[ المعلقين الفاضلين على " الكاشف " للحافظ الذهبي وهما " محمد عوامة و أحمد الخطيب ]
ذكرهم الشيخ الألباني في " الضعيفة " ( ج14/ ص 348 )
عند تعليقه على حديث "
(تَدْرُونَ لِمَ أَمَّنْتُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَأَخْبَرَنِي: أَنَّهُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ دَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ , فَقُلْتُ: آمِينَ.
وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا , فَلَمْ يَبَرَّهُمَا دَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ , فَقُلْتُ: آمِينَ. وَمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ دَخَلَ النَّارَ , فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ) .
ضعيف جداً.
أخرجه الطبرإني في " المعجم الكبير " (12/ 84/ 12551) عن إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ارتقى على المنبر فأمّن ثلاث مرات ثم قال: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، وفيه علتان
الأولى: عبد الله بن كيسان، وهو المروزي؛ ضعفوه، ولم يوثقه كير ابن حبان (7/ 33 و 52) ، ومع ذلك فإنه قال فيه:
" يخطئ "! ولذلك قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق يخطيء كثيراً ".
الأخرى: ابنه إسحاق ضعيف؛ جداً، لم يوثقه أحد؛ بل قال البخاري في ترجمة أبيه (3/ 178/1) :
" له ابن يسمى (إسحاق) ؛ منكر الحديث ".
ونقل الذهبي في " المغني " مثله عن أبي أحمد الحاكم.
وقال ابن حبان في الموضع الأول من ترجمة أبيه:
" يتقى حديثه من رواية ابنه عنه ".
وأشار الحافظ في " اللسان " إلى أن له حديثاً في "المختارة" في نزول: {إذا جاء نصر الله والفتح} ، قال:
" فتعقبه الصدر الياسوفي فيما رأيت بخطه فقال: هو من رواية إسحاق عن أبيه، وفيهما الضعف الشديد ".
قلت: وهذا الحديث مما يشهد لضعفه الشديد، وقول البخاري فيه: " منكر الحديث "، وذلك قوله فيه: " وأسحقه "، فإنها منكرة جداً؛ لأن الحديث قد صح من طرق عند ابن حبان والحاكم وغيرهما عن كعب بن عجرة ومالك بن الحويرث وأبي هريرة بنحوه؛ دون هذه الزيادة المنكرة؛ ولذلك فقد تساهل المنذري بقوله في " الترغيب " (2/ 283) :
رواه الطبراني بإسناد ليَّن "!
ومثله أو أسوأ منه قول الهيثمي (10/ 165) :
" رواه الطبراني، وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان، وفيه ضعف ".
فهذا لو قيل في أبيه (عبد الله) ؛ لكان فيه تساهل؛ لأن قوله: "فيه ضعف" يشعر بأن الضعف يسير، بحيث يصح أن يقال مثله في راوي الحديث الحسن، فكيف و (عبد الله) ليس كذلك؛! لأنه لم يوثقه أحد إلا من عرف بتساهله في التوثيق، فكيف والهيثمي قال هذا التضعيف اليسير فيمن اتفقوا على تضعيفه، ومنهم ابن حبان نفسه المتساهل في توثيق أبيه؛ فأخشى ما أخشاه أنه أراد بهذا التضعيف الأب دون الابن. والله أعلم.
(تنبيه) : عرفت مما سبق أن (عبد الله) هذا لم يوثقه غير ابن حبان؛ فلا يغرنك ما جاء في التعليق على قول الحافظ في " الكاشف ":" ضعفه أبو حاتم ":
"ووثقه أبو داود، والحاكم أبو أحمد، وابن حبان ".
فإنه سبق قلم من المعلقين الفاضلين، أو خطأ مطبعي؛ فإن محله على الترجمة التي قبل هذه.