" لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ، ما لنا طعام إلا ورق الحُبْلَةَ حتى قرحت أشداقنا "


حديث صحيح - جاء من حديث سعد بن أبي وقاص , وعتبة بن غزوان :


أما حديث سعد بن أبي وقاص :


فأخرجه البخاري (3728) و(5412) و(6453) ، ومسلم (2966) , والترمذي (2366) , والنسائي فى "الكبرى" (11789) , وابن ماجه (131) وأحمد 1/ 174 و 181 و186 , والطيالسي (212) ، ووكيع في "الزهد" (123) ، وابن أبي شيبة 13 /362-363 , والحميدي (78) ، وهناد في "الزهد" (771) ، والدارمي (2415) ، وأبو يعلى (732) ، وابن أبي الدنيا في "الجوع" (163) , وأبو نعيم في "رياضة الأبدان" (15) , والطبري في "تهذيب الآثار" (1031) , وابن حبان (6989) , والبيهقي 1 / 106 , وابن عساكر في " تاريخ دمشق" 20 / 302 , والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 2 / 167: من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد , عن قيس بن أبي حازم ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :
" إني أول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد رأيتنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الحُبْلَةَ وَهَذَا السَّمُرَ ، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ثم أصبحت بنو أسد يعزروني في الدين، لقد خبت إذا وضل عملي" .


وقال الترمذي :
" هذا حديث حسن صحيح "
وأخرجه الترمذي (2365) ، وفي "الشمائل" (135) ، ومن طريقه البغوي (3923): حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد، قال: حدثنا أبي، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، قال:
سمعت سعد بن أبي وقاص، يقول: "إني لأول رجل أهراق دما في سبيل الله، وإني لأول رجل رمى بسهم في سبيل الله، ولقد رأيتني أغزو في العصابة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما نأكل لا ورق الشجر والحبلة،
حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة أو البعير، وأصبحت بنو أسد يعزروني في الدين، لقد خبت إذا وضل عملي ".
وقال الترمذي :
" هذا حديث حسن صحيح , غريب من حديث بيان ".
قلت : إسناده ضعيف جدًا , فإن شيخ الترمذي متروك .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 18 : من طريق صالح بن محمد ، قال : ثنا الهيثم بن خالد بن يزيد ، قال : ثنا بشر بن محمد السكري ، قال : ثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن سعد به .
وقال أبو نعيم : " غريب من حديث الشعبي عن سعد ، لم نكتبه إلا من حديث بشر ".
قلت : وإسناده ضعيف .


وأما حديث عتبة بن غزوان :


فأخرجه وكيع في "الزهد" (120) , ومن طريقه مسلم (2967-15), وأحمد 4/ 174 و 5/ 61 , وفي "الزهد" (ص: 31) , وابن أبي شيبة 13/376، والحاكم 3/ 261، والمحاملي في "أماليه" (515) , والطبراني 17(281) , وابن الأثير في "أُسد الغابة" 3/ 558 : حدثنا قرة بن خالد السدوسي ، عن حميد بن هلال العدوي ، عن خالد بن عمير رجل منهم ، قال : خطبنا عتبة بن غزوان ، يقول :
" لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ، ما لنا طعام إلا ورق الحبلة حتى قرحت أشداقنا "
وقال الحاكم : "صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي !
قلت : قد أخرجه مسلم .
وله طريقان آخران عن قرة بن خالد


الأول : أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1 / 340 , وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 171 , والحاكم 3/ 261 : من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ، حدثنا قرة بن خالد به مطولا , وسيأتي سياقه في الطرق الأخرى .
وزاد يعقوب : " ووجدت بردة فشققتها ، فأعطيت سعد بن مالك نصفها ، وليس من أولئك السبعة رجل إلا وهو على مصر من الأمصار ".


والثاني : أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 171 , وفي "معرفة الصحابة" 4/ 2127 : من طريق إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا قرة بن خالد ثنا حميد بن هلال، قال: قال خالد بن عمير: خطبنا عتبة بن غزوان قال: «أيها الناس إن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، ألا وإنكم في دار أنتم متحولون منها، فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا، وإنكم والله لتبلون الأمراء من بعدي، وإنه والله ما كانت نبوة قط إلا تناسخت حتى تكون ملكا وجبرية، وإني رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة، وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، فوجدت بردة فشققتها بنصفين، فأعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها، فليس من أولئك السبعة اليوم رجل حي إلا وهو أمير مصر من الأمصار، فيا للعجب للحجر يلقى من رأس جهنم فيهوي سبعين خريفا حتى يتقرر في أسفلها، والذي نفسي بيده لتملأن جهنم. أفعجبتم وإن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وما فيها باب إلا وهو كظيظ».


ولوكيع شيخ آخر في هذا الحديث :
أخرجه ابن ماجه (4156) , وأحمد 5/ 61 , وابن أبي شيبة في "المصنف" 13/ 53-54 , وفي "مسنده" (564) , والطبراني 17 (281) : عن وكيع , عن أبي نعامة، سمعته من خالد بن عمير ، قال خطبنا عتبة بن غزوان على المنبر فقال:
" ألا إن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وأنتم في دار منتقلون عنها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فلقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام نأكله إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا ".


وتابعه : صفوانُ بن عيسى , ويزيد بن هارون :


أما متابعة صفوان بن عيسى :
فأخرجها الترمذي في "الشمائل" (136) ، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1185 , والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 549 , والطبري في "المنتخب من ذيل المذيل" (ص: 53): من طريق صفوان بن عيسى، قال: حدثنا عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي قال : سمعت خالد بن عمير، وشويسا أبا الرقاد، قالا: بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان وقال: انطلق أنت ومن معك، حتى إذا كنتم في أقصى بلاد العرب، وأدنى بلاد العجم فأقبلوا، حتى إذا كانوا بالمربد وجدوا هذا الكذان، فقالوا: ما هذه؟ قالوا: هذه البصرة فساروا حتى إذا بلغوا حيال الجسر الصغير، فقالوا: ههنا أمرتم، فنزلوا - فذكروا الحديث بطوله - قال: فقال عتبة بن غزوان: «لقد رأيتني وإني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا، فالتقطت بردة قسمتها بيني وبين سعد، فما منا من أولئك السبعة أحد إلا وهو أمير مصر من الأمصار وستجربون الأمراء بعدنا».


وأما متابعة يزيد بن هارون :
فأخرجها الطبراني في "الكبير" 17(283) ، ومن طريقه المزي في ترجمة خالد بن عمير العدوي من "تهذيب الكمال" 8 /146-147 : من طريق يزيد بن هارون، ثنا أبو نعامة العدوي، عن خالد بن عمير، وشويس بن كيسان قالا: خطب عتبة بن غزوان
فقال: «إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وإنكم في دار تنتقلون عنها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا» قال قرة: ولقد وجدت بردة وقال أبو نعامة: التقطت بردة فشققتها نصفين فلبست نصفا وأعطيت سعدا نصفا، وليس من أولئك السبعة اليوم أحد إلا على مصر من الأمصار، وليجربن الأمراء بعدي، وإنه والله ما كانت نبوة قط إلا تناسخت حتى تكون ملكا وجبرية، ولقد ذكر لي قال قرة: إن الحجر، وقال أبو نعامة: إن الصحيفة تقذف بها من شفير جهنم فتهوي إلى قرارها، قال قرة: سبعين خريفا، وقال أبو نعامة: سبعين خريفا، وليملأن، وما بين المصراعين من أبواب الجنة مسيرة أربعين يوما، وليأتين على أبواب الجنة يوم، وليس فيها باب إلا وهو كظيظ، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي كبيرا وعند الله صغيرا ".


وله طريق أخرى عن خالد بن عمير :


أخرجه أحمد 5/ 61 , وعبد الرزاق (20891) , وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (301) ، والطبراني 17 (281) , وابن الأثير في "أُسد الغابة" 3/ 558: من طريق أيوب عن حميد بن هلال، عن خالد بن عمير، قال: سمعت عتبة بن غزوان به.
وتابع أيوبَ السختياني , سليمانُ بن المغيرة :
أخرجه مسلم (2967-14) , والنسائي في "الكبرى" (11790) , وابن المبارك في "الزهد" (534) ، والطيالسي (1276) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (300) ، وابن حبان (7121) ، والطبراني 17(280) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 2127 , والبيهقي في "الشعب" (10327) ، وفي "البعث والنشور" (536) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 116، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 145-146 : من طرق عن سليمان بن المغيرة ، حدثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، «فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاما، لا يدرك لها قعرا، ووالله لتملأن، أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا، فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا» .
وأخرجه الحاكم 3/ 261 ووقع عنده (سليمان بن موسى) بدل (سليمان بن المغيرة) !
وقال : "صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي !
قلت : قد أخرجه مسلم .


وأخرجه الطبراني 17 (278) و(279) : من طريق أبي نصر، عن عتبة بن غزوان به .
قلت : أبو نصر هو حميد بن هلال , وهو تابعي , وقيل : أن له رواية عن عتبة بن غزوان ، و الصحيح أن بينهما خالد بن عمير كما تقدم في طرق الحديث .
وأخرجه هناد في "الزهد" (770) : من طريق إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، وعن حميد بن هلال أبي قتادة العدوي , قال : خطبنا عتبة بن غزوان .
قلت : واسناده ضعيف , فإن اسماعيل بن مسلم المكي : ضعيف الحديث , وسيأتي الكلام عن رواية الحسن البصري .


وله طريق أخرى عن عتبة رضي الله عنه :
أخرجه الطبراني (285) , وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 2128 , وأبو بكر البزاز في "حديث شعبة" رقم (102) مخطوط : من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ، ثنا أبو سعيد ، مولى بني هاشم ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عتبة بن غزوان ، قال :
" لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ، ما لنا طعام إلا ورق الحبلة ، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما يخالطه شيء " .
وقال أبو نعيم : " تفرد به أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله ، عن شعبة " .
قلت : أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله : وثقه الأئمة , وقال ابن حبان : " ربما خالف " , وفيه عنعنة أبي اسحاق السبيعي .


طريق أخرى :
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2613): من طريق سهل بن بكار ، قال : نا يزيد بن إبراهيم التستري ، قال : نا الحسن ، وإبراهيم بن العلاء الغنوي ، قالا : في خطبة عتبة بن غزوان بالبصرة : " ألا إن الدنيا قد أذنت بصرم وولت حذاء ، ألا ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يصبها أحدكم ، ألا وإنكم منتقلون منها لا محالة ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ، ألا ولقد كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر ، حتى قرحت أشداقنا ، ولقد أصبحنا وما منا إلا أمير ، ولقد رأيتني وسبعة أصبنا بردة فشققناها بيننا ، ألا وإن من العجب أن الصخرة العظيمة لتطرح في جهنم ، فتهوي سبعين خريفا لا تبلغ قعرها ، ألا وإن من العجب أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعين يوما ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام " .
وقال الطبراني :
" لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن إبراهيم إلا سهل ".
وأخرجه الطبراني (281) عن الحسن ( وحده ) , ولم يسمع الحسن البصري خطبة عتبة بن غزوان إذ هو ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه
وقال الامام أحمد : لا نعرف له -يعني الحسن - سماعا من عتبة بن غزوان .
وإبراهيم بن العلاء الغنوي إنما يروي عن التابعين , وليس له رواية عن أحد من الصحابة .
وله طريق أخرى عن الحسن :
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (162) : من طريق المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : خطب عتبة بن غزوان الناس بالبصرة فذكره مختصرا .
والمبارك بن فضالة : صدوق يدلس ويسوي، ومرة: مختلف فيه وكان يدلس .


طريق أخرى :
أخرجه الطبراني (286) : من طريق عباد بن يعقوب الأسدي ، ثنا عمرو بن ثابت ، عن يونس بن خباب ، قال : سمعت أبا الخليل ، يحدث عن مجاهد ، حدثني ابن الشخير ، قال : قدم علينا عتبة بن غزوان السلمي ، فخطبنا وهو بالبصرة .
وإسناده ضعيف جدا , يونس بن خباب : قال في ترجمته الذهبي من "ديوان الضعفاء" (4828): "رافضي جلد، قال يحيى القطان: كذاب، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وقال الدارقطني: كان رجل سوء يسب عثمان، وقال ابن معين وغيره: ضعيف" .
قلت : ومن دونه ضعفاء .




كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
لسبعة عشر خلون من شهر صفر عام 1437 من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم