تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: من المقصود في قول إبراهيم النخعي : كانوا يكرهون كذا ، أو يستحبون كذا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي من المقصود في قول إبراهيم النخعي : كانوا يكرهون كذا ، أو يستحبون كذا

    قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 5 / 540 :
    (وقد روى ابن أبي خيثمة في " تاريخه " من طريق الأعمش ، عن النخعي ، قال : ما قلت لكم : كانوا يستحبون ، فهو الذي أجمعوا عليه .)

    فمن هم الذين أجمعوا عليه ؟

    وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في شرح معاني الآثار 1 / 485 بعد أن ذكر قول إبراهيم النخعي :كانوا يكرهون السير أمام الجنازة .
    فهذا إبراهيم يقول هذا , وإذا قال :"كانوا" فإنما يعني بذلك أصحاب عبد الله .اهـ

    وقال أيضا في شرح معاني الآثار ج 4 ص 338
    حدثنا أَحْمَدُ بن الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ قال ثنا وَكِيعُ بن الْجَرَّاحِ عن مُحِلٍّ قال قُلْت لِإِبْرَاهِيمَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُكَنَّى الرَّجُلُ بِأَبِي الْقَاسِمِ إنْ لم يَكُنْ أسمه مُحَمَّدًا قال : نعم.
    فَهَذَا إبْرَاهِيمُ يحكى هذا أَيْضًا عَمَّنْ كان قَبْلَهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَصْحَابَ عبد اللَّهِ أو من فَوْقَهُمْ اهـ.

    وفي شرح الكوكب المنير لابن النجار 2 / 490 :
    "وَ" قَوْلُ "تَابِعِيٍّ: أُمِرْنَا وَنُهِينَا، وَمِنْ السُّنَّةِ، وَكَانُوا يَفْعَلُونَ" كَذَا "كَ" قَوْلِ "صَحَابِيٍّ" ذَلِكَ "حُجَّةٌ" أَيْ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا. وَأَوْمَأَ إلَيْهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَكِنَّهُ كَالْمُرْسَلِ.
    وَخَالَفَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ - يعني ابن تيمية - فِي قَوْلِهِ: "كَانُوا يَفْعَلُونَ كَذَا".
    وَقَالَ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، لأَنَّهُ قَدْ يَعْنِي مَنْ أَدْرَكَهُ. كَقَوْلِ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ "كَانُوا يَفْعَلُونَ" يُرِيدُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.اهــ

    وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد :
    قوله:"كانوا يكرهون التمائم ... " إلى آخره.
    مراده بذلك أصحاب عبد الله بن مسعود كعلقمة والأسود وأبي وائل والحارث بن سويد وعبيدة السلماني، ومسروق والربيع بن خيثم وسويد بن غفلة وغيرهم من أصحاب ابن مسعود وهم من سادات التابعين، وهذه الصيغة يستعملها إبراهيم في حكاية أقوالهم كما بين ذلك الحفاظ كالعراقي وغيره.اهــ

    ومن عنده زيادة فليتفضل مشكورا .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وهناك بعض الروايات تؤيد هذا ، لعلي أنقل بعضها .
    في مصنف ابن أبي شيبة :
    5712 - حدثنا إسحاق الأزرق عن الأعمش عن إبراهيم أن أصحاب عبد الله كانوا يكبرون في العيد تسع تكبيرات .
    5754 - حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وأصحاب عبد الله أنهم كانوا يصلون بعد العيد أربعا .
    13418 - حدثنا أبو بكر قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن زهير عن الحسن بن الحر عن إبراهيم عن أصحاب عبد الله أنهم كانوا يرمون أعلى شيء منهما

    وفي تهذيب الآثار- الطبري :
    377 حدثنا ابن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال:كان أصحاب عبد الله يستقبلون الجواري معهن الدفوف في الطرق فيخرقونها .
    378 وحدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال : كانوا يستقبلون الجواري معهن الدفوف في الطرق فيخرقونها .

    وعند البيهقي في المدخل :
    159 أخبرنا أبو الحسين بن بشران أبنا أبو عمرو بن السماك قال ثنا حنبل ابن اسحاق حدثني احمد بن حنبل ثنا عبدالرحمن هو ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن ابراهيم قال كان أصحاب عبدالله بن مسعود الذين يقرئون ا لناس ويعلمونهم الستة علقمة والأسود وعبيدة ومسروق والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل .

    وفي التحجيل في تخريج مالم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل :
    قال المصنف (1/88):
    (قال إبراهيم: كانوا يصلون في المساتق والبرانس والطيالسة، ولا يخرجون أيديهم. رواه سعيد) انتهى.
    أخرجه أبو نعيم ووكيع في "كتابيهما" وعبد الرزاق في "المصنف": (1/401) من طريق سفيان الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يصلون في مساتقهم وبرانسهم وطيالسهم ما يخرجون أيديهم منها.
    قلنا له: ما المستقة؟، قال: هي جُبَّة يعملها أهل الشام ولها كُمَّان طويلان ولبنها على الصدر يلبسونها ويعقدون كُمَّيها إذا لبسوها.
    ورجاله ثقات، وإبراهيم النخعي لم يصح له سماع من الصحابة.
    وقول إبراهيم: كانوا يصلون... إلخ، لعله أراد الصحابة رضوان الله عليهم، أو من أدركه من كبار التابعين. والله أعلم، والموقوفات على التابعين ليست من شرط هذا الكتاب، ولا من عادة المُخرجين من الأئمة ذكرها.اهـــ

    قلت - أبو مالك المديني -: مما سبق يتبين أنه قصد أصحاب عبد الله بن مسعود .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    من هذا الباب ما جاء في حديث المسح على الخفين:
    قَالَ الأعْمَشُ: قَالَ إبْرَاهِيمُ: (
    كَانَ يُعْجِبُهُمْ هَذا الحَديثُ؛ لأن إسْلامَ جَرِيرٍ كَانَ بَغدَ نُزُولِ المَائدَةِ).
    جاء في: (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم): (1/ 476):
    وقول النخعي: (كان يُعجبُهُم) ؛ يعني:
    أصحاب عبد الله، وقد جاء في روايةٍ مفسرًا هكذا.

    قلت:
    (أبو البراء): كما عند مسلم: (272).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    والحديث عند البخاري ، وكذا قول إبراهيم :
    25- باب الصلاة في الخفاف.
    387- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فَسُئِلَ فَقَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ هَذَا.
    قَالَ إِبْرَاهِيمُ : فَكَانَ يُعْجِبُهُمْ ؛ لأَنَّ جَرِيرًا كَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ.

    قال الحافظ ابن حجر في الفتح 1 / 259 :
    قال إبراهيم : وكان يعجبهم يعني يعجب أصحاب عبد الله بن مسعود ،كما صرح به ابن خزيمة وغيره ...اهــ

    قلت - المديني - : هو عند ابن حزيمة :
    186 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع كلاهما عن الأعمش وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا أبو معاوية نا الأعمش وحدثنا الصنعاني حدثنا خالد بن الحارث نا شعبة عن سليمان - وهو الأعمش - عن إبراهيم عن همام قال : رأيت جريرا بال ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على خفيه ثم قام فصلى فسئل عن ذلك فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا .
    هذا حديث الصنعاني ولم يقل الآخرون: رأيت جريرا .
    وفي حديث أبي أسامة ، قال إبراهيم : وكان أصحابنا يعجبهم حديث جرير؛ لأن إسلامه كان بعد نزول المائدة .
    وفي حديث وكيع : كان يعجبهم حديث جرير إسلامه كان بعد نزول المائدة .اهــ

    وقال الحافظ في الفتح أيضا 1 / 494 :
    قوله قال إبراهيم : فكان يعجبهم . زاد مسلم من طريق أبي معاوية عن الأعمش : كان يعجبهم هذا الحديث. ومن طريق عيسى بن يونس عنه : فكان أصحاب عبد الله بن مسعود يعجبهم ..اهــ

    وقال ابن عبد البر في التمهيد 11 / 135، وكذا في الاستذكار 1 / 217:
    قَالَ إِبْرَاهِيمُ : فَكَانُوا يَعْنِي أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرَهُمْ يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ وَيَسْتَبْشِرُو نَ بِهِ لِأَنَّ إِسْلَامَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ .اهــ

    وقال ابن الملقن في التوضيح 5 / 395 :
    وقوله: (فقال إبرا هيم) إلى آخره، وفي رواية أخرى: فكان أصحاب عبد الله يعجبهم هذا الحديث؛ لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة.اهــ

  5. #5

    افتراضي رد: من المقصود في قول إبراهيم النخعي : كانوا يكرهون كذا ، أو يستحبون كذا

    قال ابن تيمية في المسودة ص297: "فإن التابع قد يعنى من أدركه، كقول إبراهيم: كانوا يفعلون - يريد أصحاب عبد الله" . ونقل مثلَ ذلك عنه: ابنُ النجار في مختصر التحرير شرح الكوكب المنير 2\490، وابن اللحام في المختصر في أصول الفقه ص90، والجراعي في شرح مختصر أصول الفقه 2\262، والمرداوي في التحبير شرح التحرير 5\2028؛ واختلفوا في نسبة القول هل هو قول أبي البركات مجد الدين ابن تيمية، أم تقي الدين ابن تيمية. ونقل مثلَه من غير تصريح بقائله: ابن مفلح في أصول الفقه 2\586.

    قال ابن عبد الهادي: "وكثيراً ما يقول إبراهيم النخعي: كانوا يفعلون كذا، كانون يكرهون كذا، والظاهر أنه يريد بهم شيوخه، ومن يحمل عنه العلم من أصحاب علي وابن مسعود وغيرهما." اهـ من الصارم المنكي في الرد على السبكي ص330


    قال سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: "قوله: (كانوا يكرهون التمائم ...) إلى آخره. مراده بذلك أصحاب عبد الله بن مسعود كعلقمة والأسود وأبي وائل والحارث بن سويد وعبيدة السلماني ومسروق والربيع بن خيثم وسويد بن غفلة، وغيرهم من أصحاب ابن مسعود، وهم من سادات التابعين، وهذه الصيغة يستعملها إبراهيم في حكاية أقوالهم كما بين ذلك الحفاظ كالعراقي وغيره." اهـ من تيسير العزيز الحميد ص139-140

    وقول الطحاوي في شرح معاني الآثار 4\338، علق عليه العيني: "قوله: «أكانوا يكرهون» الهمزة فيه للاستفهام، وأراد به أصحاب عبد الله بن مسعود مثل: علقمة بن قيس والأسود بن يزيد وشقيق بن سلمة ومسروق وأضرابهم. وأراد بقوله: «أوْ من فوقهم»: الصحابة رضي الله عنهم لأن أصحاب عبد الله تابعين، ومَن فوق التابعين صحابة رضي الله عنهم" اهـ من نخب الأفكار 14\240




    قال علي بن المديني: "وكان إبراهيم – عندي - من أعلم الناس بأصحاب عبد الله وأبطنهم به ... وأصحاب هؤلاء الستة من أصحاب عبد الله ممن يقول بقولهم ويفتي بفتواهم: إبراهيم النخعي. وإبراهيم لقي من هؤلاء، الأسود وعلقمة، ومسروقا، وعبيدة، ولم يسمع من الحارث بن قيس، ولا عمرو بن شرحبيل" اهـ من العلل لابن المديني ص43-44، ونقل مثلَه عنه: ابن منده في شروط الأئمة ص89-91، والبيهقي في المدخل إلى علم السنن 2\586.


    قال ابن تيمية: "ولم يكن يخرج عن قول عبد الله وأصحابه" اهـ من الفتاوى الكبرى لابن تيمية 6\146


    قال الدارمي: "حدثنا هارون، عن حفص، عن الأعمش، قال: ما سمعت إبراهيم يقول قط: حلال، ولا حرام، إنما كان يقول: كانوا يكرهون، وكانوا يستحبون." اهـ من المسند للدارمي ط التأصيل 192.






    هل من مزيد من أقوال العلماء في معنى قول إبراهيم "كانوا"؟ وهل يوجد أحد قبل الطحاوي فسر معنى قول إبراهيم "كانوا"؟

  6. #6

    افتراضي رد: من المقصود في قول إبراهيم النخعي : كانوا يكرهون كذا ، أو يستحبون كذا

    لعل الطحاوي فسر ذلك بما أخرجه في شرح معاني الآثار [1133]، فقال:
    فَمِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ:
    " كَانَ
    ابْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ".
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
    أَصْحَابِهِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ
    أَصْحَابَ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ. اهـ.
    وفيما أخرج في موضع ءاخر [961]، فقال:
    كَمَا حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ
    أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ، فَقَالا:
    " حَفِظْنَا عَنْ عُمَرَ فِي صَلاتِهِ، أَنَّهُ خَرَّ بَعْدَ رُكُوعِهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَمَا يَخِرُّ الْبَعِيرُ وَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ ". اهـ.
    وهنا أخذ أصحاب ابن مسعود عن غير ابن مسعودرضي الله عنه وهو عمر رضي الله عنه وذلك المقصود في قول ابن عبد الهادي:
    "وكثيراً ما يقول إبراهيم النخعي: كانوا يفعلون كذا، كانون يكرهون كذا، والظاهر أنه يريد بهم شيوخه، ومن يحمل عنه العلم من
    أصحاب علي وابن مسعود وغيرهما." اهـ من الصارم المنكي في الرد على السبكي ص330.
    وكذلك المقصود في قول الطحاوي في شرح معاني الآثار 4\338، علق عليه العيني: "وأراد بقوله: «أوْ من فوقهم»
    : الصحابة رضي الله عنهم" اهـ من نخب الأفكار 14\240.
    قلتُ [عبد الرحمن]: إنما يعني أن التابعين الكبار من أصحاب ابن مسعود أخذوا عن الصحابة سيما الكبار منهم وإن لم يصرحوا بذلك، ويبقى قولهم أو فعلهم غالبا في حكم رفعها إلى الصحابة.
    فقد قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه [1905 ] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ، قال: حَدَّثَنَا أبَيِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " أَدْرَكْتُ
    أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ مُتَوَافِرِينَ ". اهـ.

    وإلا فإن إبراهيم النخعي كان إذا أراد أن يقصد الصحابة كان يقول: "عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".
    قال عبد الرزاق في مصنفه [241]: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " كَانَ
    أَصْحَابُ النَّبِيِّصلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمِهْرَاسِ ". اهـ.
    وقال ابن أبي شيبة في مصنفه [11555]: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ إبْرَاهِيمُ: " اخْتَلَفَ
    أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ، ثُمَّ اتَّفَقُوا بَعْدُ عَلَى أَرْبَعِ تَكْبِيرَاتٍ ". اهـ.
    وقال أيضا في مصنفه [1896]: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " مَسَحَ
    أَصْحَابُ النَّبِيِّ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَمَنْ تَرَكَ ذَلِكَ رَغْبَةً عَنْهُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ ". اهـ.
    وقال أيضًا في مصنفه [6311]: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ " يُصَلُّونَ فِي السُّيُوفِ عَلَيْهَا الْكَيمَخْتُ مِنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ ". اهـ.
    وقال أبو يوسف في الآثار [418 ] عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ كَانُوا " يَدْخُلُونَ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ، وَمِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ، وَكُلَّ ذَلِكَ كَانُوا يَدْخُلُونَ ". اهـ.
    وقال ابن أبي داود في المصاحف
    [512]: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ " يقرأون السُّوَرَ الصِّغَارَ فِي الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ ". اهـ.

    ومن أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال وكيع بن الجراح في الزهد [258]:
    حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ
    أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِينَ " يُفْتُونَ وَيُقْرِئُونَ الْقُرْآنَ: عَلْقَمَةُ، وَالأَسْوَدُ، ومَسْرُوقٌ، وعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ، وعَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْجُعْفِيُّ ". اهـ.
    ومن آثار ذلك ما أخرجه الطبري في تفسيره
    [8 : 653]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: فِي قِرَاءَةِ أَصْحَابِ عبْدِ اللَّهِ: فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ. اهـ.
    وقال الطبري أيضًا
    [17 : 434]:حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قال: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، " فِي قَوْلِهِ: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا}. قَالَ:
    كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يُفْرَغُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي نِصْفِ النَّهَارِ، فَيَقِيلُ هَؤُلاءِ فِي الْجَنَّةِ وَهَؤُلاءِ فِي النَّارِ ". اهـ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر بن غلام رسول مشاهدة المشاركة

    قال الدارمي: "حدثنا هارون، عن حفص، عن الأعمش، قال: ما سمعت إبراهيم يقول قط: حلال، ولا حرام، إنما كان يقول: كانوا يكرهون، وكانوا يستحبون." اهـ من المسند للدارمي ط التأصيل 192.

    وقال ابن أبي داود في المصاحف [583]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
    أَصْحَابِهِ، قَالَ: " كَانُوا يَكْرَهُونَ بَيْعَ الْمَصَاحِفِ وَشِرَاءَهَا ". اهـ.
    وقال ابن المبارك في الزهد [1201]: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
    أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ " رَاكِعًا، فَافْتَتَحْتُ الْغُرَفَ، فَمَا زَالَ رَاكِعًا حَتَّى فَرَغْتُ "، أَوْ قَالَ: فَرَفَعْتُ وَلَمْ يَرْفَعْ. اهـ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر بن غلام رسول مشاهدة المشاركة
    هل من مزيد من أقوال العلماء في معنى قول إبراهيم "كانوا"؟ وهل يوجد أحد قبل الطحاوي فسر معنى قول إبراهيم "كانوا"؟
    قد ذكرت قول علي ابن المديني:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر بن غلام رسول مشاهدة المشاركة
    قال علي بن المديني: "وكان إبراهيم – عندي - من أعلم الناس بأصحاب عبد الله وأبطنهم به ... وأصحاب هؤلاء الستة من أصحاب عبد الله ممن يقول بقولهم ويفتي بفتواهم: إبراهيم النخعي. وإبراهيم لقي من هؤلاء، الأسود وعلقمة، ومسروقا، وعبيدة، ولم يسمع من الحارث بن قيس، ولا عمرو بن شرحبيل" اهـ من العلل لابن المديني ص43-44، ونقل مثلَه عنه: ابن منده في شروط الأئمة ص89-91، والبيهقي في المدخل إلى علم السنن 2\586
    وذكر من قبل إشارة الإمام أحمد إلى ذلك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة

    وفي شرح الكوكب المنير لابن النجار 2 / 490 :
    "وَ" قَوْلُ "تَابِعِيٍّ: أُمِرْنَا وَنُهِينَا، وَمِنْ السُّنَّةِ، وَكَانُوا يَفْعَلُونَ" كَذَا "كَ" قَوْلِ "صَحَابِيٍّ" ذَلِكَ "حُجَّةٌ" أَيْ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا. وَأَوْمَأَ إلَيْهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَكِنَّهُ كَالْمُرْسَلِ.
    وَخَالَفَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ - يعني ابن تيمية - فِي قَوْلِهِ: "كَانُوا يَفْعَلُونَ كَذَا".
    وَقَالَ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، لأَنَّهُ قَدْ يَعْنِي مَنْ أَدْرَكَهُ. كَقَوْلِ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ "كَانُوا يَفْعَلُونَ" يُرِيدُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.اهــ
    وأخرج أبو بكر الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [1 : 73]، فقال:
    حَدَّثَنَا
    أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَازِمٍ، أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي بَيْعِ الدُّفُوفِ؟ فَكَرِهَهُ، قَالَ أَحْمَدُ: اذْهَبْ إِلَى حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ يَسْتَقْبِلُونَ الْجَوَارِيَ فِي الطَّرِيقِ مَعَهُنَّ الدُّفُوفُ فَيَخْرِقُونَهَ ا.
    وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ ضَرْبُ الدُّفِّ ". قَالَ أَحْمَدُ: الدُّفُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْسَرُ الطَّبْلِ، لَيْسَ فِيهِ رُخْصَةٌ". اهـ.

    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •