أدب الخطاب للشيخ جمال القرش
قال تعالى: [ وآتيناه الحِكمةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ ] [ص:20].
ومعنى [الحكمة] الفهم والعقل والفطنة، وقيل العدل والصواب.
ومعنى [فصل الخطاب]: قيل: هو إصابة القضاء وفهم ذلك، وقيل: هو الفصل في الكلام وفي الحكم (1).
1- وضوح الكلام
عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ r (( كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لأَحْصَاهُ )) متفق عليه: البخاري/ 2568، مسلم /2493.
قال العلامة ابن حجر: [لو عده العاد لأحصاه] أي: لو عد كلماته أو مفرداته أو حروفه لأطاق ذلك وبلغ آخرها والمراد بذلك المبالغة في الترتيل والتفهيم(2).
2- تحدث بلغة القرآن
قال تعالى: [ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ] [الزخرف:3].
- (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) بلغة العرب (لعلكم) يا أهل مكة (تعقلون) تفقهون معانيه [تفسير الجلالين، سورة الزخرف / 3].
3- لا تبالغ في رفع الصوت أو خفضه
قال تعالى: [ وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا] [ الإسراء:110]. ، فالصوت العالي جدًا مزعج، والمنخفض لا يسمع الآخرين، ومعنى سبيلا: أي وسطًا بين السر والجهر.
4 - احذر من التكلف
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قال: (( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّق ُونَ وَالْمُتَفَيْهِ قُونَ )) قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّق ُونَ، فَمَا الْمُتَفَيْهِقُ ونَ ؟ قال: (( الْمُتَكَبِّرُو نَ )) رواه الترمذي، وانظر صحيح الترمذي: 2018.
وَالثَّرْثَارُ: كَثِيرُ الْكَلامِ تكُلَّفًا، وَالْمُتَشَدِّق ُ الَّذِي يَتَطَاوَلُ عَلَى النَّاسِ فِي الْكَلامِ.
والتشدق منبوذ شرعًا وعرفًا لما فيه من تكلف الكلام، والمبالغة في إخراج الحروف، ففيها نوع من الكِبْر، والتعاظم على الآخرين حيث يخرج الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل أراد بالمتشدق المستهزىء بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم (1).
(1) قال ابن كثير: وهذا يشمل هذا كله وهو المراد، تفسير ابن كثير ( ج4/ 39)
(2) فتح الباري لابن حجر العسقلاني، (6/578)
(1) والشدق جانب الفم [والمتفيهقون] هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم مأخوذ من الفهق وهو الامتلاء والاتساع، انظر: تحفة الأحوزي بشرح جامع الترمذي: (6/135 ).
من كتاب مهارات التدريس الفعال ، ومهارات تدريس القرآن للشيخ جمال القرش