تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: تفسير فيض الرحمن في جزء عم

  1. #1

    افتراضي تفسير فيض الرحمن في جزء عم

    تفسير فيض الرحمن في جزء عم للشيخ جمال القرش
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِل لهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
    أما بعد
    فإنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ , وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ , وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
    التأمل والتدبر في القرآن الكريم وأحكامه أمر به الشارع الحكيم، قال تعالى: +كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ" [ص: 29].
    قال شيخ الإسلام : وَتَدَبُّرُ الْكَلَامِ إنَّمَا يُنْتَفَعُ بِهِ إذَا فُهِمَ . اهـ الفتاوى 15/ 108
    ودأب سلف الأمة على تعلم معاني القرآن الكريم، َقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةً إلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ فِي مَاذَا نَزَلَتْ وَمَاذَا عُنِيَ بِهَا. الفتاوى 15/ 108
    وحرصوا على الفهم، فَقَدْ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - وَهُوَ مِنْ أَصَاغِرِ الصَّحَابَةِ - فِي تَعَلُّمِ الْبَقَرَةِ ثَمَانِيَ سِنِينَ وَإِنَّمَا ذَلِكَ لِأَجْلِ الْفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ . الفتاوى 5/ 156
    وربطوا بين الفهم والعمل ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي : حَدَّثَنَا الَّذِينَ كَانُوا يُقْرِئُونَنَا الْقُرْآنَ - عُثْمَانُ بْنُ عفان وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - أَنَّهُمْ قَالُوا : كُنَّا إذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ النَّبِيِّ × عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ نُجَاوِزْهَا حَتَّى نَتَعَلَّمَ مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، قَالُوا : (( فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا )) أخرجه الطبري: 1/80
    ومن هنا رغبت في إعداد سلسلة في التفسير أخذت مادتها من أبرز التفاسير المعتمدة عند أهل السنة والجماعة كالطبري، وابن كثير وغيرهم من العلماء المبرزين
    وكان منهجي في إعداده كما يلي:
    1. إعطاء أصول العقيدة عناية خاصة، لا سيما في توضيح معاني الأسماء والصفات، وأصول الإيمان، وما ينبغي إثباته لله عز وجل من صفات الجلال والكمال والجمال، ترسيخا لعقدية اهل السنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
    2. توضيح اسم السورة، ودلالتها من ترغيب، أو ترهيب، أو تعظيم، أو بيان لقدرة الله سبحانه، وغالبا ما تسمى بمطعلها أو بموضوع مضمن، أو بصفة بازرة تميزها.
    3. ذكر الصحيح من فضائل السور، أخذت ذلك من كتاب زاد الذاكرين، لمعد الكتب، أشرف على إخراجه الدكتور الفاضل المحقق/ بسام الغانم وفقه الله.
    4. ذكر الصحيح من أسباب النزول، وقد استفدت من كتاب المحرر في أسباب النزول د خالد المزيني، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، تحقيق عبد الرازق المهدي، والاستيعاب في بيان أسباب النزول للشيخ سليم الهلالي وآخرون.
    5. انتقاء الصحيح من الرويات، والبعد عن الإسرائليات، و من أبرز ما استفدت منه كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور د. حكمت ياسين ، الروايات التفسيرية في0 فتح الباري ، د عبد المجيد عبد الباري.
    6. تجزئة الآيات حسب الوحدة الموضوعية لتسهيل فهم مقاصد الآيات، وإعانة للحافظ على تدبر المعنى العام للآيات، وقد استفدت من كتاب المصباح المنير من تفسير ابن كثير للعلامة المحقق المباركافوري.
    7. البعد عن التطويل، تيسيرا على القارئ، قال عز وجل ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، ومن يتتبع هدي سلف الأمة رضي الله عنهم يجد أن ذلك دأبهم.
    8. توجيه الضمائر لمدلولها في الغالب، كما في قوله تعالى: + أَأَنْتُمْ " أيها المنكرون للبعث + أَشَدُّ خَلْقًا" (النازعات:27 )
    9. توضيح التفسير اللفظي من خلال تجزئة الآيات، كما في قوله تعالى (1)- + قُلْ " يا محمد + أَعُوذُ " أستجير + بِرَبِّ النَّاسِ "مُرَبِّيهِمْ ومُدبّر
    10. عدم اعتماد النسخ في آية من كتاب الله إلا إذا صح التصريح بنسخها أو انتفى حكمها من كل وجه، لأن النسخ لا يثبت مع الاحتمال، يقول الأمام بن عبد البر: (الناسخ يحتاج إلى تاريخ أو دليل لا معارض له ) اهـ التمهيد/1/307
    11. عدم الدخول في مسائل الخلافية في الغالب، والاكتفاء بالرأي الراجح، وقد يزاد شيئا من التوضيح لإبراز بعض الفوائد والتوجيهات التربوية والسلوكية.
    12. مثال ذلك :
    · المراد بـ (الغاشية) في قوله: ( هل أتاك حديث الغاشية":
    فيها قولان: قيل: هي القيامة ، وقيل : هي النار
    والراجح الأول : لموافقتها للمعنى اللغوي فكل ما أحاط بالشيء من جميع جهاته فهو غاشٍ، وهو قول: البغوي510 هـ ، والقرطبي 728 هـ، وابن جزي ( ت : 741 هـ ) وابن كثير 774 هـ، والشوكاني1250هـ ).
    وأكتفى بذكر : الراجح وهو الغاشية التي تغشى الناس بأهولها.
    · المراد بـ (الضريع) في قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع":
    فييها ثلاثة أقوال: أنه شوك يقال له الشبرق ، وقيل أنه الزقوم ، وقيل:إنه نبات أخضر منتن، والراجح الأول: لأنه الموافق لأرباب اللغة، وهو قول : ابن جرير310 هـ و الرازي ( ت :604هـ) وابن جزي ( ت : 741 هـ ) وابن القيم ( ت : 751 هـ.
    وأكتفى بذكر : الراجح وهو نبت كالشوك يُقال له الشِّبْرِق وهكذا .
    13. اعتمدت عند اختيار وجه التفسير، الترتيب التالي: تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابه، ثم بأقوال التابعين، ثم بلغة العرب، فإن كان حديثا خرجته، وإن كان قول صحابي أو تابعي لا أذكر الاسم في الغالب اختصارا على القارئ مثال ذلك:
    · قال مجاهد: + الْفَلَقِ " قال: الصبح. أخرجه الطبري بسنده الصحيح
    · قال ابن عباس: + الْفَلَقِ " قال: الخلق. أخرجه الطبري بسنده الحسن
    · قال مجاهد: +غَاسِقٍ " الليل +إِذَا وَقَبَ" دخل.أخرجه الطبري بسند صحيح(1)
    · فاختصر ذلك بقول:
    (1)- + قُلْ " يا محمد + أَعُوذُ " أستجير + بِرَبِّ الْفَلَقِ " برب الصبح.
    (2)- + مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " جميع الشرور من الخلق أجمعين.
    14. الاستفادة من تعليقات العلامة عبد الرزاق عفيفي، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ بكر أبو زيد، والشيخ ابن جبرين، والشيخ صالح الفوزان لا سيما في المسائل العقدية.
    15. اختيار الراجح لدى جهور المفسرين من أهل السنة لاسيما ترجيحات الطبري ت310 هـ، والواحدي 468هـ، والبغوي510 هـ، وابن تيمية 728 هـ، وابن جزي 741 هـ، وابن القيم 751 هـ،، وابن كثير774 هـ، والشوكاني 1250هـ، والسعدي 1376 هـ وابن عاشور 1393 هـ، والشنقيطي 1393هـ عطية سالم1420هـ ، وابن عثيمين 1421 هـ وغيرهم، وغالبا ما يحالفهم الصواب في اختيارتهم لإتقانهم.
    16. من خلال بحثي في جزء (عم) لاحظت ما يلي:
    · أن أكثر ما ورد من فضائل السورة ضعيف، والصحيح قليل.
    · أن أكثر ما ذكر من أسباب النزول ضعيف، والصحيح قليل.
    · أن العبرة في غالب الأيات على عموم المعنى لا بخصوص السبب.
    · لم أجد آية ثبت نسخها بدليل صحيح، انظر جدول الآيات المنسوخة، مجمع الملك فهد، وبيان الناسخ والمنسوخ للعلامة محمد الأمين الشنقيطي.
    17. ومن الكتب التي استفدت منها :
    · كتاب تيسير المنان المنتقى من تفسير جامع البيان للإمام الطبري، لمعد الكتاب، عاونني على إخراجه، الشيخ المحقق/ أشرف على خلف.
    · بعض الكتب المعاصرة التي تميزت بالإتقان والتحرير في تفسير (جزء عم) كالتفسير الميسر إعداد نخبة من العلماء، وابن عثمين، والعدوي، والطيار.
    · بعض الرسائل العلمية لا سيما المتعلقة بالترجيح ، كترجيحات بن جزي، د. طارق الفارس.
    · كتاب قواعد التفسير د. خالد السبت، وقواعد الترجيح د على الحربي.
    · فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 23 لكبار هيئة العلماء بالمملكة العربية السعودية.
    18. ألحقت بآخر الكتاب ملحقًا يهم كل مسلم، في مختصر فضائل الأعمال، مختصر المنهيات، الرقية الشرعية، أدعية جامعة.
    19. الكمال عزيز فإن كان خيرا فمن الله عز وجل المنعم المتفضل، وإن غير ذلك فمن نفسي المقصرة عفا الله عنا ورحمنا هو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
    سائلا الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به في كل وقت وحين، وأن يغفر لي ولوالدي وللؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب أبو عبد الرحمن جمال القرش الرياض/3/7/1432هـ
    (1) انظر الصحيح المسبور : ص: 683.

  2. #2

    افتراضي

    78- سورة النبأ
    النبأ: الخبر الهائل، ويعني به القرآن العظيم لعلو قدره أو البعث لعظم هول ذلك اليوم
    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    [بِسْمِ] أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به (اللهِ) الله علم على الذات ،أي : الرب- تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه- وهو أخص أسماء الله تعالى, ويقال، إنه الاسم الأعظم، لأنه يوصف بجميع الصفات، ولا يسمى به غيره سبحانه، والراجح عند المحققين أنَّ لفظ الجلالة مشتق، من الإله، فالله إله بمعنى مألوه أي معبود [ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ] وهما اسمان كريمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى، مُشْتَقَّانِ مِنَ الرَّحْمَةِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَالَغَةِ, وَرَحْمَنُ أَشَدُّ مُبَالَغَةً مِنْ رَحِيمٍ, يَدُلُّ عَلَى الرَّحْمَةِ الْعَامَّةِ التي وسعت جميع الخلق، وَالرَّحِيمُ يَدُلُّ عَلَى الرَّحْمَةِ الْخَاصَّةِ بِالْمُؤْمِنِين َ.
    والبسملة ليست آية من سورة النبأ، ويستحب الإتيان بها .
    أولاً: تهديد منكري القرآن
    (1)
    - [ عَمَّ ] عن أي شيء [ يَتَسَاءَلُونَ ] يتساءل كفار قريش يا محمد.
    (2)- ثم أخبر اللهُ نبيَّه × عن الذي يتساءلونه، فقال: [ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ] القرآن الذي ينبئ ئبالبعث.
    (3) - [ الَّذِي ] صاروا [ هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ] بين مصدّق، ومكذّب.
    (4) - [ كَلا ] ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون الذين ينكرون ما في القرآن من البعث، [ سَيَعْلَمُونَ ] سيعلم هؤلاء الكفار جزاء تكذيبهم بالقرآن.
    (5)- ثم أكد الوعيد بقوله: [ ثُمَّ كَلا ] حقا [ سَيَعْلَمُونَ ] عاقبة تكذيبهم بالقرآن والبعث.
    ثانيًا: من دلائل قدرة الله
    (6)
    - يقول - تعالى - معدّدا نِعَمه وإحسانه إليهم: [ أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ ] لكم [ مِهادًا ] بساطًا ممهدة لكم كالفراش للاستقرار والعيش حسب مصالح العباد؟ فليست بالصلبة التي لا يستطيعون حرثها، ولا يمشون عليها، وليست باللينة الرخوة التي لا ينتفعون بها.
    (7)- [ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ] كالأوتاد تثبت بها الأرض كيلا تميد بكم.
    (8)- [ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ] ذُكرانا وإناثا.
    (9)- [ وَجَعَلْنَا ]لكم [ نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ] راحة لأبدانكم تسكنون وتهدؤون؟.
    (10)- [ وَجَعَلْنَا ]لكم [ اللَّيْلَ لِبَاسًا ] ساتِرا لكم بظلمتِه كاللّباس.
    (11)- [ وَجَعَلْنَا ]لكم [ النَّهَارَ مَعَاشًا ] ضياء لتنتشروا فيه لمعاشكم، أو تبتغوا فيه من فضل الله.
    (12) - [ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ] سبع سموات قويات متينة البناء محكمة الخلق.
    (13) - [ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا ] الشمس مصباحًأ [ وَهَّاجًا ] وقادا مضيئا.
    (14) - [ وَأَنزلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ ] السحاب [ مَاءً ثَجَّاجًا ] منصبا بكثرة.
    (15)- [ لِنُخْرِجَ بِهِ ] بالماء [ حَبًّا ] مما يقتات به الناس [ وَنَبَاتًا ] الكلأ الذي يُرْعَى، من الحشيش والزروع.
    (16) - [ وَجَنَّاتٍ ] بساتين [ أَلْفَافًا ] ملتفة الأشجار مجتمعة.
    ثالثًًا: صور من أهوال يوم القيامة
    (17) - [ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ ] يفصل الله فيه بين الأولين والآخرين بأعمالهم، [ كَانَ مِيقَاتًا ] لما أنفذ الله لهؤلاء المكذّبين بالبعث.
    (18) - [ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ] قرن ينفخ فيه، يوم الفصل [ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ] أمَمًا أو جماعات مُختلفة الأحوال، زمرًا زمرًا، كلّ أمة معها رسولها.
    قال البخاري: [ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ] بسنده...، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ×: (ما بين النفختين أربعون). قالوا: أربعون يومًا؟ قال: (أبيتُ). قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: (أبيت). قالوا: أربعون سنة؟ قال: (أبيت). قال: (ثم يُنزلُ الله من السماء ماء فينبتُونَ كما ينبتُ البقلُ، ليس من الإنسان شيءٌ إلا يَبلَى، إلا عظمًا واحدا، وهو عَجْبُ الذنَب، ومنه يُرَكَّبُ الخَلْقُ يومَ القيامة) رواه البخاري/ 4935
    (19) - [ وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ ] وشققت السماء فصدّعت [ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ] فصارت طُرقا.ومسالك لنزول الملائكة
    (20) - [ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ ] ونُسفت الجبال فاجتثت من أصولها [ فَكَانَتْ سَرَابًا] فصيرت هباء منبثا، كالسراب لا حقيقة له، يخيل إلى الناظر أنها شيء، وليست بشيء.
    رابعًًا: جزاء الطاغين
    (21)
    - [ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ] تترقب من يجتازها من الكافرين وترصُدهم.
    اتفق أهل السنة على أن النار موجودة في الدنيا، والتعبير بالماضي في لفظ (كانت) في الآية دليل على أن النار وجدت فعلا.
    (22) - [ لِلطَّاغِينَ ] الذين تجاوزوا حدود الله [ مَآبًا ] منزلا، ومرجعًأ، ومصيرا يصيرون إليه.
    (23) - [ لابِثِينَ فِيهَا ]ماكثين فيها [ أَحْقَابًا ] دهورًا متعاقبة، متتابعة لا نهاية لها.
    وفي الآية دليل على تخليد الكفار في النار وعدم خروجهم منها وعدم فنائها.
    أما عصاة الموحدين الذين ماتوا على الإسلام، ولكن لهم معاصي لم يتوبوا منها فإنهم لا يخلدون في النار إن دخلوها بل يعذبون فيها تعذيبا مؤقتا بحسب معاصيهم، نسأل الله السلامة والعافية. اهـ فتاوى ابن باز.
    (24) - [ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا ] لَا يطعمون فيها [ بَرْدًا ] يبرد حرّ السعير عنهم [ وَلا شَرَابًا ]، يرويهم من شدّة العطش.
    (25) - [ إلَّا حَمِيمًا ] ماء قد بلغ غاية حرارته [ وَغَسَّاقًا ] صديد أهل النار، وقيل الزمهرير.
    (26) - [ جَزَاءً وِفَاقًا ] جزاء عادلا موافقها لأعمالهم.
    (27) - [ إِنَّهُمْ ] الكفار [ كَانُوا ] في الدنيا [ لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ] لَا يخافون يوم الحساب، ولا يبالون به.
    (28)- [ وَكَذَّبُوا ] هؤلاء الكفار [ بِآيَاتِنَا ] بحُججِنا وأدلتنا [ كِذَّابًا ] تكذيبا.
    (29) - [ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ ] كتبناه [ كِتَابًا ] كتبنا، فلا يعزُب عنا علم شيء منه.
    (30) - يقال لهؤلاء الكفار: [ فَذُوقُوا ] من عذاب الله [ فَلَنْ نزيدَكُمْ إلَّا عَذَابًا ] على العذاب الذي أنتم فيه ، وقد استقر قول أهل السنة والجماعة أن النار باقية أبد الآباد وأن الكفار لا يخرجون منها، أما عصاة المؤمنين فإنهم يمكثون فيها مكثا مؤقتا ثم يخرجون.
    خامسًًا: جزاء المتقين
    (
    31)- [ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ] منتزها، ومَنجَى من النارومخلصا منها.
    (32) - [ حَدَائِقَ وأعْنابًا ] بساتين من النخل والأعناب والأشجار.
    (33) - [ وَكَوَاعِبَ ] نساء أهل الجنة نواهد, [ أَتْرَابًا ] في سنّ واحدة.
    (34) - [ وَكَأْسًا دِهَاقًا ] ملأى متتابعة.
    (35) - [ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا ] في الجنة [ لَغْوًا ] باطلا من القول، أو مأثما [ وَلا كِذَّابًا ] ولا مكاذبة.
    (36) - [ جَزَاءً] ثوابًا [ مِنْ رَبِّكَ ] بأعمالهم، والرب هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأخلاقهم وبهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، فله المحامد كلها له، والفضل كله، والإحسان كله،ولا يشارك الله أحد في معنى من معاني الربوبية.[ عَطاءً ] تفضلا من الله عليهم [ حِسابًا ] محاسبة لهم على أعمالهم الصالحة، أو عطاء كثيرا.
    (37) - [ رَبِّ السَّمَاوَاتِ ] السبع [ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ] من الخلق [الرَّحْمَنِ ] اسم من أسمائه تعالى، يتضمن إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله، وهي تعني، ذو الرحمة العامة الذي وسعت رحمته الخلق جميعا [لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ] لَا يقدر أحد أن يسأله، إلا من أذن له الرحمن
    سادسًًا: الشفاعة لله وحده
    (38) - [ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ ] جبريل عليه السلام، وقيل ملك أعظم الملائكة خلقا [ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ ] منهم في الكلام
    والإذن يتناول نوعين؛ من أذن له الرحمن ورضى له قولا من الشفعاء، ومن أذن له الرحمن ورضى له قولا من المشفوع له، وهى تنفع المشفوع له، فتخلصه من العذاب، وتنفع الشافع، فتقبل منه، ويكرم بقبولها، ويثاب عليه اهـ فتاوى شيخ الإسلام 14/292
    [ وَقَالَ صَوَابًا ] شهد أن لا إله إله الله أو قال حقا في الدنيا وعمل به،
    (39) - [ ذَلِك الْيَوْمُ ] يوم القيامة، [ الْحَقُّ ] كائن لَا شكّ فيه [ فَمَنْ شَاءَ ] من عباده، وفيها دليل أن للعبد مشيئة وقدرةً يفعل بهما ويترك ، لكنَّ مشيئته، وقدرته واقعتان بمشيئة الله وقدرته عز وجل، لأن الكون كله ملك لله تعالى، فلا يكون في ملكه إلا ما يريده جل شأنه [ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ] العمل الصالح [ مآبًا ] مرجعا له.
    (40) - [ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ ] حذّرناكم أيها الناس [ عَذَابًا قَرِيبًا ] قد دنا منكم وقرُب، [ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ] المؤمن [ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ] من خير، أو شرّ، فذلك المؤمن الكيس الحذر [ وَيَقُولُ الْكَافِرُ ] الهالك المفرط العاجز من هول الحساب [ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ] فلا أعذب
    من كتاب فيض الرحمن في جزء عم للشيخ جمال القرش

  3. #3

    افتراضي

    باقي الكتاب على الرابط : http://vb.tafsir.net/tafsir29253/#.VoppBrYrJko

  4. #4

    افتراضي

    حمل أكثر من 200 شريحة عرض بور في تفسير جزء عم
    http://vb.tafsir.net/tafsir45909/#.VoppbLYrJko

  5. #5

    افتراضي

    تدبر نصف القرآن من اكلهف إلى الناس للشيخ جمال القرش
    http://www.comqt.org/vb/showthread.php?t=7752

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا ، تفسير موضح وعرض ميسر .

  7. #7

    افتراضي رد: تفسير فيض الرحمن في جزء عم

    بارك الله فيكم
    أكاديمية تأهيل المجازين للاستفسار واتس 00201127407676

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •