دور الضابطين :المعنوي واللفظي في الصَّرف
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قيام الصرف على الضابطين :المعنوي واللفظي ،فمن المعروف أن الصرف يهتم ببنية الكلمة ،وأن التصريف يعني تغيير في بنية الكلمة ،ويتم هذا التغيير بناء على الضابطين :المعنوي واللفظي ، أما بالنسبة للضابط المعنوي فيكون مثلا بتغيير صورة المفرد إلى المثنى والجمع بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم من أجل غرض معنوي ، وكتغيير صورة المصدر أو الفعل إلى المشتقات ،أو كتغيير صورة "فعل" إلى أفعل وفاعل واستفعل ، ولكل صيغة معنى ، ويقوم المتكلم باختيار هذه الصيغة أو تلك بحسب منزلة المعنى ، وهذا ما يسمى بالاشتقاق من أجل هدف معنوي ،أما بالنسبة للضابط اللفظي فيتحكم هو الآخر في الكثير من العمليات التي تتم داخل بنية الكلمة ، كعمليات القلب والإبدال والإعلال والحذف والإدغام والنَّقل .......إلخ ،خذ مثلا كلمة اصطبر ،فقد حصل فيها الإبدال لتاء افتعل وتحولت إلى طاء بالضابط اللفظي ، من أجل مجاورتها للصاد ،وهما حرفان مفخمان من أحرف الإطباق ، كما أن الواو في كلمة " رضِوَ " تقلب إلى ياء إذا انكسر ما قبلها للتناسب بين الكسرة والياء ،كما أن الضمة على الواو تُنقل إلى القاف في كلمة "يَقْوُل من أجل الخفة ،ويتم إدغام الراء مع الراء في كلمة "مرَّ" من أجل التخفيف .. إلخ
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب وإعرابها ونظمها ، وباختصار: الإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .