تمايز معنى التراكيب في إطار النغمة

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث المعنى في إطار النغمة نظرا لاختلاف نغمة الصوت بين أجزاء التراكيب :

نقول: ما هذا ؟ نغمة استفهام .
ونقول:ما هذا ! نغمة تعجب .

ونقول:ما هذا . نغمة تحقير وتهكم .
ونقول:ما هذا . نغمة الاستنكار .


نقول التركيب الأول بنغمة استفهامية ،كأن نرفع نغمة الصوت بقوة مع السرعة والجدِّية في الكلام ، فيكون المعنى :أي شيء هذا ؟ونقول نفس التركيب بنغمة تعجبية فيها مد لـ"ما"مع تفخيم للصوت وزيادة في قوته ،ومدِّه ، مع التصفيق والابتسام فيكون المعنى أنك تتعجب من هذا الشيء ،ولا تسأل عنه ،ونقول نفس التركيب بنغمة استحقار وتهكم كأن ترقق درجة الصوت وتزوي بالوجه عن الشيء ، وتقطِّب الحاجبين وتعبس الوجه فيكون المعنى :الاستحقار والتهكم ،ونقول نفس التركيب بنغمة الإنكار ،كأن نشدد الكلام ونرفع نغمة الصوت ونغضب ، ونمد اليد للتعبير عن استنكار ما يحدث ،فيكون المعنى إنكار أو استنكار ما يحدث ،وليس للسؤال عنه، وبهذا يختلف معنى التركيب باختلاف طريقة النطق ودرجة الصوت ونغمته ولغة الجسد .

وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .