تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 10 من 80 الأولىالأولى 123456789101112131415161718192060 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 181 إلى 200 من 1591

الموضوع: ثمرات التوحيد

  1. #181

    افتراضي

    [ 25 ]


    س : ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ؟


    جـ : قال الله تعالى :

    { الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا
    وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ


    وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

    فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا

    وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }

    إلى آخر الآيات ،


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله

    وأن محمدا رسول الله

    صدقًا من قلبه
    إلا حرَّمه الله على النار » (1) ،



    وقال للإعرابي الذي علمه شرائع الإسلام

    إلى أن قال :


    « والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها ،

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " أفلح إن صدق » " (2) .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 128 ) ، ومسلم ( الإيمان / 53 ).

    (2) رواه البخاري ( 46 ، 1891 ) ، ومسلم ( الإيمان / 8 ، 9 ،
    وأحمد ( 1 / 162 ) ، وأبو داود ( 391 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  2. #182

    افتراضي

    [ 26 ]


    س : ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ؟

    جـ : قال الله تعالى :

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ

    فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
    يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ،


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان :

    أن يكون الله ورسوله
    أحبَّ إليه مما سواهما ،

    وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،

    وأن يكره أن يعود في الكفر
    بعد إذ أنقذه الله منه

    كما يكره أن يقذف في النار » " (1) .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 16 ، 21 ، 6941 ) ،
    ومسلم ( الإيمان / 67 ، 68 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  3. #183

    افتراضي

    [ 27 ]


    س : ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ؟


    جـ : قال الله عز وجل

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

    لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ


    بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

    وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
    }


    إلى قوله :

    { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا }

    إلى آخر الآيات ،


    وقوله تعالى :


    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

    لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ


    إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ } الآيتين ،

    وقال تعالى :

    { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

    يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } الآية ،

    وقال تعالى :

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

    لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ }

    إلى آخر السورة
    ،


    وغير ذلك من الآيات .

    الحمد لله رب العالمين

  4. #184

    افتراضي

    [ 28 ]


    س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ؟


    جـ : قول الله تعالى :

    { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

    إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ

    يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ

    وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } الآية ،

    وقوله تعالى :


    { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ

    عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ

    حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ

    بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ،


    وقوله تعالى :

    { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } ،

    وغيرها من الآيات .
    الحمد لله رب العالمين

  5. #185

    افتراضي

    [ 29 ]

    س : ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    ؟


    جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب
    المواطئ لقول اللسان


    بأن محمدا عبده ورسوله
    إلى كافة الناس إنسهم وجنهم


    { شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }

    { وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا }

    فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به

    من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي ،


    وفيما أحل من حلال وحرم من حرام ،

    والامتثال والانقياد لما أمر به ،

    والكف والانتهاء عما نهى عنه ،

    واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر

    مع الرضا بما قضاه والتسليم له ،

    وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ؛

    لأنه مبلغ عن الله رسالته

    ولم يتوفه الله حتى أكمل به الدين وبلغ البلاغ المبين

    وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها

    لا يزيغ عنها بعده إلا هالك ،



    وفي هذا الباب مسائل ستأتي إن شاء الله .
    الحمد لله رب العالمين

  6. #186

    افتراضي

    [ 30 ]


    س : ما شروط شهادة أن محمدا رسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    ،

    وهل تقبل الشهادة الأولى بدونها ؟


    جـ : قد قدمنا لك أن العبد
    لا يدخل في الدين إلا بهاتين الشهادتين

    وأنهما متلازمتان ،

    فشروط الشهادة الأولى
    هي شروط في الثانية ،


    كما أنها هي شروط في الأولى .

    الحمد لله رب العالمين

  7. #187

    افتراضي

    [ 31 ]


    س : ما دليل الصلاة والزكاة ؟


    جـ : قال الله تعالى :

    { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
    فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ،

    وقال تعالى :

    { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
    فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } ،

    وقال تعالى :

    { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
    مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
    وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
    وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } الآية ،

    وغيرهما .
    الحمد لله رب العالمين

  8. #188

    افتراضي

    [ 32 ]

    س : ما دليل الصوم ؟


    جـ : قال الله تعالى :

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

    كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } ،


    وقال تعالى :

    { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } الآيات ،


    وفي حديث الأعرابي :

    أخبرني ما فرض الله عليّ من الصيام .

    فقال :
    « شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا » . الحديث .
    الحمد لله رب العالمين

  9. #189

    افتراضي

    [ 33 ]

    س : ما دليل الحج ؟

    جـ : قال الله تعالى :

    { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } ،

    وقال تعالى :

    { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
    مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
    } ،


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « إن الله تعالى كتب عليكم الحج » (1) .

    الحديث في الصحيحين ،

    وتقدم حديث جبريل وحديث :

    «
    بني الإسلام على خمس »
    (2) ،

    وغيرها كثير .
    ==================

    (1) رواه مسلم ( الحج / 412 ) ،
    وأحمد ( 1 / 371 ، 2 / 508 ) .
    (2) تقدم تخريجه .

    الحمد لله رب العالمين

  10. #190

    افتراضي

    [ 34 ]
    س : ما حكم من جحد واحدا منها
    أو أقر به واستكبر عنه ؟


    جـ : يقتل كفرا كغيره من المكذبين والمستكبرين

    مثل إبليس وفرعون .



    [ 35 ]



    س : ما حكم من أقر بقواعد الإسلام الخمس
    ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل ؟


    جـ : أما الصلاة
    فمن أخرها عن وقتها بهذه الصفة فإنه يستتاب ،


    فإن تاب وإلا قتل حدا


    لقوله تعالى :

    { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ،


    وحديث :

    « أمرت أن أقاتل الناس » (1) . الحديث وغيره ،


    وأما الزكاة
    فإن كان مانعها ممن لا شوكة له


    أخذها الإمام منه قهرا ونكله بأخذ شيء من ماله ؛

    لقوله صلى الله عليه وسلم :


    « ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها » (2) . الحديث ،

    وإن كانوا جماعة ولهم شوكة وجب على الإمام قتالهم حتى يؤدوها

    للآيات والأحاديث السابقة وغيرها ،

    وفعله أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم أجمعين .

    وأما الصوم

    فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه الإمام أو نائبه

    بما يكون زجرا له ولأمثاله .


    وأما الحج

    فكل عمر العبد وقت له لا يفوت إلا بالموت ،


    والواجب فيه المبادرة ،

    وقد جاء الوعيد الأخروي في التهاون فيه ،


    ولم ترد فيه عقوبة خاصة في الدنيا .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 25 ، 1399 ) ، ومسلم ( الإيمان / 32 ، 37 ) .

    (2) ( حسن ) رواه أبو داود ( 1575 ) ، والنسائي ( 2292 ) أ ، ( 2297 ) أ ،
    وابن الجارود ( 174 ) ، والحاكم ( 1 / 398 ) ، والبيهقي ( 4 / 105 ) ،
    وأحمد ( 4 / 2 ، 4 ) من طرق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ،

    وقد قال الحاكم : صحيح الإسناد . ووافقه الذهبي ،

    وقد حسن الحديث الشيخ الألباني للخلاف المعروف على بهز بن حكيم ،

    وقال الشافعي : ليس بحجة ، وهذا الحديث لا يثبته أهل العلم بالحديث ولو ثبت لقلنا به ،

    وكان الشافعي قد قال به في مذهبه القديم ثم رجع عن ذلك في الجديد ،

    أما عن شرح مسألة « أخذ نصف ماله معه » فقد تقرر عن كثير من علماء الأمة

    أن الغلول في الصدقة والغنيمة لا يوجب غرامة في المال .

    ولذلك فإنهم اتجهوا إلى تأويل هذا الحديث بما يلي :

    ( 1 ) أن الحديث منسوخ ،
    ورد ذلك بأن دعوى النسخ غير مقبولة إلا مع وجود الدليل على ذلك
    مع العلم بتاريخ الأسبق ، وهذا غير محقق في مسألتنا .

    ( 2 ) أن الحديث فيه وهم قد وقع في سياق متنه

    وأن الصحيح « فإنا آخذوها من شطر ماله » أي يجعل ماله شطرين فيتخير عليه المصدق
    ويأخذ الصدقة من خير الشطرين عقوبة لمنعه الزكاة ، فأما ما لا يلزمه فلا .

    ( 3 ) أن الحديث صحيح ويجب أن يؤخذ به على ظاهره ،

    وأنه قد ثبت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شرعية العقوبات المالية لم يثبت نسخها بحجة .

    ( 4 ) أن الحديث ضعيف باعتبار أن بهزا لا يحتج به ،

    وقد ذهب إلى ذلك بعض العلماء وخالفهم آخرون ،

    والقول الثاني هو الأقرب عندنا ،


    والله تعالى أعلم .
    الحمد لله رب العالمين

  11. #191

    افتراضي

    [ 36 ]


    س : ما هو الإيمان ؟

    جـ : الإيمان قول وعمل :

    قول القلب واللسان ،

    وعمل القلب واللسان والجوارح ،

    ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ،

    ويتفاضل أهله فيه .

    الحمد لله رب العالمين

  12. #192

    افتراضي

    [ 37 ]

    س : ما الدليل على أنه قول وعمل ؟


    جـ : قال الله تعالى :

    {
    وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } . الآية ،

    وقال تعالى :

    {
    فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } .

    وهذا معنى الشهادتين

    اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ،


    وهي من عمل القلب اعتقادا

    ومن عمل اللسان نطقا لا تنفع إلا بتواطئهما ،

    وقال تعالى :

    {
    وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }

    يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة ،
    سمى الصلاة كلها إيمانا ،

    وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح ،

    وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر

    وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان ،

    وسئل النبي صلى الله عليه وسلم

    « أي الأعمال أفضل ؟

    قال : " إيمان بالله ورسوله » " (1) .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 26 ، 1519 ) ،
    ومسلم ( الإيمان / 135 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  13. #193

    افتراضي

    [ 38 ]


    س : ما الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ؟

    جـ : قوله تعالى :
    { لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ } -

    { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } -

    { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } -

    { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } -

    { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } -

    { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } -

    { فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا } -

    { وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا } ،


    وغير ذلك من الآيات ،


    وقال صلى الله عليه وسلم :

    « لو أنكم تكونون في كل حالة كحالتكم عندي
    لصافحتكم الملائكة » (1) ،

    أو كما قال


    ==================
    (1) رواه مسلم ( التوبة / 12 )
    وابن ماجه ( 4239 ) واللفظ له .

    الحمد لله رب العالمين

  14. #194

    افتراضي

    [ 39 ]

    س : ما الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه ؟


    جـ : قال تعالى :

    { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } -

    إلى : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } ،

    وقال تعالى :

    { فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ
    فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ


    وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
    فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
    } ،



    وقال تعالى :

    { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
    وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } . الآيات ،

    وفي حديث الشفاعة :

    «أن الله يخرج من النار
    من كان في قلبه وزن دينار من إيمان ،


    ثم من كان في قلبه
    نصف دينار من إيمان
    » .


    وفي رواية :

    « يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

    وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ،

    ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

    وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ،

    ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

    وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة » " (1) .

    ==================
    (1) رواه البخاري ( 44 ، 7410 ) ،
    ومسلم ( الإيمان / 325 ) .

    الحمد لله رب العالمين

  15. #195

    افتراضي

    [ 40 ]


    س : ما الدليل على أن الإيمان
    يشمل الدين كله عند الإطلاق
    ؟


    جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم

    في حديث وفد عبد القيس :


    « آمركم بالإيمان بالله وحده " ،

    قال : " أتدرون ما الإيمان بالله وحده " .

    قالوا : الله ورسوله أعلم .


    قال : " شهادة أن لا إله إلا الله

    وأن محمدا رسول الله ،


    وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،

    وأن تؤدوا من المغنم الخمس
    »
    " (1) .



    ==================
    (1) رواه البخاري ( 53 ، 87 ، 523 ) ،
    ومسلم ( الإيمان / 23 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  16. #196

    افتراضي

    [ 41 ]


    س : ما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة
    عند التفصيل ؟


    جـ : قول النبي صلى الله عليه وسلم
    لما قال له جبريل عليه السلام :


    « أخبرني عن الإيمان قال :

    " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،

    وتؤمن بالقدر خيره وشره » " (1) .


    [ 42 ]


    س : ما دليلها من الكتاب جملة ؟


    جـ : قال الله تعالى :

    { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ

    وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

    وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
    } ،


    وقوله تعالى :

    { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } ،


    وسنذكر إن شاء الله دليل كل على انفراده .

    ==================
    (1) رواه البخاري ( 50 / 4777 ) ،
    ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) .

    الحمد لله رب العالمين

  17. #197

    افتراضي

    [ 43 ]


    س : ما معنى الإيمان بالله عز وجل ؟


    جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب

    بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به ،

    هو الأول فليس قبله شيء ،

    والآخر فليس بعده شيء ،

    والظاهر فليس فوقه شيء ،

    والباطن فليس دونه شيء ،

    حي قيوم ، أحد صمد


    { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } ،

    وتوحيده بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .

    الحمد لله رب العالمين

  18. #198

    افتراضي

    [ 44 ]

    س : ما هو
    توحيد الإلهية ؟



    جـ : هو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة

    الظاهرة والباطنة قولا وعملا ،

    ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى كائنا من كان ،

    كما قال تعالى :

    { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } ،

    وقال تعالى :

    { وَاعْبُدُوا اللَّهَ

    وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } ،


    وقال تعالى :

    { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا

    فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } ،

    وغير ذلك من الآيات ،


    وهذا قد وفت به
    شهادة أن لا إله إلا الله .



    [ 45 ]

    س : ما هو ضد توحيد الإلهية ؟

    جـ : ضده
    الشرك ، وهو نوعان :

    شرك أكبر ينافيه بالكلية ،

    وشرك أصغر ينافي كماله .

    الحمد لله رب العالمين

  19. #199

    افتراضي

    [ 46 ]


    س : ما هو الشرك الأكبر ؟

    جـ : هو اتخاذ العبد من دون الله
    ندًا يسويه برب العالمين

    يحبه كحب الله
    ويخشاه كخشية
    الله

    ويلتجئ إليه
    ويدعوه ويخافه ويرجوه


    ويرغب إليه ويتوكل عليه ،

    أو يطيعه في معصية الله ،
    أو يتبعه على غير مرضاة
    الله ،
    وغير ذلك ،



    قال تعالى :

    { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

    وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

    وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

    فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا
    } ،


    وقال تعالى :

    { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

    فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا
    } ،


    وقال تعالى :

    { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

    فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } ،


    وقال تعالى :

    { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
    فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ

    فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ
    أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ
    سَحِيقٍ } ،


    وغير ذلك من الآيات ،

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « حق الله على العباد
    أن يعبدوه
    ولا يشركوا به شيئا ،


    وحق العباد على الله
    أن لا يعذب
    من لا يشرك به شيئا » (1) ،


    وهو في الصحيحين .


    ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين

    المجاهر به ككفار قريش وغيرهم ،


    والمبطن له
    كالمنافقين المخادعين


    الذين يظهرون الإسلام

    ويبطنون الكفر ،


    قال الله تعالى :

    { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ

    وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا

    إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا
    وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ

    وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ
    فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
    }
    .


    وغير ذلك من الآيات .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 2856 ، 5967 ، 6267 ، 6500 ) ،
    ومسلم ( الإيمان / 48 ، 51 ) ،
    وأحمد ( 3 / 260 ، 261 ) ،
    والترمذي ( 2643 ) ،
    وابن ماجه ( 4269 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  20. #200

    افتراضي

    [ 47 ]
    س : ما هو الشرك الأصغر ؟
    جـ : هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى ،
    قال الله تعالى :
    { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
    وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ،
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
    « أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر » (1) ،
    فسئل عنه فقال : ( الرياء ) ،
    ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم :
    « يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته
    لما يرى من نظر رجل إليه » (2) .
    ومن ذلك الحلف بغير الله
    كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها ،
    قال صلى الله عليه وسلم :
    « لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد » (3) ،
    وقال صلى الله عليه وسلم :
    « لا تقولوا والكعبة ، ولكن قولوا ورب الكعبة » (4) .
    وقال صلى الله عليه وسلم :
    " « لا تحلفوا إلا بالله » (5) ،
    وقال صلى الله عليه وسلم :
    « من حلف بالأمانة فليس منا » (6) ،
    وقال صلى الله عليه وسلم :
    « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (7) ،
    وفي رواية : ( وأشرك ) .
    ومنه قوله : ما شاء الله وشئت .

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال ذلك :
    « أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده » (8) .
    ومنه قول : لولا الله وأنت ،
    وما لي إلا الله وأنت ،
    وأنا داخل على الله وعليك ، ونحو ذلك .
    قال صلى الله عليه وسلم :
    « لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ،
    ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان » (9) .
    قال أهل العلم :
    ويجوز لولا الله ثم فلان ،
    ولا يجوز لولا الله وفلان .


    ==================
    1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 5 / 428 ، 429 ) ،
    والبغوي في شرح السنة ( 14 / 324 ) عن عمرو بن أبي عمرو ،
    وعن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث ،
    وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات ،
    رجال الشيخين غير محمود بن لبيد فإنه من رجال مسلم وحده .
    قال الحافظ : وهو صحابي صغير وجُلّ روايته عن الصحابة
    ( أفاده الشيخ الألباني في الصحيحة 951 ) .


    (2) ( حديث حسن . والجزء الذي احتج به الحافظ الحكمي « صحيح لغيره » أو نقول صحيح المتن ) ،
    رواه ابن ماجه ( 4204 ) بسند حسن على الراجح ،

    وقد قال الإمام البوصيري عن سند ابن ماجه :
    « هذا إسناد حسن . كثير بن زيد وربيع بن عبد الرحمن مختلف فيهما » ،
    رواه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد أيضا والبيهقي ،
    ورواه أحمد بن منيع ثنا كثير ،
    فذكره بزيادة في أوله كما أوردته في زوائد المسانيد العشرة . ا هـ .

    قلت : وكثير بن زيد صدوق يخطئ ،
    وربيع مقبول كما قال الحافظ ، يعني عند المتابعة ،
    وقد توبع خاصة في الجزء المحتج به في الحديث
    لما رواه ابن خزيمة ( 937 ) ، وصححه بإيراده أيضا محتجا به ،
    وقد احتج به أيضا الحافظ المنذري في الترغيب بتصديره بـ « عن » ،
    وهو من حديث محمود بن لبيد قال :
    خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
    « أيها الناس ، إياكم وشرك السرائر ،
    قالوا : يا رسول الله ، وما شرك السرائر ؟
    قال : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا
    لما يرى من نظر الناس إليه ، فذلك شرك السرائر » .


    (3) ( صحيح ) ، رواه أبو داود ( 3248 ) ، والنسائي ( 7 / 5 ) ،
    وسكت عنه الإمام أبو داود ، وصححه الألباني .


    (4) ( صحيح ) ، رواه النسائي ( 3773 ) ،
    قال الحافظ في الإصابة ( 4 / 329 ) : أخرجه النسائي وسنده صحيح ،
    وقد رواه النسائي في الكبرى ( 3 / 329 ) . أخرجه النسائي وسنده صحيح ،
    وقد رواه النسائي في الكبرى ( 3 / 124 )
    وفيه « . . فأمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة . . » .
    ولم نره واللفظ الذي أورده المؤلف .


    (5) تقدم رقم ( 3 ) .

    (6) ( صحيح ) ، رواه أبو داود ( 3253 ) حدثنا أحمد بن يونس ، ثنا زهير ،
    ثنا الوليد بن بن ثعلبة الطائي ، عن أبي بريدة ، عن أبيه قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحديث .
    وقد قال الشيخ الألباني : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ا هـ .


    (7) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 34 ، 67 ، 69 ، 86 ، 125 ) ،
    ورواه أبو داود ( 3251 ) ، والترمذي ( 1535 ) ،
    والحاكم ( 4 / 297 ) ، والبيهقي ( 10 / 29 ) ،
    وقد سكت عنه الإمام أبو داود ،
    وقال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن ،
    وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،
    وقد صححه أيضا الألباني .


    (8) ( سنده حسن وهو صحيح لغيره ) ،
    رواه أحمد ( 1 / 214 ، 224 ، 283 ، 347 ) ، وابن ماجه ( 2117 ) ،
    والنسائي ( في الكبرى ) ، والطحاوي ( 1 / 90 ) ،
    وأبو نعيم ( 4 / 99 ) ، ورواه أيضا البخاري في الأدب ( 783 ) ،

    قال الحافظ العراقي : رواه النسائي في الكبرى وابن ماجه بإسناد حسن ، ا هـ . ( إتحاف 7 / 574 )
    وقد جاء الحديث عن طرق عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس
    إلا أن ابن عساكر قال : « الأعمش » بدل « الأجلح » ،
    والأجلح هذا هو ابن عبد الله أبو حجية الكنزي ،
    وهو صدوق شيعي كما في التقريب ،
    وبقية رجاله ثقات ، رجال الشيخين ،
    فالإسناد حسن وله شواهد تصححه .


    (9) ( صحيح ) من حديث حذيفة . رواه أحمد ( 5 / 384 ، 394 ، 398 ) ،
    وأبو داود ( 4980 ) ، والبيهقي ( 3 / 216 ) ،
    والطحاوي ( 1 / 90 ) من طرق عن شعبة عن منصور بن المعتمر سمعت عبد الله بن يسار عن حذيفة به ،
    وهذا سنده صحيح ، رجاله كلهم ثقات ،
    رجال الشيخين ، غير عبد الله بن يسار وهو الجهني وهو ثقة ،
    وثقه النسائي وابن حبان .
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •