تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    Lightbulb عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.


    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..

    أما بعد..

    فصورة القضية تتلخص في إيراد أورده الأشاعرة المتأخرون على أهل السنة السلفيين،وكان مفاده: كيف تزعمون أنكم على الحق ونحن معنا قرينة لائحة متضحة على أن الحق معنا وهي: أننا أكثر الأمة..

    فغالب علماء الأمة ، المفسرون والمحدثون والفقهاء واللغويون والأصوليون =أشاعرة وماتريدية..

    وهذه قرينة ظاهرة ليس معكم مثلها..ولو كنتم على الحق لكنتم أكثر الأمة..

    فكان أن رد عليهم أهل السنة بجواب صورته:

    (( ليس الرأيُ ما ذهبت إليه، من أن جمهورَ الأمةِ من الأشعرية وانظر حولك في محيطك الذي تعيش فيه، هل عوام الأمة يعرفون الأشعري والماتريدي، وماذا يقولون في علو الله تبارك وتعالى على عرشه، وماذا يعتقد العوام في ((الإسراء والمعراج))، حتى مَنْ يقول منهم إن الله في كل مكان فإذا باحثته لم يكن يريد إلا السلطان والعلم والجبروت وما أشبه ذلك من المعاني الصحيحة ولم يُرِدْ أحدٌ منهم الحلولَ أو الاتحادَ قط، ولا خطر بقلب أحدهم ((لا خارجَ العالم ولا داخلَهُ)) وكذلك قُلْ في أفعال العباد، فكل العوام يثبتون عموم الإرادة والخلق، فكل شيء بإرادة الله وخلقه، ويثبتون مع ذلك اكتسابَ العبدِ لأفعاله، فالله خالقٌ مريدٌ حقيقةً، والعبدُ فاعلٌ حقيقةً ولا تَنافِىَ في شيء من ذلك عندهم ولا يناقضون بين هذا وهذا، ولا يقولون بجبرٍ أو كسبٍ أو نحو ذلك، كما لا يتوقف أحد من العوام عن إثبات شيء من صفات الله تعالى على ما يليق به، لا يمنعه ((حلول حوادث)) ولا ((حوادث لا أول لها)) عن ذلك، وسَلْ يا دكتور عمر أيَّ عاميٍّ هل ربُّنا سبحانه يُوصَفُ برحمةٍ ورضا وغضب، أم المراد ((إرادة الثواب وإرادة العقاب)) وأن الرحمة خور والغضب غليان... الخ من التأويلات الأشعرية الغريبة البعيدة.
    فكل هؤلاء ليسوا من الأشاعرة، وإثباتهم ليس متلقىً عن أحد بل بفطرتهم النقية التي لم تتلوث بترهات علم الكلام الذي غرسه المتكلمون ومنهم الأشاعرة، وهؤلاء هم جمهور الأمة قبل ((القرن السابع)) وبعده)).

    هذا مثال على الرد ولم أر ممن حاولوا الرد على إيراد الأشاعرة من خرج عن هذا النسق في الرد..
    الآن نلاحظ أن أهل السنة لما حاولوا الرد على هذا الإيراد =فزعوا إلى ذكر العوام وأنهم على الفطرة وعقيدة العجائز،ولا شك أن العوام هم دائماً أكثر الأمة...وفرحوا بردهم هذا وركنوا إليه وصارت الحجة تُقلب على الأشاعرة فيقال: بل نحن أهل السنة أكثر الأمة....

    والآن نبدأ التعليق على ما تقدم مضمنين هذا التعليق الرأي الذي نرتضيه في هذه المسألة...


    1- هذا الولوع بالكثرة والحرص على وصف المذهب بها وجعلها قرينة على إصابة الحق = لا ينبغي أبداً وفيه غفلة عن النصوص الكثيرة الموضحة والمبينة أن أهل الحق قلة دائماً :

    والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}

    والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

    والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}

    والله يقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}

    والله يقول: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورً}

    والداخلون النار أكثر بكثير من أهل الجنة....

    والمحصلون لأعلى رتب الأعمال القلبية والجوارحية السابقون السابقون أقل بكثير من غيرهم..

    والقائمون على نصرة الحق إلى قيام الساعة طائفة قليلة .....

    والفرقة الناجية واحدة من ثلاثة وسبعين فرقة....

    والسؤال الذي يبرز بعد كل هذا : لم هذا الولوع بالكثرة والانتساب إليها (؟؟؟)

    2- هذه المسألة أكثر منها ومن ذكرها الأشاعرة المعاصرون وجابههم بهذا الرد أهل السنة المعاصرون...وإلا فالكلام فيها قديم تجد له أصولاً سابقة.
    3- الذي في كلام السلف : الجماعة ما كان على الحق ولو كنت وحدك...ولم يك عندهم هذا الولوع بالكثرة....غاية الأمر أن يعددوا العلماء المنتسبين لأهل السنة أما الوصف بالكثرة في الأمة فلا..وشيخ الإسلام وتلاميذه كانوا وحدهم في خضم هائل من المخالفين ؛ورأينا في كلامهم كثرة الحديث عن الغربة والاغتراب ولم نر حديث الكثرة هذا،والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كان وحده في قاموس من المخالفين الشانئين ولم نر منه ذاك الولوع بالاستكثار...بل ذكر أن الاحتجاج بالكثرة من سيما أهل الجاهلية...والشي الألباني كان كدوحة الخير في صحراء قاحلة من الأعداء والمناوئين فلم نر منه هذا الولوع بالاستكثار بل لعلي رأيت في كلامه وكلام الإمام المجدد التمدح بالقلة وأنها شعار أهل الحق..

    فلم جارى أولئك الباحثون تلك الشبهة الأشعرية وحاولو الركض في مضمار التكثر البغيض هذا(؟؟؟؟)

    وإذاً فهبنا قلنا الأشاعرة أكثر الأمة ..

    فكان ماذا (؟؟)

    وهل يُعدُ هذا مدحاً إلا على سنن أهل الجاهلية المتمدحين بالكثرة(؟؟!)


    4- إدخال العوام في هذا التعداد والاستقواء بهم خطأ ظاهر...خطأ من جهة أصول المناظرة والاستدلال فالأشاعرة يتكلمون عن العلماء ولأمة في كلامهم هم العلماء فهم معيار الأمة وهم الذين ينعقد بهم الإجماع ويحصل بخلافهم الخلاف..فإدخال العوام حيدة ظاهرة....

    وإدخال العوام خطأ في نفس الأمر فالعوام ليسوا معياراً تُقاس به الأمة،والعامي إن وافق الحق فليس ذلك عن استدلال-في الغالب- ولذا يسهل إدارته عما هو عليه من الرأي من أقرب طريق...بل لو شئنا أن نقيس الأمور بميزانها الصحيح لقلنا : إن الغالب على العوام عدم الخلو من الاعتقاد الفاسد ولو في وجه من الوجوه فخرجوا بذلك عن أن يكونوا من أهل السنة الخلص...فالعامي حين يصيب أو حين يخطئ فهو لا يرتكز في صوابه وخطأه على علم وحجة وإنما هو التقليد والجهل لا غير...

    4- كلام الأشاعرة صحيح في أن المنتسبين لمذهبهم كثر أما أنهم أكثر الأمة عبر الألف وخمسمائة عام.. فباطل وتزيد محض.

    5- ثم الأشاعرة ليسوا أكثر الأمة ولا حتى إذا جعلنا العلماء هم الميزان...وبرهان ذلك فيما يلي:

    1- منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عام تحول الأشعري إلى طريقة ابن كلاب زهاء أربعة قرون ،ليس فيها أشعري ولا مذهب أشعري ...والقول بإن هذه القرون كانت على طريقة الأشعري لأنها هي الحق =هو استدلال بمحل النزاع فالسلفيون يدعون نفس الدعوى...فخرجت هذه القرون الأربعة عن أن يستدل بها على الكثرة..
    2- من القرن الرابع الهجري إلى الآن وبلاد الهند ودول الاتحاد السوفيتي كلها على مذهب الماتريدية وليس هو مذهب الأشاعرة ومجرد الاختلاف في الأصول وفي النسبة يمنع جعلهم والأشاعرة واحداً...فخرج هذا الفصيل بأكمله عن أن يستدل به على الكثرة...
    3- مذهب الأشاعرة منذ أبي الحسن وحتى ما قبل الرازي شئ ومذهب الأشاعرة بعد الرازي شئ آخر....والخلاف بين المذهبين يشق الصف الأشعري ويمنع وصفه بأنه مذهب واحد ...ولذلك كان أهل الفطنة من الأشاعرة المتكلمين عن الكثرة يُركزون على القرن السابع فما بعده...
    4- كان المذهب الأشعري من القرن الرابع للسابع موجوداً.هذا صحيح..أما أنه هو الأكثر فلا وكلا بل لعل القرنين الرابع والخامس شهدا سيطرة وانتشاراً كاملين للحنابلة السلفيين ....
    5- وإذاً فالوجود الحقيقي الذي يمكن وصفه بالكثرة للأشاعرة هو وجودهم بعد القرن السابع...وقد ألمحنا إلى مفارقة طريقتهم لطريقة الأشعري وأتباعه الأول: الاسفراييني والباقلاني...
    6- الآن علماء الأشاعرة من القرن السابع إلى الثالث عشر من هم (؟؟؟)

    من هم في أنفسهم (؟؟)

    ومن هم قياساً إلى القرون السابقة(؟؟؟)

    أما العدد فهم أقل عدداً ولا شك....فالخير في تناقص والإقبال في تناقص ...ونهمة الناس للعلم وفراغهم له وجمعهم أنفسهم له في القرون السابقة كان أكثر وأكبر...

    أما الفضل فهم أقل فضلاً ولا شك....

    أما الاجتهاد...فعلما ما بعد القرن السابع –بشهادتهم على أنفسهم-ليس فيهم مجتهد واحد ؛فباب الاجتهاد مغلق ،والفقه تبع لإمام تقليداً ودوراناً،والاعت قاد تبع لإمام تقليداً ودوراناً،والسلو ك تبع لإمام تقليداً ودوراناً...

    أما النظر الحر،والاستدلال الخالص،والاجتها د غير المتقيد بمذهب وإمام فلم يك موجوداًَ...

    فبأي شئ صار أولئك علماء الأمة الذين تُقاس بهم الكثرة والغلبة (؟؟؟)

    دع عنك أن علماء ما بعد القرن السابع متنازعون في مسائل الاعتقاد بين سلفي وأشعري وخارجي ومعتزلي وإباضي ومرجئي...فوصف إحدى طوائفهم بالجمهور متعذر...نعم قد يصح هذا الوصف في مكان دون آخر أما كحكم عام على التاريخ الإسلامي أو حتى على حقبة واسعة منه=فهذا تعميم غير مرضي..

    وخلاصة القول:

    1- ليس الأشاعرة هم الأكثر ولا نحتاج في تعضيد هذا لأكثر مما ذكر...
    2- ليس أهل السنة هم الأكثر عبر القرون السابقة كلهاوالبراهين على تلك والتي قبلها واحدة ،وإدخال العوام في هذا ليس بحسن.
    3- التمدح بالكثرة خطأ ظاهر،والأدلة ظاهرة في أن أهل الحق والفرقة الناجية والطائفة المنصورة يكونون أقل من غيرهم.فلم الولوع بالكثرة على هذا النحو العجيب...وفي المعتز بالكثرة المعير بالقلة شبه من القائل: { إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}.

    وأختم بهذا النص الشريف.....الذي يُظهر لك أن علماء السلف لم يردوا تلك الشبهة الأشعرية بأن يجاروهم في دعوى الكثرة...وإنما ردوا عليهم بسنن القرآن...

    قال ابن قدامة في كتابه: ((المناظرة في القرآن)):

    ((ومن العجب [ أن ] أهل البدع يستدلون على كونهم أهل الحق بكثرتهم وكثرة أموالهم وجاههم وظهورهم . ويستدلون على بطلان السنة بقلة أهلها وغربتهم وضعفهم .

    [ فصل مهم في الرد على ما ادعوه ]

    فيجعلون ما جعله النبي صلى الله عليه وسلم دليل الحق وعلامة السنة دليلاً على الباطل ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقلة أهل الحق في آخر الزمان وغربتهم وظهور أهل البدع وكثرتهم .

    ولكنهم سلكوا سبيل الأمم في استدلالهم على أنبيائهم وأصحاب أنبيائهم بكثرة أموالهم وأولادهم وضعف أهل الحق ، فقال قوم نوح له { ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين } وقال قوم صالح فيما أخبرنا الله عنهم بقوله {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي أمنتم به كافرون } وقال قوم نبينا صلى الله عليه وسلم { وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين } وقال الله عز وجل { وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا } { وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه } ونسوا قول الله عز وجل { وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع } وقوله سبحانه { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } وقوله سبحانه { واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ......} وقوله سبحانه { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجهاً منهم } وقوله تعالى { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ... } إلى قوله تعالى { وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين } .

    وقد كان قيصر ملك الروم وهو كافر أهدى منهم ، فإنه حين بلغه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم سأل عنه أبا سفيان فقال : يتعبه ضعفاء الناس أو أقوياؤهم ؟ فقال بل ضعفاؤهم فكان مما استدل به على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنهم أتباع الرسل في كل عصر وزمان .

    وفي الآثار : أن موسى عليه السلام لما كلمه ربه تعالى قال له : يا موسى لا يغرنكما زينة فرعون هولا ما متع به فإنني لو شئت أن أريكما [ زينة ] أن مقدرته تعجز عن أقل مما أوتيتما لفعلت ولكنني أظن بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديماً ما خرت لهم أني لأذوهم عن الدنيا كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة ، وإني لأجبنهم سلوتها ونعيمها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة وما ذلك لهوانهم علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من الآخرة سالماً موفراً لم تكله الدنيا ولم يطعه الهوى .[ صحيح من قول وهب بن منبه ]

    وقد روي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ :
    " إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فرفع رأسه في البيت فلم يرى فيه إلا أهبة ثلاثة ، والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ على رمال حصير ، ما بينه وبينه شيء قد اثر في جنبه فقلت يا رسول الله وأنت على هذه الحال وفارس والروم وهم لا يعبدون الله لهم الدنيا ، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم محمراً وجهه ثم قال : " أفي شك أنت يا ابن الخطاب ، أما أرضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " [ حديث صحيح ]
    هذا معنى الخبر .
    ثبتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة ، وجنبنا الكفر والبدعة ، وحبب إلينا الإيمان وزبنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين)).
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    Post رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بارك الله فيكم شيخنا الكريم أبافهر على هذا العصف
    يقول فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد في قطف الجنى الداني في الفائدة الثامنة
    هل صحيح أنَّ أكثرَ المسلمين في هذا العصر أشاعرة؟
    الأشاعرة هم المنتسبون إلى أبي الحسن الأشعري، وهو علي بن إسماعيل المتوفى سنة (330هـ) رحمه الله، وقد مرَّ في العقيدة بثلاثة أطوار: كان على مذهب المعتزلة، ثم في طور بين الاعتزال والسُّنَّة، يثبت بعضَ الصفات ويؤوِّل أكثرها، ثمَّ انتهى أمره إلى اعتقاد ما كان عليه سلف الأمة؛ إذ أبان عن ذلك في كتابه الإبانة، الذي هو من آخر كتبه أو آخرها، فبيَّن أنَّه في الاعتقاد على ما كان عليه إمام أهل السُّنَّة، الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وغيره من أهل السُّنَّة، وهو إثبات كلّ ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله من الأسماء والصفات، على ما يليق بالله، من غير تكييف أو تمثيل، ومن غير تحريف أو تأويل، كما قال الله عزَّ وجلَّ: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "
    والأشاعرة باقون على مذهبه الذي كان عليه قبل الانتقال إلى مذهب أهل السُّنَّة والجماعة، وقد اشتهر عند بعض الناس مقولةٌ أنَّ الأشاعرة في هذا العصر يُمثِّلون 95٪ من المسلمين، وهذه المقولة غير صحيحة من وجوه:
    الأول: أنَّ إثبات مثل هذه النسبة إنِّما يكون بإحصاء دقيق يؤدِّي إلى ذلك، وهو غير حاصل، وهي مجرَّد دعوى.

