال: (والله الذي لا إله غيره لو تعلمون [علمي] لحثيتم التّراب على رأسي)

    قال الذّهبي في (النبلاء): (روي هذا من غير وجه عن ابن مسعود - رضي الله عنه -)

    قلت: هذا؛ وقد روى علقمة عن أبي الدرداء أنّه قال: ((إنّ الله أجار ابن مسعود من الشّيطان على لسان نبيّه).
    وجاء من غير وجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (لو كنت مؤمّراً أحداً من غير مشورة لأمّرت ابن أم عبد) وجاء عنه - عليه السلام -: (اهتدوا بهدي عمّار وتمسّكوا بعهد ابن أم عبد)

    وقال - عليه السلام -: (رضيت لأمّتي ما رضي لها ابن أم عبد) رواه الثّوري وإسرائيل عن منصور وأجمعت الأمّة على صحة حديثه وجلالة قدره.

    فإذا كان مثل هذا الصّاحب الجليل يقسم بالله الذي لا إله إلا هو: لو يعلم النّاس ذنوبه لحثوا على رأسه التّراب, فكيف يشترط في العدل أن لا تبدو منه هفوة ولا يقع في معصية؟!.

    وأعظم من هذا سؤال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -لحذيفة, هل هو منافق؟ وقول حذيفة بعد تزكيته: لا أزكّي بعدك أحداً

    ولم يخف/ عمر - رضي الله عنه - من النّفاق الذي هو الشّكّ في الإسلام, فإنّه يعلم براءة نفسه منه, بل نحن نعلم براءته - رضي الله عنه -[منه] بما شهد له به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضائل الكثيرة, والمناقب الكبيرة

    وإنّما خاف - رضي الله عنه - من صغائر النّفاق الذي هو: خلف الموعد, وخيانة الأمانة, والكذب في الحديث, فإنّ المؤمن الورع قد يدخل عليه من صغائر بعض هذه الخصال ما يدقّ ولا يتفطّن له, وربما كان الغير أبصر بعيب الإنسان منه.

    وربّما قصد عمر تنبيه ضعفاء المسلمين على تفقّد أنفسهم, وجعل لهم بنفسه الكريمة أسوة حسنة حيث أتّهمها على أمر عظيم. وقد كان عمر - رضي الله عنه - إماماً في التّقوى والمراقبة, شديد المناقشة لنفسه والمحاسبة, وقد قال لبعض الصحابة: كيف وجدتموني؟

    [قالوا] :صالحاً, ولو زغت لقوّمناك. فقال: الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا زغت قوّموني أو كما قالا.

    فهذا كله -وأمثاله مما يطول ذكره- يردّ على من يتعنّت, ويقدح على كثير من العلماء بأشياء يسيرة لا تدلّ على تجرّيهم على تعمّد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم

    الروض الباسم ص58
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 1 / 178 - 179:
    وقال أبو إسحاق الفزاري ، عن الأوزاعي : قد خاف عمر على نفسه النفاق. قال : فقلت للأوزاعي : إنهم يقولون : إن عمر لم يخف أن يكون يومئذ منافقا حين سأل حذيفة ؛ لكن خاف أن يبتلى بذلك قبل أن يموت ، قال : هذا قول أهل البدع .وقال الإمام أحمد - في رواية هانيء وسئل : ما يقول فيمن لا يخاف النفاق على نفسه ؟ ، - فقال : ومن يأمن على نفسه النفاق ؟
    وأصل هذا يرجع إلى ما سبق ذكره أن النفاق أصغر وأكبر ؛ فالنفاق الأصغر : هو نفاق العمل وهو الذي خافه هؤلاء على أنفسهم ؛ وهو باب النفاق الأكبر ، فيخشى على من غلب عليه خصال النفاق الأصغر : في حياته أن يخرجه ذلك إلى النفاق الأكبر حتى ينسلخ من الإيمان بالكلية ، كما قال تعالى ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ( [ الصف : 5 ] وقال ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّة [ الأنعام : 110 ] .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقال الحافظ ابن حجر في الفتح 1 / 404:
    ع زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي من كبار التابعين رحل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقبض وهو في الطريق قال زهير بن معاوية عن الأعمش: إذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعته من الذي حدثك عنه.
    وثقه بن معين وابن خراش وابن سعد والعجلي وجمهور الأئمة، وشذ يعقوب بن سفيان الفسوي فقال: في حديثه خلل كثير، ثم ساق من روايته قول عمر في حديثه: يا حذيفة ، بالله أنا من المنافقين؟ قال الفسوي: وهذا محال. قلت: هذا تعنت زائد، وما بمثل هذا تضعف الأثبات، ولا ترد الأحاديث الصحيحة،
    فهذا صدر من عمر عند غلبة الخوف وعدم أمن المكر فلا يلتفت إلى هذه الوساوس الفاسدة في تضعيف الثقات، والله أعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •