س : كيف نجمع بين قوله تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) [الضحى : ١١] ، وبين حديث : " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود " [الصحيحة : ١٤٥٣] .
ج : لقد وفق العلماء بينهما بقولهم :
إنّ الكتمان يكون قبل حصول الحاجة ، فإذا حصلت ، وأنعم الله على العبد ببلوغه ما يريد ، فإنه يتحدث بالنعمة ويشكر الله عليها ، ما لم يخشَ من حاسد .
قال العلامة المناوي - رحمه الله - :
" كونوا لها كاتمين عن الناس ، واستعينوا بالله على الظفر بها ، ثم علل طلب الكتمان لها بقوله : ( فإن كل ذي نعمة محسود ) يعني : إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم ، وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة : ما بعد وقوعها ، وأمن الحسد " [فيض القدير، ٤٩٣/١] .
ويدل على جواز كتمان النعم ، خوفاً من الحسد ، قوله تعالى : ﴿قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين﴾ ، [يوسف: ٥] .
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية :
"ومن هذا يُؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر ، كما ورد في حديث : (استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود) " .
......
قناة : (الفوائد العلمية)
https://telegram.me/fwayd1