    الثاني: أنَّه لو سُلِّم أنَّهم بهذه النِّسبة؛ فإنَّ الكثرةَ لا تدلُّ على السلامة وصحَّة العقيدة، بل السَّلامةُ وصحَّةُ المعتقد إنَّما تحصل باتِّباع ما كان عليه سلف هذه الأمَّة من الصحابة ومَن سار على نهجهم، وليست باتِّباع معتقد توفي صاحبُه في القرن الرابع، وقد رجع عنه، وليس من المعقول أنَّ يُحجب حقٌّ عن الصحابة والتابعين وأتباعهم، ثم يكون في اتِّباع اعتقاد حصلت ولادتُه بعد أزمانهم.
    الثالث: أنَّ مذهب الأشاعرة إنَّما يعتقده الذين تعلَّموه في مؤسَّسات علمية، أو تعلَّموه من مشايخ كانوا على مذهب الأشاعرة، وأمَّا العوام
    وهم الأكثرية فلا يعرفون شيئاً عن مذهب الأشعرية، وإنَّما هم على الفطرة التي دلَّ عليها اعتقاد الجارية في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وقد تقدَّم.
    والعقيدة المطابقة للفطرة هي عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة، وقد مرَّ إيضاحُ ذلك قريباً في الفائدة الثالثة.

    الصفحة 35-36 من كتاب قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابن ابي زيد القيرواني تأليف عبد المحسن بن حمد العباد البدر
    دار ابن القاسم دار ابن عفان
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بارك الله فيكما

  4. #4

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    جزاكم الله خيراً
    شيئان إضافيان
    1. إذا احتجوا بالكثرة فيقال لهم : النصارى أكثر الناس فهل يعني أنهم على الحق ؟ وردهم على هذا هو ردنا عليهم .
    2. اجعل 95 % من الأمة أشاعرة فيكفيكم أنه ليس معكم صحابي ، ولا تابعي ، ولا تابع تابعي ، فمن الناس إلا هم ؟! ومن يستكثر بعقيدة ليس معهم فيها واحد من أولئك ؟!

  5. #5

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    هم يحتجون بذلك على المقلّدة، فيقولون للمقلّدة إحتمال خطأ القليل أكثر من إحتمال خطأ الكثير. و بما أنّنا أكثر الأمّة فكان الأولى تقليدنا

    فما قولكم إخواني الكرام؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بارك الله فيك شيخنا أبا فهر السلفي و جزاك الله خيرا


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج بن عبد الله الجزائري مشاهدة المشاركة
    هم يحتجون بذلك على المقلّدة، فيقولون للمقلّدة إحتمال خطأ القليل أكثر من إحتمال خطأ الكثير. و بما أنّنا أكثر الأمّة فكان الأولى تقليدنا
    فما قولكم إخواني الكرام؟

    من أين لهم أن أكثر الأمة أشاعرة ؟؟؟ لا يستطيعون إثبات ذلك إلا بعد أن يلج الجمل من سم الخياط و يكفي انهم كانوا قلة في بداية ظهورهم في القرن الرابع و الخامس و قد لُعنوا على المنابر


    و قد بيّن الحافظ جمال الدين يوسف بن عبدالهادي رحمه الله - ت 909 هـ - في كتابه " جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر " كيفية إنتشار الأشاعرة فقال رحمه الله :









    و إن إستدلوا بكثرتهم في القرون المتأخرة - من القرن الثامن الهجري فما بعده - يجاب على ذلك بأنهم قلة في القرون الأولى مقابل أئمة السنة و الأثر فهل يصح أن يظهر الحق في القرون المتأخرة و يخفى على أئمة الدنيا في القرون الأولى ؟ سبحان الله !

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بل ويحتجون بأنهم في نتائج العقيدة على ما كان عليه الصدر الأول والسلف الصالح وإن اختلفت المصطلحات والتعبيرات عن مضمون تلك العقيدة.. ويقولون بأن السلف الصالح وهم الصحابة والتابعين لم تؤثر عنهم في العقائد سيما مسألة الصفات الخبرية نصوص لا تحتمل التأويل في مذهب معين، وإلا لما حصل اختلاف أصلا.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحد مشاهدة المشاركة
    بل ويحتجون بأنهم في نتائج العقيدة على ما كان عليه الصدر الأول والسلف الصالح وإن اختلفت المصطلحات والتعبيرات عن مضمون تلك العقيدة.. ويقولون بأن السلف الصالح وهم الصحابة والتابعين لم تؤثر عنهم في العقائد سيما مسألة الصفات الخبرية نصوص لا تحتمل التأويل في مذهب معين، وإلا لما حصل اختلاف أصلا.

    هذا من جهلهم - و لا أريد أن أقول انه من بهتانهم و كذبهم - و لا يمكنهم أن يثبتوا ان السلف قالوا بأن الله تعالى لا داخل العالم و لا خارجه و لا متصل ولا منفصل ، ولا ترفع إليه الأيدي ولا تتوجه له القلوب بالعلو كما فطرها الله عز وجل ، وأن القرآن العربي مخلوق -عند التعليم فقط!- و هو حكاية عن كلام الله تعالى لا كلامه تعالى ! ولا يتكلم ولا ينادي ...ألخ



    و لو كانوا وجدوا شيئا من ذلك لأصلّوه و لكنك تقرأ في كتبهم فتمر الصفحات دون أن تجد إستدلالا لعقيدتهم بالآيات و الأحاديث والآثار السلفية إلا في معرض النقد أو الرد ! فأين هم من السلف ؟؟؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً....
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بارك الله فيكم شيخنا أبا فهر ونفع بكم .

    مقال رائع جزاكم الله خيرا .
    فقط أريد الإشارة إلى شيء قد يغيب عن الذهن ، هو أننكم قلتم :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    4- إدخال العوام في هذا التعداد والاستقواء بهم خطأ ظاهر...خطأ من جهة أصول المناظرة والاستدلال فالأشاعرة يتكلمون عن العلماء ولأمة في كلامهم هم العلماء فهم معيار الأمة وهم الذين ينعقد بهم الإجماع ويحصل بخلافهم الخلاف..فإدخال العوام حيدة ظاهرة....
    قلت : الاستقواء بالعوام يصح في نقطة مهمة ، وهو الاستشهاد بالفطرة . وهذا ما فعله شيخ الإسلام وغيره . ففطرة العوام من الأشاعرة والماتريدية والنصارى واليهود وكثير من أصحاب النحل والملل الذين لم يكدرهم الكلام والفلسفة والخرافات . . كلها شاهدة مثلا على أن الرب فوق العالم ومهيمن عليه . وهذا استدلال في محله . بل الخطأ الاقتصار بدلالة فطرة أهل السنة وحدهم ، فإن هذا استدلال بنفس المذهب ، فكان مصادرة على المطلوب . وكون الأشاعرة يعتقدون على ما يخالف فطرة هذا الكم الهائل من الناس عربهم وعجمهم مسلمهم وكافرهم = يدل دلالة ظاهرة على كذب ذلك الاعتقاد منهم وخروجه عن الحدس والبداهة .

  11. #11

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    وجيه جداً توجيه النظر نحو قاعدة ( الكثرة لا تعني الحق ) ..
    جزاك الله خيراً - أبا فهر - على الإفادة .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    جزاك الله خير الجزاء وأوفاه..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    أخي نضال..

    كلامك عن الفطرة كلام حسن ولكنه كما تعلم ضيق الموارد..والحديث إنما هو عن رصد عام..وغاية ما تفضلت به أن يقال أكثر الناس تأبى فطرتهم بعض عقائد الأشاعرة..وهذا حسن في نفسه لكنه أضيق من محل النزاع،وهو سهل القلب كما تعلم ودليل ذلك تحذير بعض أهل السنة من التحديث ببعض أحاديث الصفات في مجامع العوام..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بارك الله فيكم ...
    قال الشيخ أبابطين :
    [ إذا عرفت مذاهب : الفرق المسؤول عنها، فاعلم : أن أكثر أهل الأمصار اليوم : أشعرية، ومذهبهم في صفات الرب سبحانه وتعالى : موافق لبعض ما عليه المعتزلة الجهمية ؛
    فيهم : يثبتون بعض الصفات، دون بعض، فيثبتون الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة والسمع، والبصر، والكلام وينفون ما سوى هذه الصفات، بالتأويل الباطل .
    مع أنهم : وإن أثبتوا صفة الكلام، موافقة لأهل السنة، فهم في الحقيقة : نافون لها ؛ لأن الكلام عندهم، هو : المعنى فقط، ويقولون : حروف القرآن مخلوقة، لم يتكلم الله بحرف، ولا صوت ؛ فقالت لهم الجهمية : هذا هو نفس قولنا : إن كلام الله مخلوق ؛ لان المراد : الحروف، لا المعنى ؛ ومذهب السلف قاطبة : أن كلام الله غير مخلوق، وأنه تكلم بالقرآن حروفه ومعانيه، وأنه سبحانه يتكلم بصوت يسمعه من شاء .

    والأشعرية : لا يثبتون علو الرب فوق سماواته، واستوائه على عرشه، ويسمعون : من أثبت صفقة العلو، والاستواء على العرش : مجسماً، مشبهاً ؛ وهذا خلاف ما عليه أهل السنة، والجماعة فانهم يثبون صفة العلو الاستواء كما أخبر سبحانه بذلك عن نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكيف، ولا تعطيل، وصرّح كثير من السلف بكفر من لم يثبت صفة العلو والاستواء، والأشاعرة وافقوا الجهمية في هذه الصفة لكن الجهمية يقولون : إنه سبحانه
    في كل مكان ؛ والحلولية، والأشعرية، يقولون : كان ولا مكان، فهو على ما كان، قبل أن يخلق المكان
    والأشعرية : يوافقون أهل السنة، في رؤية المؤمنين ربهم في الجنة، ثم يقولون، معنى الرؤية : إنما هو زيادة علم يخلقه الله، في قلب الناظر ببصره، لا رؤية بالبصر، حقيقة عياناً ؛ فهم بذلك : نافون للرؤية، التي دل عليها القرآن، وتواترت بها الأحاديث عن النبي . صلى الله عليه وسلم .

    ومذهب الأشاعرة : أن الإيمان مجرد التصديق، ولا يدخلون فيه أعمال الجوارح ؛ قالوا : وإن سميت الأعمال في الأحاديث إيمانا فعلى المجاز، لا الحقيقة .
    ومذهب أهل السنة والجماعة : إن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، وقد كفر جماعة من العلماء : من أخرج العمل عن الإيمان .
    فإذا تحققت : ما ذكرنا، من مذهب الأشاعرة، من نفي صفات الرب سبحانه، غير السبع التي ذكرنا، ويقولون : إن الله لم يتكلم بحرف ولا صوت، وإن حروف القرآن مخلوقة، ويزعمون : أن كلام الرب سبحانه معنى واحد، وأن نفس القرآن، هو نفس التوراة والإنجيل ؛ لكن : إن عبر عنه بالعربية، فهو قرآن وان عبر عنه بالعبرانية، فهو توراة، وإن عبر عنه بالسريانية، فهو إنجيل، ولا يثبتون رؤية أهل الجنة ربهم بأبصارهم . إذا عرفت ذلك : عرفت خطأ من جعل الأشعرية من أهل السنة،
    كما ذكره السفاريني في بعض كلامه، ويمكن أن
    أدخلهم في أهل السنة : مداراة لهم، لأنهم اليوم أكثر الناس، والأمر لهم، مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة، في بعض ما هم عليه ." ] اهـ .
    ------------

    الأفضل أن نقول أن الأشاعرة الآن أكثر من أهل السنة ، ونبين أن الله عز وجل ذم الكثرة ، قال الله عز وجل : { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } ، فعندئذ يشعـر المخالف بصدق قولنا وأننا نريد الحق ، لأنه إن كنت ترى أن أهل السنة أكثر من الأشاعرة فالمخالف يتيقن عكس ذلك ولن يقبل منا أي كلام بعد ذلك لأنه تيقن عدم صحة كلامنا بالواقع والمشاهدة ، وسينظر لنا على أننا من الكاذبين المتكلفين فإن سلمنا له بصحة كثرة الأشاعرة عن أهل السنة نكون بذلك سحبنا بساط الهوى من تحت قدميه إن شاء الله تعالى ، وألزمناه الصدق وإن قال الصدق فلن يسعه إن شاء الله تعالى إلا أن يتبع مذهب السلف الصالح رضي الله عنهم .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    اسمحوا لي بالدخول بينكم مع أنني على المذهب العجائزي في العقائد .. عجائز نيسابور الطيبات المباركات
    ههنا مسائل كثيرة :

    الأولى و هي الأهم :

    أن السواد الأعظم هم من العوام البسطاء - حتى الأطباء منهم باعتبار الموضوع -
    و هؤلاء مع جهلهم المشرف بمسائل الدقّ يخالفهم جماعات منهم الأشاعرة الخياليين لا المصلحين .. لأن المصلحين منهم يتركونهم في حالهم الأولى الفطرية .. بل يوجبون ذلك عليهم !؟!
    و من تلك الجماعات جموع طلاب العلم ممن ينتمي ل " السلفية " الذين يوجبون على العوام مسائل الدق تلك ! .. لا يقولون ذلك بأفواههم غالبا و صراحة و إنما من من واقع تصرفاتهم و أحكامهم على غيرهم ممن لا يتلفظ أو يتعانى المسائل التي يتعانونها ... !؟! مثلاً يجعلون التبليغي قسيماً لأهل السنة لأنه لا يتكلم في التوحيد مثلاً بالطريقة نفسها !؟!

    و هؤلاء العوام هم الأقرب إلى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    " ما أنا عليه و أصحابي "
    من جهة طبيعة الإيمان الفطرية .. و إن كانوا بعيدين عنه من جهة شدة الإيمان الداعي إلى التضحية للدين !

    و المسارعة للدخول فيهم هي النجاة لأنهم السواد الأعظم :
    " عليك بالسواد الأعظم "
    و تفسير هذه ليس على ما هو متداول بين إخواننا السلفيين !

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    و هؤلاء مع جهلهم المشرف بمسائل الدقّ يخالفهم جماعات منهم الأشاعرة الخياليين لا المصلحين ..

    عفواً جرى القلم بالخطأ :
    الأشاعرة الخياليون لا المصلحون

  17. #17

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    جزاك الله خيرا أبا فهر

    موضوع وبحث مفيد
    لا تسألن بني آدم حاجــة *** وسلِ الذي أبوابُه لا تحجبُ
    الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يسأل يغضبُ

  18. #18

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بارك الله فيكم
    إخواني , لا تبخلوا علي بهذا الطلب - بارك الله فيكم-
    ادعوا لأمي أن يجعل الله قبرها روضة من رياض الجنة وأن يدخلها الجنة بغير حساب ولا عذاب

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    اسمحوا لي بالدخول بينكم مع أنني على المذهب العجائزي في العقائد .. عجائز نيسابور الطيبات المباركات

    ههنا مسائل كثيرة :

    الأولى و هي الأهم :

    أن السواد الأعظم هم من العوام البسطاء - حتى الأطباء منهم باعتبار الموضوع -
    و هؤلاء مع جهلهم المشرف بمسائل الدقّ يخالفهم جماعات منهم الأشاعرة الخياليين لا المصلحين .. لأن المصلحين منهم يتركونهم في حالهم الأولى الفطرية .. بل يوجبون ذلك عليهم !؟!
    و من تلك الجماعات جموع طلاب العلم ممن ينتمي ل " السلفية " الذين يوجبون على العوام مسائل الدق تلك ! .. لا يقولون ذلك بأفواههم غالبا و صراحة و إنما من من واقع تصرفاتهم و أحكامهم على غيرهم ممن لا يتلفظ أو يتعانى المسائل التي يتعانونها ... !؟! مثلاً يجعلون التبليغي قسيماً لأهل السنة لأنه لا يتكلم في التوحيد مثلاً بالطريقة نفسها !؟!

    و هؤلاء العوام هم الأقرب إلى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    " ما أنا عليه و أصحابي "
    من جهة طبيعة الإيمان الفطرية .. و إن كانوا بعيدين عنه من جهة شدة الإيمان الداعي إلى التضحية للدين !

    و المسارعة للدخول فيهم هي النجاة لأنهم السواد الأعظم :
    " عليك بالسواد الأعظم "

    و تفسير هذه ليس على ما هو متداول بين إخواننا السلفيين !
    بانتظار تعليق أستاذنا أبي فهر لإثراء هذه المفاهيم " الأولى " و إنزال ما جدّ من غيرها منازلها !

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    الجزائر العميقة ولاية الجلفة
    المشاركات
    494

    افتراضي رد: عصف الذهن(3).. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

    بارك الله في الجميع , وبخاصة من أثرى الموضوع , والعبرة ليست بالكثرة ولا بالحشد الهائل , وإنما باتباع الحق المبين, والكثرة في غالب الأحوال لا تدل على أنهم على الجادة, بل باتباع الحق ولوكنت وحدك , نسأل الله التوفيق للجميع

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •