(حذر مجمع البحوث الإسلامية من الدعوات التي ظهرت في الآونة الأخيرة من دعوات تُوجَّه إلى بعض الأئمة والخطباء بمصر لزيارة ما يسمى بـ"العتبات المقدسة" في إيران، و توزيع كثير من الكتب التي تُروِّج للعقائد الشيعية المرفوضة من أهل السنة والجماعة.
وشدد الأزهر علي عدم الاستجابة لهذه الجهود التي تسعى إلى تمزيق وحدة المجتمعات السنية، وتحويلها إلى مجتمعات طائفية، يكون بأسها بينها شديدًا، أو بما يحقق مقاصد أعداء الأمة.
من ناحية أخري تعقد اللجنة التي شكلها شيخ الأزهر لمواجهة المد الشيعي يوم الأحد المقبل لجنة طارئة لمناقشة موضوع الدعوات التي وجهت للائمة وبعض العلماء لزيارة العتبات المقدسة تضم اللجنة الدكتور علي جمعه مفتي الجمهورية والدكتور حسن الشافعي والدكتور احمد عمر هاشم والدكتور الأحمدي أبو النور)انتهى الخبر.
تعليق: أقول هذا هو المطلوب من حامل كتاب الله أن يترجم ما يقوله ويعلمه إلى واقع ملموس وعملي في حياته كي يؤتي علمه وتلاوته ثماره اليانعة ،وقد جاءت النصوص القرآنية والنبوية أن من عمل بما علم وترجم آيات القران في سيرته العلمية رفعه الله الى درجات عالية في اعلى الجنان ،ومن جعله وراء ظهره وابتغى منه الاعتبارات المادية والمصالح التافهة من عرض الدنيا وضعه الله وان كان صوته جميلا والأداء متقنا وان كان علمه واسعا وذهنه ثاقبا بل وان كان صوته من أجمل أصوات العالمين ،وإن جَمع بين الصَّوت الجميل والأخلاق السامية، وتحلَّى بفضائل وآداب القرآن، فلا تسألْ عن فضله، وعمَّا يفتح الله على يديه من الفتوحات الربانيَّة، والنعم العظيمة، كما فتح الله على قلوب الصَّحابة والتَّابعين، ومن بعدهم إلى يومِنا هذا، والخير ماضٍ إلى يوم القيامة.
إن هناك حقيقة تخفى على الكثيرين وهي ان الله لم يمدح في القران ولا في السنة مجرد الصوت والعلم بل لما يقترن به من الأخلاق والصفات السامية من خشوع وإيثار وورع وزهد ومحبة ووجل ونحوها ،ولهذا إن لم يؤتي العلم أو الصوت ثماره تلك بل أورث ضد هذه الصفات من حسد وحب المال والصيت والشهرة والأنانية وهو يتلو كتاب الله وآياته على الملأ كان أسوء من الجاهل والعصي بل ربما يكونا أحسن حالا منه واقل عرضة للعقاب .
وعالم بعلمه لم يعملن** معذب من قبل عباد الوثن
ومما يحتج به القراء على زيارتهم للعتبات الشيعية ومخالطتهم لأهل البدع إن فيه فائدة إيصال كلام الله الى العالمين وهدايتهم للحق وعرض العلم النافع إلى فئة وشريحة واسعة من الناس جثم على قلوبها الجهل ،نقول :هذا مقصد شريف وغاية حميدة ونبل رفيع لكن هل الواقع – واقع القراء والعلماء – يدل على هذا المقصد، والجميع يعلم أن صاحب الحق ومن يريد هداية الشيعة للحق لا يمكنه أن يبث علمه وينشر فكره إلا بمضايقات وعقبات وربما منع أو قتل ،أما القراء فشانهم غريب وحالهم مريب فغالبهم أو جلهم يذهبون لأجل الكسب المادي وابتغاء الشهرة والصيت وإلا فارض الله واسعة في بلاد الإسلام خاصة بعد وقع الفيصل والتمييز بين أهل الإسلام وأهل البدع من الشيعة، وبعد ان أضحت إيران دولة الطائفية والدعوة إلى العرقية وتسعى جاهدة للتفريق بين الامة وتصدر البدع والضلالات الى امة الاسلامة فكيف بعالم او مقرئ إن يدنس نفسه في الشبهات الواضحة .
ومما يحتجون به أيضا أن دين الإسلام دينا سمحا لا يعرف الطائفية المقيتة التي فرقت أهل الدين الواحد نقول :وهذا ما ندعو إليه وندندن حوله ليلا ونهارا لكن بعد رائينا من يطعن في أمهات المؤمنين- عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم - ويسب أصحاب النبي الكرام ومن رفع للمجد رايته ومن يعتقد بان قراننا الذي يتلوه ذلك المقرئ انه محرف ومبدل ونحوه من العقائد الباطلة وجب علينا كدعاة وعلماء ومقرئين ان نبتعد عن هؤلاء حافظا على دين العوامل من الشبهات والزيغ لان العوام يقولون هؤلاء علمائنا وقرائنا ونحن نقتدي بهم ونتأسى بخلقهم ،حتى رائينا إن بعض المقرئين او العلماء تعلق خلفه عبارات أو صور تناقض تماما ما يدعو إليه المقرئ أو العالم ،وحتى سمعنا بعضهم يوافقهم في مرادهم ويقول في ختم التلاوة (صدق الله العلي العظيم ) وهو يعلم يقينا ما يقصدون ،ولا يشك منصفا أن العلماء الإجلاء كانوا قديما يزورن تلك الأماكن لأجل إقامة الحجة والبرهان الساطع على علماء الشيعة وفي مناظرات شهد لها القاصي والداني ان الغلبة دائما يكون فيها للحق لا ان يزورها لكسب دراهم المعممين وثنائهم على العالم أو المقرئ تقية مقابل ماذا وأي شئ كسبه القارئ أو العالم من زيارته ؟!!!!!!.
ان الرعيل الأول من المقرئين والعلماء ضربوا أروع الأمثلة في الورع والزهد والصبر والجود سطرت بأحرف من نور مما يدل دلالة واضحة على ان قارئ المحفل لم يكن مقرئا فحسب بل كان مربيا موجها مرشدا من الطراز الأول ترجم ما يقول إلى واقع عملي في حيات وأسرته ومجتمعه وهذا هو المطلوب ممن يتلو كتاب الله .