تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 12 من 80 الأولىالأولى ... 234567891011121314151617181920212262 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 221 إلى 240 من 1591

الموضوع: ثمرات التوحيد

  1. #221

    افتراضي

    [ 68 ]


    س : ما دليل ذلك من السنة ؟


    جـ : أدلته من السنة كثيرة ،

    منها قوله صلى الله عليه وسلم :

    « أعوذ بك من شر كل دابة
    أنت آخذ بناصيتها
    » (1) ،


    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ،

    ناصيتي بيدك ،

    ماض في حكمك
    ،


    عدل في قضاؤك » (2) . الحديث ،


    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « إنك تقضي ولا يقضى عليك ،

    إنه لا يذلّ من واليت

    ولا يعز من عاديت
    » (3) ،


    وغير ذلك كثير .


    ==================
    (1) رواه مسلم ( الذكر / 61 ، 62 ، 63 ) .

    (2) رواه أحمد ( 1 / 391 ، 452 ) ، تقدم هامش 3 س 52 .

    (3) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 199 ، 200 ) ، وأبو داود ( 1425 ، 1426 ) ، والترمذي ( 464 ) ،
    وابن ماجه ( 1178 ) ، والحاكم ( 3 / 172 ) ، والنسائي ( 1746 ، 1178 ) ،

    قال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وسكت عنه الإمام أبو داود مشيرا إلى قبوله ،

    وقال الشيخ شاكر رحمه الله : إسناده صحيح .
    قال الشيخ الألباني : زاد النسائي في آخر القنوت ( وصلى الله على النبي الأمي ) وإسنادها ضعيف ،
    وقد ضعفها الحافظ بن حجر العسقلاني والزرقاني وغيرهم ، ا هـ . ( صفة صلاة النبي 160 ) ،

    وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين إلا أن محمد بن جعفر بن أبي كثير
    قد خالف إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة في إسناده ،
    وقد صححه ابن خزيمة ( 1095 ) والألباني .
    الحمد لله رب العالمين

  2. #222

    افتراضي

    [ 69 ]

    س : ما دليل علو الشأن

    وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل ؟


    جـ : اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسمه


    القدوس السلام

    الكبير المتعال


    وما في معناها ،


    واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله ،


    فتعالى في أحديته أن يكون لغيره ملك أو قسط منه ،
    أو يكون عونا له ،
    أو ظهيرا أو شفيعا عنده بدون إذنه أو عليه يجير ،


    وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته
    عن أن يكون له منازع أو مغالب
    أو ولي من الذل أو نصير ،


    وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد
    والوالد والكفؤ والنظير ،


    وتعالى في كمال حياته وقيوميته وقدرته
    عن الموت والسنة والنوم والتعب والإعياء ،


    وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان
    وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه
    في الأرض أو في السماء ،


    وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا
    وعن ترك الخلق سدى
    بلا أمر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء ،


    وتعالى في كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة
    أو أن يهضمه شيئا من حسناته ،


    وتعالى في كمال غناه عن أن يُطعَم أو يُرزَق
    أو يفتقر إلى غيره في شيء ،


    وتعالى في جميع ما وصف به نفسه
    ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل ،

    وسبحانه وبحمده
    وعز وجل وتبارك وتعالى
    وتنزه وتقدس


    عن كل ما ينافي إلهيته وربوبيته
    وأسماءه الحسنى وصفاته العلى


    : { وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى

    فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ


    وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ،


    ونصوص الوحي من الكتاب والسنة

    في هذا الباب معلومة مفهومة

    مع كثرتها وشهرتها .

    الحمد لله رب العالمين

  3. #223

    افتراضي

    [ 70 ]


    س : ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى
    « من أحصاها دخل الجنة » ؟


    جـ : قد فُسِّر ذلك بمعاني

    منها :


    حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ،

    ومنها

    أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم


    فيمرن العبد نفسه
    على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به


    وما كان يختص به نفسه تعالى
    كالجبار والعظيم والمتكبر ،


    فعلى العبد الإقرار بها
    والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها ،


    وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور

    العفو الرؤوف الحليم الجواد الكريم ،

    فليقف منه عند الطمع والرغبة ،

    وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام

    شديد العقاب سريع الحساب ،

    فليقف منه عند الخشية والرهبة .

    ومنها

    شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية ،


    مثاله

    من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم


    واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم

    علما وقدرة وغير ذلك ،


    وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا

    يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه

    وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز ،

    فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه

    فيستحي أن يصعد إليه من كلمه وعمله

    ما يخزيه ويفضحه هنالك ،


    ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية

    إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف

    من الإماتة والإحياء والإعزاز والإذلال ،

    والخفض والرفع والعطاء والمنع

    وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس

    إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة

    التي لا يتصرف فيها سواه ،


    فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء

    { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ

    ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ


    فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ

    أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
    } ،



    فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية
    فقد استغنى بربه وكفاه ،

    وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره
    وحياته وقيوميته وغيرها

    ولا يُرزق هذا المشهد
    إلا السابقون المقربون .
    الحمد لله رب العالمين

  4. #224

    افتراضي

    [ 71 ]


    س : ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟


    جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته ،
    وهو ثلاثة أنواع :

    الأول :

    إلحاد المشركين

    الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه
    وسموا بها أوثانهم ،
    فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله
    والعزى من العزيز
    ومناة من المنان .

    الثاني :

    إلحاد المشبهة

    الذين يكيفون صفات الله تعالى ،
    ويشبهونها بصفات خلقه
    وهو مقابل لإلحاد المشركين ،

    فأولئك سووا المخلوق برب العالمين ،

    وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها
    تعالى وتقدس .

    الثالث :

    إلحاد النفاة المعطلة ،

    وهم قسمان :

    قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى
    ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا :

    رحمن رحيم بلا رحمة ، عليم بلا علم ،
    سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ،
    قدير بلا قدرة ،
    وأطردوا بقيتها كذلك .

    وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ،
    ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة ،

    سبحان الله وتعالى
    عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا

    { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا

    فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ،

    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

    وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،


    { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

    وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } .

    الحمد لله رب العالمين

  5. #225

    افتراضي

    [ 72 ]

    س : هل جميع أنواع التوحيد متلازمة

    فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟

    جـ : نعم هي متلازمة ،

    فمن
    أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية ،

    مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله

    ما لا يقدر عليه إلا الله ،

    فدعاؤه إياه عبادة بل مخ العبادة ،

    صرفها لغير الله من دون الله ،

    فهذا
    شرك في الإلهية ،


    وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر

    معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك ،

    هذا شرك في الربوبية

    حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته ،


    ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله

    إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب

    في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك ،

    وهو
    شرك في الأسماء والصفات

    حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات ،

    لا يحجبه قرب ولا بعد ،


    فاستلزم هذا الشرك في الإلهية


    الشرك في الربوبية والأسماء والصفات .
    الحمد لله رب العالمين

  6. #226

    افتراضي

    [ 73 ]


    س : ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟

    جـ : أدلة ذلك من الكتاب كثيرة ،

    منها قوله تعالى :

    { وَالْمَلَائِكَة ُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ

    وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ
    } ،


    وقوله تعالى :

    { إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ

    وَيُسَبِّحُونَه ُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } ،

    وقوله تعالى :

    { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ

    فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } ،

    وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره ،

    وفي صحيح مسلم
    أن الله تعالى خلقهم من نور (1) ،


    والأحاديث في شأنهم كثيرة .



    ==================
    (1) رواه مسلم ( الزهد / 60 ) ، وأحمد ( 6 / 153 ، 168 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  7. #227

    افتراضي

    [ 74 ]


    س : ما معنى الإيمان بالملائكة ؟


    جـ : هو الإقرار الجازم بوجودهم

    وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون

    و { عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ
    وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } ،

    { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ،

    { لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ }

    { يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } ،

    ولا يسأمون ولا يستحسرون .

    الحمد لله رب العالمين

  8. #228

    افتراضي

    [ 75 ]


    س : اذكر بعض أنواعهم
    باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟


    جـ : هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة ،

    فمنهم
    الموكل بأداء الوحي إلى الرسل وهو

    الروح الأمين جبريل عليه السلام ،

    ومنهم
    الموكل بالقطر وهو ميكائيل عليه السلام ،


    ومنهم
    الموكل بالصور وهو إسرافيل عليه السلام ،


    ومنهم
    الموكل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه ،


    ومنهم
    الموكل بأعمال العباد وهم الكرام الكاتبون ،


    ومنهم
    الموكل بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه وهم المعقبات ،


    ومنهم
    الموكل بالجنة ونعيمها وهم رضوان ومن معه ،


    ومنهم
    الموكل بالنار وعذابها وهم مالك ومن معه من الزبانية ،


    ورؤساؤهم تسعة عشر ،

    ومنهم
    الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونكير ،


    ومنهم حملة العرش ،

    ومنهم الكروبيون ،

    ومنهم
    الموكل بالنطف في الأرحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها ،


    ومنهم
    الملائكة يدخلون البيت المعمور


    يدخله كل يوم سبعون ألف ملك
    ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم ،


    ومنهم
    ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر ،


    ومنهم
    صفوف قيام لا يفترون ،


    منهم
    ركع سجد لا يرفعون ،


    ومنهم غير من ذكر


    { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ
    وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } ،


    ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى .
    الحمد لله رب العالمين

  9. #229

    افتراضي

    [ 76 ]


    س : ما دليل الإيمان بالكتب ؟

    جـ : أدلته كثيرة منها قوله تعالى :

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

    وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ

    وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ } ،

    وقوله تعالى :

    { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا

    وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ

    وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ

    لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ } . الآيات ،


    وغيرها كثير ،

    ويكفي في ذلك قوله تعالى :

    { وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ } .
    الحمد لله رب العالمين

  10. #230

    افتراضي



    [ 77 ]

    س : هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟
    جـ : سمى الله منها في القرآن :

    هو ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور ،

    وصحف إبراهيم وموسى ، وذكر الباقي جملة


    فقال تعالى :

    { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ

    نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ

    وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ } ،

    وقال تعالى :

    { وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا } ،

    وقال تعالى :

    { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى

    وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } ،

    وقال تعالى :

    { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ

    وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } ،

    فما ذكر الله منها تفصيلا

    وجب علينا الإيمان به تفصيلا ،


    وما ذكر منها إجمالا

    وجب علينا الإيمان به إجمالا ،


    فنقول فيه ما أمر الله به رسوله :

    { وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ } .
    الحمد لله رب العالمين

  11. #231

    افتراضي

    [ 78 ]


    س : ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟


    جـ : معناه التصديق الجازم

    بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل ،


    وأن الله تكلم بها حقيقة ،

    فمنها

    المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي ،


    ومنها

    ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري ،


    ومنها

    ما كتبه الله تعالى بيده


    كما قال تعالى :

    { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا
    أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ


    أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا
    فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ
    } ،


    وقال تعالى لموسى :

    { إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } ،

    { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ،

    وقال تعالى في شأن التوراة :

    { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
    مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ
    } ،


    وقال في عيسى :

    { وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ } ،

    وقال تعالى :

    { وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا } ،

    وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل ،

    وقال تعالى في شأن القرآن :

    { لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ

    وَالْمَلَائِكَة ُ يَشْهَدُونَ
    وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا
    } ،


    وقال تعالى فيه :

    { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى

    النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ

    وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } ،

    وقال تعالى :

    { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ

    نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ

    عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ

    بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } . الآيات ،

    وقال تعالى فيه :

    { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ

    وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ

    تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } . الآيات ،

    وغيرها كثير .
    الحمد لله رب العالمين

  12. #232

    افتراضي

    [ 79 ]


    س : ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة ؟


    جـ : قال الله تعالى فيه :

    { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ

    مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } ،

    وقال تعالى :


    { وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ

    وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ

    وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ،

    وقال تعالى :


    { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ

    وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ،


    قال أهل التفسير :

    مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها ،

    يعني يصدق : ما فيها من الصحيح ،

    وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ،

    ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير ،

    ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة

    ممن لم ينقلب على عقبيه ،

    كما قال تبارك وتعالى :

    { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ

    وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا

    إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } ،


    وغير ذلك .
    الحمد لله رب العالمين

  13. #233

    افتراضي

    [ 80 ]

    س : ما الذي يجب التزامه في حق القرآن

    على جميع الأمة ؟


    جـ : هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه ،

    قال الله تعالى :

    { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا } ،


    وقال تعالى :


    { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

    وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } ،


    وقال تعالى :


    { وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ

    إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } ،


    وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة ،

    وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال :


    « فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به » (1) ،

    وفي حديث علي مرفوعا :

    « إنها ستكون فتن » (2) .

    « قلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟

    قال : " كتاب الله » . وذكر الحديث .


    ==================
    (1) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 36 ) ، وأحمد ( 4 / 366 ، 367 ) .

    (2) ( ضعيف ) ، رواه أحمد ( 1 / 91 ) ، والترمذي ( 2906 ) ، والدارمي ( 3334 ) ،
    قال الإمام الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ،
    وإسناده مجهول وفي الحارث مقال .
    وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده ضعيف جدا من أجل الحارث الأعور .
    الحمد لله رب العالمين

  14. #234

    افتراضي

    [ 81 ]



    س : ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟

    جـ : حفظه وتلاوته
    والقيام به آناء الليل والنهار



    وتدبر آياته
    وإحلال حلاله
    وتحريم حرامه
    والانقياد لأوامره ،

    والانزجار بزواجره
    والاعتبار بأمثاله
    والاتعاظ بقصصه


    والعمل بمحكمه
    والتسليم لمتشابهه
    والوقوف عند حدوده ،


    وينفون عنه تحريف الغالين
    وانتحال المبطلين ،


    والنصيحة له بكل معانيها
    والدعوة إلى ذلك على بصيرة .

    الحمد لله رب العالمين

  15. #235

    افتراضي

    [ 82 ]


    س : ما حكم من قال بخلق القرآن ؟

    جـ : القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ،

    ليس كلامه الحروف دون المعاني ،
    ولا المعاني دون الحروف ،


    تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا ،

    وآمن به المؤمنون حقا ،

    فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان

    وسمع بالآذان وأبصرته العينان
    لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن ،


    فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة ،

    والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة ،

    والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق ،

    والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق ،

    والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق ،

    قال الله تعالى :

    { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } ،


    وقال تعالى :
    { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
    وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } ،

    وقال تعالى :
    { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } ،

    وقال تعالى :

    { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ
    فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ
    } ،


    وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
    " أديموا النظر في المصحف " .

    والنصوص في ذلك لا تحصى ،

    ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق
    فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية ؛

    لأن القرآن كلام الله تعالى
    منه بدأ وإليه يعود ، وكلامه صفته ،


    ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد

    يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام
    فإن رجع وإلا قتل كفرا

    ليس له شيء من أحكام المسلمين .
    الحمد لله رب العالمين

  16. #236

    افتراضي

    [ 83 ]


    س : هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟


    جـ : أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل

    واتصافه تعالى بها ،


    فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه ،

    وأنزله بعلمه ، وهو أعلم بما ينزل ،

    وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل ،

    كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي » (1) . الحديث -

    ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام :

    إنها صفة ذات وفعل معا ،
    فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا
    وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته ،

    فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء
    بكلام يسمعه من يشاء وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء

    { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ
    قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } ،

    { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ
    وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
    مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } ،

    { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا
    لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .

    ==================
    (1) تقدم وهو ضعيف .
    الحمد لله رب العالمين

  17. #237

    افتراضي

    [ 84 ]



    س : من هم الواقفة وما حكمهم ؟


    جـ : الواقفة هم الذين يقولون في القرآن :

    لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق .


    قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :

    ( من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ،

    ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا جهلا بسيطا

    فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان ،

    فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق ،

    وإلا فهو شر من الجهمية ) (1) .

    ==================
    (1) انظر كتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله ( 1 / 179 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  18. #238

    افتراضي

    [ 85 ]


    س : ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟


    جـ : هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ؛

    لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد ،

    وبين الملفوظ به الذي هو القرآن ،

    فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني ،

    ورجع إلى قول الجهمية ،

    وإذا قيل :


    غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ،

    وهذا من بدع الاتحادية ،

    ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى :


    من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ،

    ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع (1) .

    ==================
    (1) انظر كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ( 1 / 164 ، 165 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  19. #239

    افتراضي

    [ 86 ]



    س : ما دليل الإيمان بالرسل ؟

    جـ : أدلته كثيرة من الكتاب والسنة ،

    منها قوله تعالى :

    { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ

    وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ

    وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ

    وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا

    أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا

    وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا

    وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ

    وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ

    أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } ،


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « آمنت بالله ورسله » (1) .

    ================
    (1) رواه البخاري ( 1354 ، 6173 ) ، ومسلم ( الفتن95 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  20. #240

    افتراضي

    [ 87 ]


    س : ما معنى الإيمان بالرسل ؟

    جـ : هو التصديق الجازم

    بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم

    يدعوهم إلى
    عبادة الله وحده
    والكفر بما يُعبد من دونه
    ،

    وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون
    راشدون

    كرام بررة أتقياء أمناء هداة
    مهتدون ،

    وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم
    مؤيدون ،

    وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به ،

    لم يكتموا ، ولم يغيروا ،

    ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه ،

    { فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } ،

    وأنهم كلهم على الحق المبين ،

    وأن الله تعالى اتخذ
    إبراهيم خليلا ،

    واتخذ
    محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا

    وكلَّم
    موسى تكليما ،

    ورفع
    إدريس مكانا عليا ،

    وأن
    عيسى عبد الله ورسوله

    وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه


    وأن الله فضل بعضهم على بعض

    ورفع بعضهم درجات .
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •