المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
`````````````````````````````` ````````````````
ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله ( 1 ) :
أتحب أعداء الحبيب وتدعي ...
حبا له ما ذاك في الإمكان
وكذا تعادي جاهدا أحبابه ...
أين المحبة يا أخا الشيطان
شرط المحبة أن توافق من تحـ ... ـب على محبته بلا نقصان
فإذا ادعيت له المحبة مع خلافـ ... ـك ما يحب فأنت ذو بهتان
لو كان حبهم لأجل الله ما ...
عادوا أحبته على الإيمان
والمؤمن له أعداء يبغضهم في الله،
وأولياء يحبهم في الله؛
لأن الأرض لا تخلو من أعداء الله
وأعداء الإسلام والمسلمين؛
فما خلت منهم زمن الرسل والأنبياء
-عليهم الصلاة والسلام-
فكيف بأوقات الفتنة في آخر الزمان.
يقول عز وجل:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِيّ عَدُوًّا
شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ
فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}
[الأنعام: 112] ،
ويقول سبحانه وتعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِيّ
عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ
وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}
[الفرقان: 31] .
تنبيه:
لا تعني البراءة من الكفار والمشركين
أن نسيء إلى أهل الملة الذين يعيشون في كنف الدولة الإسلامية،
وتحت حمايتها؛
بل لهم من المسلمين حسن المعاملة،
والتسامح معهم،
وعدم إكراههم على الدخول في دين الإسلام،
ووصلهم بقسط من المال على وجه البر والصلة،
كما قال مولانا عز وجل:
{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ
أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
[الممتحنة: 8] ؛
فهذا إحسان وبر ظاهري يُندب إليه،
شريطة أن لا يصل إلى المودة الباطنية التي نهينا عنها؛
من محبتهم، ونصرتهم،
وإعانتهم على المسلمين.
`````````````````````
1 - انظر النونية لابن القيم /بشرح الهراس- 2/ 125.