متى يخرج الرجل من السنة والجماعة؟
يصبح الرجل من أهل البدع والأهواء إذا خالف أصلا واحدا من أصول أهل السنة المجمع عليها والمسطورة في كل كتب الاعتقاد.فإن كانت كل أصوله سنية ثم خالف في أصل واحد فقط أصبح مبتدعا.
قال الامام أحمد في مقدمة أصول السنة :(ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها...)
ثم شرع يذكر خصال السنة والشاهد من قوله أن للسنة خصالاً من ترك خصلة لم يكن من أهلها.
وقال الإمام البربهاري بعد الانتهاء من شرح أصول السنة( فمن أقر بما في هذا الكتاب -من أصول اعتقادية_وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا واحدا فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه السنة ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أو شك في حرف منه أو وقف فهو صاحب هوى .)الأصل الثاني عشر بعد المائة
قال حرب الكرماني رحمه الله في ختام مسائله عن الإمام أحمد بن حنبل والإمام إسحق بن راهويه رحمهما الله :
(هذه مذاهب أهل العلم و أصحاب الأثر و أهل السنة المتمسكين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي إلى يومنا هذا و أدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز و الشام وغيرهم عليها .
فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق. )وهذا نقل للإجماع
وقال الإمام ابن بطة العكبري: (... ونحن الآن ذاكرون شرح السنة ووصفها وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمى بها واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحذر منه من أهل البدع والزيغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا).الشرح والابانة ١٧٥
وهذا نقل للإجماع
قال ابن المديني(ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها )مجمل أصول أهل السنة للالكائي ١\١٨٥
فإن قال قائل كل يؤخذ منه ويرد إلا النبي فنقول نعم كل يؤخذ منه ويرد إلا النبي ولكن أفهام الناس تختلف فإن لم نتقيد بفهم السلف وفهمنا النصوص بعقلونا تركنا الجماعة وتفرقنا شيعا لذلك فقول قول إمام واحد من أئمة السلف ليس بحجة ولكن منهجهم جميعا حجة وهم لايقولون ولايتكلمون إلا بحديث أو أثر
ولكن كيف فهم هؤلاء الجهابذة أن من خالف في أصل واحد من أصول السنة التي اتفق عليها السلف أصبح مبتدعا وليس من أهل السنة والجماعة ؟ قلنا سابقا أن الجماعة هم محمد وأصحابه ومن كانوا كانوا على هديهم واتبعوهم بإحسان من علماء وعوام، وقد جاء بالنص من حديث رسول أن من خالفهم من الفرق النارية وجاء حديث آخر يبين لنا مقدار هذه المفارقة قال رسولنا صلى الله عليه وسلم(من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلا أن يراجع)صحيح انظر الإبانة باب ذكر ما أمر به النبي من لزوم الجماعة والتحذير من الفرقة .
فمن خرج عن الجماعة قيد شبر واحد فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه سواء كان الخروج بالرأي والاعتقاد أو بترك السمع والطاعة وشق العصا (مفارقة الجماعة: ترك السنة واتباع البدعة، والربقة في الأصل: عروة في حبل، تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها، فاستعارها للإسلام، يعني ما يشد المسلم به نفسه من عرى الإسلام: أي حدوده، وأحكامه وأوامره ونواهيه .)
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ترك السنة الخروج من الجماعة)صحيح الإبانة ١\٧١