قال الميداني في مجمع الأمثال 1 / 34 :
136 - إِنّ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ
ويروى " فَاخْلِبْ " بالكسر ، والصحيح الضم ، يقال : خَلَبَ يَخْلُبُ خِلاَبة ، وهي : الخديعة . ويراد به الْخُدْعَة في الحرب، كما قيل : نَفَاذُ الرأي في الحرب أنفذ من الطعن والضرب ..اهـ

وقال الأصفهاني في "محاضرات الأدباء ومحاورات الشعرء والبلغاء" 2 / 147:
وقيل : إذا لم تغلب فأخلب .
وقال بعضهم : كن يحيلتك أوثق منك بشدتك وبحذرك أفرح منك بنجدتك ، فإن الحرب حرب للمتهور وغنيمة للمتحذر.
وقيل : المكر أبلغ من النجدة ..اهــ

وقال الزمخشري في "المستقصى في أمثال العرب" 1 / 375:
1612 - إنْ لَّمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ : أي اخدع ، ويروى بكسر اللام للازدواج كقولهم : ما قدم وما حدث ،وقيل: هو من مخلب الطائر أي: انتش شيئا بعد شيء يضرب فى التوصل إلى الأمر بالترفق عند إعواز القوة والغلبة ..اهــ

وقال أبو عبيد البكري في "فصل المقال في شرح كتاب الأمثال" ص 103 :
والصحيح أن الخلب إنما هو مشتق من الخلابة وهو الخداع وفي الحديث: "لا خلابة ..."(1)
ومن أمثالهم : ( إِذا لَمْ تَغْلِبْ فاخْلِب ) فكأن البرق الخلب يخدع يطمع بالمطر ولا مطر فيه ...اهــ

وقال أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال 1 / 66 :
42 - قولهم إذا لم تغلب فاخلب
معناه : إذا لم تدرك الحاجة بالغلبة والاستعلاء فاطلبها بالرفق والمداراة وأصل الخلابة الخداع ومنه قيل برق خلب إذا ومض من غير مطر كأنه يخدع الشائم وبه سميت المرأة خلوبا
وله وجه آخر : وهو أنه يريد إذا لم تغلب عدوك بجلدك وقوتك فاخدعه وامكر به فإن المماكرة في الحرب أبلغ من المكاثرة والجلد وهو على حسب قول النبي : ( الحرب خدعة ).
أخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا ابن أخي أبي زرعة قال حدثنا عمر قال حدثنا الحوضى قال حدثنا الحسن بن أبي جعفر قال حدثنا معمر عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك بن كعب قال كان النبي قلما أراد سفرا أو غزوا إلا ورى بغيره وكان يقول :
( الحرب خدعة ) أو ( خدعة ) والوجه ( الخدعة ) بالفتح .
وقال بعض الحكماء: نفاذ الرأي في الحرب أنفع من الطعن والضرب ... اهــ

وقد ذكره غير واحد منهم الثعالبي في التمثيل والمحاضرة ، وأبو عبيد في الأمثال ، وغيرهما من العلماء والأدباء .

---------------
(1) أخرجه البخاري ( 2117 ) ، ومسلم ( 1533 / 48 ) من حديث ابن عمر .