تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 11 من 80 الأولىالأولى ... 2345678910111213141516171819202161 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 201 إلى 220 من 1591

الموضوع: ثمرات التوحيد

  1. #201

    افتراضي

    [ 48 ]


    س : ما الفرق بين الواو وثم

    في هذه الألفاظ ؟


    جـ : لأن العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية ،

    فيكون من قال : ما شاء الله وشئت ،

    قارنًا مشيئة العبد بمشيئة الله مسويا بها ،

    بخلاف العطف بثم المقتضية للتبعية ،

    فمن قال : ما شاء الله ثم شئت ،

    فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى،

    لا تكون إلا بعدها ،


    كما قال تعالى :

    { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } ،


    وكذلك البقية .
    الحمد لله رب العالمين

  2. #202

    افتراضي

    [ 49 ]

    س : ما هو توحيد الربوبية ؟

    جـ : هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه

    وخالقه ومدبره والمتصرف فيه ،

    لم يكن له شريك في الملك ،

    ولم يكن له ولي من الذل ،

    ولا راد لأمره ولا معقب لحكمه ،

    ولا مضاد له ولا مماثل ،

    ولا سمي له ولا منازع في شيء من معاني ربوبيته ،

    ومقتضيات أسمائه وصفاته ،


    قال الله تعالى :

    { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

    وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ } . الآيات ،

    بل السورة كلها ،

    وقال تعالى :

    { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ،


    وقال تعالى :

    { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ

    قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم ْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ

    لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا

    قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ

    أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ

    أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ

    خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ


    قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ

    وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
    } . الآيات ،



    وقال تعالى :

    { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ

    ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ


    هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ

    سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ،

    وقال تعالى :

    { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ

    فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } ،


    وقال تعالى :

    { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ

    أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ } .

    الآيات ،



    وقال تعالى :

    { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا

    فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ

    هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ،

    وقال تعالى :

    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،


    وقال تعالى :


    { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا

    وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ

    وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ

    وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا } ،


    وقال تعالى :

    { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ

    لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

    فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ


    وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ

    وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ

    وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ

    حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ

    قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ


    قَالُوا الْحَقَّ

    وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .
    الحمد لله رب العالمين

  3. #203

    افتراضي

    [ 50 ]


    س : ما ضد توحيد الربوبية ؟

    جـ : هو اعتقاد متصرف مع الله عز وجل

    في أي شيء من تدبير الكون

    من إيجاد أو إعدام أو إحياء أو إماتة
    أو جلب خير أو دفع شر
    أو غير ذلك من معاني الربوبية ،

    أو اعتقاد منازع له في شيء من مقتضيات أسمائه وصفاته
    كعلم الغيب والعظمة والكبرياء ونحو ذلك ،


    وقال الله تعالى :

    { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ
    فَلَا مُمْسِكَ لَهَا


    وَمَا يُمْسِكْ
    فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ
    وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ

    هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ
    يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
    } . الآيات ،


    وقال تعالى :

    { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ
    فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ


    وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
    فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ
    } . الآية ،


    وقال تعالى :
    { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

    إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ

    هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ

    أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ

    هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ
    قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ
    عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُو نَ
    } ،


    وقال تبارك وتعالى :

    { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ

    لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } . الآيات ،


    وقال تعالى :

    { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

    الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } ،

    وقال تعالى :

    { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } ،


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « يقول الله تعالى :

    " العظمة إزاري ،
    والكبرياء ردائي
    ،


    فمن نازعني واحدا منهما

    أسكنته ناري
    »
    (1) .


    وهو في الصحيح .


    ==================
    (1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 2 / 248 ، 376 ، 414 ، 427 ، 442 ) ،
    وأبو داود ( 4090 ) ، وابن ماجه ( 4174 ) ،
    الحديث صححه الألباني وسكت عنه أبو داود ،
    ورواه مسلم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه ( البر 2620 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  4. #204

    افتراضي

    [ 51 ]


    س : ما هو توحيد الأسماء والصفات ؟

    جـ : هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه

    ووصف به رسوله صلى الله عليه وسلم
    من الأسماء الحسنى والصفات العلى ،

    وإمرارها كما جاءت بلا كيف ،


    كما جمع الله تعالى بين إثباتها ونفي التكييف عنها

    في كتابه في غير موضع


    كقوله تعالى :

    { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
    وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا
    } ،


    وقوله تعالى :


    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،

    وقوله تعالى :

    { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ

    وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ، وغير ذلك ،


    وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه

    « أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    - يعنى لما ذكر آلهتهم - أنسب لنا ربك ،

    فأنزل الله تعالى :

    { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ }»

    والصمد الذي { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } ؛

    لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ،

    وليس شيء يموت إلا سيورث ،

    وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث


    { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } .

    قال : لم يكن له شبيه ولا عديل ،

    وليس كمثله شيء (1) .

    ==================
    (1) ( حسن ) ، رواه أحمد ( 5 / 134 ) ، والترمذي ( 3364 ) ،
    ورواه عن أبي العالية مرسلا ( 3365 ) ، والحاكم ( 2 / 540 ) ،
    والبيهقي ( في الأسماء والصفات / 354 ) ، وابن أبي عاصم ( 1 / 298 ) ،

    وفي سنده أبو بكر الرازي ،
    قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ ،
    وقد نوه الترمذي إلى أن المرسل أصح ،

    قال الحافظ في الفتح ( 8 / 739 ) :
    وصحح الموصول ابن خزيمة والحاكم ،
    وله شاهد من حديث جابر عن أبي يعلى والطبري والطبراني في الأوسط ، ا هـ .

    وقد حسن إسناده السيوطي في الدر المنثور ( 6 / 410 ) من حديث جابر ، ا هـ .
    قال الهيثمي ( 7 / 146 ) : رواه الطبراني في الأوسط ، ا هـ .
    الحمد لله رب العالمين

  5. #205

    افتراضي

    [ 52 ]


    س : ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة ؟

    جـ : قال الله عز وجل :

    { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى

    فَادْعُوهُ بِهَا


    وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } ،

    وقال سبحانه :

    { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ

    أَيًّا مَا تَدْعُوا

    فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
    } ،


    وقال عز وجل :

    { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

    لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }


    - وغيرها من الآيات ،


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « إن لله تسعة وتسعين اسما

    من أحصاها دخل الجنة » (1) .
    وهو في الصحيح ،


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « أسألك اللهم بكل اسم هو لك

    سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ،

    أو علمته أحدا من خلقك ،

    أو استأثرت به في علم الغيب عندك ،

    أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي » (2) . الحديث .

    ==================
    (1) رواه البخاري ( 2736 ، 7392 ) .

    (2) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 391 ، 452 ) ، وابن حبان ( 968 ) ،
    والحاكم ( 1 / 509 ) ، وأبو يعلى ( 5297 ) ،

    وقد عدد الشيخ الألباني طرقه في الصحيحة ( 199 )
    وناقش ما دار حولها من خلاف ثم قال :
    وجملة القول أن الحديث صحيح من رواية .
    الحمد لله رب العالمين

  6. #206

    افتراضي

    [ 53 ]


    س : ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن ؟


    جـ : مثل قوله تعالى :

    { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } -

    { إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا } -

    { إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا } -

    { إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } -

    { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا } -

    { إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } -

    { إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } -

    { وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ } -

    { إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } -

    { إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } -

    { إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ } -

    { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } -

    { وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } -

    { وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } -

    { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا } -

    { أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } -

    { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ } -

    وقال تعالى :

    { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ،

    وقال تعالى :

    { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ
    وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ،


    وقوله تعالى :

    { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
    عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
    هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ

    هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
    الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ
    الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
    سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
    هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
    لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } ،

    وغيرها من الآيات .
    الحمد لله رب العالمين

  7. #207

    افتراضي

    [ 54 ]


    س : ما مثال الأسماء الحسنى من السنة ؟

    جـ : مثل قوله صلى الله عليه وسلم :

    « لا إله إلا الله العظيم الحليم ،

    لا إله إلا الله رب العرش العظيم ،

    لا إله إلا الله رب السماوات
    ورب الأرض
    ورب العرش الكريم
    » (1) ،


    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام

    يا بديع السماوات والأرض » (2) ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء

    في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم » (3) ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « اللهم عالم الغيب والشهادة ،

    فاطر السماوات والأرض ،

    رب كل شيء ومليكه » (4) . الحديث ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « اللهم رب السماوات السبع ،

    ورب العرش العظيم ،

    ربنا ورب كل شيء ،


    فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ،

    أعوذ بك
    من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ،


    أنت الأول فليس قبلك شيء ،

    وأنت الآخر فليس بعدك شيء ،

    وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،

    أنت الباطن فليس دونك شيء » (5) . الحديث ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « اللهم لك الحمد ،

    أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ،

    ولك الحمد

    أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن
    » (6) . الحديث ،



    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « اللهم إني أسألك بأني أشهد

    أنك أنت الله لا إله إلا أنت


    الأحد الصمد

    الذي لم يلد ولم يولد

    ولم يكن له كفوا أحد
    » (7) .


    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « يا مقلب القلوب »(8) . الحديث ،

    وغير ذلك كثير .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 7431 ، 7426 ) ، ومسلم ( الذكر / 83 ) .

    (2) ( صحيح ) من حديث أنس ولفظه :
    « . . بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم . . »

    رواه أحمد ( 3 / 120 ، 158 ، 245 ) ، وأبو داود ( 1495 ) ،
    والنسائي ( 3 / 52 ) ، وسكت عنه الإمام أبو داود ،
    وقد صححه الشيخ الألباني ورواه الحاكم ( 1 / 504 )
    وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .


    (3) ( صحيح ) من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
    رواه أحمد ( 1 / 62 ، 66 ، 72 ) ، وأبو داود ( 5088 ) ، والترمذي ( 3388 ) ، وابن ماجه ( 3869 ) ،

    قال الإمام الترمذي : حسن صحيح غريب وسكت عنه الإمام أبو داود ،
    وقال الحافظ العراقي : رواه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم وصححه من حديث عثمان ، ا هـ .

    قال الزبيدي : وكذلك رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن السني
    وأبو نعيم في الحلية والضياء في المختارة ، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف بلفظ :
    « من قال ذلك إذا أصبح وإذا أمسى ثلاث مرات . . » ( إتحاف 5 / 131 ، 132 ) ،
    وقد صححه الشيخ الألباني .

    (4) ( صحيح ) من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو . رواه أحمد ( 1 / 9 ، 10 ، 14 ، 2 / 196 ، 297 ) ،
    وأبو داود [ 5067 ] ، والترمذي [ 3529 ] ، والدارمي [ 6292 ] ، والحاكم [ 1 / 513 ] ،

    وقد صححه الألباني وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،
    قال الشيخ شاكر : إسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .

    (5) رواه مسلم ( الذكر 61 ، 62 ، 63 ) ، وأحمد ( 2 / 381 ، 404 ، 536 ) .

    (6) رواه البخاري ( 1120 ، 6317 ) ، ومسلم ( مسافرين / 199 ) .

    (7) ( صحيح ) رواه ابن ماجه ( 3857 ) ، والترمذي ( 3475 ) ،
    وأحمد ( 5 / 349 ، 350 ، 360 ) من حديث بريدة الأسلمي ،
    ورواه الحاكم ( 1 / 267 ) ، والنسائي ( 1301 ) من حديث محجن بن الأدرع ،
    قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ،
    وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،
    وقد صححه الألباني .

    (8) ( صحيح ) ، رواه الترمذي ( 3522 ) ، وأحمد ( 6 / 294 ، 315 ) من حديث أم سلمة ،

    ورواه أحمد ( 4 / 182 ) من حديث نواس بن سمعان ،
    ورواه الحاكم ( 2 / 288 ) من حديث جابر بن عبد الله ،
    ورواه أحمد أيضا ( 6 / 91 ، 251 ) من حديث عائشة رضي الله عنها ،
    ورواه الترمذي أيضا ( 2140 ) من حديث أنس بن مالك ،
    قال الإمام الترمذي : ( هذا حديث حسن ) قلت : قال ذلك الترمذي على حديث أم سلمة وحديث أنس ،
    لكنه عقب على حديث أنس بقوله : وحديث أبي سفيان عن أنس أصح .

    قال الألباني معقبا على تحسين الترمذي :

    قلت : وهو على شرط مسلم ( مشكاة 102 ) ،

    وقد صححه في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم ( 1 / ح 225 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  8. #208

    افتراضي

    [ 55 ]
    س : على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى ؟


    جـ : هي على ثلاثة أنواع ،

    دلالتها على الذات مطابقة ،

    ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا ،

    ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما .

    [ 56 ]


    س : ما مثال ذلك ؟


    جـ : مثال ذلك

    اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات المسمى ،

    وهو الله عز وجل مطابقة ،

    وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة تضمنا ،

    وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها

    كالحياة والقدرة التزاما ،

    وهكذا سائر أسمائه ،

    وذلك بخلاف المخلوق ،

    فقد يسمى حكيما وهو جاهل ،

    وحكما وهو ظالم ،

    وعزيزا وهو ذليل ،

    وشريفا وهو وضيع

    وكريما وهو لئيم ،

    وصالحا وهو طالح ،

    وسعيدا وهو شقي ،

    وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك ،


    فسبحان الله وبحمده
    هو كما وصف نفسه ،

    وفوق ما يصفه به خلقه .
    الحمد لله رب العالمين

  9. #209

    افتراضي

    [ 57 ]


    س : على كم قسم دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن ؟

    جـ : هي على أربعة أقسام ،

    الأول :

    الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى
    وهو الله ،


    ولهذا تأتي الأسماء جميعها صفات له

    كقوله تعالى :

    { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ } ، ونحو ذلك ،

    ولم يأت هو قط تابعا لغيره من الأسماء .

    الثاني :

    ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل


    كاسمه تعالى السميع
    المتضمن سمعه ، الواسع جميع الأصوات ،


    سواء عنده سرها وعلانيتها ،

    واسمه البصير المتضمن بصره النافذ

    في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها ،

    واسمه العليم المتضمن علمه المحيط


    الذي { لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ
    فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ
    وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ } .


    واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء إيجادا وإعداما ،

    وغير ذلك .

    الثالث :

    ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور

    وغير ذلك .

    الرابع :

    ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص

    كالقدوس السلام .


    الحمد لله رب العالمين

  10. #210

    افتراضي

    [ 58 ]


    س : كم أقسام الأسماء الحسنى
    من جهة إطلاقها على الله عز وجل ؟


    جـ : منها ما يطلق على الله مفردا أو مع غيره ،

    وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلاق ،

    كالحي القيوم الأحد الصمد ونحو ذلك ،


    ومنها
    ما لا يطلق على الله إلا مع مقابله ،

    وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا

    كالضار النافع ، والخافض الرافع ،

    والمعطي المانع ، والمعز المذل ،
    ونحو ذلك ،


    فلا يجوز إطلاق الضار ولا الخافض
    ولا المانع ولا المذل على انفراده ،


    ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك

    لا في الكتاب ولا في السنة ،

    ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم ،

    لم يطلق في القرآن إلا مع متعلقه


    كقوله تعالى :

    { إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ } ،

    أو بإضافة ذو إلى الصفة المشتق منها

    كقوله تعالى :

    {
    وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } .

    الحمد لله رب العالمين

  11. #211

    افتراضي

    [ 58 ]


    س : تقدم أن صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية ،
    فما مثال صفات الذات من الكتاب ؟


    جـ : مثل قوله تعالى :

    { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } ،

    { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } ،

    { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ،

    { وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } ،

    { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } ،

    { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } ،

    { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
    وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا
    } ،


    { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ،

    { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ،

    { وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ } ،

    { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } ،

    وغير ذلك .
    الحمد لله رب العالمين

  12. #212

    افتراضي

    [ 59 ]


    س : ما مثال صفات الذات من السنة ؟


    جـ : كقوله صلى الله عليه وسلم :

    « حجابه النور لو كشفه
    لأحرقت سبحات
    وجهه ،


    ما انتهى إليه بصره من خلقه » (1) .

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة ،

    سحاء الليل والنهار ،

    أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ،

    فإنه لم يغض ما في يمينه ،

    وعرشه على الماء ،

    وبيده الأخرى الفيض أو القبض ،

    يرفع ويخفض » (2) ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال :

    « إن الله لا يخفى عليكم
    إن الله ليس بأعور » (3) ،


    وأشار بيده إلى عينه . الحديث ،

    وفي حديث الاستخارة :

    « اللهم إني أستخيرك بعلمك ،

    وأستقدرك
    بقدرتك ،


    وأسألك من فضلك العظيم ،

    فإنك
    تقدر ولا أقدر ،


    وتعلم ولا أعلم ،

    وأنت
    علام الغيوب » (4) .


    الحديث ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ،

    تدعون سميعا بصيرا قريبا » (5) .

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلَّم بالوحي » (6).
    الحديث ،


    وفي حديث البعث :

    « يقول الله تعالى :
    يا آدم ،
    فيقول : لبيك
    »
    (7) . الحديث ،


    وأحاديث كلام الله لعباده في الموقف ،
    وكلامه لأهل الجنة
    وغير ذلك ما لا يحصى .


    ==================
    (1) رواه مسلم ( الإيمان / 293 ) .
    (2) رواه البخاري ( 4684 ، 7411 ) ، ومسلم ( الزكاة / 993 ) .
    (3) رواه البخاري ( 3057 ، 3337 ) ، ومسلم ( الفتن / 95 ، 100 ) .
    (4) رواه البخاري ( 1162 ) ، وأبو داود ( 1538 ) ، والترمذي ( 480 ) .
    (5) رواه البخاري ( 2992 ، 4205 ) ، ومسلم ( الذكر / 44 ، 45 ) .

    (6) ( إسناده فيه ضعف ) ،
    رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 515 ) ، والآجري في الشريعة ( 126 ) ،
    وفي سنده نعيم بن حماد ، وقد مضى القول فيه قريبا ،
    وفي سند الحديث الوليد بن مسلم وهو يدلس تدليس تسوية ،
    وقد عنعن الحديث عن شيخ شيخه .

    (7) رواه البخاري ( 4741 ) ، ومسلم ( الإيمان / 379 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  13. #213

    افتراضي

    [ 60 ]


    س : ما مثال صفات الأفعال من الكتاب ؟

    جـ : مثل قوله تعالى :

    { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ } ،

    وقوله :

    { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ } . الآية ،

    وقوله تعالى :

    { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

    وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

    وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } ،

    وقوله تعالى :

    { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } ،

    وقوله تعالى :

    { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } ،

    وقوله تعالى :

    { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا } ،

    وقوله تعالى :

    { إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } ،

    وغيرها من الآيات .
    الحمد لله رب العالمين

  14. #214

    افتراضي

    [ 61 ]


    س : ما مثال صفات الأفعال من السنة ؟


    جـ : مثل قوله صلى الله عليه وسلم :

    « ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا

    حين يبقى ثلث الليل الآخر » (1) . الحديث ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة :

    « فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول :

    أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا » (2) . الحديث ،

    ونعني بصفة الفعل هنا الإتيان
    لا الصورة فافهم ،


    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « إن الله
    يقبض يوم القيامة الأرض ،

    وتكون السماوات
    بيمينه ،
    ثم يقول أنا الملك
    » (3) . الحديث ،


    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « لما خلق الله الخلق
    كتب بيده على نفسه

    إن رحمتي تغلب غضبي » (4) ،

    وفي حديث احتجاج آدم وموسى :

    « فقال آدم : يا موسى ،

    اصطفاك الله
    بكلامه
    وخط لك التوراة بيده » (5) ،

    فكلامه تعالى ويده صفتا ذات ،

    وتكلمه صفة ذات وفعل معا ،

    وخطه التوراة صفة فعل .

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « إن الله تعالى
    يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

    ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل » (6) . الحديث ،


    وغيرها كثير .

    ==================
    (1) رواه البخاري ( 1145 ، 6321 ) ، ومسلم ( مسافرين / 168 ، 169 ، 170 ) .
    (2) رواه البخاري ( 6573 ، 7437 ) ، ومسلم ( الإيمان / 299 ) .
    (3) رواه البخاري ( 4812 ، 6519 ، 7382 ) ، ومسلم ( صفة الجنة والنار / 23 ) .
    (4) رواه البخاري ( 3194 ، 7422 ) ، ومسلم ( التوبة / 14 ، 15 ، 16 ) .
    (5) رواه البخاري ( 6614 ، 3409 ، 4736 ) ، ومسلم ( القدر / 13 ) .
    (6) رواه مسلم ( التوبة / 31 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  15. #215

    افتراضي

    [ 62 ]

    س : هل يشتق من كل صفات الأفعال أسماء

    أم أسماء الله كلها توقيفية ؟


    جـ : لا بل أسماء الله تعالى كلها توقيفية ،

    لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه

    أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم ،

    وكل فعل أطلقه الله تعالى على نفسه

    فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ،


    ولكن ليس كلها وصف الله به نفسه مطلقا

    ولا كلها يشتق منها أسماء ،

    بل منها ما وصف به نفسه مطلقا

    كقوله تعالى :

    { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ
    ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ
    } ،


    وسمى نفسه الخالق الرازق
    المحيي المميت المدبر،


    ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه

    على سبيل الجزاء والمقابلة ،

    وهي فيما سيقت له مدح وكمال


    كقوله تعالى :

    { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } ،

    { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } ،

    { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} ،

    ولكن لا يجوز إطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الآيات ،

    فلا يقال أنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك ،

    وكذلك لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ،

    ولا يقوله مسلم ولا عاقل ،

    فإن الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والكيد والخداع

    إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ،


    وقد عُلم أن المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق ،

    فكيف
    من الخلاق العليم
    العدل الحكيم
    .
    الحمد لله رب العالمين

  16. #216

    افتراضي

    [ 63 ]

    س : ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى
    وما في معناه كالظاهر والقاهر والمتعال ؟


    جـ : يتضمن اسمه الأعلى الصفة المشتق منها ،

    وهو ثبوت العلو له عز وجل بجميع معانيه ،

    علو فوقيته

    تعالى على عرشه عال على جميع خلقه ،

    بائن منهم ، رقيب عليهم ، يعلم ما هم عليه ،

    قد أحاط بكل شيء علما ، لا تخفى عليه منهم خافية .

    وعلو قهره

    فلا مغالب له ولا منازع ولا مضاد ولا ممانع ،

    بل كل شيء خاضع لعظمته ،

    ذليل لعزته ،


    مستكين لكبريائه ، تحت تصرفه وقهره ،

    لا خروج له من قبضته .

    وعلو شأنه ،

    فجميع صفات الكمال له ثابتة ،

    وجميع النقائص عنه منتفية ،

    عز وجل وتبارك وتعالى ،

    وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة

    لا ينفك معنى منها عن الآخر .
    الحمد لله رب العالمين

  17. #217

    افتراضي

    [ 64 ]


    س : ما دليل علو الفوقية من الكتاب ؟


    جـ : الأدلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى ،

    فمنها هذه الأسماء وما في معناها ،

    ومنها قوله :


    { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }

    في سبعة مواضع من القرآن ،

    ومنها قوله تعالى :


    { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } ،

    ومنها قوله تعالى :

    { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} ،

    ومنها قوله تعالى :

    { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ

    وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
    } ،


    وقوله تعالى :

    { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } ،

    وقوله :

    { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } ،

    وقوله تعالى :

    { يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ

    وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
    } ،


    وغير ذلك كثير .
    الحمد لله رب العالمين

  18. #218

    افتراضي

    [ 65 ]


    س : ما دليل ذلك من السنة ؟


    جـ : أدلته من السنة كثيرة لا تحصى ،

    منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال :


    « والعرش فوق ذلك ، والله فوق العرش ،

    وهو يعلم ما أنتم عليه » (1) ،

    وقوله لسعد في قصة قريظة :

    « لقد حكمت فيهم بحكم الملك
    من فوق سبعة أرقعة
    » ،


    وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية :

    « أين الله ؟ قالت في السماء .

    قال : " اعتقها فإنها مؤمنة» (2) ،

    وأحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة :

    « ثم يعرج الذين باتوا فيكم
    فيسألهم وهو أعلم بهم
    » (3) . الحديث ،


    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    « من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب

    ولا يصعد إلى الله إلا الطيب » (4) . الحديث ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي :

    « إذا قضى الله الأمر في السماء
    ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله
    كأنه سلسلة على صفوان » (5) . الحديث ،

    وغير ذلك كثير ،

    وقد أقر بذلك جميع المخلوقات إلا الجهمية .
    ==================
    (1) ( ضعيف جدا ) ، رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 577 ) ، وأبو داود ( 2724 ) ،
    والترمذي ( 3320 ) ، وابن خزيمة في التوحيد ( 68 )

    من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله الرازي ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك ،
    عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعا . . ) ،


    وفيه عبد الله بن عميرة ، قال الذهبي : فيه جهالة ،
    وقال البخاري : لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس .

    والحديث أخرجه أبو داود أيضا وابن ماجه ( 193 ) ،
    والآجري في الشريعة ص ( 292 )

    من طريق أخرى عن عمرو بن أبي محسن ،
    وعمرو هذا صدوق له أوهام وله بعض المتابعات الأخرى وهي واهية ،


    ومنها ما أخرجه أحمد ( 1 / 206 ، 207 ) في سنده يحيى بن العلاء متهم بالوضع .

    (2) رواه مسلم ( مساجد 33 ).

    (3) رواه البخاري ( 555 ، 3223 ) ، ومسلم ( مساجد / 210 ) .

    (4) رواه البخاري ( 7430 ، 1410 ) ، ومسلم ( الزكاة / 63 ) .

    (5) رواه البخاري ( 4701 ، 4800 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  19. #219

    افتراضي

    [ 66 ]

    س : ماذا قال أئمة الدين من السلف الصالح
    في مسألة الاستواء ؟


    جـ : قولهم بأجمعهم رحمهم الله تعالى :

    الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ،

    والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ،

    ومن الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ،

    وعلينا التصديق والتسليم ،


    وهكذا قولهم

    في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها :


    { آمَنَّا بِهِ
    كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا
    } ،

    { آمَنَّا بِاللَّهِ
    وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
    } .

    الحمد لله رب العالمين

  20. #220

    افتراضي

    [ 67 ]


    س : ما دليل علو القهر من الكتاب ؟


    جـ : أدلته كثيرة ،

    منها قوله تعالى :

    { وَهُوَ
    الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } ،


    وهو متضمن لعلو القهر والفوقية ،


    وقوله تعالى :

    { سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ
    الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ،


    وقوله تعالى :

    { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ
    لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ،


    وقوله تعالى :

    { قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ
    وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ
    الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
    } ،


    وقوله تعالى :

    { مَا مِنْ دَابَّةٍ
    إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } ،


    وقوله تعالى :

    { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
    إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
    فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } ،


    وغير ذلك من الآيات .
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •