~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~مقالات
شرك العبادة
الشيخ الدكتور لطف الله خوجه
جزاه الله تعالى خيرًا
http://justpaste.it/og7c
https://twitter.com/khojah10
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
13- خاتمة :
ولم يتسع المقال والحال للتطرق
إلى قضية مرتبطة بهذه المسألة،
وهي:
أن هذا الشرط لم يُعرف ويشتهر
إلا عن القُبورية ؛
الذين يدفعون عن أنفسهم وأتباعهم
تهمة التلبس بالشرك بمثل هذا التعليل؛
زعموا:
أن الشرك الواقع عند القبور ليس بشرك
إلا بشرط الاعتقاد، وإلا فلا.
وهكذا قال بعض المتأخرين اليوم،
والفرق: أن القُبورية تعللوا بهذا،
وزادوا أنهم على بر وطاعة،
وأن هؤلاء الأولياء
أسباب مجعولة من الله للتقرب إليه،
وأما هؤلاء فإنهم يحرّمون أفعال القبورية،
لكن يمنعون من تسميتها شركا،
حتى يكشف عن اعتقاد في القلب؛
بأن ما يتقرب إليه ينفع ويضر،
هذا مع أن صورة العمل شرك
لا صورة له إلا ذاك؛
لأنه هو ما كان يفعله المشركون عينه.
وهنا نبين أن هذه المسألة أخطأ فيها فريقان:
الفريق الذي نرد عليه من أول المقالات،
والآخر الذين ظنوا أن المشركين كافة
كانوا يقرون بالربوبية،
ويعتقدون أن آلهتهم لاتنفع ولاتضر،
وأن شركهم كافة وجميعا كان في الألوهية فحسب،
كلا،
فالتعميم هنا خطأ،
فهم وإن أقروا بقضايا الربوبية الكبرى
(الخلق، الملك، التدبير)
إلا أن فيهم من اعتقد النفع في الآلهة؛
ولذا كثر نفي هذا في القرآن:
{ ويعبدون من دون الله
ما لا يضرهم ولا ينفعهم }.
{ أفتعبدون من دون الله
ما لا ينفعكم شيئا
ولا يضركم }.
فالحاصل:
أن شركهم كان أنواعا منوعة،
فمن جعله نوعا واحدا
وقع في الخطأ ولا ريب،
والحمدُ لله ربّ العالمين.