تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 30 من 30

الموضوع: الاستواء جلوس

  1. #21

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    فالخلاصة أن من علماء السلف من فسر الاستواء بالجلوس، ومنهم من رأى أنه من الأولى ترك ذلك.
    أخي الكريم من من السلف رأى أن الأولى ترك ذلك؟ سمِ لي اسما واحدا من قال من السلف: لا يوصف الله بالجلوس

    الله يبارك فيك

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    فالعلامة ابن عثيمين والعلامة ابن جبرين علماء معتبرين، ومن أصحاب الاستقراء، وقولهم معتبر.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أمينة المصري مشاهدة المشاركة
    أما ابن عبد البر وابن كثير وغيرهم ممن رد تفسير المقام المحمود بالإجلاس فإنهم محجوجون بالإجماع السلفي الذي انعقد قبل وجودهم ونقله أكابر أئمة السلف

    وخرق هذا الإجماع لا يكون إلا بإثبات الخلاف المتقدم وهيهات

    وقد سبق تقرير أن تفسير المقام المحمود بالشفاعة لا يخالف تفسيره بالإجلاس إذ هو من اختلاف التنوع
    عجيب قولك هذا ، ابن عبد البر ينقل إجماع الصحابة ومن بعدهم ، وليس كلامه هو فحسب !
    وليس هو من باب التنوع ، فليتنبه !


    وأما ما ذكرتَه بعدُ من رد ، فكلامي واضح جدا ، وأوردت لك ما يغني عن الرد مرة أخرى ، فلا يحتاج إلى تكرار !
    والسلام ..

  4. #24

    افتراضي

    إذا كان الصحابة قد أجمعوا (!!) على رد هذا التفسير فليتك تذكر لنا واحدا منهم رده وأمهل لك ولغيرك من الإخوة المعترضين سنة كاملة لذكر ذلك

    وقد سبق نقل كلام العلماء في الرد على قول من حاول معارضة تفسير المقام المحمود بالإجلاس بتفسيره بأنه شفاعة مما يغني عن إعادته

  5. #25

    افتراضي

    الاستواء جلوس (4)

    ومما تتأيد به هذه المسألة أثر محمد بن الكعب الذي تكلم به في حضور عمر بن عبد العزيز

    قال الطبري: " حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثنا حَرْمَلَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، أَقْبَلَ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَة ِ، قَالَ: فَيُسَلِّمُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ السَّلَامَ، قَالَ الْقُرَظِيُّ: وَهَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ: {سَلَّامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58] فَيَقُولُ: سَلُونِي، فَيَقُولُونَ: مَاذَا نَسْأَلُكَ، أَيْ رَبِّ؟ قَالَ: بَلْ سَلُونِي، قَالُوا: نَسْأَلُكَ أَيْ رَبِّ رِضَاكَ، قَالَ: رِضَائِي أَحَلَّكُمْ دَارَ كَرَامَتِي، قَالُوا: يَا رَبِّ وَمَا الَّذِي نَسْأَلُكَ فَوَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ وَارْتِفَاعِ مَكَانِكَ، لَوْ قَسَمْتَ عَلَيْنَا رِزْقَ الثَّقَلَيْنِ لَأَطْعَمْنَاهُ مْ، وَلَأَسْقَيْنَا هُمْ، وَلَأَلْبَسْنَا هُمْ وَلَأَخْدَمْنَا هُمْ، لَا يُنْقِصْنَا ذَلِكَ شَيْئًا، قَالَ: إِنَّ لَدَيَّ مَزِيدًا، قَالَ: فَيَفْعَلُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِمْ فِي دَرَجِهِمْ حَتَّى يَسْتَوِيَ فِي مَجْلِسِهِ"

    ثم أسنده من وجه آخر

    قال أبو جعفر الخليفي: " الشاهد قوله رحمه الله : "فيفعل الله ذلك بهم في درجتهم حتى يستوي في مجلسه" ، والسند رجاله ثقات إلا سليمان بن حميد المزني وثقه ابن حبان، قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" سليمان بن حميد المزني. عن أبيه عن أبي هريرة وعن محمد بن كعب القظي وعامر بن سعد، وعنه الليث بن سعد وضمام بن إسماعيل وجماعة، مات بمصر سنة خمس وعشرين ومائة" فرواية جماعة من الثقات عنه ، مع توثيق ابن حبان يجعل خبره مقبولاً في خبر مقطوع"

    قال الدارمي: " حدثنا عبد الله بن صالح المصري قال حدثني حرملة ابن عمران عن سليمان بن حميد قال سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عن عمر بن عبد العزيز قال فإذا فرغ الله عز و جل من أهل الجنة والنار أقبل الله عز و جل في ظلل من الغمام والملائكة البقرة : فسلم على أهل الجنة في أول درجة فيردون عليه السلام قال القرظي وهذا في القرآن سلام قولا من رب رحيم يس : 58 فيقول سلوني قال ففعل ذلك بهم في درجهم حتى يستوي في مجلسه ثم يأتيهم التحف من الله تحملها الملائكة إليهم "
    قال أبو سعيد فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها حتى ظهرت هذه العصابة فعارضت آثار رسول الله برد وتشمروا لدفعها بجد" هـــــ

    - وكذلك أثر الجريري المذكور وهو من أعيان التابعين البصريين

    قَالَ المروذي : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَكْرَاوِيُّ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرَةَ , قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفٌ السَّدُوسِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلاَمٍ قَالَ : (إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُجْلِسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ) , قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا مَسْعُودٍ , فَإِذَا أَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَهُوَ مَعَهُ , قَالَ : وَيْلَكَ , مَا سَمِعْتُ حَدِيثًا قَطُّ أَقَرَّ لِعَيْنَيَّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ , حِينَ عَلِمْتُ أَنَّهُ يُجْلِسُهُ مَعَهُ"

    وقد ذركنا والحمد لله أسماء طوائف عظيمة من الأئمة الذين أثبتوا الجلوس الله بل ومنهم من نقل الإجماع على ذلك

    ونزيد هنا بعض أسماء القائلين به من الأئمة سلفا وخلفا

    - قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في رده على المريسي: " وَأَمَّا دَعْوَاكَ: أَنَّ تَفْسِيرَ "الْقَيُّومِ" الَّذِي لَا يَزُولُ مِنْ مَكَانِهِ وَلَا يَتَحَرَّكُ، فَلَا يُقْبَلُ مِنْكَ هَذَا التَّفْسِيرُ إِلَّا بِأَثَرٍ صَحِيحٍ، مَأْثُورٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَوِ التَّابِعِينَ؛ لِأَنَّ الْحَيَّ الْقَيُّومَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَتَحَرَّكُ إِذَا شَاءَ، ويهبط ويرتفع إِذا شَاءَ، وينقبض وَيَبْسُطُ وَيَقُومُ وَيَجْلِسُ إِذَا شَاءَ؛ لِأَنَّ أَمَارَةُ مَا بَيْنَ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ التَّحَرُّكَ"

    - منهم ابن أبي عاصم في السنة إذ احتج بالآثار الواردة في المقام المحمود

    - منهم الطبراني في كتابه السنة

    قال الذهبي: " قال الحافظ أبو القاسم الطبراني سليمان بن أحمد في كتاب "السنة" له: "باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه، وأنه بائن من خلقه". ثم روى حديث أبي رزين "قلت: يا رسول الله أين كا ربنا؟ ". وحديث عبد الله بن خليفة عن عمر. وحديث الأوعال وأن العرش على ظهورهن والله فوقه. وغير ذلك، إلى أن قال: حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر، حدثنا عمران بن ميسرة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ليث، عن مجاهد، في قوله {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} 2، قال: "يجلسه معه على العرش" هـ

    - منهم الدارقطني

    قال أبو يعلى: " وقد أنشد أَبُو الحسن الدارقطني شعرا يدل عَلَى صحة هَذِهِ الأحاديث عنده وَهُوَ حافظ وقته، فَقَالَ:
    حديث الشفاعة فِي أحمد ... إِلَى أحمد المصطفى
    نسنده أما حديث بإقعاده ... عَلَى العرش أَيْضًا فلا نجحده
    أمروا الحديث عَلَى وجهه ... وَلا تدخلوا فِيهِ مَا يفسده
    وَلا تنكروا أَنَّهُ قاعد ... وَلا تجحدوا أَنَّهُ يقعده"

    وقد أنشد أَبُو طالب بْن العشاري هَذِهِ الأبيات عَن الدارقطني" ه والعشاري ثقة سمع الدارقطني فثبت إسناده عنه

    - قال الإمام أبو عبد الله بن حامد الحنبلي: "الاستواء بمعنى أنه قاعد على عرشه وهو قول عبد الوهاب (الوراق) وقد قد أثنى عليه أحمد وقال هو إمام. وذلك أن إطلاق الاستواء في اللغة ما ذكرنا فيجب أن يحمل عليه"

    -وقد أثبته القاضي أبو يعلى الحنبلي في إبطال التأويلات ص.601

    - وقد أثبته الحافظ المجدد أبو القاسم التيمي الشافعي صاحب الحجة في بيان المحجة

    قال أبو موسى المديني: سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد يوماً، وقلت له: أليس قد روي عن ابن عباس في قوله تعالى: " استوى " قعد؟ قال: نعم.قلت له: يقول إسحاق بن راهويه: إنما يوصف بالقعود من يمل القيام.فقال: لا أدري أيش يقول إسحاق" تاريخ الإسلام

    التنبيه: وللعلم فهذا ليس ثابتا عن إسحاق إنما يذكره بعض الكلابية المتأخرين في كتبهم بصيغة "بلغني أن إسحاق قال.." وهذا لا شيء ويخالف منصوصه الصريح في إثبات أثر مجاهد ونقل الإجماع عليه

    - قال شيخ الإسلام ابم تيمية رضي الله عنه: "وإذا كان قعود الميت في قبره ليس هو قعود البدن ، فما جائت به الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم من لفظ القعود و الجلوس في حق الله تعالى -كحديث جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيرهما- أولى ألا يماثل صفات أجسام العباد" شرح حديث النزول

    وقال في بيان التلبيس: "جاءت الأحاديث بثبوت المماسة كما دل على ذلك القرآن وقاله أئمة السلف وهو نظير الرؤية وهو متعلق بمسألة العرش وخلق آدم يده وغير ذلك من مسائل الصفات وإن كان قد نفاه طوائف من أهل الكلام والحديث من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم "

    وقال شيخ الإسلام:"من أطلقه (أي الجلوس) فبناء على ما جاء عن النبي والصحابة والتابعين ومن بعدهم من أعيان الأسلاف فإن من أطلقه فإنما اتبع ف ذلك الأثر ولا شك أن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته لا في صفاته لا في أفعاله واتفاق اللفظين لا يوجب اتفاق الحقيقتين كما في سائر ألفاظ الصفات من النزول والمجيء والفرح والضحك وغير ذلك"

    وقد سبق كلام شيخ الإسلام في تثبيت أثر مجاهد والقول به

    وسئل شيخ الإسلام عن أحاديث الجلوس فأجاب بثبوتها ورواية السلف لها (فتح الحميد)

    وقال شيخ الإسلام عند ذكر حديث الأطيط: " وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصارًا للجهمية وإن كان لا يفقه حقيقة قولهم وما فيه من التعطيل أو استبشاعًا لما فيه من ذكر الأطيط كما فعل أبو القاسم المؤرخ ويحتجون بأنه تفرد به محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن جبير ثم يقول بعضهم ولم يقل ابن إسحاق حدثني فيحتمل أن يكون منقطعًا وبعضهم يتعلل بكلام بعضهم في ابن إسحاق مع أن هذا الحديث وأمثاله وفيما يشبهه في اللفظ والمعنى لم يزل متداولاً بين أهل العلم خالفًا عن سالف ولم يزل سلف الأمة وأئمتها يروون ذلك رواية مصدق به راد به على من خالفه من الجهمية مُتَلَقين لذلك بالقبول" بيان التلبيس ج3

    ولشيخ الإسلام مؤلف مستقل في بيان صحة حديث ابن خليفة وألفاظه المحفوظة سبق ذكره

    - وقد أثبته ابن القيم كذلك

    قال في مختصر الصواعق: "إنه لو كانت فوقيته سبحانه مجازا لا حقيقة لها لم يتصرف في أنواعها وأقسامها ولوازمها، ولم يتوسع فيها غاية التوسع، فإن فوقية الرتبة والفضيلة لا يتصرف في تنويعها إلا بما شاكل معناها، نحو قولنا: هذا خير من هذا وأفضل وأجل وأعلى قيمة ونحو ذلك. وأما فوقية الذات فإنها تتنوع بحسب معناها، فيقال فيها استوى وعلا وارتفع، وصعد ويعرج إليه كذا ويصعد إليه وينزل من عنده، وهو عال على كذا ورفيع الدرجات، وترفع إليه الأيدي، ويجلس على كرسيه"

    وقد سبق نقل إثباته الجلوس وأثر مجاهد من النونية

    وقال في النوينة أيضا: " واذكر حديثا لابن إسحاق الرضى ... ذاك الصدوق الحافظ الرباني
    في قصة استسقائهم يستشفعو ... ن إلى الرسول بربه المنان
    فاستعظم المختار ذاك وقال شأ ... ن الله رب العرش أعظم شأن
    الله فوق العرش فوق سمائه ... سبحان ذي الملكوت والسلطان
    ولعرشه منه أطيط مثل ما ... قد أط رحل الراكب العجلان
    لله ما لقي ابن إسحاق من ... الجهمي إذ يرميه بالعدوان"

    وقال في النونية وهو يسوق المناظرة بين السني والجهمي:
    " وزعمت أن محمدا يوم اللقا*** يدنيه رب العرش بالرضوان
    حتى يرى المختار حقا قاعدا*** معه على العرش الرفيع الشان
    وزعمت أن لعرشه أطا به*** كالرحل أطّ براكب عجلان"

    وقال في مختصر الصواعق: " كَانَ (أي النبي) أَفْصَحَ النَّاسِ فِي التَّعْبِيرِ عَنْهَا وَإِيضَاحِهَا وَكَشْفِهَا بِكُلِّ طَرِيقٍ كَمَا يَفْعَلُهُ بِإِشَارَتِهِ وَحَالِهِ.. (فذكر بعض الأحاديث فقال): " وَمِنْ هَذَا حَدِيثُ الْأَطِيطِ، وَقَوْلُهُ: " «إِنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَإِنَّهُ لَيَقْعُدُ عَلَيْهِ فَمَا يَفْضُلُ مِنْهُ قَدْرُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، وَإِنَّ لَهُ أَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحْلِ إِذَا رُكِبَ مِنْ ثِقَلِهِ» " وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «إِذَا جَلَسَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْكُرْسِيِّ سُمِعَ لَهُ أَطِيطُ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ» ، فَاقْشَعَرَّ رَجُلٌ عِنْدَ وَكِيعٍ وَهُوَ يَرْوِيهِ فَغَضِبَ وَقَالَ: أَدْرَكْنَا الْأَعْمَشَ وَسُفْيَانَ يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَلَا يُنْكِرُونَهَا" "

    وأورد في مختصر الصواعق أثر خارجة بن مصعب مقرا به محتجا به على الجهمية ص. 1303

    وقال في اجتماع الجيوش الإسلامية: " وذكر شيخ الإسلام من رواية الضحاك بن مزاحم عنه قال إن الله خلق العرش أول ما خلق فاستوى عليه قلت وهذا تفسير الضحاك وفي تفسير السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس الرحمن على العرش استوى قال قعد "

    وقال في بدائع الفوائد: "فائدة إقعاد الرسول على العرش

    قال القاضي صنف المروذي كتابا في فضيلة النبي وذكر فيه إقعاده على العرش قال القاضي وهو قول ابي داود وأحمد بن أصرم ويحيى بن ابي طالب وأبى بكر بن حماد وأبى جعفر الدمشقي وعباس الدوري وإسحاق بن راهوية وعبد الوهاب الوراق وإبراهيم الأصبهانى وإبراهيم الحربي وهارون بن معروف ومحمد بن إسماعيل السلمي ومحمد بن مصعب بن العابد وأبي بن صدقة ومحمد بن بشر بن شريك وأبى قلابة وعلي بن سهل وابى عبد الله بن عبد النور وأبي عبيد والحسن بن فضل وهارون بن العباس الهاشمي وإسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد ومحمد بن يونس البصري وعبد الله ابن الإمام والمروذي وبشر الحافي انتهى
    قلت وهو قول ابن جرير الطبري وإمام هؤلاء كلهم مجاهد إمام التفسير وهو قول أبي الحسن الدارقطني ومن شعره فيه
    حديث الشفاعة عن أحمد ... إلى أحمد المصطفى مسنده
    وجاء حديث بإقعاده ... على العرش أيضا فلا نجحده
    أمروا الحديث على وجهه ... ولا تدخلوا فيه ما يفسده
    ولا تنكروا أنه قاعده ... ولا تنكروا أنه يقعده"

    - منهم ابن المحب في كتاب الصفات المخطوط كما ذكره عادل آل حمدان

    - منهم الذهبي في كتاب العرش الذي ألفه لما كان متحمسا في اتباع العقيدة السلفية وانتصار ابن تيمية ثم تراجع عن ذلك في العلو ثم تراجع عن كتاب العلو نفسه والله المستعان

    - منهم الشيخ سليمان بن سحمان النجدي


    قال ابن سحمان في كتابه ضياء الشارق
    : "وأما قوله: (يفصح عن استواء الله تعالى على العرش بمثل الجلوس عليه).
    فالجواب أن نقول: قد جاء الخبر بذلك عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ضرب الله الحق على لسانه، كما رواه الإمام عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في كتاب "السنة" له في الرد على الجهمية قال: حدثني أبي وعبد الأعلى بن حماد النرسي قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر قال: "إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد".
    وهذا الحديث حدث به أبو إسحاق السبيعي مقرراً له كغيره من أحاديث الصفات، وحدث به كذلك سفيان الثوري، وحدث به أبو أحمد الزبيري ومحمد بن أبي بكر ووكيع عن إسرائيل، ورواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن حنبل أيضاً عن أبيه، حدثنا وكيع بحديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر رضي الله عنه : إذا جلس الرب على الكرسي. فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع، فغضب وكيع وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذا الحديث ولا ينكرونه.
    قلت: وهذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدثين، أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي.
    وإذا كان هؤلاء الأئمة أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم، الذين هم سرج الهدى، ومصابيح الدجى، قد تلقوا هذا الحديث بالقبول، وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره، ونتحذلق عليهم، بل نؤمن به.
    قال الإمام أحمد: لا نزيل عن ربنا صفة من صفاته بشناعة شنعت وإن نبت عنه الأسماع.
    فانظر إلى وكيع بن الجراح الذي خلف سفيان الثوري في علمه وفضله، وكان يشبه به في سمته وهديه، كيف أنكر على ذلك الرجل، وغضب لما رآه قد تلون لهذا الحديث
    وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في "الكافية الشافية":
    واذكر كلام مجاهد في قوله ... أقم الصلاة وتلك في سبحان
    في ذكر تفسير المقام لأحمد ... ما قيل ذا بالرأي والحسبان
    إن كان تجسيماً فإن مجاهداً ... هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
    ولقد أتى ذكر الجلوس به وفي ... أثر رواه جعفر الرباني
    أعني ابن عم نبينا وبغيره ... أيضاً أتى والحق ذو تبيان
    والدارقطني الإمام يثبت الـ ... آثار في ذا الباب غير جبان
    وله قصيد ضمنت هذا وفيـ ... ـها لست للمروي ذا نكران
    وجرت لذلك فتنة في وقته ... من فرقة التعطيل والعدوان
    والله ناصر دينه وكتابه ... ذا حكمه مذ كانت الفئتان
    وهذا نص الأبيات التي أشار إليها ابن القيم رحمه الله تعالى من كلام الدارقطني رحمه الله تعالى:
    "حديث الشفاعة في أحمد ... إلى أحمد المصطفى نسنده
    وأما حديث بإقعاده ... على العرش أيضاً فلا نجحده
    فلا تنكروا أنه قاعد ... ولا تنكروا أنه يقعده
    أمروا الحديث على وجهه ... ولا تدخلوا فيه ما يفسده"
    فإذا ثبت هذا عن أئمة أهل الإسلام، فلا عبرة بمن خالفهم من الطغام أشباه الأنعام"

    وقال في كتابه الصواعق: " ومن أعظم ما خصه الله به من الفضائل المقام المحمود الذي يغبطه به النبيون، قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله على قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: آية 79] قال: يقعده معه على العرش"

    - منهم الشيخ عبد الرحمن السعدي

    قال في الأجوبة عن الأسئلة الكويتية وذكر أثر خارجة وحديث عبد الله بن خليفة: " ولكنّ استشكالكم إنّما هو ممّا في هذه الآثار في ذكر صفات الله والتّصريح بالجلوس في مسألة الإستواء ، وإذا جلس على كرسيّه .....الخ فهذه التّصريحات يزول الإشكال عنها إذا بُنِيَت على الأصل الثّابت في الكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأمّة أنّ الله ليس كمثله شيء ، وأنّه يجب إثبات جميع ماورد في الكتاب والسُّنَّة من صفات الباري وأفعاله الثّابتة على وجه يليق بعظمة الباري ، وأنّ الكلام على الصفات المعنوية والفعلية يتبع الكلام على الذات ، فكما أجمع الناس على أنّ لله ذاتًا لاتشبهها الذّوات فله صفات لا تشبهها الصّفات ، فكما أنّنا نثبت لله العلم والقدرة والرحمة والحكمة ونحوها من الصفات ، ونعلم أنّها صفات عظيمة لاتشبهها صفات خلقه ، لاعلمهم ولاقدرتهم ولارحمتهم ولاحكمتهم ، فكذلك نثبت أنّه استوى على عرشه استواء يليق بجلاله سواء فُسِّر ذلك بالإرتفاع أو بعلوّه على عرشه ، أو بالإستقرار أو بالجلوس .فهذه التّفاسير واردة عن السلف ، فنُثْبِتْ لله على وجه لايماثله ولايشابهه فيها أحد ، ولامحذور في ذلك إذا قرنَّا بهذا الإثبات نفي مماثلة المخلوقات"

    - منهم الشيخ إسماعيل الأنصاري

    قال عبد العزيز بن فيصل الراجحي: "وكان شيخنا الكبير العلامة: إسماعيل بن محمد بن ماحي الأنصار (ت1417هـ) رحمه الله، يستدِلّ بأبيات الدارقطني ويذكرُها، ويحتجُّ بها، ولها، إذا عرضت هذه المسألة"

    -منهم عبد العزيز بن فيصل الراجحي

    قال في كتابه قدوم كتائب الجهاد: " قال خارجة: وهل يكون الاستواء إلا بجلوس" وهذا كلام صحيح لا غبار عليه نعم وهل يكون الاستواء إلا بجلوس وهذا من معاني الاستواء فإن الاستواء في اللغة له عدة معان ويعرف كل معنى بحسب اللفظ والسياق ومن سياق الآية عرفنا أن المقصود بقوله( تعالى الرحمن على العرش استوى)أي على العرش علا وجلس ولكن على ما يليق بجلاله جل وعلا ولا نكيف ذل ولا نؤوله ولا نعطله ولا نمثله وهذا معنى قول الامام مالك رحمه الله((الاستواء معلوم)أي نعرفه من لغتنا وهو العلو والارتفاع والجلوس والاستقرار)"

    وهؤلاء المذكورون لم أقصد في هذا الفصل استقصاء أسماء القائلين به إنما ضربتهم كمثل للقائلين به من جميع الطبقات

  6. #26

    افتراضي

    أما ما نقله المالكي عن طائفة من الناس فيقال:

    أما كتاب الكبائر للذهبي ففيه تحريف كثير ومشهور وقد أثبت الذهبي نفسه صفة الجلوس في كتابه العرش وإن تراجع عنه في آخر حياته لما مال إلى مخالفة ابن تيمية وتقريراته السلفية
    لكن تكفيره بهذا لا يعقل بل هو كذب صريح

    أما الهيتمي والسبكي وأمثالهم فهم من ألد أعداء أهل السنة لا يلتفت إليهم وإلى أمثالهم البتة إنما العبرة بما عليه سلف الأمة

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    36

    افتراضي

    أما الهيتمي والسبكي وأمثالهم فهم من ألد أعداء أهل السنة لا يلتفت إليهم وإلى أمثالهم البتة إنما العبرة بما عليه سلف الأمة

    بل هم أعيان أهل السنة و أئمتهم


    و إجابة عن دعواك عن تفسير السلف للاستواء بالجلوس، فله مقامان: إجمالا، و تفصيلا.
    أما إجمالا: فأقول: سلاما!
    و أما تفصيلا فأقول:
    أما من الناحية النقلية: فلم يثبت و لم يرد في آية و لا في حديث متواتر كان أو آحاد لفظ "الجلوس" هذا الذي تزعمه، و حتى الشيخ الألباني حكم تارة بالنكارة و تارة بالوضع على بعض الأخبار التي وردت في الباب، كما حكم عليها الحفاظ من قبله بالنكارة و الرد سندا و متنا..
    و ما علمنا عند سلفنا تفسير الاستواء بالجلوس بل كما ورد عن إمامنا المبجل مالك بن أنس: "الاستواء غير مجهول و الكيف غير معقول"
    و كان السلف يمسكون عن الخوض في المتشابهات، فهذا إمام أهل السنة يقول "لا كيف و لا معنى" و ابن عيينة يقول "تفسيرها تلاوتها و السكوت عليها" و قد حكى غير واحد الإجماع على ذلك


    و الدشتي هذا مجسم مشبه يكفيه ما ناله من السلطان العادل العالم الزاهد الفاتح صلاح الدين الأيوبي
    و أما الاستواء، فأنقل لك التالي:
    ما أورده إمام المفسرين ابن جرير الطبري عن الإمام سفيان الثوري في قوله تعالى "(الرحمن على العرش استوى)" : علا عليهن و ارتفع فدبرهن بقدرته.... . ا.هـ.
    و قال الطبري في تفسير الاستواء:
    "علا عليهن علو ملك و سلطان لا علو انتقال و زوال"
    قال الإمام الطحاوي في عقيدته المشهورة:
    "و تعالى عن الحدود و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات" و تفسير الاستواء بالجلوس يلزم منه اثبات الحد و التركيب و الجهة التي هي من خصائص الأجسام.
    وفي كتاب المفردات في غريب القرأن للشيخ الراغب الأصفهاني : "واستوى يقال على وجهين: أحدهما: يسند إليه فاعلان فصاعدا نحو استوى زيد وعمرو في كذا أي تساويا قال تعالى {لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ}. والثاني: أن يقال لاعتدال الشىء نحو قوله تعالى {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ} ومتى عدي ب"على" اقتضى الاستيلاء كقوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقيل معناه استوى له ما في السموات وما في الأرض أي استقام الكل على مراده بتسوية الله إياه كقوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ} وقيل معناه استوى كل شىء في النسبة إليه فلا شئ أقرب إليه من شئ إذ الله تعالى ليس كالأجسام الحالَّة في مكان دون مكان"
    قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في مناهل العرفان "اتفق الجميع من سلف وخلف على أن ظاهر الاستواء على العرش وهو الجلوس عليه مع التمكن والتحيز مستحيل لأن الأدلة القاطعة تنزه الله عن أن يشبه خلقه أو يحتاج إلى شئ منه سواء أكان مكانا يحل فيه أم غيره وكذلك اتفق السلف والخلف على أن هذا الظاهر غير مراد لله قطعا لأنه تعالى نفى عن نفسه المماثلة لخلقه وأثبت لنفسه الغنى عنهم فقال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وقال {وهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فلو أراد هذا الظاهر لكان متناقضا"
    قال الحافظ أبو بكر بن العربي في العارضة: "وللاستواء في كلام العرب خمسة عشر معنى ما بين حقيقة ومجاز، منها ما يجوز على الله فيكون معنى الآية ومنها ما لا يجوز على الله بحال وهو إذا كان الاستواء بمعنى التمكن أو الاستقرار"
    قال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} "فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شئ من خلقه و {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى"
    وقال القرطبي في قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [هذه مسألة الاستواء وللعلماء فيها كلام وإجراء وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه البارئ سبحانه عن الجهة والحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة فليس بجهة فوق عندهم أي أهل السنة والجماعة لأنه يلزم من ذلك عندهم متى ما اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز والتغير والحدوث. وحكى أبو عمر بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال علا وقال الشاعر: فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى أي علا وارتفع. قلت: فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه لكنه العلي بالإطلاق سبحانه"
    وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام المالكي سلطان العلماء في عقيدته [استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغي والضلال"
    وقال الحافظ ابن حجر [وليس قولنا إن الله على العرش أي مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته بل هو خبر جاء به التوقيف، فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وبالله التوفيق"
    و أما زعمك أن عدم إثبات الظاهر تعطيل فباطل لثبوت التأويل عن السلف و سلوك جمهور الخلف مسلكه، و إنما التعطيل رد اللفظ مطلقا، و معلوم أن إنكار حرف من كتاب الله كفر به، و مثال التعطيل قول المخذول الجهم بن صفوان: "لو كان الأمر بيدي لحذفت آية الاستواء من القرآن" لكنكم تلبستم بشبهة من زعم أن التعطيل هو من نفى بعض الظواهر التي في حقيقة الأمر ينبغي نفيها و تنزيه الباري عنها.
    و النقول في نفي الظاهر المتبادر و تنزيهه عز و جل عن الجلوس من أقوال الأئمة مستفيض و متواتر، منهم من ذكرت لك و منهم من لم أذكر كالسيوطي و ابن الصلاح و السخاوي و البلقيني و السنوسي و الباقلاني و الغزالي و الرازي و الشيرازي و الآمدي و غيرهم من أئمة الهدى..
    و ما نحن بتاركي قول أئمتنا من السلف و الخلف لقول البعض ممن شذ عن منهجهم..
    و هذه آخر مشاركة لي عن هذا المنتدى و أتوقع كالعادة حذفها لأنكم لا تتقبلون النقاش مع من يقيم عليكم الحجة الدامغة!
    و السلام عليكم

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أمينة المصري مشاهدة المشاركة
    إذا كان الصحابة قد أجمعوا (!!) على رد هذا التفسير فليتك تذكر لنا واحدا منهم رده وأمهل لك ولغيرك من الإخوة المعترضين سنة كاملة لذكر ذلك

    وقد سبق نقل كلام العلماء في الرد على قول من حاول معارضة تفسير المقام المحمود بالإجلاس بتفسيره بأنه شفاعة مما يغني عن إعادته
    يا أخي الكريم ، نحن الآن نتكلم عن تفسير الآية ، وقد فسرها مجاهد بما ذكر ، وتفسيره مخالف لكل المفسرين وعلى رأسهم الصحابة ، بل فسر النبي المقام المحمود بالشفعة ، وهذا وحده كاف في الرد على قولك ، قال الطبري في تفسيره :
    وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ مَا صَحَّ بِهِ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَذَلِكَ مَا ؛ ..... فذكرها .
    وجاء في الصحيح :
    : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة .
    وفي الصحيح أيضا عن ابْنَ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ يَا فُلاَنُ اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ.
    وفي الصحيح أيضا في حديث الشفاعة الطويل :
    حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلاَّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ : ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ: وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم.
    فهذا النصوص المرفوعة تقطع المقصود من الآية ، وفي هذا كفاية وغنية .

    وأمهلك أكثر مما أمهلتني على أن تأتي في تفسير الآية بما يخالف ما ذكرته مما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
    هذا على عجالة لقرب الصلاة .

  9. #29

    افتراضي

    قد سبق تقرير أن تفسير المقام المحمود بالشفاعة لا يخالف تفسيره بالإجلاس فهو من اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد

    وإن قال المتحذلق: أولم يقل كثير من أهل العلم أن المقام المحمود شفاعة؟

    قيل له: هذا اختلاف تنوع في التفسير وليس اختلاف تضاد

    قال محمد بن نصر: "سمعت إسحاق يقول في قوله (وأولي الأمر منكم) قد يمكن أن يكون تفسير الآية على أولي العلم وعلى أمراء السرايا لأن الآية الواحدة يفسرها العلماء على أوجه وليس ذلك باختلاف وقد قال سفيان بن عيينة ليس في تفسير القرآن اختلاف إذا صح القول في ذلك وقال أيكون شيء أظهر خلافا في الظاهر من الخنس قال ابن مسعود هي بقر الوحش وقال علي هي النجوم قال سفيان وكلاهما واحد لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل والوحشية إذا رأت إنسيا خنست في الغيضان وغيرها إذا لم تر إنسيا ظهرت قال سفيان فكل خنس قال إسحق وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم في الماعون يعني أن بعضهم قال هو الزكاة وقال بعضهم عارية المتاع قال وقال عكرمة الماعون أعلاه الزكاة وعارية المتاع منه قال إسحاق وجهل قوم هذه المعاني فإذا لم توافق الكلمة الكلمه قالوا هذا اختلاف وقد قال الحسن وذكر عنه الاختلاف في نحو ما وصفنا فقال إنما أتى القوم من قبل العجمة"

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وذلك صنفان:أحدهما: أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة كما قيل في اسم السيف: الصارم والمهند..الصنف الثاني: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل، وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه، مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى [لفظ الخبز] فأرى رغيفًا، وقيل له: هذا، فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى هذا الرغيف وحده.." ثم ضرب الأمثلة الكثيرة لذلك انظر المقدمة في أصول التفسير 13-14 "

    إذا تبين هذا فكذلك هاهنا فإنه لا تضاد بين أن يكون المقام المحمود شفاعة وإجلاسا

    وزيادة في دفع الاعتراض بالشفاعة

    قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: وَبَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْجُهَّالِ دَفْعُ الْحَدِيثِ بَقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ فِي رَدِّهِ مِمَّا أَجَازَهُ الْعُلَمَاءُ مِمَّنْ قَبْلَهُ مِمَّنْ ذَكَرْنَا , وَلاَ أَعْلَمُ أَحَدًا مِمَّنْ ذَكَرْتُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ , إِلاَّ وَقَدْ سَلَّمَ الْحَدِيثَ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ الْخَبَرُ , وَكَانُوا أَعْلَمَ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ وَسُنَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ رَدَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْجُهَّالِ , وَزَعَمَ أَنَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ هُوَ الشَّفَاعَةُ لاَ مَقَامَ غَيْرُهُ. اهــ

    قال ابن جرير الطبري: وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه

    وقال الإمام الآجري:"اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الله عز وجل أعطى نبينا صلى الله عليه وسلم ، من الشرف العظيم والحظ الجزيل ما لم يعطه نبيا قبله مما قد تقدم ذكرنا له ، وأعطاه المقام المحمود يزيده شرفا وفضلا ، جمع الله الكريم له فيه كل حظ جميل من الشفاعة للخلق والجلوس على العرش ، خص الله الكريم به نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأقر له به عينه. اهــ

    قال القصاب في تفسيره: " وتفسير مجاهد من رواية ليث عنه لا يقوم للمعتزلة والجهمية والتفسير الذي روي عنه أنه قال هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي لا يدفع تفسير مجاهد وجاز أن تكون شفاعته في ذلك الموضع وكل موضع يحل به المرء فهو مقامه"

    قال صاحب رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز مجيبا على هذا الاعتراض: "قلت: المقام المحمود مطلقٌ في كل ما يجب الحمد للنبي - صلى الله عليه وسلم - من أنواع الكرامات والشفاعة، والقعود على العرش نوعان مما يتناوله الإطلاق، فحينئذ لا منافاة بين القولين، ولا مناقضة بين الروايتين"

    قال السخاوي: "وعلى تقدير صحة هذه الأقوال لا تنافي بينها لإحتمال أن يكون الإجلاس علامة الأذن في الشفاعة "

    قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: " قيل الشفاعة العظمى، وقيل إِنه إِجلاسه معه على العرش كما هو المشهور من قول أَهل السنة.والظاهر أَن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما بأَن كلاهما من ذلك. والإِقعاد على العرش أَبلغ"

    قال الفوزان: "ليس هو المقام المحمود وحده، ولكن هو من المقام المحمود، من المقام المحمود الشفاعة ومنه إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم على العرش"
    والحمد لله أولا وآخرا

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    واضح أنك تنقل من غيرك ، فقد نظرت إلى بعض الأقوال التي ذكرتها ، وكأنها بالمعنى ، وقد يخل ، فكلام الطبري بنصه ليس في تفسيره هكذا ، والطبري يرجح تفسير المقام المحمود بالشفاعة ، وقد عزا بعض العلماء القول بقعود النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه على العرش إلى ابن جرير الطبري، تبعا لابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه " اجتماع الجيوش الإسلامية" ص 120. والذي يتضح من كلام الإمام ابن جرير السابق أنه يرجح القول بأن المقصود من الآية الشفاعة بيد أنه ذكر في آخر كلامه على هذه الآية أن قول مجاهد ليس بمحال!!

    نكتة:
    قال ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة سبع عشرة وثلاثمائة ـ وفيها وقعت فتنة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروذي الحنبلي، وبين طائفة من العامة، اختلفوا في تفسير قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} .
    فقالت الحنابلة: يجلسه معه على العرش، وقال الآخرون: المراد بذلك الشفاعة العظمى، فاقتتلوا بسبب ذلك، وقتل بينهم قتلى، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    وقد ثبت في صحيح البخاري أن المراد بذلك مقام الشفاعة العظمى، وهي الشفاعة في فصل القضاء بين العباد، وهو المقام الذي يرغب إليه فيه الخلق كلهم، حتى إبراهيم، ويغبطه به الأولون والآخرون. اهـ.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •