[ الدكتورة السودانية / سعاد الخندقاوي ]
ذكرها الشيخ الألباني رحمه الله في ( ج7/ ص 488-490) في ثنايا تعليقه على حديث ( الجيران ثلاثة : جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقا وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقا ...."
قال الألباني رحمه الله :
" ضعيف " أخرجه البزار والطبراني في " مسند الشاميين " وابو نعيم في " الحلية " وهو مسلل بالعلل "
وأخرجه الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 469 ) والخرائطي في " مكارم الأخلاق "
وهو " ضعيف " لأن فيه عطاء الخراساني وهو مدلس وسيئ الحفظ قال الحافظ :
" صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس "
وابنه عثمان ضعيف أيضا "
ومثله سويد بن عبد العزيز "
[ تنبيه ]
" من أوهام الدكاترة ! حول هذا الحديث قول الدكتورة السودانية المعلقة على " مكارم الأخلاق " في تخريجه " ذكره المنذري في " الترغيب " وأشار إلى رواية أخرى للحديث منها رواية الطبراني عن معاوية بن أبي ( كذا ) حيدة وأبو ( كذا ) الشيخ ابن حبان ( ! ) في كتاب " التوبيخ " عن معاذ بن جبل "
فأقول فيه أمورا – الألباني -:
- اإيهام القراء أن المنذري أشار إلى أن حديث معاوية بن حيدة ومعاذ بن جبل حديث الترجمة وليس كذلك
- أنها ذكرت إشارة المنذري عقب حديث ( عمرو بن شعيب ) في " المكارم " وفيه حديث الترجمة فأوهمت هي إيهاما آخر أن حديث معاوية ومعاذ فيهما حديث الترجمة كما هو في حديث عمرو في " المكارم " وهذا " وهم فاحش ! ..وإنما يقع مثل هذا ممن لا تحقيق عندهم ويقنعون بالرجوع إلى الفروع دون الأصول !
- كان على الدكتورة مكان ما تقدم عنها أن تفيد القراء عن تضعيف المنذري للحديث بتصديره إياه بقوله : " روي عن عمرو بن شعيب ..." بديل إيهاما القراء أن الحديث بحديثي معاية ومعاذ والمنذري الذي أشار إليهما لم يقو الحديث بهما !! .
قال العبد الفقير لعفو ربه :
" حقق كتاب " مكارم الأخلاق " أكثر من مرة ولعل أقدم تحقيق للدكتورة سعاد وهو الذي يعزو اليه الشيخ الألباني
مراجعة وتقديم :
أ . د موسى شاهين رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين
أ . د محمد رشاد خليفة رئيس قسم الحديث جامعة الأزهر سابقا
الطبعة الأولى 1411 ه
وهناك تحقيق آخر ل " أيمن البحيري "
دار الآفاق – القاهرة
الطبعة الأولى 1419
وايضا
" المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها "
انتقاء : ابو طاهر السلفي الأصبهاني
تحقيق : محمد مطيع الحافظ وغزوة بدير
الناشر : دار الفكر – دمشق سورية
سنة النشر 1406 ه
وهناك تحقيق لعله هو أفضلها تحقيق ودراسة الدكتور / عبد الله بن بجاش الحميري
طبع مكتبة الرشد سنة 2006 م
............
وننقل بعض الفوائد التي ذكرها محقق مكتبة الرشد عبدالله بجاش عن تحقيق الدكتوراة السودانية " سعاد الخندقاوي "
فقال في مقدمة كتابه ( ص 11-13 ) :
" ... ولما بدأت قراءة الكتاب قراءة مستفيد ناظرا في التحقيق فلما أكملت قراءة المجلد الأول خرجت بنتيجة " توجب علي تحقيق الكتاب " ورأيت أني إن تركته أثمت وبقاءه مخطوطا دون تحقيق أهون ألف مرة من أن ينتشر بذلك التحقيق المزيف وذلك لتشويه بذلك التحقيق المزيف وذلك للتشويه الذي لحق بالكتاب سواء في أسانيده أو متونه أو الحكم على أحاديثه مع وجود مقدمتين لأستاذين فاضلين زكيا التحقيق فتوهمت أن هذا فيه تغرير لطلاب العلم ومن لا خبرة له بمناهج الخرائطي ... وأردت أن أتتبع أخطاء المحققين والتنبيه عليها فألفيتها تخرج في كتاب مفرد فحبذت إخراجه في كتاب " مستقل " لعل الله تعالى أن يوفق فيقع في أيديهم فيصلحووا ما وقعوا فيه من زلل وتزوير نسب للبحث العلمي والحق أن ما ذكرته المحققة للكتاب من ثناء لعملها هو مجرد تسويد للصفحات والتحقيق فيه كثير من التزوير والجهل المطبق والافتراء في المعلومات ...
" وقد انتهيت من رصد الأخطاء العلمية للمحققة فوقع في ستمائة صفحة فالله المستعان " وأنا أعمل على اختصارها في ضرب امثلة فقط من أخطائها والتزوير والجهل دون التعرض للتخريج وهو تحقيق مختل في منهجه رواية ودراية ومقارنة إضافة إلى سقط كثير من متون الكتاب فلا تغرنك تزكية الأستاذين فهي مجاملة فقط " ] انتهى
ومما تمس إليه الحاجة في زماننا الدعوة إلى قيام هيئة علمية لحجب الجناية على " كتب التراث " وتنقيتها من الشوائب ومن هب ودب والرقابة على التراث " من عبث العابثين وجهالة الجاهلين ب " كتب التراث " وتقوم هذه اللجنة بمراقبة تحقيقات وكشف زيف بعض من ليس له دراية بفن " التحقيق " ولعل الشيخ العلامة بكر أبا زيد ذكر ذلك في مبحث خاص " وهو " تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال "
ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفقهنا في ديننا ويسخرنا لخدمة كتب التراث ويسخر لكتب الثراث من يقوم بحقها ويغفر لنا ذنوبنا ويستر عيوبنا "
والله المستعان .